There's no way l am marrying you - 18
على عكس التوقّعات التي كانت تشير إلى تحديد موعدٍ جديدٍ للمبارزة، اعترفت بيالتي بهزيمتها وغادرت.
لا تزال كلماتها تتردّد في أذني كيرين.
[إن الطمع في زوج مَن أحسن إليّ أمرٌ يتنافى مع أخلاقي.]
‘أظنّ أن هذا منطقيٌّ بشكلٍ غير متوقّع.’
على الرغم من دهشتها من البيان غير المتوقّع، شعرت كيرين بالارتياح لعدم خسارة أموالها التي كسبتها بشقّ الأنفس وساشا.
باستثناء آريس، بالطبع.
‘ليس الأمر وكأنني تعرّضتُ للأذى لأنني أردتُ ذلك.’
لقد تمزّقت ذراعها قليلاً أثناء حماية بيالتي من الصخور المتساقطة. لحسن الحظ، كانت مجرّد كدمةٍ بسيطة.
لكن عيون آريس، عندما نظر إلى ذلك الجرح، كانت باردةً مثل الوقوف حافي القدمين على بحيرةٍ جليدية، ومتألّمة.
حتى كيرين، التي كانت لتنتقده عادةً بسبب هذا التحديق، ظلّت صامتة.
كان ذلك لأنها كانت قادرةً على قراءة القلق العميق في تلك العيون الباردة.
‘إلى متى عليكَ أن تراقب كلّ حركاتي؟’
على طاولة الإفطار المخصّصة لشخصين، تناولت كيرين ملعقةً من الحساء بينما كانت تراقب آريس بحذر.
لم تكن متأكّدةً ما إذا كان عليها أن تكون مصدومة أو ممتنّة لآريس، الذي استمرّ في إلقاء نظرات الكراهية عليها بينما كان لا يزال يتأكّد من أنها تأكل بشكلٍ صحيح.
“هل ستستمرّ في هذا؟”
لم تعد كيرين قادرةً على تحمّل هذه الحرب الباردة لفترةٍ أطول، فتحدّثت أولاً.
“أتفهّم أنكَ غاضب، لكن ألا يجب أن نحلّ هذا من خلال محادثة؟ إلى متى ستستمرّ في هذا؟”
“…….”
“آريس أرينسيس.”
فقط عندما نادت باسمه بهدوءٍ فتح آريس فمه على مضض.
“أنا لستُ غاضبًا.”
عند إنكاره الصريح، أطلقت كيرين ضحكةً ساخرة.
“ما الذي تعنيه بلستُ غاضبًا؟ أنتَ غاضبٌ وهذا واضح.”
وإلّا لما كان يضحك ويتحدّث مع ساشا بينما يستبعدها.
وعلاوةً على ذلك، كان من السخف أن يقول إنه لم يكن غاضبًا عندما استمرّ في التحديق فيها وكأنها الوحيدة التي لا يوافق عليها.
“إذن لماذا تتصرّف بهذه الطريقة؟”
“……”
على الرغم من إلحاحها، ظلّ آريس صامتًا، غير راغبٍ في الإجابة.
تمامًا كما كانت كيرين على وشك أن تقول شيئًا من الإحباط.
“أنا أيضًا لا أعرف.”
“ماذا؟”
“قُلت، أنا أيضًا لا أعرف.”
لقد كان صادقًا.
آريس نفسه لم يفهم سبب غضبه. على وجه التحديد، لم يكن متأكّدًا حتى من كون هذا غضبًا.
قبل أن يدرك ذلك، كان مشهد الحادث في ساحة المبارزة يلعب في ذهنه.
بمجرّد أن شعر بالارتعاش الطفيف، كانت غريزة آريس الأولى هي العثور على كيرين. في الوقت نفسه، كانت فكرته الأولى أنه بحاجةٍ إلى إخلاء المكان معها على الفور.
ولكن قبل أن يتمكّن من التصرّف، بدأت الأرض تحت قدميه في التشقّق وسرعان ما بدأت في الانهيار. حتى في تلك اللحظة، كان آريس يبحث بشكلٍ يائسٍ عن كيرين.
‘لكنكِ …’
لقد وصل أخيرًا إلى حيث كانت كيرين ومدّ يده، لكن كيرين لم تأخذها. نظرتها، التي لم تلتقي بنظرته، كانت ثابتةً على بيالتي المصابة.
في تلك اللحظة، شعر بقلبه يهبط على الأرض.
بدون كلمة، كان بإمكانه أن يشعر بشكلٍ حدسيٍّ بما كانت كيرين على وشك القيام به.
‘لا.’
مدّ يده بشكلٍ يائس، وكانت عيناه تتوسّلان إليها ألّا تذهب، وأن تأتي إليه فقط، لكنها لم تمدّ يدها للخلف. سرعان ما انهارت الأرض بلا رحمة، وغمرت كيرين وبيالتي.
كان الشعور بمشاهدة ذلك يتكشّف لا يوصف. لم يكن يريد تجربة ذلك مرّةً أخرى.
أبدًا.
“سواء أُصِبتِ بأذًى أم لا.”
أخيرًا، خرجت كلماتٌ لم يقصدها.
رفعت كيرين صوتها ردًّا على ذلك.
“إذا كنتَ قلقًا، يجب أن تقول ذلك بصراحة!”
“مَن قال إنني قلق؟”
“إذا لم تكن قلقًا، فلماذا أعددتَ وجبتي؟”
“هل كان عليّ أن أعدّ وجبتي وحدي فقط إذًا؟”
تحت نظراته المكثّفة التي بدت وكأنها تتحدّاها لدحضها إذا استطاعت، فركت كيرين مؤخّرة رقبتها. لم تكن تريد الاعتراف بذلك، لكنه لم يكن مخطئًا.
“حسنًا، أعتقد أن هذا صحيح.”
“إذا فهمتِ، فقط تناولي طعامكِ.”
“حسنًا.”
على الرغم من الموقف، كان الحساء لذيذًا، لذلك تناولته كيرين بهدوءٍ دون اعتراض.
“لماذا انهارت ساحة المبارزة فجأة؟”
في خضمّ كلّ هذه الفوضى، سألت الآن فقط عن أهمّ شيء.
أجاب آريس وهو يضع طبقًا من الخبز بالقرب من كيرين.
“ممّا سمعته، كانت الأرض هناك غير مستقرّةٍ لبعض الوقت.”
كان من الغريب أنهم بنوا ساحة مبارزةٍ على أرضٍ غير مستقرّةٍ في المقام الأول، ولكن بدون طريقةٍ للتحقيق، كان عليهم تركها الآن.
“أوه، صحيح. قبل الذهاب إلى أرض التدريب، توقّف عند مختبري.”
“لماذا؟”
“لقد صنعتُ جرعة.”
نظر إليها آريس باستغراب، ولم يفهم ما تعنيه بقولها فجأةً إنها صنعت جرعة. ردّت كيرين، وكأنها مستاءة.
“لقد صنعتُ جرعةً لاستعادة الذكريات.”
***
“إذا شربتُ هذا، هل ستعود ذكرياتي حقًا؟”
حالما دخلا القصر، ذهب كيرين وآريس مباشرةً إلى المختبر. في المختبر، كان هناك أنبوب اختبارٍ أعدّته كيرين بالفعل. عندما سلّمت كيرين أنبوب الاختبار، قَبِله آريس على مضض، عابسًا بتشكيكٍ واضح.
“إنها مجرّد نسخةٍ تجريبية.”
لقد كانت جرعةً صنعتها بصعوبةٍ بالغة، وبالكاد تمكّنت من جمع المواد التجريبية وتلقّت المساعدة من زملائها.
ومع ذلك، لم تكن متأكّدةً من أنها ستعيد الذكريات بالفعل. كان على شخصٍ ما أن يشربها لتحديد ما إذا كانت الجرعة فعّالة.
عندما حدّقت كيرين بصمتٍ في آريس، بدا وكأنه أدرك شيئًا وتصلّب تعبير وجهه.
“أنا لن أشربها.”
“ثم مَن سيشربها؟”
“اشربيه أنتِ.”
“أنتَ تجعلني أكرّر كلامي.”
بينما استمرّ آريس في الرفض، لم تُخفِ كيرين انزعاجها.
“إذا حدث خطبٌ ما معي، فمَن سيصنع الجرعة؟”
“لذا فلا بأس إذا حدث خطبٌ ما لي؟”
“هذا مجرّد مصيرٍ يجب عليكَ قبوله.”
“لذا تريدينني أن أتحمّل هذا المصير وحدي؟”
“إذا حدث خطأٌ ما، سأعطيكَ مبلغ تعزيةٍ سخيًّا.”
على الرغم من أنه كان مثل دمها، بالنظر إلى تاريخهم المشترك وولائهم، كانت على استعدادٍ لتوفير ما يكفي لوجبةٍ واحدةٍ على الأقل من أموال التعزية.
وكأنه يقرأ أفكارها، ومضت عينا آريس بشكلٍ خطير.
“إذا حدث خطأٌ ما، فاعلمي أنكِ ستشاركينني هذا المصير.”
“اشربه بالفعل. أنتَ لا تعتقد أنني صنعتُ جرعةً لقتلك، أليس كذلك؟”
“يبدو أنكِ نسيتِ أموال التعزية التي ذكرتِها للتوّ؟”
“……”
بينما رفع آريس ذقنه وكأنه يتحدّاها للإجابة، أشارت كيرين بهدوءٍ إلى الجرعة.
كانت هذه الإشارة تعني له أن يشربها بالفعل.
“هاه …..”
تنهّد آريس بعمقٍ وهو ينظر إلى الجرعة. كان بإمكانه أن يرى فقاعاتٍ باهتةٍ ترتفع من خلال السائل اللزج الشبيه بالمستنقع والذي لم يكن أسودًا ولا أخضر تمامًا.
‘يبدو أن هناك شيئًا غريبًا في هذا الأمر.’
شعر بعدم ارتياحٍ لا يُصدَّق، ولكن أخيرًا، وبتعبيرٍ عن التردّد الشديد، بالكاد لمس آريس طرف لسانه. ولكن قبل أن يتمكّن حتى من سحب شفتيه بعيدًا، دفعت كيرين الجرعة بعنفٍ في فمه.
كانت لفتةً غير متردّدة، وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة.
فزع آريس من اندفاع السائل المفاجئ إلى حلقه، وسعل بعنفٍ ودفع كيرين بعيدًا.
“ماذا تفعلين!”
“كنتَ ستشربه على أيّ حال، فلماذا لا تفعل ذلك بسرعة؟”
كم كان مُحبِطًا مشاهدته وهو يتردّد.
بعد ردّها المقتضب، لاحظت كيرين حالة آريس بجديّة. لم تستطع إلّا أن تشعر بالتوتّر، متسائلةً عمّا إذا كانت التأثيرات ستظهر الآن بعد أن شرب الجرعة للتوّ.
“……”
“……”
لكن على الرغم من التوتّر، لم يحدث شيء.
“لا يوجد تأثيرٌ على الإطلاق؟”
“انتظر قليلاً. قد تظهر الأعراض لاحقًا.”
أجلس كيرين آريس على كرسي، وطلبت منه أن يهدأ الآن.
“هل هناك أيّ أعراضٍ إذا حدث خطأٌ في الجرعة؟”
“عادةً، لا يحدث شيء. في بعض الأحيان قد يسبّب صداعًا وآلامًا في المعدة. حسنًا، هناك دائمًا استثناءات.”
“وهذا الاستثناء هو الموت؟”
عندما ألقى عليها نظرةً بدت وكأنها تسأل عمّا إذا كانت تحاول قتله، قفزت كيرين من مكانها.
“بغض النظر عن مدى كرهي لك، لا أريد أن أصبح قاتلة!”
لم تكن هناك حاجةٌ لذكر أنها فكّرت أحيانًا في قتله والتحوّل إلى قاتلة.
“إذن كيف تشعر؟ هل هناك أيّ شيءٍ مختلفٍ عن المعتاد؟”
“لا شيء حتى الآن.”
شدّ آريس يده مرارًا وتكرارًا وأرخاها برفق، موضّحًا حالته الجسدية لكيرين.
“ثم أعتقد أنه سيّتعين علينا المراقبة لمدّةٍ يوم تقريبًا.”
لم يكن هناك خيارٌ آخر، حيث ظهرت الأعراض في بعض الأحيان متأخّرة.
في تلك اللحظة، بدأت حبّات العرق البارد تتساقط على جبين آريس.
“هل أنتَ بخير؟”
شعرت كيرين أن هناك شيئًا ما خطأ، سألت بقلق. مسح آريس العرق بظهر يده، وبدا مرتبكًا.
“جسدي يشعر بغرابة …”
“غريبٌ كيف؟”
“لا أعرف. أشعر وكأن أحشائي تحترق … و …”
بدأت وضعيته، التي كانت مستقيمة، في الميلان. وبعد فترةٍ وجيزة، أصبح تنفّسه متقطّعًا، وأطلق آريس تأوّهًا متألّمًا.
“تمسّك بنفسك، آريس! عليكَ أن تشرح بوضوحٍ حتى أتمكّن من مساعدتك.”
وبينما كانت كيرين، التي شعرت بأن شيئًا ما قد حدث خطأ، تُمسِك بكتفي آريس بعنايةٍ لفحصه.
سقط آريس، بعد أن فقد وعيه، في أحضان كيرين وعيناه مغلقتان.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1