There's no way l am marrying you - 30
‘يا له من وغدٍ مخيف.’
عضّت كيرين شفتيها عندما عادت إلى مختبرها بجهاز الحماية السحري المكتمل حديثًا، مستذكرةً الأحداث التي وقعت قبل بضعة أيام.
في حين أنها لم تفعل الشيء الصحيح تمامًا بنفسها، فمَن كان ليتصوّر أن آريس سيستأجر ممثلين أيضًا مثلما فعلت؟
“لماذا نفكّر في نفس الأشياء في أمور كهذه؟”
لقد كان من السخف كيف انتهى بهم الأمر إلى فعل نفس الشيء، كما لو كانا زوجين حقًا.
ما زالت لا تستطيع أن تنسى وجه آريس الشاحب من ذلك اليوم.
‘هذا سيئ، هذا سيئ.’
في حين أنه سيكون من المثالي أن ترغب كيرين فقط في أخذ ساشا، إلّا أنها شعرت أنه من وجهة نظر ساشا، سيكون من الصواب لها أن تذهب مع مَن تفضّل أكثر.
‘لم أكن أعتقد أبدًا أن آريس سيرغب في أخذ ساشا أيضًا.’
على الرغم من أنه كان دائمًا جيدًا مع ساشا، إلّا أن كيرين لم تدرك أن عاطفته عميقةٌ بما يكفي لرغبته في تحمّل المسؤولية الكاملة عنها.
‘الآن أحتاج إلى إيجاد طريقةٍ للحصول على الحضانة …’
جلست كيرين، ونقرت بأطراف أصابعها على الطاولة.
أرادت ساشا أن تعيش مع كيرين وآريس، لكن كيرين وآريس لم يرغبا في ذلك.
‘كيف يمكنني أن أعيش مع مثل هذا الرجل ذو الشخصية الفظيعة؟’
لقد أظهر لها العيش معًا أنه جيّدٌ بشكلٍ غير متوقّعٍ في تدبير المنزل، وهو أمرٌ ليس سيئًا، لكن كان من غير المريح كيف يرتجف حتى عند أدنى لمسةٍ عرضية.
‘على الرغم من أنه قال إنه لا بأس إذا لمستُه.’
كلّما تلامسا، كان آريس يتجمّد مثل شخصٍ مصابٍ بمرضٍ يحوّل جسده إلى حجرٍ عند أدنى لمسة. جعل هذا كيرين تشعر وكأنها فعلت شيئًا خاطئًا.
‘أنا آسفةٌ لساشا، لكن …’
شعرت أن الطلاق سيكون الخيار الأفضل لكليهما.
من أجل صحّتهما العقلية وكذلك صحّتهما الجسدية.
‘بمجرّد أن نجد مَن يقف وراء الحادث …’
إنه بالتأكيد طلاق، الطلاق.
أكّدت كيرين عزمها، وفحصت الجهاز السحري الواقي على الطاولة.
‘أتساءل كم يجب أن أسعّر هذا …’
وبينما كانت تفكّر أنه يجب أن يكون باهظ الثمن إلى حدٍّ ما نظرًا للسحر الوهمي الذي أُلقِي عليه، سمعت طرقًا على الباب. وعلى عكس توقّعاتها بأنها ستكون سيسيل، كان الشخص الذي دخل شخصًا لا تريد رؤيته الآن.
“أليس من المُحرِج أن نواجه بعضنا البعض؟”
تحدّثت كيرين، ولم تُخفِ انزعاجها من رؤية آريس.
كانت هذه هي المرّة الأولى التي يواجهان فيها بعضهما البعض منذ خداعهما المتبادل مع الممثلين المستأجرين.
لكن آريس انتقدها بلا مبالاة.
“محتالة.”
“هاي، فعلنا أنا وأنتَ الشيء ذاته.”
لم يكن هناك جدوى من إهانة بعضنا البعض بشأن تلك الحادثة. سيكون الأمر أشبه بالبصق في وجوههم.
لكن آريس أصرّ على مواجهة كيرين.
“ومع ذلك، إلى أيّ مدًى أردتِ خداعي حتى تصلي إلى حدّ توظيف الناس؟”
“لقد وظّفتَ أشخاصًا أيضًا، فلماذا تنتقدني؟”
لقد كان من السخيف والمثير للغضب كيف استمرّ آريس في التعبير عن خيبة أمله عندما لم يكن لأيٍّ منهما الحق في الحكم على الآخر بشأن تلك الحادثة.
“ما هذا؟”
“أوه، هذا؟”
تحوّل نظر آريس إلى الجهاز السحري في يد كيرين. بدا رقيقًا وهشًّا للغاية، مثل غصنٍ قد ينكسر إذا ضُرِب.
“إنه جهازٌ سحريٌّ وقائي. عندما تشير به إلى شخصٍ ما وتقول كلمة التنشيط، فإنه يُظهِر له وهمًا لما يخشاه أكثر من أيّ شيءٍ آخر. أليس هذا رائعًا؟”
لقد جعلته صغيرًا عمدًا لسهولة حمله.
لكن آريس أمال رأسه، وبدا وكأنه لا يفهم على الإطلاق.
“لماذا صنعتِه؟”
“لماذا؟ من الواضح أن ذلك لبيعه.”
“لكسب المال؟”
“بالطبع.”
نقر آريس بلسانه، ونظر إليها وكأنه يسألها لماذا قد تصنع مثل هذا الشيء.
عبست كيرين بعصبية.
“لماذا تصنع هذا الوجه؟”
“أتساءل عمّا إذا كان هناك أيّ شيءٍ في رأسكِ بخلاف المال.”
“بدأتَ تصبح فظًّا.”
“ليس الأمر وكأنني مخطئ.”
“إذا واصلتَ هذا …”
غير قادرةٍ على الكبح لفترةٍ أطول، دفعت كيرين بجهاز الحماية أمام وجه آريس.
“فاعلم أنكَ ستقع في متاعب بسببي.”
“ماذا ستفعلين بهذا الشيء الذي يشبه عود الأسنان؟”
“أوه؟ هل تستمرّ في عدم احترامك هذا؟”
“جرّبيه إذا كنتِ ستفعلين. إذن ما هي كلمة التنشيط؟”
“اغرب عن وجهي.”
حالما قالت كلمة التنشيط، انبعث دخانٌ أسودٌ من الجهاز. وبينما حاول آريس المذهول التراجع، بدأ الدخان الأسود يلفّه وكأنه يبتلعه بالكامل.
“ماذا-!”
“لقد حذّرتُك.”
ضحكت كيرين وهي تراقب آريس وهو في حالة ذعر.
كافح آريس للهروب من الدخان الأسود المحيط به، ولكن كلّما كافح أكثر، بدا وكأنه محاصرٌ أكثر.
“ألم يكن من الأفضل لكَ أن تتوقّف عندما حذّرتُك؟”
لم تنتهِ الأمور على ما يرامٍ بينهما.
هزّت كيرين رأسها بتعبيرٍ غاضبٍ واتّخذت خطوةً نحو آريس.
ولكن بطريقةٍ ما، لم تكن حالة آريس جيدة.
“هاي، هل أنتَ بخير؟”
“… نعم … نعم، أمي.”
“آريس.”
“… نـ .... نعم، أمي.”
“آريس أرينسيس!”
اقتربت كيرين بسرعةٍ من آريس.
قبل أن تدرك ذلك، انهار آريس على الأرض، وغطّى رأسه وغمغم بشيءٍ ما مرارًا وتكرارًا. كانت تلك هي اللحظة التي وضعت فيها يدها على كتف آريس من باب القلق.
“كنتُ مخطئًا. لقد كنتُ مخطئًا، أمي.”
“…….”
استمرّ آريس في الاعتذار لأمّه. لأمّه غير مرئية.
‘ألم يقل أن والدته قد توفّيت؟’
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ بعد الحادث الذي تسبّب في فقدانها ذاكرتهما. تذكّرت أنه بعد وقتٍ قصيرٍ من اتفاقهما على إقناع والديهما بالطلاق، شعر آريس بالحزن لوفاة والدته.
‘هل لأنه فعل شيئًا خاطئًا لأمه؟’
متساءلةً عما إذا كان يرى وهمًا لأمّه المتوفاة، تحدّثت كيرين بكلمة تنشيطٍ مختلفة.
“سامحني!”
فقط بعد أن نطقت بالكلمة لوقّف الوهم توقّف آريس فجأةً عن الغمغمة.
“هل أنتَ بخير؟”
“…..”
لاحظت كيرين العرق البارد على جبهته، فسألت آريس بعناية. لم يكن وجهه شاحبًا فحسب، بل كان أزرق تقريبًا، وكأنه رأى شبحًا، وكان يتنفّس بصعوبة.
شعرت كيرين بالذنب عند رؤية ذلك المشهد واعتذرت بسرعة.
“أنا آسفة. لم أكن أعلم أنكَ ستكون بهذه التعاسة.”
“…..”
“لم أفعل ذلك عمدًا ….. لا، لقد فعلتُ ذلك عمدًا، ولكن على أيّ حال، لم أكن أعلم حقًا أنه سيكون بهذا السوء.”
“……”
ولكن لم يكن هناك ردٌّ من آريس.
عندما خدشت كيرين خدّها بشكلٍ مُحرَج، وشعرت بالندم.
“هذه الأداة السحرية، إنها مصنوعةٌ بشكلٍ جيدٍ للغاية.”
بهذه الكلمات، نهض آريس من مكانه وغادر المختبر دون تردّد.
بمجرد إغلاق الباب بصوتٍ عالٍ، نظرت كيرين بهدوءٍ إلى الأداة السحرية في يدها.
“لا بدّ أنها فعّالة.”
برؤية أن ذلك الرجل المجنون قد تأثّر بها.
***
“إلى متى ستظلّ منزعجًا؟”
في اليوم التالي، عندما دخلت كيرين القصر مع آريس، لم تستطع أخيرًا أن تتمالك نفسها.
لكن آريس استمرّ في التذمّر.
“لستُ منزعجًا، أنا غاضب.”
“إلى متى ستظلّ غاضبًا إذن؟”
“لا أعرف.”
عند إجابته غير الحاسمة، شعرت كيرين بشيءٍ يغلي بداخلها، لكنها أخذت نفسًا عميقًا وسألت مرّةً أخرى.
“إذن ماذا رأيت؟”
“هذا ليس من شأنكِ.”
“أنت!”
أخيرًا، لم تتمكّن كيرين من احتواء نفسها، رفعت صوتها. لكن لم يدم الأمر طويلاً حيث حاولت جاهدةً التحكّم في مشاعرها.
“أنا آسفة، لقد فقدتُ أعصابي وفعلتُ شيئًا فظيعًا لك.”
على الرغم من أنها تصرّفت بتهوّر، إلّا أنها كانت لا تزال مخطئة.
اعتذرت كيرين لآريس بنظرةٍ صادقةٍ للغاية.
لكن كلّ ما حصلت عليه في المقابل كان.
“من الجبد أنكِ تعرفين ذلك.”
“…..”
نظر آريس إلى كيرين قبل التوجّه إلى أرض التدريب أولاً.
‘ذلك الوغد!’
أرادت أن تلعن مؤخرة رأسه في تلك اللحظة، لكن حتى ذلك كان صعبًا بسبب العيون المتطفّلة من حولهما.
“أوه، ذلك الأحمق الطفولي.”
كان الأمر مُحبِطًا لأنه لم يعترف حتى باعتذارها.
وبينما كانت تلعن آريس داخليًا، سمعت صوتًا لطيفًا من الخلف.
“كيرين.”
استدارت، وقابلت نظرة فنسنت المبتسمة.
“أوه؟ فنسنت.”
“هل حدث شيء؟”
“آه، حسنًا … لقد تشاجرنا قليلاً.”
شعرت كيرين بالحرج إلى حدٍّ ما، وفركت مؤخرة رقبتها. وفي الوقت نفسه، خرجت شكواها.
“أنا حقًا لا أعرف لماذا تزوّجتُ رجلاً مثله.”
“لقد قلتِ إنكِ تزوّجتيه لأنكِ أحببتيه كثيرًا.”
“هاه؟”
للحظة، رمشت كيرين بعينيها، معتقدةً أنها سمعت خطأً.
“ماذا؟”
“لقد قلتِ أنكِ ستتزوّجينه لأنكِ أحببتيه بجنون.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1