There's no way l am marrying you - 40
بعد صراعها مع قضبان الحديد لفترة من الوقت، استسلمت كيرين أخيرًا وأطلقت تنهيدةً عميقة. مَن كان ليتصوّر أنها ستُزوَّد بسوارٍ جديدٍ يقمع السحر؟
‘ماذا كان آريس يفعل حتى تم القبض عليّ؟’
بدأت تشك في أن آريس ربما كان يقف ويشاهد فقط، معتقدًا أنه سيكون من الأفضل أن يتمّ اختطافها.
‘عديم الإحساس الذي لا يراعي الرفقة.’
ومع ذلك، بدا هذا كثيرًا بعض الشيء.
‘ يا له من وغدٍ فظيع.’
لقد رثت كيف يمكن أن يكون خاليًا من الإنسانية.
مصمّمةً على الهروب بمفردها، ضغطت كيرين وجهها بالقرب من قضبان الحديد وفحصت محيطها.
‘سيكون من الأفضل أن أفهم المنطقة المحيطة أولاً.’
لكن كلّ ما استطاعت رؤيته كان صفًّا من الزنازين الممتدّة على الجانب الآخر. بدا أن الجميع في نفس المأزق مثلها.
‘يالقدري السيئ.’
أطلقت تنهيدةً ثقيلةً على كيف انتهى بها الأمر على هذا النحو، ونقرت كيرين بلسانها واستدارت.
“منذ متى وأنتِ هنا؟”
وقعت نظراتها على امرأةٍ تجلس في أقصى الزاوية. كانت المرأة التي سألتها بقلقٍ عما إذا كانت بخير عندما استعادت كيرين وعيها بالكاد.
“لستُ متأكدة …”
تردّدت المرأة، التي فوجئت بسؤال كيرين، للحظةٍ قبل أن تخفض رأسها بتعبيرٍ يائس. بالحكم على شعرها الأشعث ووجهها الملطخ بالأوساخ، يبدو أنها كانت مسجونةً لبعض الوقت.
“إذن هل تعرفين أيّ شيءٍ على الإطلاق؟”
نظرت إليها كيرين بعيونٍ بدت وكأنها تتوسّل للحصول على أيّ معلومات، مهما كانت تافهة. تردّدت المرأة للحظة.
“حسنًا … بدا الأمر وكأنهم كانوا يبحثون عن شخصٍ ما.”
“مَن؟”
“لستُ متأكدة، لكنهم قالوا إنهم كانوا يبحثون عن ابنتهم.”
“….؟”
على الرغم من سماعها بوضوح، وجدت كيرين صعوبةً في فهم كلمات المرأة.
“ابنتهم؟”
“نعم. لقد استمرّوا في القول إنهم يجب أن يجدوا ابنتهم …”
أضافت المرأة باعتذار أنها لا تعرف الكثير غير ذلك.
“لا داعي للاعتذار. الأمر ليس وكأنكِ مَن أسرتِني.”
“ما زلت …”
“لا بأس. إذا تذكّرتِ أيّ شيءٍ آخر لاحقًا، فيرجى إخباري.”
عند رؤية تعبير المرأة المذنب، ربّتت كيرين على كتفها بينما كانت تكتم تنهيدةً في داخلها.
‘لهذا السبب اختطفوا النساء فقط.’
على الرغم من أنها لم تجد أيّ أدلّةٍ ملموسةٍ حتى الآن، كانت كيرين متأكّدةً من أنها يمكن أن تتعلّم شيئًا هنا.
‘كان يجب أن أرتدي سوار الحماية الخاص بي.’
بعد أن ندمت متأخّرةً على قرارها، لمست كيرين معصمها. من ناحيةٍ أخرى، تساءلت عمّا إذا كانوا سيأخذونه بعيدًا حتى لو ارتدته.
‘لكن يبدو أن هناك شيئًا غير طبيعي.’
كان من الغريب أنهم أخذوا سوارها الأصلي الذي يمنع السحر واستبدلوه بآخر جديد. وجدت كيرين الأمر غريبًا، فألقت نظرةً على معصم المرأة. كانت ترتدي سوارًا متطابقًا.
‘هل هو نوعٌ من القيود؟’
تساءلت عمّا إذا كان من الممكن إزالته، لكن يبدو أن هناك ظروفًا خاصة تمنعه من الخروج من المعصم.
“هاه …”
لم تتمكّن من حبسه لفترةٍ أطول، فأطلقت تنهيدةً طويلة.
كان الأمر مُحبِطًا لأنها لم يكن لديها ما تفعله الآن.
‘للآن، يبدو أن جميع المفقودين هنا.’
على الرغم من أنه كان من السابق لأوانه الاستنتاج، إلّا أنه بالنظر إلى الممر الطويل، بدا السجن أكبر ممّا كانت تعتقد في البداية.
في تلك اللحظة، بدأ صوت خطوات الأقدام يتردّد من بعيد. وبينما ركّزت على الصوت، أصبح أعلى، وكأن شخصًا ما كان يسير نحوهم.
“تعالي إلى هنا.”
أمسكت المرأة التي كانت تجلس بهدوءٍ بمعصم كيرين بوجهٍ شاحب. بدت مستعجلةً للغاية.
“ما الخطب؟”
“تعالي إلى هنا الآن.”
مع اقتراب الخطوات، حثّتها المرأة بقلقٍ متزايد، وهي تدير عينيها بعصبية. لم تبدُ غير مرتاحةٍ فحسب، بل ومرعوبةً أيضًا. حتى يدها التي تمسك بمعصم كيرين كانت ترتجف بشكلٍ واضح.
أخيرًا، أطلقت كيرين تنهيدةً ضحلةً وسمحت لنفسها بالانقياد إلى الزاوية حيث جلست المرأة.
دوي، دوي. جنبًا إلى جنب مع خطوات الأقدام، يمكن رؤية المصباح المعلَّق على الحائط يتأرجح بشكلٍ خافت.
‘هل هو الخاطف؟’
مصممةً على رؤية وجهه على الأقل، أبقت كيرين عينيها مثبّتتين على المنطقة خارج الزنزانة. وعلى النقيض من ذلك، خفضت المرأة الجالسة بجانبها رأسها بعمقٍ وارتجفت. بدا أنها تحاول عدم لفت الانتباه إلى نفسها.
تمامًا عندما كانت كيرين على وشك السؤال عن هذا السلوك الغريب …
توقّفت الخطوات فجأة.
“….”
في الصمت الثقيل الخانق، كان من الممكن سماع صوت شخصٍ يبتلع لعابًا جافًا بشكلٍ خافت.
على الرغم من خفض رأسها قليلاً، لاحظت كيرين أن المنطقة أمامها أشرقت للحظة. عندما رفعت بصرها قليلاً، رأت شخصًا يقف خارج الزنزانة.
“…..!”
كان جسدها موجّهًا مباشرةً نحوها. كادت كيرين أن تصرخ مندهشة.
‘مَن هو هذا الشخص بحق الإله؟’
كان هذا الشخص يرتدي قلنسوةً منخفضةً فوق وجهه، ممّا يجعل من المستحيل رؤيته بوضوح. ومع ذلك، كان بإمكانها إلى حدٍّ ما قياس حجم جسمهما.
‘إنه صغير.’
كانت قامة هذا الشخص أصغر بكثيرٍ ممّا توقعت، ممّا جعلها تشعر بالحيرة بشكلٍ غريب. في الوقت نفسه، ومضت احتماليةٌ غير متوقّعةٍ في ذهنها.
‘هل يمكن أن تكون امرأة؟’
***
بمجرّد أن سمع آريس عن حادثةٍ مماثلةٍ حدثت قبل بضع سنوات، ذهب على الفور إلى مكتبه ووجد الملفات ذات الصلة.
‘قضيةٌ لم تُحَل …’
بينما كان يفحص المعلومات بسرعة، اكتسبت عيناه الزرقاوان بريقًا باردًا مثيرًا للقلق.
[الناجية الوحيدة، الآنسة أ، تذكُر أن الجانية طلبت منها مطالب غير عادية. على وجه التحديد، أُجبِرت على الخضوع لتدريبٍ على آداب السلوك التي تليق بآنسةٍ نبيلة. وعندما انحرف سلوكها عن الأخلاق اللائقة، خضعت للتدريب حتى تم تصحيحها. بدت الجانية مهووسةً بشكلٍ خاصٍّ بالعزف على البيانو، وغالبًا ما كانت تمتنع عن تناول الوجبات …]
“ها …”
خرجت ضحكةٌ باردةٌ ساخرةٌ من شفتيه.
كانت تشبه بشكلٍ غريبٍ شخصًا يعرفه، مما جعله يشعر بالقشعريرة.
[آريا، هل تسمين هذا عزفًا؟]
[هذه أبسط الأساسيات! كيف يمكنكِ ارتكاب خطأٍ مرّةً أخرى!]
[آريا لم تكن بهذا السوء! أنتِ شيءٌ عديم الفائدة!]
بدأت الأصوات التي نسيها تهيمن على عقله مرّةً أخرى. شعر آريس بالاختناق فجأة، فتنفّس بسرعة.
“قائد!”
اندفع أحد الفرسان الذي كان يراقب من الخلف نحو آريس. ولحسن الحظ، تمكّن آريس من منع نفسه من الانهيار بإمساكه بالمكتب أمامه.
“هل أنتَ بخير؟”
“أنا بخير، أنا بخير …”
بدأ العرق البارد يتصبّب بالفعل على جبهته.
بعد أن مسحه بظهر يده، أخذ آريس نفسًا عميقًا طويلًا ليتماسك.
‘تلك المرأة.’
كان من الواضح أن تلك المرأة قد عادت للظهور.
‘اعتقدتُ أنها ماتت.’
بدأت يده التي تمسك بالمكتب ترتجف. لم يستطع أن يفهم سبب ظهور تلك المرأة، التي كان يعتقد أنها ميتة، فجأة.
لحسن الحظ، لم تدم أسئلته طويلاً.
‘هل يمكن أن يكون …’
تحوّلت نظراته بشكلٍ طبيعيٍّ إلى المستندات.
‘مطالب غير عادية، وتدريبٌ على الآداب والسلوكيات …’
تمامًا كما في ذلك الوقت، كانت تحاول إنشاء دميةٍ تناسب ذوقها.
***
“ذلك الشخص للتوّ.”
بمجرّد اختفاء الشخصية التي كانت تحدّق فيها، سألت كيرين على الفور المرأة بجانبها.
“هل كان هذا الخاطف؟”
“نعم … أعتقد ذلك.”
“همم …”
بينما كانت المرأة تخفض رأسها في يأس، كانت كيرين تمسح ذقنها بتفكير.
إن كان رجلاً، حتى هي لتمّ التغلّب عليها أيضًا.
ولكن لو كانت امرأةً أخرى، فقد تغيّر الأمر.
“هاي، هل تعرف مَن أنا؟”
في اليوم التالي، عندما جاء الخاطف ليُحضِر لهم وجبتهم، أمسكت كيرين بقضبان الحديد وصرخت بأعلى صوتها.
أمسكت المرأة التي كانت تراقب من الخلف بكتفها وأوقفتها قائلة، “هل أنتِ مجنونة؟” لكن صوت كيرين أصبح أعلى.
“أنتِ تعرفين مَن أنا وألقيتني في هذا السجن القذر! هاه؟ ما هذا؟”
بمجرّد أن رأت الطعام الذي تم وضعه داخل قضبان الحديد، انفجرت كيرين في الضحك وكأنها مصدومة.
“لن تسمي هذا الارتشاف الدموي وجبة، أليس كذلك؟”
“لقد أعدّته السيدة.”
لذلك أخبرتها أن تأكله دون تقيّؤ.
لكن كيرين ضحكت أكثر.
“واو، يمكنني معرفة نوع الشخص التي هي عليه سيدتك …”
قبل أن تتمكّن من إنهاء جملتها، وصل الشكل خارج الزنزانة بعنفٍ عبر القضبان وأمسك بقبضةٍ من شعر كيرين.
“أنتِ ثرثارةٌ للغاية. لماذا لا تصمتين وتأكلين؟”
“هل ستأكل هذا لو كنتَ مكاني؟”
في اللحظة التي أشارت فيها كيرين للخاطف لتجربته بنفسه، صفع وجهها على القضبان الحديدية.
“كُليه، كوني ممتنة لأنكِ تحصلين على شيء.”
ومضت العيون المخفية تحت القلنسوة بشكلٍ خطير. سرعان ما أطلق قبضته على شعر كيرين. بعد التحديق بشراسةٍ في كيرين، ألقى بالوجبة على الأرض وغادر.
بمجرّد أن تلاشى صوت الخطوات، أطلقت كيرين تأوّهًا صغيرًا.
“أوه، هذا يؤلمني.”
كان رأسها يدور من القوّة التي ضُرِبت بها في القضبان.
“هل أنتِ بخير؟”
بينما اقتربت المرأة بحذر، أطلقت كيرين ابتسامةً مشرقةً وأظهرت لها ما تحمله في يدها.
“تادا!”
“من أين جئتِ بهذا؟”
“لقد انتزعتُه من جيبه.”
لمعت عينا كيرين وهي تبتسم. لقد تمكّنت من سرقته من جيب الشخص ذي الرداء عندما مدّ يده عليها.
“ماذا ستفعلين بهذا؟”
“سأستخدمه كمفتاح.”
“….؟”
كان الشيء في يد كيرين دبوس شعرٍ صغير. أومأت المرأة برأسها في حيرة، غير متفهّمة، لكن كيرين هزّت كتفيها بخفة.
“لقد مرّ وقتٌ طويل، لستُ متأكّدةً ما إذا كان بإمكاني الاستمرار في القيام بذلك.”
بعد ثني دبوس الشعر بشكلٍ مسطّح، تأكّدت كيرين من عدم وجود أحدٍ حولها، ثم مدّت يدها عبر القضبان وأدخلته في ثقب المفتاح.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1