There's no way l am marrying you - 32
“كيف كان الجهاز السحري الواقي؟”
عندما دخلت كيرين غرفة الإنتاج، سأل الساحر المسؤول عن إنشاء الجهاز بعيونٍ منتظرة. ردّت كيرين بهدوء.
“إنه يعمل بشكلٍ جيد. يبدو أن سحر الوهم قد تمّ إلقاؤه بشكلٍ صحيح.”
“هل جرّبتيه بالفعل؟”
“نعم.”
“على مَن؟”
“على آريس.”
“على قائد الفرسان الإمبراطوريين؟”
صُدِم الساحر من أن كيرين استخدمته على آريس. قدّمت كيرين عذرًا لم يكن كعذرٍ حقًا.
“لم يكن عن قصد، لقد كان حادثًا، حادثًا.”
“كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الحادث؟ هناك كلمة تنشيطٍ محدّدة.”
“……”
بعد أن صمتت كيرين للحظةٍ بسبب الملاحظة الحادّة، ردّت بعصبية.
“بحقك، عندما أقول إنها حادثة، فقط تقبّلها كحادثة وامضِ قُدُمًا.”
“حسنًا. إذن، هل قرّرتِ السعر؟”
“ليس بعد. ما زلتُ أفكّر في الأمر.”
في حين أنها أرادت تحديد السعر مرتفعًا، إلّا أنها كانت تعلم أن الناس لن يشتروا إذا كان السعر باهظًا للغاية. كان العثور على سعرٍ معقولٍ أمرًا صعبًا حقًا.
“أنا بحاجةٍ إلى التفكير في الأمر أكثر.”
لم يكن الأمر شيئًا يمكنها أن تقرّره بسرعة.
لحسن الحظ، لم يبدُ الأمر عاجلاً، حيث أومأ الساحر بهدوء قبل أن يُظهِر تعبيرًا غريبًا.
“بالتفكير في الأمر، فهو أمرٌ مثيرٌ للاهتمام.”
“ما هو؟”
“أن القائد لديه شيءٌ يخاف منه.”
بمجرّد أن خرجت تلك الكلمات، بدأت عينا الساحر تتألّقان بشكلٍ غير مريح.
بعد أن أدركت كيرين هذا على الفور، حوّلت نظرها بعيدًا، لكن الساحر لم يُخفِ فضوله. أخيرًا، تنهّدت كيرين ووبّخته بخفّة.
“ما الفائدة التي ستعود عليكَ من معرفة ذلك؟”
“أنا فقط فضولي، هذا كلّ شيء.”
“اذهب وقُم بعملك.”
بإشارةٍ سريعة، أرسلت كيرين الساحر للعمل على أجهزةٍ أخرى، وبدا عليه بعض خيبة الأمل. بعد التأكّد من رحيله، غادرت كيرين غرفة الإنتاج وتذكّرتً فجأةً ما حدث مع الجهاز الوقائي في المرّة الأخيرة.
[كنتُ مخطئًا. كنتُ مخطئًا، أمي.]
‘ما يخاف منه آريس …’
لقد اعتذر لوالدته بوجهٍ مرعوب. كان مشهدًا غير مسبوقٍ لن يترك عقلها بسهولة.
‘هل يخاف من أن يوبّخ من والدته؟’
لكن كان لديها شعورٌ قويٌّ بأن الأمر ليس بهذه البساطة.
وبينما كانت تفكّر أنه قد تكون هناك ظروفٌ أكثر تعقيدًا وصعوبةً وراء ذلك، تعثّرت كيرين على مشهدٍ غير متوقّعٍ أوقفها في مكانها.
‘ماذا؟’
لقد فوجئت، وفركت عينيها ونظرت مرّةً أخرى. ولكن لم يتغيّر شيء.
‘لماذا هذان الاثنان معًا؟’
ما رأته أمامها كان آريس وفنسنت، يشربان الشاي معًا بشكلٍ وديّ.
***
“لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن تحدّثنا بهذه الطريقة، نحن الاثنان فقط.”
ابتسم فنسنت بابتسامته المعتادة وهو يأخذ رشفةً من الشاي. كانت رائحة الشاي جيدةً بشكلٍ خاصٍّ اليوم، ممّا تسبّب في تجعيد زوايا فمه بشكلٍ متكرّر.
على النقيض من ذلك، حدّق آريس باهتمامٍ في شايه كما لو كان يشتبه في أنه قد يكون مسمومًا، ثم نظر إلى فينسنت وسأل.
“متى ستغادر؟”
“ألا تحبّ وجودي؟”
“بلى.”
على الرغم من الإجابة الصريحة، والتي كان من الممكن أن تكون مسيئةً أو صادمة، إلّا أن فنسنت ضحك بهدوءٍ كما لو كان يتوقّع ذلك.
لكن عينيه أصبحتا باردتين.
“طريقتكَ الوقحة في الحديث لم تتغيّر.”
كان الأمر كما كان دائمًا.
كان يقول أشياء لم يكن من الضروري أن تُقال، أو يعبّر عن مشاعر لم يكن من الضروري الكشف عنها، ويجرّ عواطف الناس إلى اتجاهٍ سيء.
“إذا كان لديكَ شيءٌ لتقوله، فقُل ذلك بسرعةٍ وانتهي منه.”
عبس آريس، الذي أظهر بوضوحٍ أنه لا يريد أن يكون معه.
كان الجميع يتحدّثون عن فنسنت باعتباره تجسيدًا لملاك أو شيءٌ من هذا القبيل، لكن آريس لم يرَ الأمر بهذه الطريقة على الإطلاق.
بالنسبة لآريس، لم يكن فنسنت أكثر من ثعبانٍ قذرٍ يزحف عبر مستنقع.
‘في كلّ مرّةٍ أراه فيها، أشعر بالاشمئزاز.’
كان آريس يكره الناس بشكلٍ عام، لكنه كان يكره فنسنت بشكلٍ خاص.
إلى الحدّ الذي جعل حتى هذه اللحظة من مواجهة بعضهما البعض غير سارّة.
فجأة، شعر بأنه مضطرٌّ لطرح هذا السؤال
“هل تحبّ كيرين؟”
لقد كان سؤالاً مفاجئًا. على الرغم من أنه نطق به بشكلٍ متهوّرٍ تقريبًا، إلّا أن آريس لم يفقد رباطة جأشه ولاحظ تعبير وجه فنسنت.
اتّسعت عينا فنسنت مندهشًا للحظة، ثم ابتسم ابتسامةَ غير قابلةٍ للقراءة.
“أنا أحبّها بالفعل.”
“لا أسألكَ عمّا إذا كنتَ تحبّها كصديقة.”
حدّق آريس فيه وكأنه يحذّره ألّا يتظاهر بالغباء، عن.ها أطلق فنسنت ضحكةً صغيرة.
“حسنًا، اعتدتُ أن أحبّها كأكثر من مجرّد صديقة، لكنني الآن لستُ متأكّدًا.”
قد يبدو الأمر غير صادق، لكنه كان أفضل إجابةٍ لفنسنت.
“ومع ذلك، آمل ألّا تكون حذرًا للغاية. أريد فقط أن أكون على علاقةٍ جيدةٍ معك، لورد أرينسيس.”
“لماذا تريد أن تكون على علاقةٍ جيدةٍ معي؟”
“لأنك زوج صديقتي.”
كان المعنى الضمني هو أن التعايش سيكون جيدًا لكليهما.
لكن آريس فكّر بشكلٍ مختلفٍ تمامًا.
“ليس لديّ أيّ نيّةٍ للتعايش مع صديق زوجتي. خاصّةً الصديق الذي لديه أفكارٌ غير نقيّةٍ بشأنها.”
“……”
“……”
أمام طريقة آريس الصريحة المميّزة في التحدّث دون أيّ محاولةٍ لتنعيم كلماته، أطلق فنسنت أخيرًا ضحكةً باردة.
“أنتَ ضيّق الأفق بشأن شيءٍ حدث بالفعل في الماضي.”
“إذن دعنا نقول أنني ضيّق الأفق.”
“……”
“……”
ساد صمتٌ آخر. التقت عيني آريس بخاصّة فنسنت، لكن لم يتحدّث أيٌّ منهما أولاً.
عندها حدث ذلك.
“ماذا تفعلان هنا؟”
اتّسعت عينا كيرين الحمراوان لأن رؤية الاثنين معًا كان أمرًا غريبًا للغاية.
ابتسم فنسنت بلطفٍ ونهض ببطءٍ من مقعده، ربما لأنه وجد هذا التعبير مضحكًا.
“سأذهب الآن.”
“إلى أين ستذهب؟”
“إلى أين سأذهب أيضًا؟ عليّ العودة إلى المعبد.”
“بالفعل؟”
“لا يمكنني البقاء هنا إلى الأبد.”
“نعم. لا يمكنني الاستمرار في التمسّك بالبابا المقدّس الثمين.”
“يمكنكِ التمسّكِ بي.”
“لكنكَ ذاهبٌ على أيّ حال.”
“هذا صحيح. عليّ الذهاب الآن.”
تصلّب تعبير وجه آريس أكثر فأكثر وهو يستمع إلى محادثتهما الودّية التي يمكن لأيّ شخصٍ أن يدرك منها أنهما مقرّبان جدًا.
لكن كيرين، التي لم تلاحظ هذا، لم تستطع إخفاء خيبة أملها.
“متى سأراكَ مرّةً أخرى بعد رحيلك؟”
“في المرّة القادمة، يجب أن تأتي لزيارتي.”
“إنها بعيدةٌ جدًا.”
“هذا كثيرٌ جدًا. لقد قطعتُ كلّ هذه المسافة لرؤيتكِ.”
على الرغم من كلماته، لم تتلاشى الابتسامة على شفتي فنسنت.
“……”
أثناء مشاهدة هذا المشهد وذقنه مستريحةٌ على يده، شعر آريس بأن أحشائه تتلوّى أكثر فأكثر. لم يستطع أن يفهم سبب شعوره بهذا الشعور المقزّز.
كان هناك شيءٌ واحدٌ مؤكّد، لقد كَرِه رؤية فنسنت يغازل كيرين.
“إذا كنتَ مشغولاً، يجب أن تُسرِع وتذهب.”
قمع آريس الرغبة في الفصل بينهما بقسوة، وتحدّث بلا مشاعر. سقطت نظرة كيرين بشكلٍ طبيعيٍّ على آريس.
“منذ متى بدأت في أن تكون مراعيًا؟”
“أصبحتُ مراعيًا منذ الآن.”
“اصمت.”
وضعت كيرين إصبع السبابة على شفتيها، في إشارةٍ إلى آريس أن يلتزم الصمت. عندما بدأ كيرين وآريس في المشاحنات، قاطعهم فنسنت بهدوء.
“يجب أن أذهب إذن. بما أنه طلب مني المغادرة بسرعة.”
“لا، إنه يمزح فقط. يمزح.”
“لكنني لا أمزح.”
هذا الرجل، حقًا.
كيف تمكّن دائمًا من قول أكثر الأشياء المزعجة؟ حتى عندما حدّقت كيرين فيه بتوبيخ، هزّ آريس كتفيه بخفّةٍ متسائلاً ما الخطأ الذي ارتكبه.
عندما كانت كيرين على وشك قول شيءٍ آخر من الإحباط، شعرت فجأةً بيدٍ على كتفها من الخلف. فوجئت، أدارت رأسها قليلاً لترى فنسنت يبتسم بخفّةٍ وهو يتحدّث.
“تعالي لزيارتي في المرّة القادمة، كيرين.”
“لقد أخبرتُكَ أنها بعيدة.”
“سأنتظركِ.”
“لكنها إنها بعيدة.”
لكن فنسنت غادر متظاهرًا بعدم سماعها. كما لو كان يعرف بالفعل أن كيرين ستأتي.
“أوه، إنه يغادر هكذا.”
تمتمت كيرين بهدوءٍ وهي تشاهد فنسنت يغادر بعد إعلانه الأُحادي الجانب.
منذ متى بدأ يتصرّف بهذه الطريقة، يُعلِن عمّا لديه ويغادر؟ بينما كانت تهزّ رأسها، معتقدةً أنه طوّر عادةً سيّئةً دون أن تلاحظ، التقت نظراتها بنظرة آريس، الذي كان يحدّق فيها.
“ما الأمر مع هذه النظرة؟”
“….”
“لماذا تحدّق بي هكذا؟”
كانت نظرة استياء، تمامًا مثل شخصٍ يحدّق في حبيبه الخائن. وبسبب هذا، شعرت كيرين بالحيرة والظلم.
“ما الخطأ الذي ارتكبتُه حتى تحدّق بي هكذا؟”
“أنتِ؟”
“ماذا عني؟”
“هل تحبّين هذا الرجل؟”
“أنا أحبّه.”
“…..”
“….؟”
عند إجابتها الفورية، تصلّب تعبير آريس بشكلٍ جديّ. أصبحت نظراته أكثر شراسة.
عندها فقط أدركت كيرين أنها أخطأت في الإجابة.
“لا تُسِئ الفهم، لم يكن هذا ما قصدتُه ذلك. أعني أنني أحبّه كصديق.”
“…..”
“حقًا. إذا كنّتُ سأقع في حبّه، لكان ذلك قد حدث منذ فترةٍ طويلة.”
لكن آريس حدّق فيها باتّهامٍ قبل أن يدير رأسه فجأة.
في تلك اللحظة، شعرت كيرين وكأنها فعلت شيئًا خاطئًا، على الرغم من أنها لم تفعل شيئًا خاطئًا على الإطلاق.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1