There's no way l am marrying you - 3
لقد كانت حقًا سلسلةً من الصدمات. لم يكن من الصادم فقط أن تتزوّج من شخصٍ كان عدوًّا عمليًا، بل أن يكون بينهما طفلٌ أيضًا؟
كانت الطفلة، التي لم تكن تعلم بكلّ شيء، مشغولةً بطي الورق، قائلة إنها تريد إهداء الزهور لوالديها اللذين لم ترهما منذ فترةٍ طويلة.
بينما كانا يراقبانها من مسافةٍ بعيدة، اقترب آريس بصمتٍ وقال.
“أودّ التحدّث للحظة.”
على الرغم من نبرته المقترحة، كانت الطريقة التي جلس بها أمامها أشبه بالإعلان. عبست كيرين بشكلٍ لا إرادي، لكنها ردّت بفتور، ووضعت ذقنها على يدها.
“عن ماذا؟”
“عن الأشخاص الذين فعلوا هذا بنا، ماذا أيضًا؟”
“حسنًا، دعنا نتحدّث”.
أدرك كيرين وآريس أنه لا جدوى من المماطلة، ووافقا على إجراء محادثةٍ مفتوحة.
عندما سنحت لهم الفرصة المناسبة للتحدّث أخيرًا، سأل آريس أولاً.
“إذن، على وجه التحديد، كم تتذكّرين؟”
“إلى أن بلغتُ من العمر عشرين عامًا. وأنت؟”
“نفس الشيء.”
“إذن هل لديكَ أيّ مشتبهٍ بهم في الاعتبار؟ قد يكون شخصًا يحمل ضغينةً ضدك.”
“ألا يمكن أن يكون شخصًا يحمل ضغينةً ضدكِ أيضًا؟”
“أكثر ممّن يحملون ضغينةً ضدك؟”
عندما بدا أنهما قد يخوضان محادثةً جادّة، بدأت مشاعرهما تشتعل مرّةً أخرى. في النهاية، قرّرا تجميع قوائمهما الخاصة بالمشتبه بهم المحتملين والتحدّث مرّةً أخرى لاحقًا.
لكن بقيت قضيةٌ حاسمةٌ واحدة.
“هل هي حقًا ابنتنا …”
انحرفت نظرة آريس نحو الطفلة. لا يزال يبدو مرتبكًا بشكلٍ واضحٍ من الموقف.
“هل تعتقدين أن الطفلة تكذب إذًا؟”
بينما وجدت كيرين أيضًا صعوبةً في تصديق ذلك، لم تفكّر للحظة أن الطفلة كانت تحاول خداعهما.
‘أن نفكّر في أن الضيف المهم الذي ذكره الإمبراطور كان ابنتنا …’
تنهّدت كيرين بعمق، وشعرت أنهم بحاجةٍ إلى معالجة هذه القضية بشكلٍ صحيحٍ وسألت آريس.
“ماذا سنفعل؟”
“بشأن ماذا؟”
“بشأن عدم تذكّرنا ورغبتنا في الطلاق.”
“يجب أن نخبرها الآن، بالطبع. لا يمكننا إخفاء هذا عن الطفلة.”
لم يتمكّن آريس من إقناع نفسه بالقول ‘ابنتنا’، فأشار إليها باسم ‘الطفلة’ مع الحفاظ على موقفٍ حازم.
ابتسمت كيرين، التي كانت تنتظر هذه اللحظة، بمرحٍ وقالت.
“إذن يمكنكَ أن تخبرها”.
“ماذا؟”
“لا يمكنني فعل ذلك، لذا أخبِرها أنت.”
“…..”
استعاد آريس، الذي فوجئ للحظة، رباطة جأشه بسرعةٍ وابتسم بسخرية.
“هل تعتقدين أنني لا أستطيع فعل ذلك؟”
“لا، أعتقد أنكَ قادرٌ تمامًا. لهذا السبب يجب أن تفعل ذلك.”
“…..”
“ماذا؟ هل تجد الأمر صعبًا الآن بعد أن اضطررتَ إلى القيام بذلك بالفعل؟”
بينما كانت كيرين تتكئ إلى الخلف على كرسيها وذراعيها متقاطعتين، وتبدو مغرورة، وقف آريس فجأة. كانت خطواته نحو الطفلة حازمةً تقريبًا.
“يا صغيرة.”
نظرت الطفلة، التي كانت مشغولةً بطيّ الورق بيديها الصغيرتين، ببطءٍ إلى الأعلى. بمجرّد أن التقت أعينهما، انتفخت خديها الممتلئين بتعبيرٍ غير راضٍ.
“بابا، ساشا لم تعد صغيرة. لقد كبرتُ تمامًا الآن.”
“…..”
استعاد آريس، الذي فقد كلماته للحظة، رباطة جأشه بسرعةٍ ونادى الطفلة باسمها.
“حسنًا، ساشا.”
“نعم، بابا. ما الأمر؟”
“…..”
“…..؟”
بينما كانت ساشا تنظر إليه بعينيها الأرجوانيتين الزاهيتين غير المعتادتين المفتوحتين على مصراعيهما، استمرّ آريس في فرك مؤخرة رقبته، من الواضح أنه غير مرتاح. بدا غير معتادٍ على أن يُنادى بـ ‘بابا’.
“بابا؟”
فقط عندما ضغطت عليه ساشا، تمتم آريس بأنه لا شيء وعاد في النهاية إلى كيرين.
“ما هذا؟ اعتقدتُ أنكَ ستخبرها.”
انتقدته كيرين، التي كانت تراقب بهدوء، على الفور. دافع آريس عن نفسه بتعبيرٍ مظلوم.
“كيف يمكنني أن أخبر الطفلة أننا فقدنا ذكرياتنا وأننا سنتطلّق؟”
“يا إلهي. ماذا حدث للشخص الذي قال إننا لا نستطيع إخفاء ذلك عن الطفلة؟”
“…..”
على الرغم من إحباطه، لم يكن لدى آريس ما يقوله وأبقى فمه مغلقًا بإحكام.
***
“كان عليك على الأقل أن تحذّرنا مسبقًا أن لدينا ابنة.”
“هذا صحيح. هل تعرف مدى دهشتنا؟”
في اليوم التالي، بمجرّد دخولهما القصر، بحث آريس وكيرين عن الإمبراطور في انسجام.
عند رؤية الاثنين يشتكون على الرغم من قدومهم دون سابق إنذار، لم يستطع الإمبراطور إلّا أن يتنهّد.
“ما الفرق الذي كان سيحدث لو أخبرتكما؟”
“على الأقل لم نكن لنصاب بالصدمة كما كنا بالأمس.”
“إذن، كيف حال ساشا؟”
سأل الإمبراطور متجاهلاً كلمات آريس.
مع فقدان كلا الوالدين للذاكرة، لم ترَ ساشا كيرين وآريس لمدّة شهرٍ تقريبًا. لم يستطع الإمبراطور إلّا أن يشعر بالأسف على الطفلة الصغيرة التي كانت بمفردها طوال هذا الوقت.
لكن المشكلة الأكبر كانت أن هذين الاثنين لم يتذكّرا طفلتهما.
وإلّا لما أتيا وهما يرغيان في فميهما في هذا الوقت المبكّر من الصباح.
“لم تخبرا الطفلة أنكما لم تتذكّراها، أليس كذلك؟”
سأل الإمبراطور بتعبيرٍ قَلِق. عبس آريس، وكأن السؤال كان سخيفًا.
“كيف يمكننا أن نخبر طفلةً أن والديها فقدا ذاكرتهما؟”
“حسنًا، أحسنت. لا تصدماها دون داعٍ.”
“…..”
على عكس الإمبراطور، الذي شعر بالارتياح حقًا، نظرت كيرين إلى آريس، في حيرةٍ من أمرها.
لقد كان من الحقير تمامًا كيف تظاهر الآن بالاهتمام العميق بالطفلة بينما أصرّ بالأمس فقط على عدم إخفاء أيّ شيءٍ عنها.
‘يا له من مختلٍّ عقليًا.’
فكّرت كيرين، وهي تنقر بلسانها داخليًا.
فجأة، وكأنها تتذكّر فقط، سألت كيرين الإمبراطور.
“بالمناسبة، لم يكن هناك خادمٌ واحدٌ في القصر. ماذا حدث؟”
“لقد طردتُ جميع الخدم بعيدًا.”
قبل أن تتمكّن من السؤال عن السبب، تابع الإمبراطور.
“اتّضح أنه تمّ تجنيدهم من قِبَل الجاني.”
“هل اكتشفتَ أيّ شيء؟”
سأل آريس، الذي كان يستمع بهدوءٍ إلى الإمبراطور، ببصيصٍ من الأمل. لكن الإمبراطور هزّ رأسه نفيًا.
“في الوقت الحالي، ابقوا هادئين بمفردكم. سنُحضِر الخدم لاحقًا.”
“مفهوم.”
أومأ آريس برأسه، غير قادرٍ على إخفاء خيبة أمله. سأل الإمبراطور، الذي كان يراقبه عن كثب، بقلق.
“هل تمكّنتما من النوم؟”
“حسنًا …”
صمتت كيرين، غير قادرةٍ على الإجابة أكثر. بجانبها، كان آريس، الذي لا يختلف مظهره عن كيرين، يفرك عينيه، من الواضح أنه مُتعَب.
“لقد نمتُ جيدًا، لكن يبدو أن ‘زوجتي’ لم تنم جيدًا؟”
ابتسمت كيرين بجفاء عندما أشار إليها عمدًا بلقب ‘زوجتي’ ليثير غضبها، وردّت.
“لقد نمتُ جيدًا بالطبع. نمتُ جيدًا جدًا كلّ هذا بفضل زوجي.”
“هل تتشاجران أمامي؟”
“لا، لسنا كذلك.”
“بالطبع لا.”
أجابا في نفس الوقت تقريبًا، ونظر إليهما الإمبراطور بريبةٍ قبل أن يلوّح بيده، مشيرًا إليهما بالمغادرة.
حتى عندما غادرا غرفة الحضور، حدّق كيرين وآريس في بعضهما البعض كما لو كانا مستعدّين للقتال.
‘يبدو الأمر أكثر خطورةً مما كنتُ أعتقد.’
بمجرّد مغادرتهما غرفة الحضور، عضّت كيرين شفتها بتفكير. لقد اعتبرت الحادث مشبوهًا بالفعل، لكن الآن معرفة أن الخدم أيضًا قد تمّ تجنيدهم جعلها تشعر بقلقٍ شديد.
‘لحظة.’
توقّفت كيرين فجأةً عن المشي، وتصلٍب وجهها عندما أدركت الأمر.
‘ماذا عن الطبخ والتنظيف؟ مَن سيغسل الملابس؟’
نظرًا لعدم تمكّنهم من إحضار الخدم على الفور، فمن الواضح أنهم سيضطرّون إلى الاعتناء بالأعمال المنزلية بأنفسهم.
‘أليست هذا هي المشكلة الأكبر؟’
فكّرت كيرين بجدية، وهي تداعب شفتيها. في الحقيقة، لم يكن التنظيف والغسيل صعبين عليها لأنها كانت تقوم بهما منذ الطفولة. كانت المشكلة هي الطبخ.
‘ولدينا طفلةٌ أيضًا.’
نظرًا لمعرفتها بمهارات الطبخ الخاصة بها بشكلٍ أفضل من أيّ شخصٍ آخر، فمن غير الممكن أن تُطعِم الطفلة ما تطبخه. سيكون ذلك بمثابة إساءة معاملة للطفلة.
في النهاية، لم يكن هناك سوى حلٍّ واحد.
“هل تعرف كيف تطبخ؟”
“بالطبع. إنه من الأساسيات.”
“…..”
على عكس كيرين، التي لم تكن تعرف الطبخ، بدا أن آريس يعتقد أن الطبخ ليس بالأمر الكبير.
‘هل يتعلّم جميع النبلاء الشباب الطبخ هذه الأيام؟’
خطرت الفكرة في ذهنها، لكن كيرين سرعان ما استجمعت قواها ووصلت إلى النقطة المهمّة.
“إذن يمكنكَ الطبخ.”
“لماذا أنا؟”
“لأنني لا أعرف.”
“هل هذا شيء يجب أن تفتخري به؟”
“إنه ليس فخرًا، لكن أليس من الأفضل للشخص الماهر أن يفعل ذلك؟”
“إذا طبختُ أنا، ماذا ستفعلين؟”
“سأنظـ ..“
أغلقت كيرين فمها بسرعةٍ قبل أن تتمكّن من قول “
‘سأنظّف’. سيكون من المستحيل عليها تنظيف هذا القصر الشاسع بمفردها.
“هل هناك أيّ شيءٍ يمكنكِ فعله؟”
سأل آريس بنبرةٍ قلقةٍ على ما يبدو. لكن بالحكم على زاوية فمه التي ترتفع لأعلي بشكلٍ طفيف، كان من الواضح أنه كان يسخر بدلاً من القلق.
ردّت كيرين منفعلة.
“أعرف كيفية التنظيف وغسل الملابس جيدًا. لكن لا يمكنني تنظيف هذا القصر الضخم بنفسي.”
“……”
لكن آريس حدّق في كيرين بصمت.
بينما كانت كيرين تفكّر أنها لن تدعه يُفلِت من ملاحظةٍ ساخرةٍ أخرى، تحدّث آريس.
“حسنًا. سأطبخ، وبينما أفعل ذلك، يمكنكِ إعداد الطاولة واللعب مع الطفلة.”
“هل أنتَ جاد؟”
“سنقوم بالتنظيف وغسل الملابس معًا.”
“……”
“ماذا؟”
“لا، إنه فقط …”
توقّفت كيرين عن الكلام، ولم تُجِب. على أيّ حال، حثّها آريس على التحدّث إذا كان لديها أيّ شكاوى.
أخيرًا، لم يكن أمام كيرين خيارٌ سوى التعبير عن أفكارها.
“أنا مندهشةٌ لأننا نتواصل بشكلٍ جيدٍ هذه المرّة.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1