There's no way l am marrying you - 20
“متى بالضبط سأعود إلى طبيعتي؟”
كان الوقت تقريبًا ظهرًا.
جلس آريس على كرسيٍّ بوجهٍ متجهّم، يحدّق في كيرين.
حاول قصارى جهده أن يحدّق بشكلٍ مُهدٍّد، ولكن مع ساقيه القصيرتين المتدلّيتين دون أن يلمسا الأرض أثناء حديثه، بدا مضحكًا بشكلٍ محبّبٍ في عيني كيرين.
“حسنًا، أنا لا أعـ-“
“لا تجرؤي على القول أنكِ لا تعرف.”
“…..”
“…..”
بمجرّد قطع ردّها، التفتت كيرين برأسها بتعبيرٍ يقول إنها ليس لديها ما تقوله.
ضيّق آريس عينيه وضغط أكثر.
“لا يمكنني البقاء على هذا النحو إلى الأبد. افعلي شيئًا حيال ذلك.”
“يبدو أمرًا جيدًا، على الرغم من ذلك.”
“يبدو الأمر جيدًا بالنسبة لكِ فقط!”
غير قادرٍ على احتواء نفسه لفترةٍ أطول، قفز آريس وأشار إلى كيرين. لو كان في شكله الأصلي عندما قام بهذه الإشارة، لكانت كيرين قد كسرت إصبعه. لكن رؤية آريس ينظر إليها بوجهٍ منزعجٍ للغاية شعرت وكأننها تشاهد قطّةً مضطربةً تهسهس.
“إلى متى ستستمرّين في لمسي؟”
بحلول الوقت الذي استعادت فيه كيرين رشدها، أدركت أنها كانت تقرص خديّ آريس، وتشعر بنعومتهما.
“خدّاكَ ناعمتان للغاية.”
“توقّفي عن لمسي.”
صفع آريس يدي كيرين التي كانت تحتضن وجنتيه وتراجع للخلف. لكن كيرين ابتسمت فقط دون إظهار أيّ علامةٍ على الاستياء.
“لا تبتسمي هكذا. إنه أمرٌ مخيف.”
“لا أستطيع منع نفسي. أنتَ لطيفٌ للغاية.”
عند رؤية آريس الصغير، الذي كان وسيمًا للغاية حتى عندما كان طفلاً بسبب مظهره المتميّز، لم تستطع كيرين التوقّف عن الابتسام.
“انتظر الآن. قد تعود إلى طبيعتكَ قريبًا.”
“وإذا لم أفعل؟”
“…..”
“…..”
حالما طرح آريس أسوأ سيناريو محتمل، حوّلت كيرين نظرها بعيدًا عنه.
“يجب أن أذهب لآخذ ساشا.”
“بعد أن وضعتِني في هذه الحالة؟ ولم يحن الوقت بعد لأخذ ساشا.”
من شدّة الإحباط، ضرب آريس على المكتب. لكن يديه الصغيرتين لم تُحدِثا أيّ تأثيرٍ تهديديٍّ على الإطلاق. بدا الأمر أشبه بقطّةٍ تنقر بذيلها على الأرض.
وبينما كانت تراقب هذا بهدوء، تحدّثت كيرين بجديّة، وكأنها اتّخذت قرارًا كبيرًا.
“إذا حدث الأسوأ، سأربيكَ بنفسي.”
“توقّفي عن الكلام الفارغ وأعيديني إلى طبيعتي، أيّتها الساحرة عديمة المسؤولية.”
“لستُ عديمة المسؤولية. أقول إنني سأتحمّل المسؤولية وأربّيك، ألم أفعل؟”
“أنا لا أريد ذلك!”
بهذا المعدّل، بدا من المؤكد أن خدود آريس لن تبقى سليمة.
‘أيّ جزءٍ من هذا من المفترض أن يكون طريًّا؟’
غير قادرٍ على الفهم، وخز آريس خدّيه. بغض النظر عن مقدار الضغط الذي مارسه، لم يستطع الشعور بالطراوة التي تحدّثت عنها كيرين.
“ومع ذلك، من الأفضل أن ننتظر ونرى ليومٍ واحدٍ على الأقل. إذا لم تَعُد إلى طبيعتكَ بحلول الغد، فسأبحث حقًا عن حل.”
“……”
“همم؟”
بعد سماع صوت كيرين المقنع بشكلٍ غير عادي، نظر آريس إليها باستياءٍ قبل أن يومئ رأسه على مضض.
على الرغم من أنه استمرّ في الإصرار على العودة إلى طبيعته، إلّا أن آريس كان يعلم أيضًا أنه لا يوجد خيارٌ آخر.
“هل أنتَ جائع؟ هل يجب أن نأكل أولاً؟ هل هناك أيّ شيءٍ تريد أن تأكله؟”
انحنت كيرين، التي اقتربت دون أن يلاحظ آريس، قليلاً لمقابلة مستوى عينيه وسألته بحنان. لكن بدلًا من الإجابة، حدّق آريس في كيرين.
‘هل هي دائمًا لطيفةٌ مع الأطفال؟’
كانت كيرين لطيفةً للغاية لدرجة أنه كان من الصعب تذكّر سلوكها المعتاد، وبطريقةٍ ما جعل هذا آريس يشعر بالوخز في جميع أنحاء جسده.
“لا يوجد شيءٌ معيّنٌ يتبادر إلى ذهني.”
“إذن هل هناك أيّ شيءٍ لا تحبّ أن تأكله؟”
“أيّ شيءٍ بحري.”
“حسنًا. سأحضر شيئًا بدون مأكولاتٍ بحريةٍ أو سمك.”
“…..”
“لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة؟”
“لا شيء.”
على الرغم من أنه كان من المفترض أن يكون الأمر مزعجًا، تطوّعت كيرين للعناية به بنفسه. كان هذا غير متوقّعٍ لدرجة أن آريس وجد نفسه يحدّق في كيرين لفترةٍ طويلةٍ دون أن يدرك ذلك.
“سأعود قريبًا، لذا كُن جيدًا أثناء غيابي.”
لاحظت كيرين نظرة آريس الفارغة، فابتسمت برفقٍ وربّتت على رأس آريس. كان مستوى عينه المنخفض والرأس الصغير تحت يدها لطيفًا للغاية لدرجة أنها لم تستطع التوقّف عن الابتسام.
‘سيكون من الرائع لو استطاع البقاء على هذا النحو.’
فكّرت في نفسها بما كان ليرعب آريس لو سمعه.
***
عادت كيرين بالطعام الذي طلبته خصيصًا من الطاهي ووضعت الوجبة أمام آريس.
ومع ذلك، لسببٍ ما، لم يلتقط آريس أدواته.
“ماذا تفعل؟ ألن تأكل؟”
لقد بذلت كيرين قصارى جهدها لإحضار الطعام بنفسها، لكنها لم تستطع معرفة ما إذا كان آريس ليس لديه شهيّةٌ أو إذا لم تعجبه الوجبة التي تم إعدادها.
متسائلةً عمّا إذا كانت هناك مشكلة ما، فحصت كيرين تعبير آريس، لكن كلمات آريس كانت غير متوقّعة.
“كيف عرفتِ أنني لا أستطيع أكل اللحوم؟”
حتى عندما سأل، بدا آريس مرتبكًا ومندهشًا.
‘كيف عرفتِ بحق خالق الأرض؟’
لم يخبر كيرين أبدًا أنه لا يستطيع أكل اللحوم.
ومع ذلك، أعدّت كيرين بشكلٍ طبيعيٍّ وجبةً تتكوّن من الخضار والفواكه. كانت قائمة طعامٍ من الصعب إحضارها دون معرفة أن آريس لا يستطيع تناول اللحوم.
عندما ألقى آريس نظرةً عاجلةً عليها، وكأنه يقول ‘من فضلكِ أجيبي بسرعة’، طرحت كيرين بدلاً من ذلك سؤالاً خاصًّا بها.
“نحن نعيش معًا، كيف لي ألّا أعرف على الأقل هذا القدر؟”
“اعتقدتُ أنكِ لن تعرفي لأنكِ لا تحبينني.”
“فقط لأنني أكره شخصًا ما لا يعني أنني لا أعرف شيئًا عنه.”
“هذا صحيح، ولكن …”
بطريقةٍ ما، بدا الأمر غريبًا – مُحرِجًا ومُربِكًا بعض الشيء. كان الشعور صعبًا للغاية لشرحه لدرجة أن آريس بالكاد كان يعرف ما كان يقوله.
“لقد بذلتُ جهدًا لإحضاره، لذا خُذ قضمةً على الأقل.”
من مظهره، لم يكن آريس ليلمس الطعام حتى وضعت كيرين الأواني في يده.
أدركت كيرين هذا، فأحضرت بعض السلطة بقوّةٍ إلى فم آريس. بدا آريس مُحرَجًا، قائلاً إنه سيأكل بمفرده، لكن كيرين لم تتراجع.
عندما رأى تصميم كيرين، قَبِل آريس على مضضٍ السلطة التي أطعمته إياها كيرين.
“من الجيد أن أراكَ تأكل جيدًا.”
“بالكاد.”
“لقد أحضرتُ الفراولة أيضًا. هل تريد بعضًا؟”
“لا، أفضّل البرتقال.”
عندما أشار آريس إلى ذلك، اعتنت كيرين بطبيعة الحال بكلّ شيء، حيث سلّمته قطعةً قطعة.
‘هذا ليس سيئًا للغاية …’
حالما بدأت هذه الفكرة تتشكّل، رشّ آريس الماء من كأسه على وجهه.
“ماذا؟ لماذا فعلتَ ذلك فجأة؟”
صُدِمت كيرين لرؤية آريس يرشّ الماء فجأةً على وجهه في منتصف الأكل.
لكن آريس نفسه كان هادئًا تمامًا.
“لا شيء.”
“ماذا تقصد، لا شيء؟ رشّ الماء فجأة على وجهكَ ليس لا شيء.”
” إنه حقًا لا شيء.”
“حسنًا. فقط جفّف وجهك.”
عبست كيرين قليلاً وهي تمسح وجه آريس بمنديل. لابد أن آريس رشّ الماء بقوّة، حيث كان شعره الفضي الناعم مبلّلاً بالكامل.
“لماذا تلعب بالماء أثناء الأكل؟”
على الرغم من أن كيرين كانت توبّخه، إلّا أن لمستها كانت لطيفةً للغاية لدرجة أن آريس شعر، لأوّل مرّة، برغبةٍ في الهرب إلى مكانٍ ما.
***
‘أشعر بالملل.’
أراح آريس رأسه على المكتب بتعبيرٍ متململ بينما كان يراقب بهدوءٍ كيرين وهي تحلّل سبب فشل الجرعة التي صنعتها هذه المرّة. وبقدر ما أراد الذهاب إلى أرض التدريب على الفور، لم يكن هناك شيءٌ يمكنه فعله في هذا الجسد.
‘إنها تعمل بجد.’
بعد أن رأى عيني كيرين تتألّقان كثيرًا عند ذِكر المال، فإن رؤية عملها بجديّةٍ الآن أشعره بالحرج وعدم الأُلفة.
ومع ذلك، راقب آريس كيرين بصمت.
الحاجب المقطّب قليلاً في التركيز، والعينان الحمراوان مظلّلتان تحت الرموش الطويلة المنخفضة. كان شعرها الأسود المنسدل على كتفيها النحيفتين منتشرًا بشكلٍ غير منظّمٍ على المكتب. ربما لأن بشرتها كانت بيضاء جدًا، فقد بدت شاحبةً بشكلٍ خاصٍّ على النقيض من شعرها الأسود. كانت عيناها مرفوعتين بشكلٍ حادّ، ممّا أعطاها انطباعًا بعيدًا عن الوداعة.
ولكن عندما ابتسمت، انهارت تلك الأجواء الحادّة والمدبّبة المميّزة، ممّا جعل من الصعب النظر بعيدًا.
‘مظهرها هو بالتأكيد نوعي …..’
قبل أن تنتهي الفكرة، ضرب آريس نفسه على رأسه.
“ما الذي كنتَ تفكّر فيه للتوّ؟”
“لا شيء.”
“ماذا تقصد بلا شيء؟ لقد رأيتُكَ تضرب رأسك.”
كان الصوت عالياً لدرجة أن كيرين، التي كانت تعمل، رفعت رأسها بدهشة. ولكن على الرغم من هذا، استمرّ آريس في إنكاره.
“قلتُ إنه لا شيء.”
“هل أنتَ ربما من هؤلاء الأشخاص الذين يستمتعون بشعروهم بالألم …”
“على الإطلاق.”
“…..”
“أقول لكِ أنني لستُ كذلك.”
لكن كيرين لم تبدُ مقتنعةً على الإطلاق.
“ليس من الجيد لشخصٍ صغيرٍ جدًا أن يكبر على هذا النوع من الأشياء.”
“قد أبدو صغيرًا، لكنني في نفس عمركِ.”
“أعرف ذلك، أيّها الصغير.”
“أنتِ …”
كان آريس على وشك الرّد أكثر ولكنه أغلق فمه أخيرًا. أدرك متأخّرًا أنه لا جدوى من الجدال في هذه الحالة.
في تلك اللحظة، طرق أحدهم الباب.
“الرئيسة، هل يمكنني الدخول؟”
كانت سيسيل، مُساعِدة كيرين.
عرفتها كيرين على الفور، فأشارت بعينيها إليه، كان آريس قد اختبأ بالفعل تحت المكتب.
“نعم، تفضّلي بالدخول.”
بعد الحصول على الإذن، فتحت سيسيل الباب بعنايةٍ ودخلت.
“ما الأمر؟”
“حسنًا، يتعلّق الأمر بالطلب الذي قدّمناه لغرفة إنتاج الأدوات السحرية في المرّة الأخيرة. قالوا إنه سيكون من الأفضل أن تتحقّقي من ذلك بنفسكِ.”
“…..”
“رئيسة؟”
“آه، نعم، نعم. فهمت. لديّ شيءٌ يجب أن أفعله الآن، لذا هل يمكنكِ الخروج للحظة؟”
“نعم، بالطبع.”
على الرغم من أن سيسيل وجدت سلوك كيرين مختلفًا إلى حدٍّ ما عن المعتاد، إلّا أنها لم تطرح أيّ أسئلةٍ وغادرت، وأغلقت الباب خلفها. بمجرّد إغلاق الباب، اقتربت كيرين من آريس، الذي كان يختبئ تحت المكتب، وسألته.
“هل ستكون بخيرٍ بمفردك؟”
“هل أنا طفل؟”
“……”
عبس آريس بعمقٍ عند نظرة كيرين التي بدت وكأنها تقول، ‘ألستَ كذلك؟’
“جسدي هو الطل فقط. لا تعامليني كطفل.”
“حسنًا. سأعود قريبًا، لذا ابقى هنا.”
“بالطبع.”
فقط عندما أشار آريس لها بالإسراع والذهاب، غادرت كيرين على مضض. حتى عندما غادرت، بدت غير مرتاحة، مؤكِّدةً مرارًا وتكرارًا على آريس أن يظلّ هادئًا.
“إنها تعاملني حقًا كطفل.”
عندما أغلقت كيرين الباب وغادرت، جلس آريس بثقلٍ على الكرسي وتنهّد.
لم يستطع إلّا أن يتنهّد، وشعر بالإحباط بشأن كيف انتهى به الأمر في هذه الحالة.
عندما حدث ذلك.
“الرئيسة شيءٌ ما حقًا. أعني، لقد تزوّجت قائدنا بعد كلّ شيء.”
جاء صوتٌ مألوفٌ من خارج النافذة. نظر من خلال الستارة للتأكّد من الوجه، كان بالفعل أحد الفرسان.
‘إذن هذا هو المكان الذي يتحدّثون فيه عني.’
كان الأمر مثيرًا للاهتمام، ولكن ليس ممتعًا على الإطلاق. مع وجود عقلٍ للاستماع، استمع آريس إلى المحادثة.
ومع ذلك، انحرف الموضوع عن توقّعاته.
“لكن بصراحة، لم أكن أعتقد أبدًا أن قائدنا سيتزوّج الرئيسة.”
“لماذا؟”
“لأنني سمعتُ أن الرئيسة والبابا كانا في نوعٍ ما من العلاقات.”
بالتأكيد لم يكن هذا محادثةٌ يمكن لآريس الجلوس بهدوءٍ والاستماع إليها.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1