There's no way l am marrying you - 39
منذ ذلك الحين، توقّفت كيرين عن زيارة القصر الأبيض. لم تكن مرتبكةً فحسب، بل كانت مشغولةً أيضًا ببيع السلع في السوق ولم تجد الوقت لمقابلة آريا.
لم تسنح لها الفرصة إلّا عندما مرّت تلك الفترة المحمومة وأخيرًا أُتيحت لها لحظةٌ لالتقاط أنفاسها.
“سأعتمد عليكَ مرّةً أخرى، كاين.”
قالت بائعة الزهور وهي تسلّمها باقةً من الزنابق.
تساءلت كيرين عن سبب استدعائها، لكن يبدو أنها كانت لمَهمّةٍ في القصر الأبيض.
“أنا …”
“…..”
بعد أن بدأت في التحدّث بشكلٍ انعكاسي، هزّت كيرين رأسها بخفّةٍ وبدأت في المشي. حتى وهي تتّجه نحو القصر الأبيض، لم تستطع التوقّف عن التنهّد.
“ها …..”
بعد أن زفرت بعمق، نظرت كيرين إلى باقة الزنابق بين ذراعيها. بطريقةٍ ما، شعرت بعدم الارتياح ولم ترغب في الذهاب إلى القصر الأبيض.
‘سأترك الزهور عند الباب فقط.’
كان لديها شعورٌ قويٌّ بأن التورّط لن يؤدي إلى أيّ شيءٍ جيد. لكنها كانت أيضًا فضوليةً سرًّا بشأن حال أريا.
‘إذا ألقيتُ نظرةً سريعةً فقط … لا، عودي إلى رشدكِ.’
على الرغم من عزمها على عدم القلق بشأن ذلك، إلّا أنها لم تستطع التوقّف عن التفكير في أريا.
‘سيكون الأمر على ما يرام فقط للتحقّق ممّا إذا كانت بخير، أليس كذلك؟’
بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى القصر الأبيض، اختفى تصميمها مثل فقاعة.
كان من الطبيعي أن تشعر بالقلق بشأن أريا. نظرًا لأن الكونتيسة، وصيّة أريا، كانت توبّخها بشدّةٍ حتى على الأخطاء البسيطة، كان من المستحيل ألّا تقلق. علاوةً على ذلك، فإن حقيقة أن آريا لم تكن تتغذّى بشكلٍ صحيحٍ جعلت من الصعب غضّ الطرف عنها.
‘قليلاً فقط.’
مع نيّة إلقاء نظرةٍ سريعةٍ فقط، قامت كيرين بمسح محيطها بعناية. لحسن الحظ، بدا أن الكونتيسة بالخارج.
شعرت براحةٍ أكبر بسبب هذا، وتسلّقت كيرين بسهولةٍ شجرةً وطرقت على نافذة آريا.
“آريا.”
ولكن لم يكن هناك رد. اعتقدت أن آريا لم تسمعها، وطرقت مرّةً أخرى.
“آريا، هذا أنا.”
حتى عندما طرقت بقوّةٍ أكبر، لم يكن هناك أيّ ردّ فعل. عندما كانت على وشك المغادرة، معتقدةً أن آريا ليست في الغرفة، انفتحت النافذة المغلقة بإحكامٍ ببطء.
بمجرّد أن رأت العيون الزرقاء الواسعة والمتفاجئة من خلال الفجوة في النافذة المفتوحة، ابتسمت كيرين دون وعي. لكن ابتسامتها تلاشت بسرعة.
“أنتِ …”
كان مظهر آريا سيئًا للغاية لدرجة أن كيرين لم تستطع إيجاد أيّ كلماتٍ لطيفةٍ لتقولها، حتى ككذبةٍ بيضاء.
أصبح جسدها النحيل بالفعل نحيفًا مثل غصن، وكانت بشرتها الفاتحة شاحبةً للغاية لدرجة أنها كانت ذات صبغةٍ زرقاء. أصبحت عيناها الزرقاوان، اللتان اعتقدت كيرين دائمًا أنهما جميلتان، الآن غائرتين للغاية لدرجة أنهما بدتا خاليتين من الحياة.
“لماذا تبدين هكذا؟”
تسلّقت كيرين على الفور عبر النافذة إلى الغرفة، ووضعت يدها برفقٍ على خدي آريا. حتى في هذه الحالة، كان بإمكانها أن تشعر بالملمس الناعم لجلد آريا في راحة يديها.
“لماذا أصبحتِ نحيفةً للغاية؟”
“…..”
“آريا.”
وبينما حثّتها كيرين على الإجابة، رفعت آريا، التي كانت تنظر إلى الأسفل بصمت، رأسها ببطء. كانت عيناها مليئةً بالاستياء العميق.
“لماذا لم تأتِ؟”
“هاه؟”
“استمريتُ في انتظارك. لماذا لم تأتِ؟”
“هذا …”
كانت آريا دائمًا هادئةً ومتماسكة، ولم تُظهِر غضبها أبدًا. لم تستطع كيرين إخفاء حيرتها من مواجهة آريا لها بشكلٍ مباشر، وهو أمرٌ لم تتوقّعه أبدًا.
“فكرتُ، إن لم تأتِ اليوم، فستأتي غدًا، إن لم غدًا فبعد غد الغد. بقيتُ أنتظر هكذا، لكنكَ …”
“لا، إنه فقط …”
غير قادرةٍ على معرفة كيفية الشرح، فركت كيرين مؤخرة رقبتها بشكلٍ مُرتبك.
عند رؤية هذا، أصبحت نظرة آريا أكثر برودة.
“هل تكرهني؟”
“ماذا؟”
سألت كيرين، التي كانت تفكّر فيما إذا كانت ستخبر آريا بما سمعته من بائعة الزهور، معتقدةً أنها ربما سمعت خطأً. لكن آريا حدّقت فيها بلا تعبير.
“هل أكرهكِ؟”
“لا، إذًا؟”
“بالطبع لا. إذا كنتُ أكرهكِ، هل كنتُ سآتي إلى هنا؟”
في حين أن كيرين تحبّ الناس بشكلٍ عام، إلّا أنها لم يكن لديها وقت فراغٍ كافٍ لإغداق الاهتمام على شخصٍ لا تحبّه.
“مُحالٌ أن أكرهكِ.”
لم تستطع أن تفهم سبب سوء الفهم الذي كان لدى آريا. وبينما كانت في حيرةٍ من أمرها، شعرت أيضًا بالأسف عليها.
“أنا آسفٌ إذا جعلتكِ تشعرين بالإهمال. كنتُ مشغولاً مؤخّرًا، لذا لم أتمكّن من الحضور.”
“….”
“لذا، ابتهجي، حسنًا؟”
“….”
بينما كانت كيرين تداعب خدّها برفق، نظرت إليها آريا، التي أدارت رأسها بعيدًا عن عمد، ببطء.
“هل ستأتي كثيرًا الآن؟”
“نعم. أخطّط لأخذ استراحةٍ لبضعة أيام.”
عندها فقط خفّ تعبير آريا، وفجأةً ألقت ذراعيها حول رقبة كيرين. تردّدت كيرين بخوفٍ للحظةٍ قبل أن تربّت على ظهر آريا.
“أتعلمين …”
بدأت كيرين في الحديث وهي تفكّ ذراعي آريا بعنايةٍ من رقبتها، لكنها شعرت بالتردّد. ومع ذلك، كان عقلها مليئًا بالأشياء التي أرادت أن تقولها.
يقولون إن الابنة التي عاشت في هذا القصر ماتت بالفعل.
إذن مَن أنتِ؟
ارتفعت هذه الكلمات إلى طرف لسانها.
لكنها شعرت أنه ليس الجو المناسب لمثل هذه الأسئلة اليوم، فقرّرت حفظها للمرّة القادمة.
“هل افتقدتِني كثيرًا، آريا؟”
“نعم. لذا تعال كثيرًا.”
في الماضي، كانت آريا لتخجل أو تشعر بالحرج من مثل هذه الكلمات، لكن هذه المرّة أومأت برأسها مطيعةً مثل طفلٍ حسن التصرّف. وجدت كيرين هذا لطيفًا، ولم تستطع إلّا أن تطلق ضحكةً صغيرة.
“امم، لديّ شيءٌ لأخبركَ به أيضًا.”
“هاه؟”
“أنا لستُ آريا حقًا.”
“ماذا؟”
بينما كانت كيرين ترمش في حيرة، ولم تفهم ما تعنيه، فتحت آريا فمها بتردّد.
“هذا ليس اسمي الحقيقي في الواقع. اسمي الحقيقي هو …”
“هل أنتِ بخير؟”
فجأة، أصبح صوت آريا خافتًا، وقاطعها صوت امرأة أخرى. وبينما فتحت كيرين عينيها ببطء، التقت بنظرة امرأةٍ تنظر إليها بقلق.
“هذا …”
زفرت كيرين بهدوء، ممسكةً برأسها. وبمجرّد أن استعادت وعيها، أصيبت بصداعٍ شديد.
“أين أنا؟”
بمجرّد أن هدأ الألم إلى حدٍّ ما، أصبح محيطها أكثر وضوحًا. كان الظلام شديدًا بحيث لا يمكن الرؤية بوضوح. كان الضوء الوحيد قادمًا من مصباحٍ صغيرٍ مثبّتٍ على الحائط.
“لا أعرف.”
“ماذا؟”
“لقد اختُطِفتُ أيضًا …”
أجابت المرأة بصوتٍ باكٍ في مواجهة نظرة كيرين المُلِحّة، غير قادرةٍ على إخفاء يأسها. عند سماع هذا، وقفت كيرين على الفور واستدارت لتواجه الأمام. أمامها كانت شبكةٌ حديديةٌ سميكةٌ تسدّ الطريق.
‘ما الذي يحدث بحق الإله؟’
تنهّدت كيرين، محاولةً تجميع ذكرياتها. آخر شيءٍ تتذكّره هو الظل الذي يتبعها والكيس الأسود الذي يغطّي وجهها. بعد ذلك، فقدت وعيها ولم تستطع تذكّر أيّ شيء.
‘يبدو أنني وقعتُ في قبضة الجاني.’
وبينما كان الأمر مروّعًا، فكّرت أنه قد يكون أمرًا جيدًا بالفعل.
‘أولاً، أحتاج إلى التخلّص من شبكة الحديد هذه.’
عندما كانت على وشك استخدام سحر الإبادة، الذي يمكن أن يجعل الأشياء تختفي بمجرّد لمسها …
“….؟”
لم يحدث شيء. حتى عندما أمسكت بقضبان الحديد بإحكامٍ وهزّتها بقوّة، كان الأمر بلا فائدة.
‘ما اللعنة؟’
في حيرةٍ من أمرها، كانت على وشك المحاولة مرّةً أخرى عندما لاحظت سوارًا غير مألوفٍ على معصمها.
‘مستحيل …’
كان سوارًا لقمع السحر، مختلفًا عن السوار الذي كانت ترتديه من قبل.
‘لقد قُضِي عليّ.’
تحوّل وجهها على الفور إلى اللون الشاحب.
***
“أيّها القائد، من فضلكَ اهدأ …”
“هل أبدو لكَ هادئًا الآن؟”
لقد حدث ذلك في لحظةٍ وجيزة.
فجأة، نشأت مسألةٌ عاجلةٌ في القصر الإمبراطوري، وخلال الوقت القصير الذي كان فيه آريس بعيدًا، اختفت كيرين. على وجه التحديد، تم اختطافها.
“ألا تعلم أنها ترتدي سوارًا لقمع السحر الآن؟”
لأن الجاني كان حسّاسًا للسحر، كان على كيرين دائمًا ارتداء سوارٍ لقمع السحر. كان السوار ينخلع من تلقاء نفسه بعد مرور بعض الوقت، لكن المشكلة كانت أنها اختُطِفت قبل أن يحدث ذلك.
“أنا متأكّدٌ من أنني أخبرتُكَ أن تراقبها بعناية.”
“اعتذاري.”
لم يستطع المرؤوس حتى رفع وجهه بشكلٍ صحيح، وشعر بالخجل الشديد.
أطلق آريس، الذي كان يراقب هذا بهدوء، ضحكةً باردةً ومرّر يده بعنفٍ خلال شعره.
القول بأنه كان غاضبًا سيكون أقلّ من الحقيقة. شعرت أطراف أصابعه بالسخونة من الغضب.
لكن لم يكن هناك وقتٌ حتى للغضب.
بالكاد كَبَتَ مشاعره المضطربة، تحدّث آريس بتعبيرٍ هادئٍ ولكنه باردٌ بشكلٍ مرعب.
“إذن أين كان آخر موقعٍ معروفٍ لها؟”
أصبح العثور على كيرين هو الأولوية الآن.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1