There's no way l am marrying you - 25
“أيّها القائد، هل سمعت؟ لقد جاء قداسة البابا في زيارة!”
وبينما كان آريس على وشك توبيخ أحد الفرسان لكونه مشتّتًا بشكلٍ غير عادي، اتّسعت أعين الأعضاء الآخرين الذين سمعوا الأخبار في دهشة. سرعان ما بدأوا في اختلاس النظرات إلى آريس، ملمّحين إلى أنهم يريدون أيضًا رؤية البابا.
لكن آريس تظاهر بعدم ملاحظة ذلك. بدلاً من ذلك، عبس حاجبيه بشكلٍ أكثر حدّة.
‘كم هذا مزعج.’
لم يستطع أن يفهم لماذا جعله مجرّد التفكير في ذلك البابا يشعر بعدم الارتياح.
شعرٌ أشقر وعيونٌ ذهبية.
ربما لأنه يمتلك كلّ الألوان الذهبية التي تعتبر مقدّسةً ونبيلة، فقد تمّ الثناء على فنسنت منذ أيامه ككاهن.
كان الجميع يشيرون إلى فنسنت على هذا النحو:
“هل هو حقًا تجسيدٌ لملاك؟”
قالوا إنه لابدّ أن يكون ملاكًا أُرِسل من السماء.
لقد كان هذه مبالغة، لكن آريس كان يستطيع أن يفهم إلى حدٍّ ما. كانت وضعية فنسنت أثناء الجلوس والمشي أنيقةٌ ومنتصبةٌ بشكلٍ لا تشوبه شائبة، وكان مظهره واضحًا ووسيمًا كما لو أنه لم يرتكب خطيئةً قط. كان من المناسب أن يُطلَق عليه لقب ملاك.
ومع ذلك، فإن الفهم لا يعني القبول.
“ملاك؟ هل انقرضت الملائكة في السماء أم ماذا.”
“يا لها من كلمات تجديفية!”
“ماذا لو سمعكَ أحد!”
“دعهم يسمعون.”
“أيّها القائد!”
صُدِم الجميع، لكن آريس عقد ذراعيه بشكلٍ لا مبالٍ وضيّق عينيه.
فنسنت هولي.
كان بلا شك شخصًا يستحق الاحترام. كان من المستحيل ألّا يُحَب شخصٌ لم يقم بزياراتٍ رسميةٍ فحسب، بل ذهب أيضًا إلى الأحياء الفقيرة شخصيًا لتقديم البركات.
ولكن لسببٍ ما، فإن مجرّد التفكير في فنسنت جعل آريس يشعر بالغثيان.
“لكن لابد أن تكون رئيسة قسم السحر سعيدة.”
“لماذا كيرين؟”
“حسنًا، لأن الاثنين صديقان مقرّبان.”
“…..؟”
“…..؟”
بينما رمش آريس بعينيه الزرقاوين وكأنه يسمع هذا لأوّل مرّة، تساءل الجميع لفترةٍ وجيزةٍ عن ردّ فعله قبل أن يسأل آريس بتعبيرٍ مستاء.
“هل هما قريبان إلى هذا الحد؟”
“نعم، ربما يتحدّثان معًا الآن.”
“بالتفكير في الأمر، فقد كان دائمًا يزور رئيسة القسم أثناء زياراته الرسمية.”
“…..”
بينما أومأ الآخرون برؤوسهم وكأنهم يتذكّرون، أغلق آريس فمه بتعبيرٍ صارمٍ مرعب.
لكن لم يمضِ وقتٌ طويلٌ قبل أن يقف فجأة.
“أيّها القائد، إلى أين أنتَ ذاهب؟”
“أيّها القائد؟”
“القائد!”
آريس، الذي كان واقفًا بلا حراك، بدأ فجأةً في المشي بسرعة. على الرغم من أن الجميع صرخوا ليسألوا عمّا حدث، لم ينظر آريس إلى الوراء ولو مرّةً واحدة.
“إلى أين يذهب القائد فجأة؟”
“إلى أين ييذهب في وقتٍ كهذا؟ لا يوجد سوى مكانٍ واحد.”
استأنف الفرسان الذين كانوا في حيرةٍ من أمرهم تدريباتهم بسرعةٍ وكأن شيئًا لم يحدث.
***
“لماذا يكرهكَ آريس؟”
عند سماع هذا لأوّل مرّة، أصيبت كيرين بالذهول. لكن الشخص المعني، فنسنت، بدا غير منزعج.
“مَن الذي قد يرغب في أن يكون لزوجته صديقٌ ذكرٌ مقرّب؟”
“أوه، هذا …”
لم يكن هذا سوى آريس أرينسيس. أن يغار ذلك الـآريس أرينسيس من فنسنت، الذي كان قريبًا منها؟
لقد كان الأمر أكثر سخافةً من فكرة تحوّلها إلى قطةٍ بعد تناول بعض العقاقير.
“لا تقلقي بشأن ذلك كثيرًا. أنا أيضًا سأكره ذلك لو كنتُ مكانه.”
عند ملاحظة فنسنت العفوية، سألت كيرين تقريبًا عمّا إذا كان متزوّجًا.
‘سيبدو الأمر غريبًا بالتأكيد إذا لم أكن أعرف أن صديقي متزوّج.’
ابتلعت كيرين الكلمات التي ارتفعت إلى حلقها، وانفجرت فجأةً في الضحك.
“أنت، تغار؟ أنت؟”
فكرة أن فنسنت يغار.
كان هذا أطرف شيءٍ سمعته بجانب حقيقة أنها متزوّجةٌ من آريس.
“لم أكن أتخيّل أبدًا أنني سأسمع عنكَ أنكَ تغار.”
كان من الطبيعي ألّا تصدق ذلك.
كان فنسنت، الذي التقت به في وقتٍ كان من الصعب فيه تلبية احتياجات الحياة يومًا بعد يوم، يحظى باحترام الناس حتى عندما كان كاهنًا.
طبيعته اللطيفة والطيبة، إلى جانب ابتسامته الرحيمة. كان يعامل الجميع على قدم المساواة بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، ممّا جعله يحظى بإعجاب عامّة الناس بشكلٍ خاص.
كان الجميع يطلقون على فنسنت لقب الملاك المُرسَل من السماء. كان تعبيرًا مبالغًا فيه، لكنه يعني أنه كان طيب القلب.
“إذا سمع الآخرون هذا، فسوف يضحكون جميعًا.’
كانت فكرة الغيرة من شخصٍ لم يُظهِر غضبه أبدًا أمرًا مضحكًا للغاية.
لكن فنسنت ضحك فقط وهزّ كتفيه بخفّة.
“أنا أكثر غيرةً مما قد تظنّين. طفوليٌّ ومثيرٌ للشفقة.”
“أنتَ مصمّمٌ حقًا على أن تكون مضحكًا اليوم.”
“أنا أيضًا انتقاميٌّ جدًا.”
“…..”
بطريقةٍ ما، لم يكن من السهل تجاهل هذه الكلمات. بدت ذات مغزى، وكانت كيرين تحدق في وجه فنسنت عندما تحدّث مرّةً أخرى.
“أمزح فقط.”
عند هذه الملاحظة العفوية، أطلقت كيرين ضحكةً صغيرة.
“لم أكن أعرف أنكَ تستطيع صنع نكاتٍ مثل هذه.”
كان من السخيف والمربك أن تسمعه يقول إنها مزحة، خاصةً أنه اعتاد أن يتفاعل بجديّةٍ حتى مع النكات التافهة. لكنها لم تشعر بالسوء على الإطلاق.
“إذن، ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟”
“ماذا أيضًا؟ لقد أتيتُ لأرى وجهكِ.”
“لماذا؟”
آملةً ألّا يكون الأمر خطيرًا، سألت كيرين، ونظر إليها فنسنت بتعبيرٍ قلقٍ على ما يبدو.
“سمعتُ أنكِ تعرّضتِ لحادث.”
“…..”
“أعتذر لأنني لم أتمكّن من الحضور على الفور. كنتُ في جولة.”
عندما رأت كيرين تعبيره الاعتذاري الصادق، لوّحت بيديها بسرعة.
“لماذا تعتذر؟ أنا ممتنّةٌ لأنكَ أتيت.”
“هل تشعرين بتحسّن؟”
“كما ترى، أنا بخيرٍ تمامًا.”
لإثبات أن جسدها سليم، وقفت كيرين ومدّت ذراعيها وساقيها.
ضاحكًا على تمارين كيرين المفاجئة، أخرج فنسنت شيئًا من جيبه وسلّمه لها.
“ما هذا؟”
“ماءٌ مقدّس.”
“أعرف ذلك، لكن لماذا تعطيه لي؟”
جلست كيرين، التي تلقّته دون تفكير، وفحصت الماء المقدّس الذي أعطاها إياه فنسنت.
رأت الماء المقدّس يتدفّق داخل زجاجةٍ زجاجيةٍ صغيرة.
لم تفهم القصد وراء هذه الهدية، فأمالت رأسها، وأجاب فنسنت كما لو كان الأمر واضحًا.
“في حال تعرّضتٍ للأذى مرّةً أخرى.”
“لن أتعرّض للأذى مرّةً أخرى.”
“هذا جيدٌ إذن. يمكنكِ استخدامه لأشياء أخرى أيضًا، لذا احتفظي به.”
“حسنًا، شكرًا لك.”
لم تكن هناك حاجةٌ لرفض شيءٍ معروض، لذا قَبِلته كيرين دون اعتراض. في تلك اللحظة، لم تلاحظ ابتسامة فنسنت الخافتة.
“إذن متى ستعود؟”
“هل تريدينني أن أغادر قريبًا؟”
“أنتَ تعرف أن هذا ليس ما قصدته.”
تذمّرت كيرين من أنها لا تستطيع قول أيّ شيءٍ بشكلٍ صحيح. لكنها لم تستطع منع نفسها من الابتسام، مستمتعةً بهذه اللحظة من الجلوس وجهًا لوجهٍ مع فنسنت.
“هذا يذكّرني بالأوقات القديمة. إنه شعورٌ جميل.”
لقد كان وقتًا كانا فيه سعداء معًا على الرغم من الجوع. لقد ساعدها وجود فنسنت خلال تلك الأوقات الصعبة على التحمّل.
تساءلت عمّا إذا كانت تستطيع الوصول إلى هذا الحدّ بدونه.
في تلك اللحظة، قال فنسنت شيئًا غير متوقّع.
“إذا كان بإمكانكِ العودة إلى تلك الأوقات، فماذا ستفعلين؟”
“ماذا؟”
نظرًا لعدم فهمها للقصد وراء كلماته، حدّقت كيرين بصمت في فنسنت، لكنه ردّ بنظرته إليها بتعبيرٍ غير قابل للقراءة.
وكأنه ينتظر إجابتها.
أحسّت كيرين أنه لن يتحدّث حتى تجيب، فعبثت بشفتيها قبل أن تميل رأسها.
“لا يوجد شيءٌ بشكلٍ خاص.”
حتى لو كانت سعيدة، فهي لا تريد أن تمرّ بتلك الأوقات الصعبة مرّةً أخرى. كما أنها لا تريد أن تترك وراءها ما هو ثمينٌ بالنسبة لها الآن.
حالما خطرت هذه الفكرة على بالها، توقّفت كيرين.
‘ما هو ثمينٌ بالنسبة لي الآن؟’
بدأ هذا الفكر اللاواعي في إرباك كيرين.
حتى الآن، كانت أهمّ الأشياء بالنسبة لها هي المال والمال والمال.
لكن ما فكّرت فيه للتوّ لم يكن المال، بل شيءٌ آخر.
‘هل يمكن أن يكون …’
تساءلت عمّا إذا كان ساشا، لكن الأمر لم يكن يبدو على ما يرام. بدا أن هناك شيئًا آخر، لكنها لم تستطع تحديده تمامًا، وكانت قد بدأت للتوّ في تقطيب حاجبيها عندما …
في الصمت الغريب، سُمِع صوت طرق.
“رئيسة، قائد الفرسان الإمبراطوري هنا لرؤيتكِ …”
قبل أن تتمكّن سيسيل من إنهاء حديثها، فُتِح الباب.
“أوه؟ ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟”
بمجرّد فتح الباب، التقت عينا كيرين بعيني آريس. بطريقةٍ ما، بدا وجه آريس هادئًا وباردًا.
“سأذهب الآن.”
بمجرّد دخول آريس، وقف فنسنت. كانت كيرين على وشك إيقافه على عجلٍ عندما …
“إلى أين ستذهب؟”
فجأة، منع آريس فنسنت بمهارةٍ من المغادرة.
نظر فنسنت إلى هذا السلوك باستفهام، وأجاب بابتسامته المعتادة.
“اعتقدتُ أن السير أرينسيس قد يكون غير مرتاح.”
“غير مرتاح؟ أنا مسرور جدًا.”
“هاها، أعتقد أنكَ تكره ذلك حقًا.”
“أنتَ مُخطِئ.”
“لا أعتقد أنني مُخطئٌ أبدًا.”
“…..”
“…..”
وسط هذا التوتّر الغريب، ابتسمت كيرين بشكلٍ مُحرِج وتدخّلت بين الاثنين.
“فنسنت، ألم تقل أنكَ تريد رؤية ابنتي؟ أحتاج إلى الذهاب لاصطحابها الآن على أيّ حال، فلماذا لا تأتي وترى وجهها للحظة؟”
“هل هذا جيد؟”
“بالطبع. بالتأكيد.”
أخبرت كيرين فنسنت بالانتظار هنا للحظةٍ وغادرت مختبر الأبحاث على عجل. كانت على وشك الذهاب مباشرةً لالتقاط ساشا عندما تبعها آريس فجأة.
“لماذا تُرين ساشا لهذا الرجل؟”
على الرغم من نبرته الاستفهاميّة، كان من السهل معرفة أنه كان يوبّخها.
لم تستطع فهم سبب مجيئه طوال الطريق إلى مختبر أبحاثها ليتصرّف على هذا النحو.
“آريس، فنسنت صديقي. صديقٌ ساعدني عندما كنتُ أعاني عندما كنتُ طفلة.”
في ذلك الوقت، كان فنسنت كاهنًا. على الرغم من أنه لابد أنه كان يعاني أيضًا، إلّا أنه تقاسم الخبز والماء الذي حصل عليه حتى لا تجوع كيرين. على الرغم من أن الخبز كان قاسيًا للغاية وعديم الطعم، إلّا أنها في تلك اللحظة شعرت وكأنها تمتلك كلّ شيءٍ في العالم.
“سأكون ممتنًّا إذا لم تعامله بوقاحة.”
هذا هو نوع الصديق الذي كان عليه. صديقٌ طيب القلب ومُراعٍ يهتمّ بالآخرين أكثر من نفسه.
“ماذا عني إذن؟”
“ماذا؟”
“ماذا أكون بالنسبة لكِ؟”
أدركت كيرين أنه يعني أنه إذا كان فنسنت صديقها، فماذا يعني هو بالنسبة لها، فصمتت للحظة.
لم يكن من السهل الإجابة على سؤال لم تفكّر فيه من قبل.
لكن الإجابة خرجت أسرع ممّا توقّعت دون أن تدرك.
“أنتَ زوجي.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1