There's no way l am marrying you - 44
لسوء الحظ، بسبب هروب المرأة، لم يتمكّنوا من حلّ القضية بالكامل. ومع ذلك، تمكّنوا من إنقاذ الفتيات المختطفات بأمان.
“شكرًا لك، أيها القائد.”
أعربت الفتيات عن امتنانهن لكيرين وآريس بمجرّد إطلاق سراحهن من السجن.
‘هل هذا الرجل بخيرٍ حقًا؟’
بعد إعادة الفتيات إلى عائلاتهن، ألقت كيرين نظرةً على وجه آريس بينما كانا يسيران جنبًا إلى جنبٍ إلى المنزل.
عاد لون بشرته، الذي كان شاحبًا للغاية حتى فترة وكأنه قد ينهار في أيّ لحظة، إلى طبيعته وكأن شيئًا لم يحدث. رؤيته يتحرّك بهدوءٍ دون أيّ علامةٍ على المرض جعل كيرين تعتقد أنه كان وقحًا للغاية.
‘حسنًا، أعتقد أن هذا أفضل من أن يظلّ مريضًا.’
اعتقدت كيرين أن هذا أفضل من أن تظلّ حالته سيئة، فأعادت نظرها إلى الأمام.
‘إنه يشبهها حقًا.’
على الرغم من أنها كانت تعلم أكثر من أيّ شخصٍ آخر أن هذا مستحيل، إلّا أن كيرين شعرت بالارتباك حيث استمرّ آريس في التداخل مع آريا في ذهنها.
خاصةً عندما ارتدى آريس الفستان، جعلها تعتقد أن آريا قد تبدو هكذا عندما تكبر.
“أتسائل”
سألت كيرين أخيرًا بشكلٍ مباشر.
“هل أنتَ آريا؟”
“ماذا؟”
على الرغم من عبوس آريس قليلاً، وكأنه يتساىل ما الذي تهذي به، لم تتراجع كيرين وحدّقت فيه باهتمام.
“ألستَ آريا؟”
“مَن هي آريا؟”
“فتاةٌ لطيفةٌ وجميلة.”
“…..”
“ألستَ هي؟”
توقّفت كيرين عن المشي ونظرت إلى آريس، وسألته مرّةً أخرى. لكن آريس حدّق في كيرين بتعبيرٍ غير قابل للقراءة قبل أن يفرّق شفتيه ببطء.
“هل أبدو لكِ كامرأة؟”
“لا.”
“جيد، أنا لستُ هي.”
“حقًا؟”
“هل تعتقدين أن لديّ أيّ سببٍ للكذب؟”
“لا.”
لا تزال كيرين تشعر بالقلق، فحاولت طرح سؤالٍ مختلف.
“إذن هل تعرف أيّ شيءٍ عن آريا؟ أو هل لديكَ أختٌ أكبر أو أصغر؟”
“…..”
بدلاً من الإجابة، أطلق آريس ضحكةً ساخرة. بدا الأمر وكأن تلك الضحكة تعبّر عن عدم تصديقه وحيرته.
“ليس لديّ أيّ عائلةٍ باستثناء رايلي.”
“حقًا؟”
على الرغم من إجابته الحازمة، ضيّقت كيرين عينيها بريبة. ردّ آريس، وبدا منزعجًا.
“قلتُ لا. هل أردتِني أن أكون ذلك الشخص؟”
“لا.”
“…..”
مندهشًا من ردّها الواقعي، عبس آريس لفترةٍ وجيزةٍ قبل أن يشير بذقنه إلى الأمام.
“هل نذهب إلى المنزل الآن؟ ساشا ستكون في انتظارنا.”
كان موقفه يشير بوضوحٍ إلى أنه لا يريد الاستمرار في هذه المحادثة. أدركت كيرين ذلك، فأومأت برأسها بصمتٍ ومشت إلى المنزل بجانب آريس.
***
لقد هدأت الضجّة الأخيرة حول قضية النساء المفقودات إلى حدٍّ ما مع عودة الفتيات المختطفات سالمات. ومع ذلك، نظرًا لاختفاء العقل المدبّر، فقد تقرّر تشكيل فريق تحقيقٍ منفصلٍ لمواصلة التحقيق. لكن كيرين ظلّت غير مقتنعة.
‘ستعود تلك المرأة بالتأكيد.’
إذا لم تكن مخطئة، فقد بدا أن المرأة تركٍز على آريس. ويبدو أنها تعتقد أيضًا أن آريس يشبه آريا.
“هل وجدتِ الشخص الذي طلبتُ منكِ البحث عنه من قبل؟”
قبل دخول مختبر أبحاثها، زارت كيرين سيسيل وسألت بتعبيرٍ متفائل.
لكن سيسيل ابتسمت بشكلٍ مرتبك، وبدا عليها القلق.
“ليس بعد.”
“لقد استغرق الأمر وقتًا أطول ممّا توقّعت.”
“……”
عندما رأت سيسيل خيبة أمل كيرين الواضحة، ارتجفت شفتاها قليلاً. لم تستطع فهم ما كانت تتوقّعه عندما كان كلّ ما قدّمته هو اسمٌ ووصفٌ غامض.
“لقد قلتِ أن تلك الطفلة تعيش في قصرٍ أبيض في بوتينيا، أليس كذلك؟”
“نعم.”
أومأت كيرين برأسها بخفة وأضافت.
“لقد أنقذتُها بعد أن اختطفتها الكونتيسة التي تعيش في ذلك القصر الأبيض. أنا فقط أشعر بالفضول لمعرفة كيف حالها الآن.”
كانت تفضّل أن تلتقي بها شخصيًا، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فهي على الأقل تريد أن تعرف ما إذا كانت آريا تعيش بشكلٍ جيد.
ومع ذلك، لم تستطع سيسيل إيصال الأخبار التي أرادت كيرين سماعها.
“أعتذر، ولكن لم تكن هناك أنباءٌ عن العثور على ابنةٍ اختُطِفت في ذلك الوقت.”
“فهمت …”
بينما أومأت كيرين بمرارة، تحدّثت سيسيل بحذر.
“لستُ متأكدةً ممّا إذا كان قول هذا سيزعجكِ، ولكن …”
تسلّل شعورٌ مشؤومٌ إلى كيرين.
لكنها أجبرت نفسها على البقاء هادئةً وأشارت إلى سيسيل لتتحدّث بحرية. واصلت سيسيل على مضض.
“أعتقد أنه قد يكون من الأفضل لكِ أن تحضّري نفسكِ.”
“ماذا تقصدين؟”
“…..”
بدلاً من الإجابة، حوّلت سيسيل نظرها قليلاً. حتى من دون سماع ما كانت على وشك قوله، شعرت كيرين وكأنها تعرف بالفعل.
“هل تقولين أنها ربما تكون ميتة؟”
حتى عندما قالت ذلك، شعرت كيرين بقلبها يهبط إلى الأرض.
عند رؤية تعبيرها المذهول، تحدّثت سيسيل بصوتٍ مشوبٍ بالتنهّد.
“أنا فقط أفكّر في الاحتمال. سمعتُ أيضًا ان للرئيسة كانت تبحث بشكلٍ منفصل.”
“حسنًا، هذا …”
“إذا لم تكن هناك أدلّةٌ بعد البحث لفترةٍ طويلة، فهناك احتمالٌ أنها ربما ماتت. أو ربما تكون في بلدٍ آخر.”
في مواجهة هذا الاحتمال غير المتوقّع، صمتت كيرين للحظةٍ قبل أن تبتسم ابتسامةً ضعيفة.
“أفضّل أن تكون على قيد الحياة في مكانٍ ما، حتى لو كان بعيدًا.”
نظرًا لأن آريا كانت بمثابة حضورٍ عزيزٍ عليها، شعرت كيرين أنه سيكون من الصعب تحمّل خبر وفاتها.
***
“هاا …”
بعد التحدّث لفترةٍ وجيزةٍ مع سيسيل، عادت كيرين إلى مختبر أبحاثها وأطلقت تنهيدةً طويلة.
‘هل هي ميتةٌ حقًا …؟’
في اللحظة التي سمعت فيها أن آريا قد تكون ميتة، تدهور مزاج كيرين، ممّا جعلها تشعر باضطرابٍ عميق.
لكن كلمات سيسيل كانت منطقيةً إلى حدٍّ ما، لذلك لم تستطع أن تغضب.
‘لن أشتكي إذا كانت تعيش حياةً جيدةً في مكانٍ ما.’
عندما كانت طفلة، اعتقدت كيرين أنه لا يوجد أحدٌ أكثر إثارةً للشفقة في العالم منها. والدتها، التي كان عليها أن تدعم الأسرة بمفردها بسبب إدمان والدها على القمار، مرضت قريبًا وتوفيت. كما تعرّض والدها أيضًا لملاحقة الدائنين وضُرِب حتى الموت في النهاية لفشله في سداد ديونه.
تُرِكَت كيرين وحدها، وتنكّرت في هيئة صبيٍّ وجمعت المال من خلال التصميم الشديد.
عندها التقت بأريا. في البداية، كانت كيرين تحسدها. منزلٌ كبير، وملابس جميلة، وأمٌّ لطيفة. كانت تعتقد أن الحياة غير عادلةٍ حقًا.
ولكن في اللحظة التي شهدت فيها كيرين الظروف الحقيقية لأريا بنفسها، شعرت لأوّل مرّةٍ أن أريا كانت أكثر إثارةً للشفقة منها. كانت أريا ستُوبَّخ بشدّةٍ لأدنى خطأٍ في عزفها على البيانو. إذا كانت وتيرة مشيتها بطيئةً جدًا أو سريعةً جدًا، فقد أصبحت مشكلة، وكانت ستُحرَم حتى من وجبات الطعام اليومية. في النهاية، تعرّضت لانتقادات بسبب أمورٍ تافهةٍ بشكلٍ متزايد.
طائرٌ محاصرٌ في قفص.
كان هذا بالضبط وضع أريا.
‘اعتقدتُ أنها قد تكون آريس.’
تنهّدت كيرين بعمقٍ واستندت إلى كرسيها.
بالطبع، كانت آريا فتاةً محبوبةً وجميلةً للوهلة الأولى. من غير المرجّح أن تكبر مثل تلك الطفلة لتصبح مزعجةً كآريس.
في تلك اللحظة، كان هناك طرقٌ على الباب.
“نعم، تفضل بالدخول.”
بمجرّد أن قامت كيرين بتقويم وضعيتها، فتح الزائر الباب ودخل.
“ما الأمر؟”
عبست كيرين عند رؤية آريس. على الرغم من مظهرها المستفسر، جلس آريس أمام كيرين دون أن ينبس ببنت شفة.
“لماذا أنتَ هنا؟”
حتى عندما طُلِب منه الدخول في صلب الموضوع، حدّق آريس بصمتٍ في كيرين.
عندما التقت نظراتهما مباشرة، سألت كيرين مرّةً أخرى.
“هل أتيتَ لأن لديكَ شيئًا لتقوله؟”
“لا.”
“إذن لماذا أتيت؟”
“فقط هكذا. لماذا؟ ألا يُسمَح لي؟”
“…..”
تُرِكت كيرين بلا كلامٍ بسبب موقفه الوقح بسؤاله عنا إذا كان قد أتى إلى مكان لا ينبغي له أن يأتي إليه.
لكنها شعرت بعدم الارتياح إلى حدٍّ ما تحت نظراته المكثّفة، وتحدّثت بقسوةٍ عن قصد.
“لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة؟”
“لا شيء.”
“لا شيء. أنتَ تحدّق بي وكأنني حيوانٌ غريب.”
لقد تغيّرت نظرة آريس بشكلٍ خفيٍّ في مرحلةٍ ما. رغم أنها لم تستطع تحديد كيف بالضبط، إلّا أن الأمر أزعجها بما يكفي لدرجة أن كيرين رفعت حاجبيها.
“إذا كان لديكَ شيءٌ لتقوله، فقُله فقط.”
“لقد أخبرتُكِ، ليس لديّ ما أقوله.”
وبينما كانت كيرين على وشك الرّد، تسأل لماذا جاء إذن، تحوّلت عينا آريس إلى معصمها.
“ألم تقولي أنكِ سترتدين سوار الحماية الذي صنعتيه أيضًا؟”
“آه، صحيح.”
بعد أن نسيت الأمر، تذكّرت كيرين فجأةً وارتدت سوار الحماية.
لكنها تساءلت عمّا إذا كان ذلك ضروريًا حقًا.
“لا أحتاج إلى شيءٍ كهذا.”
“ألم يكن الشخص الذي يقول هذا الآن هو الذي اختُطِف؟”
“…..”
مؤخرًا، كان آريس يترك كيرين في حيرةٍ من أمرها بسبب طريقة حديثه.
“هل يجب أن أرتديه حقًا؟”
نظرًا لعدم اعتيادها على ارتداء الإكسسوارات، فقد شعرت بعدم الارتياح. على الرغم من أنها كانت خفيفة، إلّا أنها لا تزال تزعجها.
لكن آريس لم يتراجع على الإطلاق.
“اتفقنا على ارتدائهما معًا. يجب أن تفي بوعدكِ.”
“حسنًا… لا أستطيع أن أسميه وعدًا بالضبط.”
عندما رأت أنه لن ينظر بعيدًا حتى ترتدي السوار، ارتدته كيرين على مضض. عندها فقط ابتسم آريس بارتياح.
‘يبدو أنهما صُنِعا متطابقان، لذا فهو غريبٌ بعض الشيء …’
ألقت كيرين نظرةً متناوبةً على سوارها والسوار الذي يرتديه آريس. ورغم أنه تصميمٌ شائع، إلّا أن سوار كيرين كان أزرق اللون، بينما كان سوار آريس أحمر اللون.
بالصدفة، كانا يتطابقان مع لون عيون بعضهما البعض.
‘لم يكن الأمر مقصودًا.’
تساءلت كيرين كيف حدث الأمر بهذه الطريقة، وهزّت رأسها بخفّة، وشعرت وكأنها تربط معنى غير ضروريٍّ به.
وفي الوقت نفسه، داعب آريس سواره بهدوء.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1