There's no way l am marrying you - 5
بعد ذلك، أصرّت ساشا بإصرارٍ على النوم معًا عدّة مرّات. في مواجهة هذا الموقف المُحرِج، فركت كيرين عينيها بتعب.
‘هناك العديد من الغرف، لماذا يجب أن أنام مع هذا الرجل أيضًا؟’
بدا أن آريس يشاطرها نفس الفكرة، وأظهر موقفًا حازمًا وكأنه مصمّمٌ على عدم الاستسلام هذه المرّة. وقف بثباتٍ أمام ساشا، مثل شخصٍ اتّخذ قرارًا عظيمًا. بدا وكأنه محاربٌ شجاعٌ يواجه عدوًّا بمفرده.
ومع ذلك، بمجرّد أن التقت عيناه بعيني ساشا، التي كانت تنظر إليه بابتسامةٍ واضحة، ارتجفت جفون آريس قليلاً. لحسن الحظ، ظلّ صوته ثابتًا وحازمًا.
“ليس الليلة، ساشا.”
نعم، هذا صحيح!
أثناء مشاهدته من مسافةٍ بعيدة، هتفت كيرين لآريس لأوّل مرٍة. لا يمكنهما الاستمرار في النوم في نفس السرير إلى الأبد.
تمامًا كما كانت على وشك الفرح لأن هذا سينتهي أخيرًا اليوم …
“لماذا لا؟”
أمالت ساشا رأسها، ما زالت غير متفهّمةٍ لماذا لا يستطيعان النوم معًا. يبدو أنهم ناموا معًا كثيرًا في الماضي.
لكن هذا كان في الماضي، ونحن في الحاضر الآن.
“من المريح لنا أن ننام منفصلين.”
“بابا، هل تكره النوم معي؟”
“…..”
“أنا أحب النوم مع بابا.”
عندما قالت الطفلة إنها تحبّ ذلك بابتسامةٍ مشرقة، احمرّ وجه آريس وكأنه تلقّى اعترافًا غير متوقّع وخفض رأسه ببطء.
“أنا أحبّ ذلك أيضًا …”
غطّى خديه المحمرّين بيديه وهمس بهدوء، وبدا خجولًا بشكلٍ غير معتاد.
‘أنت، أيها الوغد المجنون!’
عندما شاهدت كيرين آريس، صرخت في عدم تصديق.
لقد انهار سلوكه الحازم والمهيب تقريبًا منذ لحظات على الفور. بمجرّد عودة آريس، بعد فشله في التلويح بسيفه ولو مرّةً واحدة، وبّخته كيرين.
“ماذا تفعل؟ يجب أن تحاول إقناع الطفلة.”
“ماذا كان يجب أن أقول في هذا الموقف؟ أنني لا أحبّ النوم معها؟”
“كان يجب أن تقول أنكَ لا تحب النوم معي أنا.”
“كيف يمكنني أن أخبر طفلةً أن والديها يكرهان بعضهما البعض كثيرًا لدرجة أنهما لا يستطيعان النوم معًا؟”
“لقد كنتُ حمقاء لأنني وثقتُ بك. تنحَّ جانبًا.”
إذا لم يتمكّن من فعل ذلك، فسأفعله أنا.
منزعجةً من آريس الذي يسدّ طريقها، دفعته كيرين جانبًا واقتربت من ساشا. عندما رأت كيرين تقترب، نظرت ساشا إلى الأعلى بتعبيرٍ مشرق.
“ما الأمر، ماما؟”
“… .”
آه، لا يمكنني التعوّد على هذا.
في كلّ مرّةٍ تناديها الطفلة ‘ماما’، يتصلّب جسد كيرين لا إراديًا. شعرت بالهزيمة قبل أن تفتح فمها.
قمعت كيرين الرغبة في العودة والقول ‘لا شيء’، ونادت على ساشا برفق.
“ساشا.”
“همم؟”
عندما رأت الطفلة تميل رأسها قليلاً وتغمض عينيها، انحبست أنفاس كيرين في حلقها.
تدفّق الشعر الرمادي الفضي برفقٍ أسفل كتفيها وعينيها الأرجوانيتين الجذابتين. ظلّت الطفلة الصغيرة، التي بالكاد تصل إلى خصر كيرين، بجسدها الصغير، تعبث بيديها الصغيرتين، اللتين لا يزيد حجمهما عن براعم الزهور.
كانت لطيفةً للغاية ومحبوبة. لم تستطع كيرين أن ترفع عينيها عن زوايا عيني الطفلة المطوية برفقٍ عندما ابتسمت.
ما زالت كيرين غير قادرةٍ على تصديق أن هذه الطفلة هي ابنتها.
‘لا. تمالكي نفسكِ، كيرين روزينتيان.’
بعد أن استعادت وعيها متأخّرة، هزّت كيرين رأسها بسرعة. لم يكن هذا هو الوقت المناسب للإعجاب بالطفلة.
أخذت نفسًا عميقًا لتهدئة أعصابها، وانحنت كيرين قليلاً لمقابلة مستوى عيني الطفلة.
“أمكِ وأبيكِ بحاجةٍ إلى وقتٍ خاصٍّ بهم، لذلك قد يكون من الصعب علينا النوم معًا من الآن فصاعدًا.”
شرحت ببساطةٍ قدر الإمكان، على أمل أن تفهم الصغيرة.
اعتقدت أن هذا سيكون كافيًا، لكن ساشا أثبتت أنها أكثر تحدّيًا ممّا كان متوقّعًا.
“لكنني أحبّ النوم مع أمي وأبي.”
“…..”
أصيبت كيرين بالذهول عند رؤية وجه الطفلة الأبيض الصغير بشكلٍ استثنائي. وخاصةً تلك العيون الأرجوانية، التي تتلألأ الآن بالرطوبة.
لكن كيرين حاولت ألّا تتردّد.
“لا يمكنـ -“
“أحبّ حقًا النون مع أمي وأبي لأنني أشعر بالدفء.”
“ومع ذلك، هذا ليس ممكـ -“
“إن إمساك يدي أمي وأبي أثناء النوم هو أفضل شيءٍ في العالم.”
“…..”
الآن كانت الطفلة تمسك يد كيرين بيديها الصغيرتين اللتين بدت وكأنها قد تنكسران عند أدنى لمسة. شعرت كيرين بأن قلبها ينهار عند توسّلات الطفلة اليائسة والمثيرة للشفقة.
“هل هذا غير ممكنٍ حقًا؟”
“لا، إنه ممكن.”
“هل يمكنني الاستمرار في النوم مع أمي وأبي من الآن فصاعدًا؟”
“…..”
“همم؟”
“يمكنكِ…”
‘يمكنكِ، يمكنكِ. اللعنة!’
عادت كيرين، وهي تصرخ في داخلها. شعرت باليأس، ولم ترَ أيّ إمكانيةٍ للنصر.
كان آريس يراقب من خلفها بخطوة، وابتسم بسخريةٍ وكأنه يقول ‘لقد أخبرتُكِ بذلك’. لقد أزعجت سخرية آريس الصارخة كيرين، لكنها لم تجد كلماتٍ لدحضها.
***
وفقًا للقول بأن البشر مخلوقاتٌ قابلةٌ للتكيّف، بعد بضعة أيام، اعتاد كلاهما بسرعةٍ على مشاركة نفس السرير. كانت هذه الحقيقة بعيدةً كلّ البعد عن كونها ممتعة، وكانا يبدآن كلّ يومٍ في مزاجٍ كئيب.
في المناسبات النادرة التي استيقظت فيها ساشا أولاً، كان الاثنان غالبًا ما يجدان نفسيهما وجهاً لوجهٍ بمجرّد فتح أعينهما. في تلك الأيام، تدهور مزاجهما بشكلٍ أكبر.
“آه …”
كالمعتاد، أطلقت كيرين تنهيدةً ضحلةً عندما وصلت إلى مختبر أبحاثها في القصر الإمبراطوري. لقد كان من المروّع حقًا كيف اعتادت على هذه الحياة.
“رئيسة، تبدين مشرقةً بشكلٍ خاصِّ اليوم. هل حدث شيءٌ جيد؟”
“أيّ شيءٍ جيد …”
ردّت كيرين بتعبيرٍ محتار وفحصت وجهها في المرآة. لم تكن تبدو سعيدةً على الإطلاق، حتى كمجاملةٍ مهذّبة.
‘هل هذا الشخص لديه إدراكٌ أم لا؟’
نظرت كيرين إلى مساعدتها، سيسيل، باستياء. ولكن سرعان ما التفتت برأسها فجأة، ووجهها شاحب.
“ماذا قلتِ للتوّ؟”
“هاه؟ أوه، سألتُ إذا حدث شيءٌ جيد.”
“لا، قبل ذلك.”
“تبدين مشرقةً اليوم؟”
“قبل ذلك مباشرة.”
“رئيسة …؟”
“نعم، هذا هو!”
قالت كيرين، وهي تصفّق بيديها مرارًا وتكرارًا.
“هل ناديتِني بالرئيسة؟”
“نعم. لقد أصبحتِ رئيسة قسم السحر الإمبراطوري العام الماضي، هل تتذكّرين؟”
“واو، هذا مذهل!”
غطّت كيرين فمها بكلتا يديها، غير قادرةٍ على تصديق ما كانت تسمعه. لكنها لم تستطع إخفاء حماسها.
‘هل هذا ما يسمّونه انتصارًا بشريًا؟ كيرين روزينتيان، لقد نجحتِ!’
لقد كان حلمًا عزيزًا منذ فترةٍ طويلة. كانت قد تعهّدت دائمًا بأن تصبح رئيسة السحرة الإمبراطوريين يومًا ما.
‘لقد تحقّق ذلك بالفعل!’
على الرغم من أنها شعرت بالظلم لأنه قد مرّ ثماني سنوات، إلّا أن هذا بدا وكأنه نوعٌ من التعويض.
‘ثم لابدّ أنني كسبتُ ثروة، أليس كذلك؟’
الفكرة وحدها جعلت شفتيها تتجعّدان لا إراديًا.
المال. كان المال سبب حياة كيرين وحقيقتها النهائية.
كان السبب وراء اختيارها لدراسة صناعة الجرعات، والتي تشتهر بأنها أكثر الموضوعات السحرية خبثًا وقذارة، لأنها كانت المجال الأسهل والأكثر ربحية.
‘لا بد أن لديّ مكانًا ادخرتُ فيه مالي.’
كانت تتساءل عمّا إذا كان هناك خزنةٌ منفصلة، وإذا كان الأمر كذلك، فما إذا كانت محميّةً بكلمة مرور، عندما اقتربت سيسيل بشيءٍ في يدها.
“ما هذا؟”
“يبدو أنها رسالة شكرٍ من مكانٍ كنتِ ترعينه.”
“رعاية؟ أنا؟”
ظنّت كيرين أنها ربما أخطأت في السمع، فأشارت إلى نفسها. أومأت سيسيل برأسها وأجابت.
“نعم. لقد كنتِ ترعيهم باستمرارٍ لمدّة ست سنوات.”
“…..”
كان هذا جديدًا بالنسبة لها.
‘أنا؟ راعية؟’
أطلقت كيرين ضحكةً لا إراديةً من عدم التصديق. شعرت وكأنها تسمع أكثر شيءٍ سخيفٍ في حياتها.
لكن تعبير سيسيل لم يُظهر أيّ نيّةٍ للتراجع عما قالته للتوّ. شعرت كيرين بقشعريرةٍ تسري في زاوية قلبها.
“هل أنتِ جادّة؟”
“نعم بالطبع.”
عندما رأت سيسيل تهزّ رأسها وكأن الأمر واضح، شعرت كيرين بأن الأرض تنهار تحتها.
‘لا، ابقي هادئة.’
أخذت نفسًا عميقًا، محاولةً أن تتماسك. حتى لو كانت قد رعت شيئًا، نظرًا لشخصيتها، لكان ذلك كافيًا لإنقاذ ماء وجهها.
لكن مع عدم تذكّرها لذلك، لم تستطع التخلّص من شعورٍ مشؤوم.
“هل تعرفين كم مقدار ما أرعاه؟”
“لستُ متأكدةً من المبلغ الدقيق، لكنني أعتقد أنكِ تتبرّعين بحوالي نصف راتبكِ كلّ شهر.”
“النصف؟ هل قلتِ النصف …؟”
“لا، ربما يكون أكثر من النصف.”
“…..”
“…..؟”
تلاشى فرح التعرّف على نجاحها المهني عندما انهارت كيرين على الكرسي.
لقد كان الأمر صادمًا كما لو أن ما اعتقدت أنه سبيكة ذهبٍ في يدها تحوّل إلى كتلةٍ من الرصاص.
‘هذا سخيف.’
قامت كيرين فجأةً وهي تشدّ على قبضتيها وتصرّ على أسنانها، ووقفت نحو سيسيل، وكأنها لم تشعر باليأس قط. كانت حركتها أشبه بوحشٍ يندفع إلى الأمام.
“هل أنا مجنونة؟ كيف يمكنني أن أموّل هذا القدر؟”
“أ- أنا …”
“أنتِ مساعدتي! لماذا لم توقفيني!”
“لـ لماذا تغضبين مني…”
تذمّرت سيسيل، مضغوطةً على الحائط، وهي على وشك البكاء.
أخيرًا استعادت وعيها، واعتذرت كيرين وجلست مرّةً أخرى.
‘آه، هذا يقودني للجنون.’
راعية. من بين كلّ الناس، أكون راعية.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1