There's no way l am marrying you - 37
‘لقد كبرتُ بالتأكيد.’
وقفت كيرين أمام المرآة وفركت وجهها وعقدت حاجبها. أصبح جلدها خشنًا وجافًا بشكلٍ ملحوظ، وهو ما كان مزعجًا.
في تلك اللحظة، كان هناك طرقٌ على الباب.
“متى ستخرجين؟”
“أنا قادمة، أنا قادمة.”
عند سماع الصوت غير الصبور، تنهّدت كيرين بعمقٍ ومسحت ملابسها.
لجذب انتباه الجاني، كانت ترتدي زيًّا لا ترتديه عادةً. كان فستانًا أزرق داكنًا يبدو أنيقًا ومُحسَّنًا. على الرغم من أنه كان من المُحرِج ارتداؤه بعد فترةٍ طويلة، إلّا أنها اعتقدت أنه يبدو جيدًا جدًا. حتى أنها ارتدت قبعةً مطابقًا، ممّا منحها مظهرًا أصغر سنًا من المعتاد.
‘لا يبدو الأمر سيئًا.’
أخذت كيرين نفسًا عميقًا وفتحت الباب، وتأكّدت من إخفاء سوار قمع السحر الخاص بها بكمّها.
كان آريس ينتظر بالخارج بينما كانت كيرين تستعد.
“كيف أبدو؟”
“…..”
على الرغم من أنها سألت بتوتّرٍ داخلي، إلّا أنه لم يكن هناك رد.
ومع إطالة الصمت، بدأ وجه كيرين يتلاشى.
“ما الخطب؟ هل أبدو عجوزة؟”
“…..”
“أبدو عجوزة، أليس كذلك؟”
“فقط أبعدي وجهكِ.”
أدار آريس رأسه، مبديًا عدم ارتياحه. حينها فقط أدركت كيرين أنها دفعت وجهها بالقرب من وجه آريس.
“هل إلى درجة أنه من غير السارّ أن تنظر إليّ؟”
“ليس لدينا وقتٌ لهذا. أسرعي واخرجي.”
على الرغم من أنها استمرّت في الضغط للحصول على إجابة، إلّا أن آريس لم يقدّم لها ردًّا مناسبًا. لقد أشار إليها فقط لتُسرِع.
‘ربما لم يكن يجب أن أتطوّع لأكون الطُعم.’
شعرت كيرين بالحرج إلى حدٍّ ما، وأرخت كتفيها.
لقد ندمت على عدم السماح لآريس بارتداء ملابس نسائية إذا أراد ذلك، لكن الأوان قد فات الآن.
‘مَن طلب منه أن يقول إنني جميلة؟ أردتُ فقط أن أعرف ما إذا كان لا بأس بمظهري.’
لماذا كان من الصعب جدًا قول ذلك؟
شعرت بالاستياء إلى حدٍّ ما، وسارت ببطءٍ عن قصد. في تلك اللحظة، توقّف آريس عن المشي. وبينما كانت على وشك إلقاء نظرةٍ عليه، متسائلةً عن السبب،
“أنتِ جميلة.”
“هاه؟”
“أنتِ جميلة، لذا توقّفي عن التذمّر وأسرعي.”
قبل أن تُفاجَأ بكلماته المُفاجِئة، بدأ آريس في المشي مرّةً أخرى.
غطّت كيرين فمها بيدٍ واحدة، مستمتعةً بكيفية تحوّل أذنيه إلى اللون الأحمر على الرغم من نبرته الخالية من المشاعر.
‘كان يجب أن تقول ذلك منذ البداية.’
أخيرًا في مزاجٍ أفضل، تَبِعت كيرين آريس بخطواتٍ خفيفة.
دون أن تدري، كانت تهمهم لنفسها.
كان دور الطُعم بسيطًا. كلّ ما كان عليها فعله هو التجوّل لجذب الانتباه والإبلاغ عن أيّ أفراد مشبوهين. بدا الأمر سهلاً، لكنه يتطلّب عينًا ثاقبةً لاكتشاف الأشخاص المشبوهين.
كانت كيرين تتجوّل بشكلٍ واضح، متظاهرةً بأنها فتاةٌ نبيلةٌ شابةٌ خرجت للتنزّه. وبينما كانت تفعل ذلك، كان عقلها مليئًا بأفكارٍ مختلفة.
‘بالتفكير في الأمر، فقد قالوا إن الجاني حسّاسٌ للقوّة السحرية.’
بدا أن الجاني يمكنه بطريقةٍ ما أن يستشعر ويختبئ من أيّ محاولاتٍ للعثور عليه باستخدام السحر أو الأجهزة السحرية، ممّا أدى إلى افتراض أنه حسّاسٌ للغاية للقوّة السحرية.
‘هل هناك أشخاصٌ حسّاسون للسحر غير السحرة؟’
في الوقت الحالي، لم يخطر ببالها أحد.
‘من المؤكّد أن الجاني ليس عاديًا.’
ابتلعت كيرين تنهيدةً كانت ترتفع في حلقها، ونظرت شاردة الذهن إلى العناصر الموجودة في كشكٍ قريب.
فجأة، شعرت بنظرة شخصٍ ما عليها.
‘لا يمكن …’
اعتقدت أن الطُعم ربما تم أخذه بالفعل، استدارت قليلاً، فقط لتشعر بالإحباط.
“ماذا تفعل؟”
على الرغم من أن القلنسوة كانت مرفوعةً لتغطية شعره، إلّا أنها لم تتمكّن من إخفاء خطّ فكه الرفيع.
تعرّفت عليه على الفور، ونظرت إليه كيرين بتعبيرٍ منزعج. أجاب بجفاف.
“ماذا؟”
“لماذا تتبعني؟”
“لقد طلبتِ مني حمايتكِ.”
بدا آريس محتارًا. تنهّدت كيرين وقالت،
“لا، لقد طلبتُ منكَ المساعدة إذا كنتُ في خطر.”
علاوةً على ذلك، كان زيّ آريس مشبوهًا بشكلٍ واضح. مع إطاره الطويل ملفوفًا بغطاء رأسٍ أسود، لم يستطع إلّا أن يبرز. من المؤكّد أن الجاني سيتراجع بعد رؤية آريس، حتى لو كان لديه أيّ نيّةٍ للاقتراب منها.
“ليس عليكِ القلق بشأن ذلك، بما أنه يقوم باستكشاف الأمور فقط في اليوم الأول.”
قال آريس بلا مبالاة، ويبدو أنه يفهم قلق كيرين.
نظرت إليه بهدوء، وسألته كيرين بنوعٍ من عدم التصديق،
“إذن ستبقى بجانبي اليوم؟”
“نعم. الأمر أقلّ إثارةً للشكوك بهذه الطريقة.”
قبل أن تتمكّن من السؤال كيف يكون ذلك أقلّ إثارةً للشكوك، تابع آريس،
“هل سبق لكِ أن رأيتِ شابّاتٍ نبيلاتٍ يمشين بمفردهن؟”
“هل أبدو كشابّةٍ نبيلة؟”
على الرغم من أن نبرتها كانت توبيخًا واضحًا، إلّا أن كيرين لم تشعر بالانزعاج على الإطلاق. بل شعرت بالإثارة، وكانت عيناها الحمراوان تتألّقان.
“حسنًا، أحتاج إلى أن أبدو جميلةً اليوم.”
شعرت بالفخر إلى حدٍّ ما، ورفعت ذقنها. نظر إليها آريس وكأنه لا يستطيع تصديق ذلك.
“يا لكِ من جريئة.”
“ليس وكأن ما قلتُه خاطئ.”
في مواجهة نظراتها المتحدّية، وكأنها تتحدّاه لدحضها، نقر آريس بلسانه لفترةٍ وجيزة.
‘لكنها جميلةٌ بالفعل.’
وجهها الأبيض الصغير غير المعتاد ذو الملامح المتناغمة. وخاصة عينيها الحمراوين الزاهيتين كان من الصعب إبعاد النظر عنهما.
حتى الآن.
على الرغم من أن وجهها لم يكن مرئيًا بالكامل بسبب القبعة، إلّا أن شكلها النحيف والدقيق لفت انتباه المارّة. وبينما كانت تلك النظرات غير سارّة، إلّا أنها كانت مفهومةً إلى حدٍّ ما.
‘ما الذي أفكّر فيه؟’
هزّ آريس رأسه بخفّةٍ وركّز مباشرةً إلى الأمام. لقد شعر بالقلق من الأفكار غير المعتادة التي كانت تراوده مؤخّرًا.
“ركّزي فقط على المَهمّة.”
“أنا أقوم بذلك بشكلٍ جيّدٍ بما فيه الكفاية.”
عندما تحدّث بغضبٍ عن قصد، عبست كيرين ونظرت إلى الأمام مباشرة.
عند هذا المنظر، لم يستطع آريس إلّا أن يعتقد أنها تبدو لطيفة.
‘هل جننت؟’
على الرغم من ارتباكه الداخلي، إلّا أنه لم يُظهِر أيّ علامةٍ على ذلك وهو يتبع كيرين.
بدت متعبةً للغاية.
جاء المساء، لكنهم عادوا إلى القصر دون أيّ نتائج مُهمّة.
ومع ذلك، لم يبدو الأمر سيئًا للغاية. كانت كيرين تتحدّث بجانبه، ويبدو أنها شعرت بنفس الشعور.
“لقد كان من الممتع أن ننظر حول السوق بعد فترةٍ طويلة.”
“لقد كان كذلك.”
أومأ آريس برأسه، ناظرًا إلى كيرين التي بدت متحمسةً إلى حدٍّ ما. تذكّر تعبيرها البهيج وهي تنظر حول أماكن مختلفة.
لقد كان يعتقد أنها ستحبّ السلع الفاخرة نظرًا لحبّها للمال، ولكن من المدهش أن كيرين لم تكن مادية. حتى عندما عرض عليها شراء شيءٍ بدا أنها مهتمّةٌ به، رفضت. بدا الأمر وكأنها تريد ذلك لكنها لم تكن بحاجةٍ إليه حقًا.
“لقد عُدنا خاليي الوفاض اليوم.”
في طريق عودتهم إلى القصر، تنهّدت كيرين بعمق، بخيبة أملٍ لعدم الحصول على أيّ شيء.
على النقيض من ذلك، كان آريس هادئًا، جافًّا تقريبًا في ردّه.
“لقد مرّ يومٌ واحدٌ فقط.”
لقد بدأوا هذا استعدادًا لعمليةٍ طويلةٍ الأمد. لذلك لم يكن هناك ما يدعو إلى خيبة الأمل.
وبفضل هذا، شعرت كيرين، التي كانت قلقةً سرًّا، براحةٍ أكبر قليلاً.
“أوه، بالمناسبة، أردتُ أن أخبركَ بشيء.”
قبل أن يتمكّن آريس من السؤال، تابعت كيرين،
“لا يمكنني صنع الجرعة لأنه قد نفدت المواد التجريبية.”
“هل تقصدين جرعةً لاستعادة الذكريات؟”
“نعم. لقد جرّبتُ كلّ المكوّنات تقريبًا، لكن لا شيء يعمل، لذلك كنتُ أفكّر في تجربة الماء المقدّس.”
“ألم نستخدم بعضًا من قبل؟”
“لقد استخدمنا كلّ ذلك لاختبار أبوّة ساشا.”
فهم آريس على الفور ما كانت كيرين تقصده، عبس باستياء.
“إذن أنتِ تقولين أنكِ بحاجةٍ للذهاب إلى المدينة المقدّسة للحصول على بعض؟”
“نعم.”
“من البابا؟”
“نعم.”
بينما أومأت كيرين بهدوء، شعر آريس بعدم الارتياح بشكلٍ متزايدٍ لسببٍ ما.
“ألا يمكنكِ الحصول عليه من الكهنة الآخرين؟”
“أنتَ تعرف مدى صرامتهم. هل تعتقد أنهم سيكونون سعداء إذا قلتُ إنني بحاجةٍ إليه للتجارب؟”
وأضافت أنها حتى هي لن تحبّ الأمر إذا كانت مكانهم. ثم قال آريس شيئًا غير متوقّع.
“سأذهبُ أنا أيضًا.”
“ماذا؟”
ارتفع صوت كيرين لا إراديًا.
لكن آريس نظر إليها مباشرةً دون أن يرمش بعينه.
“هل أنتَ جاد؟”
“لماذا سأكذب؟”
“أستطيع الذهاب وحدي.”
“إنه عملي أيضًا.”
“حسنًا، هذا صحيح، ولكن …”
لم يكن آريس مخطئًا على الإطلاق. لكن كيرين لم تستطع فهم نواياه، ممّا جعلها غير مرتاحةٍ إلى حدٍّ ما.
“حسنًا إذن.”
عندما رأت أنه لن يسمح بذلك ما لم توافق، أومأت كيرين برأسها على مضض، ثم توقّفت.
‘الإذن؟’
كادت تضحك على الفكرة التي خطرت ببالها دون وعي. منذ متى أصبحت هي وآريس من النوع الذي يطلب الإذن من بعضهما البعض؟
ظنّت أنها مجنونة، فنقرت كيرين برفقٍ على خدّها وكأنها تريد أن تتخلّص من ذلك. في تلك اللحظة، تحوّل نظر آريس إلى شيءٍ خلفهما.
“ما الخطب؟”
“…..”
لكن آريس لم يقل شيئًا. كان يحدّق فقط في نقطةٍ واحدة.
“هل هناك شيءٌ هناك؟”
“لا.”
“….؟”
حتى عندما نظرت إليه باستغراب، أشار آريس بذقنه لها للنظر إلى الأمام. ألقت كيرين نظرةً سريعةً إلى الوراء قبل أن تحوّل نظرتها إلى الأمام.
بمجرّد أن نظرت كيرين إلى الأمام مرّةً أخرى، نظر آريس إلى الخلف مجدّدًا. اختفى الظلّ الأسود الذي كان يقف بوضوحٍ خلف شجرةٍ الآن.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1