There's no way l am marrying you - 28
‘كان أمس هو الأسوأ حقًا.’
تنهّدت كيرين، التي عادت الآن إلى طبيعتها لحسن الحظ، بارتياحٍ وهي تتذكّر أحداث اليوم السابق.
قطّة، من بين كلّ الأشياء، أصبحت قطة.
على الرغم من أنها عاشت ذلك بنفسها، إلّا أنه بدا وكأنه حلم. لدرجة أنه حتى الآن، في الواقع، لم يكن الأمر يبدو حقيقيًا تمامًا.
ولكن على عكس كيرين، كان تعبير سيسيل جادًّا للغاية عندما دخلت المختبر.
“هل حدث شيءٌ ما؟”
“سيدتي الرئيسة، أكره أن أقول هذا، لكن أعتقد أنكِ بحاجةٍ إلى معرفة ذلك.”
“ما الأمر؟”
“حسنًا … هناك شائعةٌ غريبةٌ تدور في الأرجاء.”
كان سلوك سيسيل الحذر واضحًا وهي تتحدّث.
لكن كيرين تجاهلت الأمر بلا مبالاة.
“لا بأس، فقط أخبريني. ليس الأمر كما لو كانت هذه هي المرّة الأولى التي تنتشر فيها شائعاتٌ غريبةٌ عني.”
لم يكن الأمر جديدًا.
حتى عندما دخلت أكاديمية السحر، كانت هناك شكوكٌ حول القبول غير العادل، وعندما احتلّت المرتبة الأولى في الامتحانات، اتُّهِمت بالغش. حتى أنها اضطرّت إلى إعادة الاختبار بسبب ذلك.
على الرغم من أنها شعرت بالظلم، إلّا أنها أسكتت مثل هذا الحديث من خلال إثبات مهاراتها.
هذه المرّة أيضًا، اعتقدت أنها تستطيع فقط سحق الشائعات بقدراتها.
لكن تعبير سيسيل ظلّ قاتمًا.
“لا، الأمر لا يتعلق بكِ فقط … إنها تتعلّق بالقائد وابنتكما أيضًا.”
“آريس وساشا أيضًا؟”
فوجئت كيرين بهذه المعلومات غير المتوقّعة، وبدأت تشعر بالقلق بشكلٍ متزايد.
“أيّ نوعٍ من الشائعات هي بالضبط؟”
عند رؤية نظرة كيرين التي قالت لها أن تتوقّف عن المراوغة، بدأت سيسيل في التحدّث بحذر.
“هناك شائعةٌ مفادها أن ساشا ليست ابنتك حقًا.”
تعود الشائعة إلى عدّة أشهرٍ مضت.
“ابنة الرئيسة والقائد، أليست رائعةً حقًا؟”
لم يستطع الناس إلّا أن يبتسموا بحنان وهم يشاهدون ساشا وهي تركض بخفّة. على الرغم من أن شعرها ليس فضيًّا نقيًّا، إلّا أنه كان بلونٍ رماديٍّ جميل، وكانت عيناها الأرجوانيتان الصافيتان والحيويتان تجذبان الانتباه. وبفضل جمال والديها المتميّز، كانت ساشا أيضًا تتمتّع بمظهرٍ جميلٍ يشبه الجنيّات.
وكانت شخصيتها لطيفةً ومحبوبةَ للغاية. حتى أنها شاركت بسكويت الوجبات الخفيفة مع المارة.
على عكس مزاج والديها الصعب، كان الجميع يعشقون ساشا لطبيعتها اللطيفة.
ولكن بعد ذلك، نشأ سؤالٌ في الأذهان.
“إنها لطيفة، لكنها لا تشبه الرئيسة بأيّ شكلٍ من الأشكال.”
على عكس كيرين بشعرها الأسود الداكن الذي يشبه سماء الليل وعينيها الحمراوين، كان شعر ساشا بلون الرماد وعينيها الجمشتيتين. علاوةً على ذلك، كانت عينا ساشا مائلتين إلى الأسفل بدلاً من الأعلى، ممّا أعطاها مظهرًا مطيعًا.
“بالتفكير في الأمر، فهي لا تشبه القائد أيضًا.”
“أوه؟ أنتَ على حق.”
من حيث المظهر، كانت أقرب إلى آريس، ولكن حتى في ذلك الوقت، كان لدى آريس انطباعٌ باردٌ وجاف. كان مختلفًا بشكلٍ ملحوظٍ عن ملامح ساشا المستديرة والناعمة.
“ليس بالضرورة أن تبدو مثلهم. ليس من القاعدة أن يشبه الأطفال والديهم.”
“هذا صحيح، ولكن …”
كادت الكلمات ‘لا تزال لا تشبههما على الإطلاق’ أن تُفلِت، لكنه كتمها.
كانت تلك بداية الشائعة.
“هل كانت هناك مثل هذه الشائعة؟”
كانت كيرين مذهولةً لدرجة أنها لم تستطع حتى الضحك. اعتقدت أنه من السخف نشر مثل هذا الهراء عن طفلة.
“نعم. كلّ مَن يعرفكم بالفعل لابدّ أنه سمع عنها.”
“……”
هذا يعني أن الإمبراطور ربما سمع عن ذلك.
أدركت كيرين خطورة الموقف، فمرّرت أصابعها بتوتّر بين شعرها.
لم يكن هناك يومٌ هادئٌ أبدًا.
تمامًا كما كانت تأمل أن يمرّ اليوم على الأقل دون أحداث، ظهر آريس. كان لديها شعورٌ سيءٌ بشأن هذا.
“ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟”
“استدعاء. علينا أن نذهب معًا.”
لم تكن بحاجةٍ إلى أن تسأل مَن استدعاهم.
أطلقت كيرين تنهيدةً مضطربةً وذهبت مع آريس إلى غرفة استقبال الإمبراطور.
***
“أعتقد أنكما تعرفان لماذا استدعيتُكما إلى هنا.”
تحدّث الإمبراطور بتعبيرٍ صارمٍ بمجرّد دخولهما غرفة الاستقبال.
شعرت كيرين، التي جلست أمامه، بالذنب على الرغم من أنها لم تفعل شيئًا خاطئًا. خفضت بصرها بهدوء، ثم نظرت إلى آريس. بدا أنه كان على علمٍ بالموقف أيضًا.
“إنها ليست سوى شائعةٍ لا أساس لها.”
لم يحاول آريس إخفاء استيائه من استدعائه لهذه المسألة. كانت كلماته ملطّخةً بالانزعاج.
تنهّد الإمبراطور، وكأنه مُحبَط.
“هذا ليس شيئًا يجب الاستخفاف به، آريس.”
“هل أثار الوزراء الشكوك؟ متسائلين عمّا إذا كانت ابنتنا حقًا؟”
“…..”
عدم الرّد يوحي بأن هذا هو الحال بالفعل.
ضحك آريس ببرود، ثم فرك عينيه بعصبية.
كانت عائلة دوق أرينسيس، منزل آريس، لفترةٍ طويلةٍ هدفًا للغيرة والحسد من المنازل النبيلة الأخرى.
يبدو أنهم يغتنمون هذه الفرصة لإحداث المتاعب.
‘ألا يوجد لديهم أيّ شيءٍ أفضل ليفعلوه؟’
لقد كانوا سخيفين الآن كما كانوا دائمًا.
“هل اختبار الأبوة سيرضيهم؟”
التفتت كيرين إلى آريس في دهشةٍ من نبرته الهادئة والحاسمة.
“هل جننت؟ هل تقول أنكَ ستُجري اختبار الأبوة الآن؟”
“ألن نستطيع أن نُظهِر لهم النتائج فقط؟”
لقد شعرت كيرين بالغضب من تعبير آريس الذي بدا وكأنه يسأل عن المشكلة. لكن آريس كان قد اتّخذ قراره على ما يبدو، حيث كرّر للإمبراطور أنهم سيخضعون لاختبار الأبوة، ثم وقف، وأخذ كيرين معه.
بمجرّد مغادرتهم غرفة الاستقبال، تحدّثت كيرين.
“بماذا كنتَ تفكّر عندما قلتَ شيئًا كهذا؟”
“ماذا تقصدين؟”
“لماذا يجب أن نذهب إلى هذا الحد؟”
بصراحة، لم يكن هذا شيئًا لا يمكنهم فعله.
لكن كيرين تساءلت عمّا إذا كانوا بحاجةٍ حقًا إلى إثبات أيّ شيء. على وجه التحديد، لم تكن تريد القيام بذلك لأنه ترك طعمًا سيئًا في فمها.
“لا تقلقي. إذا تحوّل الأمر إلى المباراة، فسأتأكّد من عدم حدوث هذا مرّةً أخرى.”
كان آريس ينوي استخدام هذا كفرصةٍ لإنهاء مثل هذه الحوادث مرّةً واحدةً وإلى الأبد.
“كيف لا يكون هناك يومٌ هادئٌ أبدًا؟”
تنهّدت كيرين بهدوء، غير قادرةٍ على إخفاء تعبها. كانت خائفةً ممّا قد يحدث غدًا.
“لن يتغيّر شيءٌ على أيّ حال. ساشا هي ابنتنا.”
“هذا صحيح، ولكن …”
غير قادرةٍ على التخلّص من الشعور المشؤوم، توقّفت كيرين عن الكلام.
‘هل تبدو ساشا مختلفةً حقًا عنا؟’
لم تتخيل أبدًا أن ساشا تبدو مختلفةً جدًا لدرجة انتشار مثل هذه الشائعات. حيّرتها الفكرة وأزعجتها.
“دعينا نذهب لإحضار ساشا الآن.”
ربّت آريس برفقٍ على كتف كيرين بينما كانا يتّجهان إلى المنشأة التعليمية. تبعته كيرين، تردّدت عندما رأت ساشا تنتظرهما بالفعل.
‘إنها لا تشبهني حقًا.’
على الرغم من كرهها للاعتراف بذلك، كان من الصعب العثور على أيّ تشابهٍ بينها وبين ساشا. كان الأمر أشبه بمحاولة إيجاد أوجه تشابهٍ بين قطّةٍ بريّةٍ وجرو.
من ناحيةٍ أخرى، كانت هناك بعض أوجه التشابه مع آريس. على وجه التحديد، كان لدى ساشا العديد من السمات المشتركة مع آريس الصغير.
“أمي، لماذا تنظرين إليّ بهذه الطريقة؟”
“أوه؟ أردتُ فقط رؤيتكِ.”
هل كانت تحدّق لفترةٍ طويلةٍ جدًا؟ عندما أمالت ساشا رأسها وسألت بفضول، قالت كيرين إنه لا شيء وأخذت يد ساشا.
***
في تلك الليلة، بعد وضع ساشا في الفراش مبكّرًا، أجرى الاثنان محادثةً هادئةً حول هذا الأمر.
“ساشا، أتعلم. إنها تشبهني، أليس كذلك؟”
ألقت كيرين نظرةً على الغرفة التي كانت تنام فيها ساشا أثناء حديثها. بدا الأمر وكأنها تطلب من آريس الموافقة على أن ساشا تشبهها.
“إنها تشبهني أكثر منكِ.”
“أليس كذلك؟ إنها تشبهكَ بالتأكيد أكثر.”
تنهّدت كيرين بارتياحٍ عند ردّ آريس ووصلت إلى النقطة الرئيسية.
“إذا كنا سنفعل ذلك على أيّ حال، فلنفعل ذلك الآن.”
بينما كانت تتحدّث، وضعت شعرها وشعر ساشا على الطاولة. لقد أخذت شعرةً من ساشا سرّاً أثناء نومها.
كانت طريقة اختبار الأبوة بسيطةٌ بشكلٍ مدهش. إذا ظلّ الماء المقدّس الذي يحتوي على شعر الوالد وشعر الطفل صافياً، فهذا تطابق؛ إذا تحوّل إلى اللون الأحمر قليلاً، فهذا ليس تطابقاً.
“هل لديكِ الماء المقدّس؟”
“هنا.”
توقُّعًا لذلك، أخرجت كيرين على الفور الماء المقدّس.
“لقد عشتُ لأرى كلّ الأشياء الغريبة في حياتي.”
“هذا ما كنتُ أفكّر فيه بالضبط.”
كان من السخف والحيرة أنهما لم يتعاملا فقط مع فقدان الذاكرة ولكنهما الآن يختبران أيضًا ما إذا كانت ابنتهما الوحيدة هي حقًا ابنتهما البيولوجية.
“دعنا ننتهي من هذا ونذهب إلى الفراش.”
وضعت كيرين شعرها وشعر ساشا في الماء المقدّس الذي تلقّته من فنسنت، ثم سلّمته إلى آريس. كان المضمون أن يضيف شعره أيضًا.
انتزع آريس أحد شعراته وأضافه إلى الخليط.
“كم من الوقت يستغرق ظهور النتائج؟”
“أعتقد أنه يجب أن يتمّ ذلك في حوالي 5 دقائق.”
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً كما اعتقدوا. كان الجزء الصعب هو الحصول على الماء المقدّس في المقام الأول.
انتظر الاثنان في صمتٍ متوتّرٍ النتائج.
وبعد 5 دقائق …
“…..”
“…..”
اكتسب الماء المقدّس لونًا أحمر باهتًا.
لم يكن متطابقًا.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1