There's no way l am marrying you - 35
“هل أنتِ بخير؟”
رمشت كيرين ببطءٍ عند النظرة التي كانت تفحصها بسرعةٍ من أعلى إلى أسفل.
ما زالت تشعر بالضبابية، ربما لأنها استيقظت للتوّ.
‘حلم …’
كانت ذكرى نسيتها لفترةٍ طويلة. تساءلت كيف استطاعت أن تنسى ذلك.
“هل أبدو بخيرٍ لك؟”
كافحت كيرين للجلوس، وفركت وجهها. لكن آريس تنهّد، ووجهه أصبح أكثر استرخاءً بشكلٍ ملحوظ، وكأنه مرتاح.
“تبدين بخير.”
“كيف حال ساشا؟”
“وضعتُها في السرير. كان من الصعب جعلها تنام لأنها أصرّت على البقاء بجانبكِ.”
“لقد مررتَ بوقتٍ عصيب.”
عند رؤية ردّ كيرين الفاتر، سأل آريس مرّةً أخرى.
“هل أنتِ بخيرٍ حقًا؟”
“ألم تسمعني أقول إنني لستُ بخير؟”
“هل أنتِ لستِ بخيرٍ حقًا؟”
“…..”
لم يرفع آريس عينيه عن كيرين ولو للحظة. بدا وكأنه يتحقّق مما إذا كانت قد أصيبت بأذًى في أيّ مكان.
عند رؤية قلقه الحقيقي، فركت كيرين مؤخّرة رقبتها دون وعي.
“بالطبع أنا بخير. ألا ترى ذلك؟”
شعرت بالحرج بشكلٍ غريب، فحوّلت نظرها عن آريس دون أن تدرك ذلك.
‘لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة؟’
لقد كانت في حيرةٍ من أمرها. الرجل الذي لم يكن يهتمّ بما إذا كانت قد أصيبت بأذًى أم لا من قبل أصبح الآن يتصرّف بقلق ويثير ضجّة لمجرّد إغماءةٍ بسيطة.
ولكن ما كان أكثر غرابة هو أنها لم تجد قلقه مزعج.
“أمي!”
وبينما كانت تتساءل عن سبب شعورها بهذه الطريقة، التفتت كيرين بسرعةٍ إلى الصوت خلفها. كانت ساشا واقفةً هناك، تعانق الوسادة بإحكامٍ ودموعها تبلّل خديها.
“أمي … لقد فعلت ساشا شيئًا سيئًا.”
يبدو أنها أدركت أن كيرين أُغمي عليها بسببها. صفّقت كيرين بيديها تجاه ساشا، التي كانت نادمةً للغاية لدرجة أنها لم تقترب منها.
“ساشا، لقد أحسنتِ صنعًا.”
“هاه؟”
اتّسعت عينا ساشا البنفسجيّتان عند الثناء غير المتوقّع.
“هذا بالضبط ما يجب عليكِ فعله للأشخاص الذين يحاولون إيذائكِ، قولي ‘توقّف’ كما فعلتِ الآن.”
ابنة مَن كانت لتنجح في المحاولة الأولى؟ لم تشعر كيرين بالفخر فحسب، بل شعرت أيضًا بالإعجاب حقًا.
لكن ساشا تردّدت، وهي تراقب تعبير كيرين بعناية.
“ألا تكرهينني؟”
“هاه؟”
“لكنكِ تأذّيتِ بسببي.”
بينما كانت تتحدّث، امتلأت عينا ساشا بالدموع الشفافة، كما لو كانت تتألّم بوضوح.
“لم تؤذيني عمدًا، أليس كذلك؟”
“هـ هذا صحيح، ولكن …”
“في الواقع، أنا ممتنّةٌ لأنكِ أحسنتِ صنعًا. وماما بخيرٍ الآن. هل ترين؟ أنا بخيرٍ تمامًا.”
“……”
“لذا، هل يمكنكِ أن تعانقي ماما الآن؟”
جلست كيرين، نصف راكعة، وفتحت ذراعيها تجاه ساشا. كلّ ما أرادته هو أن تحمل تلك الطفلة الصغيرة بين ذراعيها.
“صغيرتي، ذراعي على وشك السقوط.”
“……”
“ألن تعانقي ماما؟”
وبينما كانت على وشك إنزال ذراعيها بتعبيرٍ مجروح، سلّمت ساشا الوسادة إلى آريس وركضت بين ذراعي كيرين. ارتفعت شفتا كيرين في ابتسامةٍ على الدفء الذي يستقرّ في حضنها.
“أنا آسفة، ماما.”
“لقد أخبرتُكِ أنه لا بأس.”
“ما زلتُ آسفة.”
“حتى إن لم خطأ ساشا.”
وبينما استمرّت ساشا في الاعتذار، قامت كيرين بالتربيت على رأسها برفقٍ لتهدئتها.
***
في اليوم التالي، بعد توصيل ساشا إلى منشأة القصر التعليمية، كانت كيرين في طريقها إلى مختبرها.
حتى الآن، لم تستطع فهم كيف نسيت تلك الحادثة.
“هل لي أن أطلب منكِ معروفًا؟”
سألت كيرين بحذرٍ بمجرّد أن التقت بسيسيل في المختبر. نظرت إليها سيسيل، التي كانت قد سكبت الشاي للتوّ، بتعبيرٍ محتتر.
“أيّ معروف؟”
“أريد أن أجد شخصًا ما.”
“لقد أتيتِ إلى الشخص الصحيح. أنا واثقةٌ عندما يتعلّق الأمر بالعثور على الأشخاص. ما اسمه؟”
“آريا. آريا …….”
توقّفت كيرين للحظة. ومرّت ذكرى منسيّةٌ في ذهنها.
[في الواقع، هذا ليس اسمي الحقيقي. اسمي الحقيقي هو …]
“لديها اسمٌ حقيقيٌّ مختلف.”
“ما هو اسمها الحقيقي؟”
“لا أعرف.”
“…..”
في الصمت الغريب الذي تلا ذلك، بحثت كيرين بسرعةٍ في ذكرياتها.
‘قالت أنها قالت أننا في نفس العمر، لذا ربما …’
“عمرها 20، لا، 28 عامًا.”
“ماذا عن مظهرها؟”
“إنها جميلة.”
“لا، أعني إلى جانب كونها جميلة أو وما إلى ذلك. مثل، هل لديها بشرةٌ فاتحة، شعرٌ بني، هذا النوع من الأشياء؟”
“لديها شعرٌ فضي. وبشرةٌ شاحبةٌ للغاية.”
“أيّ شيءٍ آخر؟”
“أعتقد أنها من أصلٍ نبيل، ولكن …”
حتى بالنسبة لها، بدت المعلومات غير كافية.
لم يكن اسمها آريا الحقيقي، وكلّ ما كانت تعرفه حقًا أنها فتاة وأنها تبدو جميلةً بشكلٍ ملحوظ.
“حسنًا. سأبحث عن الشخص المعني أوّلاً، ولكن إذا تذكّرتِ أيّ شيءٍ آخر، فيرجى إخباري.”
“شكرًا لكِ. سأعتني بكِ جيدًا.”
شكرت كيرين سيسيل وذهبت مباشرةً إلى غرفة إنتاج الأدوات السحرية.
على أمل أن تجدها بالتأكيد.
***
لم يكن اليوم مختلفًا عن أيّ يومٍ آخر. كانت تلك اللحظة التي كانت فيها كيرين وساشا يسيران عائدتين إلى ساحة التدريب.
“آريس.”
عندما استدار آريس عند سماعه نداء اسمه المفاجئ،
رأى كيرين تمسك بشيءٍ ما. كان سوارًا به عدّة خيوطٍ رفيعةٍ متصلةٌ بجوهرةٍ صغيرةٍ في المنتصف.
“ها أنتَ ذا.”
“ما هذا؟”
“جهازٌ سحريٌّ وقائي.”
“شكله مختلف.”
فحص آريس السوار الذي تلقّاه بشكلٍ غير متوقّع. كان مختلفًا بوضوحٍ عن الجهاز الوقائي الذي رآه من قبل.
“اعتقدتُ أن الأخرى قد تكون غير مريحةٍ للحمل، لذا غيّرتُها إلى سوار. مَن لديه الوقت لتوجيه عصًا إلى شخصٍ ما ومهاجمته في حالة الطوارئ؟”
“هذا صحيح.”
“لذا غيّرتُها إلى سوارٍ يسهل ارتداؤه، والآن يمكنكَ تنشيطه من خلال النظر إلى الهدف ونطق كلمة التنشيط.”
“ليس سيئًا.”
فوجئ آريس قليلاً بموقف كيرين الجادّ بشكلٍ غير متوقّع، بعد أن اعتقد أنها صنعت هذه الأشياء فقط لكسب المال.
“نظرًا لأن بعض الأشخاص قد يقولون ‘أُغرُب عن وجهي’ كعادة، فإن ارتدائها بشكلٍ طبيعيٍّ عند مواجهة مواقف الخطيرة، اضغط على الجوهرة وقُل كلمة التنشيط لتنشيطها. لون الجوهرة الطبيعي هو أخضر، لكنها تتحوّل إلى اللون الأحمر عند الضغط عليها. عندما تتحوّل الجوهرة إلى اللون الأحمر، اصرُخ بكلمة التنشيط.”
بمجرد أن انتهت من الشرح، أشارت كيرين إلى آريس لتجربتها. عبس آريس قليلاً وضغط على الجوهرة. وكما قالت كيرين، تحوّلت الجوهرة الخضراء إلى اللون الأحمر. وللتأكّد، ضغط آريس عليها مرّةً أخرى لتعود إلى اللون الأخضر.
“جيدة الصنع.”
“لقد أضفتُ أيضًا وظيفة تتبّع.”
“لذا أقول فقط ‘أُغرُب عن وجهي’ عندما تكون الجوهرة حمراء؟”
“لا، لقد جعلتُ كلمة التنشيط الخاصة بكَ مميّزةٌ بعض الشيء.”
“ما هي؟”
ولكن بدلاً من الإجابة، ابتسمت كيرين فقط، وارتفعت زوايا شفتيها بشقاوة. أمال آريس رأسه، متسائلاً عمّا تعنيه.
“عزيزتي، ساعِديني.”
“ماذا؟”
عبس آريس بشدّة. كاد تعبيره عن الاشمئزاز الشديد أن يجعل كيرين تنفجر ضاحكة.
“إذن ما هي كلمة التنشيط؟”
سأل آريس مرّةً أخرى، فضوليًا. أخيرًا، لم تتمكّن كيرين من كبح جماح نفسها، فانفجرت ضاحكة.
“لقد أخبرتُكَ للتوّ.”
“ماذا؟”
“عزيزتي، ساعِديني.”
“…..؟”
رمش آريس، معتقدًا أنه ربما أخطأ في السمع، وأطلق ضحكةً مريرة.
“تقولين أن هذه هي كلمة التنشيط؟”
“نعم.”
عندما رأى كيرين تومئ برأسها كما لو كان الأمر واضحًا، شعر آريس بصداعٍ قادم.
“لماذا وضعتِ شيئًا كهذا ككلمة تنشيط؟”
“لأنه ممتع.”
“هل ترين هذا ممتعًا؟”
“نعم. لذا كُن حذرًا حتى لا تضطرّ إلى استخدام كلمة التنشيط إذا أمكن ذلك.”
“لن يحدث هذا مطلقًا.”
“إذن هذا جيدٌ بالنسبة لي.”
واصلت كيرين مضايقة آريس، ولا تزال تضحك مازحة. حدّق آريس في السوار وأطلق تنهيدةً منزعجة. لقد بدا شيئًا عديم الفائدة حتى لو احتفظ به.
“لديكِ حسُّ فكاهةٍ سيئ.”
“لكنني أعطيكَ إياه مجانًا دون أيّ مقابل.”
“هذا؟”
“إذا لم يعجبك، فأعِده.”
“هاه، هل تعطينني إياه للحظة ثم تسعيدينه مجدّدًا؟”
نقر آريس بلسانه، واصفًا إياها بشكلٍ غير مباشرٍ بأنها تافهة، لكنه ارتدى السوار على أيّ حال.
“بجديّة. تستمر في الشكوى على الرغم من أنكَ سترتديه على أيّ حال.”
“إذن هل يجب أن أتخلّص من شيءٍ أعطيتِني لي؟”
“مَن الذي سيتخلّص منه؟ لقد ارتديتَه الآن على أيّ حال.”
رفع آريس معصمه وكأنه يتباهى. كان سوار الحبل الرقيق يناسب معصمه الأبيض القوي بشكلٍ مدهش.
‘هل هذا لأن بشرته جميلةٌ للغاية؟’
كانت مجرّد جوهرةٍ صغيرةٍ بها عدّة حبالٍ منسوجةٍ معًا، لكن عندما ارتداها آريس بدت كعملٍ فنيّ. شعرت كيرين بالذهول مرّةً أخرى.
“على أيّ حال، كُن حذرًا.”
كانت على وشك أن تربّت على كتف آريس لكنها توقّفت وخفضت يدها. أو بالأحرى، حاولت خفضها.
لكن بشكلٍ غير متوقّع، أمسك آريس يدها. على الرغم من أن آريس كان يرتدي قفازات، إلّا أنها تفاجأت.
“قلتُ أنني لا أمانع معكِ.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1