There's no way l am marrying you - 17
“لم تنسي وعدكِ بالاعتذار بشكلٍ لائق إذا فُزت، أليس كذلك؟”
لقد حان يوم المبارزة أخيرًا. حدّقت كيرين في بيالتي التي كانت تقف أمامها، وهي تصرّ على أسنانها.
على الرغم من نظرة كيرين الشرسة التي بدت مستعدّةً لتمزيقها، إلّا أن تعبير بيالتي ظلّ دون تغيير.
“إذا أردتِ، فسأفعل ذلك عدّة مرّاتٍ كما تريدين.”
ما زالت لا تفهم سبب مطالبة كيرين بالاعتذار. لكنه لم يكن طلبًا صعبًا، لذا كانت على استعداد للامتثال عدّة مرّات.
ومع ذلك …
“هذا إذا فزتِ.”
حالما نطقت تلك الكلمات، انفجر دويٌّ عالٍ وسحابةٌ من الغبار أمامهم مباشرة.
‘سيفٌ عظيم؟’
للحظة، رمشت كيرين بسرعة، معتقدةً أنها رأت خطأ، ثم نظرت مرّةً أخرى للتأكّد.
ألقت بيالتي بلا مبالاةٍ سيفًا عظيمًا أكبر من جسدها على كتفها.
‘لم يكن هناك أيّ ذكرٍ لاستخدام سيفٍ عظيم!’
أطلقت كيرين نفس التعبير على آريس، لكنه وسّع عينيه الزرقاوين وكأنه ليس لديه أيّ فكرةٍ أيضًا.
‘وأنا التي كنتُ أعتقد أنني أستطيع أن أثق به.’
شعرت وكأنها تعرّضت للخيانة من قِبَل الفأس الذي وضعت بعض الثقة فيه، وكان الأمر غير سارٍّ على الإطلاق.
“هل نبدأ إذن؟”
ابتسمت بيالتي بعمقٍ وهي تضرب سيفها العظيم بجانبها.
***
‘سحقًا، سحقًا، سحقًا!’
في كلّ مرّةٍ تصدّ فيها كيرين السيف العظيم الضخم، لم تكن ذراعيها فقط بل وكتفيها وساقيها ترتعشان من الألم. وفي الوقت نفسه، ظلّ خصمها هادئًا وكأن هذا لا شيء، ممّا أثار غضب كيرين أكثر.
‘لو كان بإمكاني استخدام السحر.’
لم تكن لتلهث بهذه الطريقة البائسة ضد هذه الهجمات لو كانت قادرةً على ذلك.
‘لماذا عليّ أن أمرّ بهذه المحنة!’
فجأة، شعرت بالانزعاج من السوار على معصمها. بما أن المبارزة من المفترض أن تكون مبارزةً بالسيف فقط، فقد كان السحر محظورًا، وارتدت سوارًا لقمع السحر. سيتمّ فتحه تلقائيًا بعد وقتٍ معيّن، ولكن حتى ذلك الحين، كان من المستحيل إزالته.
‘هذا ليس جيدًا، بغض النظر عن الطريقة التي أنظر بها إلى الأمر.’
كيف يمكنها، التي تدرّبت لمدّة أسبوعٍ فقط، هزيمة جنرالٍ من بلدٍ آخر؟
‘هل يجب أن أهرب مع ساشا؟’
ربما يكون هذا هو الخيار الأكثر حكمة.
عندها حدث ذلك.
‘…..؟’
شعرت بالأرض تحت قدميها تهتزّ. نظرت إلى الأسفل، ورأت شقوقًا دقيقةً تظهر في الأرض.
لم يكن هذا خيالها.
“انتظري. انتظري، توقّفي للحظة!”
“لا يوجد ‘انتظري لحظة’ في المبارزة.”
أشارت كيرين بإلحاحٍ إلى بيالتي للتوقّف، لكنها تجاهلتها. بدلاً من ذلك، دفعت كيرين بقوّةٍ أكبر.
“أنا جادّة! توقّفي لثانيةٍ واحدةٍ فقط …”
قبل أن تتمكّن كيرين من إنهاء جملتها، بدأ صوتٌ مشؤومٌ يرتفع من أعماق الأرض، وبدأت الشقوق تنتشر بسرعة.
“زلزال؟”
“الـ الأرض تنهار!”
“ا- ابتعدوا من هنا!”
مع انشقاق الأرض بمعدّلٍ مثير للقلق، صرخ الجميع وأخلوا المكان.
حاولت كيرين الهروب على الفور أيضًا، لكن الأرض تحت قدميها انهارت بالفعل. لحسن الحظ، كان هناك عمودٌ قريبٌ تمكّنت من التشبّث به.
“كيرين!”
مدّ آريس يده يائسًا نحو كيرين. كانت يده الممدودة، التي حثّها على الإمساك بها بسرعة، تبدو جادّةً بطريقةٍ ما، ممّا تسبّب في تردّد كيرين دون وعي.
“أسرعي وخذي يدي!”
كان شخصًا يرتجف من الاشمئزاز إذا لامست يده يد شخصٍ آخر حتى أثناء ارتداء القفازات. كان رؤية مثل هذا الشخص يمدّ يده إليها أمرًا مفاجئًا وغريبًا.
“ماذا تفعلين؟ أسرعي!”
بينما كانت كيرين تحدّق في يده بفراغ حتى في هذا الموقف العاجل حيث كان عليهم الإخلاء على الفور، صرخ آريس بإحباط. لكن كيرين استمرّت في النظر إلى يد آريس بلا تعبير.
“كيرين!”
ولكن في مرحلةٍ ما، تحوّلت نظرة كيرين إلى مكانٍ آخر. في نهاية مجال رؤيتها، سقطت بيالتي من خلال الشقوق وكانت تعاني، محصورةً تحت الحجارة المكسورة.
‘لا.’
قالت عيون آريس كلّ شيء. من المؤكّد أن الأرض ستنهار قبل أن تتمكّن من الوصول إلى حيث كانت بيالتي.
‘إيّاكِ.’
في حين كان الأمر مؤسفًا بالنسبة لبيالتي، في هذه اللحظة، جاءت كيرين أولاً. يمكنه مساعدة بيالتي بعد إيصال كيرين إلى برّ الأمان أولاً، ولكن ليس الآن.
ومع ذلك، ظلّت عينا كيرين ثابتتين على بيالتي.
“تعالي إلى هنا!”
نادى آريس على كيرين يائسًا، محاولًا جذب انتباهها. للحظة، التقت نظرة كيرين بنظرة آريس. في تلك اللحظة، شعر آريس بإحساسٍ عميق بالارتياح.
لكنها كانت لحظةً عابرةً فقط.
عبست كيرين وكأنها مضطربة، ثم استدارت فجأة. دون تردّد، اندفعت نحو بيالتي.
كلّ ما تبقى لآريس، الذي لم يستطع سوى مشاهدة شخصيتها المنسحبة، هو اليأس.
***
‘يا لها من فوضى.’
والآن، في الوقت الحاضر. لحسن الحظ، لم تنهَر الأرض بينما شقّت كيرين طريقها إلى بيالتي. ولكن بمجرّد وصولها إلى بيالتي، ضرب زلزالٌ آخر، وسقطوا في كهفٍ ضخمٍ تحت الأرض.
“لقد أتيتِ لمساعدتي لأجل لا شيء ووضعتِ نفسكِ في ورطة.”
“صدّقيني، أنا نادمةٌ بالفعل.”
هل طوّرت فجأةَ شعورًا بالإنسانية لا يشبهها؟
بينما كانت كيرين تتنهّد بعمق، وتشعر بالإحباط والشفقة على نفسها، تحدّثت بيالتي.
“لابدّ أن آريس قلق.”
كانت كيرين في حيرةٍ من ذكر بيالتي لآريس في وقتٍ كهذا.
“هل تحبّين آريس إلى هذا الحد؟”
“بالطبع أحبّه. لماذا أتقدّم بطلب زواجٍ له إذا لم أكن أحبّه؟”
أوحى صوتها أن هذا شيءٌ واضح، ممّا جعل كيرين تسأل مرّةً أخرى بفضولٍ حقيقي.
“لماذا تحبّينه؟”
“ماذا تقصدين، لماذا؟”
“حسنًا، كنتُ أتساءل لماذا تحبّين شخصًا لا يبدو أنه يتمتّع بأيّ صفاتٍ حميدةٍ إلى جانب وجهه.”
في نظر كيرين، كان آريس شخصًا لا يتمتّع بأيّ مزايا باستثناء مظهره.
بعد كلّ شيء، كان رجلًا ذو شخصيةٍ فظيعةٍ وكان من الممكن أن يصاب بالذعر ويغضب حتى إن لمست ملابس شخصٍ ما جسده. كان من المستحيل عليها أن تحبّ مثل هذا الشخص.
ولكن عند سماع هذا، بدت بيالتي غير مرتاحة.
“حتى لو كنتِ منقذتي، كنتُ لأفضّل ألّا تتحدّثي بسوءٍ عن آريس.”
إذا كانت كيرين هي منقذة حياتها، فإن آريس هو المُحسِن الذي منحها الشجاعة للعيش في هذا العالم.
كان بمثابة هبةٍ من الإله لها عندما كانت تفكّر في الموت.
كان الناس من مملكة كاتن أطول وأكثر عضليةً مقارنةً بالدول الأخرى، ممّا أعطاهم انطباعًا مخيفًا. كانوا عضليّين لدرجة أنهم كانوا يطلقون عليهم أحيانًا اسم البرابرة، لكن شعب كاتن كانوا فخورين بذلك بالفعل. هؤلاء الناس الذين يتمتّعون بفخرٍ غير عاديٍّ زعموا حتى أنهم مباركون من الآلهة.
كلّما سمعت بيالتي هذا، تساءلت عمّا إذا كانت متحوّلةً لم تتلقَّ بركات الآلهة.
عندما كانت طفلة، كانت ضعيفةً ونحيفةً للغاية لدرجة أنها بدت وكأنها قد تسقط من نسيمٍ عابر.
كان من الطبيعي أن يُنظَر إليها بازدراءٍ عندما كانت ضعيفةً للغاية لدرجة أنها بدت وكأنها قد تنكسر إذا لمسها شخصٌ ما.
كانت مملكة كاتن تحترم وتُعجَب فقط بالأشخاص الأقوياء.
ولهذا السبب، استاءت بيالتي ذات يومٍ من العالم.
لماذا هي فقط، لماذا وُلِدت ضعيفةً للغاية؟ ما الخطأ الذي ارتكبته حتى تُمنَح مثل هذه القامة الصغيرة والجسم الضعيف؟
عندما اعتقدت أنه قد يكون من الأفضل أن تموت، التقت بآريس.
في ذلك اليوم، قال لها آريس.
[قبل أن تتمنّي أن يتغيّر العالم، إذا غيّرتِ نفسكِ، سيتغيّر عالمكِ.]
في ذلك الوقت، لم تفهم ما يعنيه. على وجه التحديد، ربما لم تستمع.
ولكن مع مرور الوقت، أدركت بشكلٍ طبيعي.
لكي لا يتمّ تجاهلها بعد الآن، بذلت كلّ جهدها في صقل وتغيير نفسها، ونتيجةً لذلك، تغيّرت الطريقة التي ينظر بها الناس إليها، وتحوّل العالم من حولها.
هكذا وُلِدت من جديد.
إذن كيف لا تحبّه؟
لقد كان عاطفةً يصعب إيقافها، حتى مع معرفة أين كانت نظرته موجّهة.
“كيرين! كيرين روزينتيان!”
مرّت بضع ساعاتٍ فقط منذ أن حُوصروا في تجويف الأرض. عندها، أمكنهم سماع صوتٍ يائسٍ يُنادي في مكانٍ قريب.
بمجرّد أن سمعت ذلك، قفزت كيرين على قدميها.
“أنا هنا! أنا هنا!”
بهذه الكلمات، بدأ الجدار يهتزّ قليلاً قبل أن ينهار. كان من حسن الحظ أن السقف لم ينهار.
“كيرين.”
عند سماع صوتٍ منخفضٍ للغاية بدا وكأنه قد يغرق في القاع، نظرت كيرين لأعلى لترى آريس واقفًا هناك، ووجهه مرسومٌ عليه تعبيرٌ مخيف.
لكن كيرين كانت مرتاحةً حقًا، ممسكةً بصدرها.
“ياللراحة. لقد أتيتَ أسرع ممّا توقّعت.”
“……”
على الرغم من أنها قالت بعيونٍ واسعةٍ ومتفاجئة، لم يكن هناك إجابة. حدّق آريس بصمتٍ في كيرين.
سألت كيرين بحذرٍ وهي تشعر أن نظراته كانت باردةً إلى حدٍّ ما.
“هل كنتَ قلقًا؟”
“كيف لا أكون كذلك؟”
رفع آريس صوته وكأنه يقول، ‘كيف يمكنكِ أن تسألي ذلك؟’ ولكن بعد لحظة، أطلق تنهيدةً طويلةً ومعقّدة.
“لا تهتمّي بهذا، فقط احصلي على العلاج أولاً. ما لم تكوني تريدين أن تري ساشا يُغمى غليها.”
لو كان بإمكانه، أراد أن يمسك بتلك الأكتاف النحيلة على الفور ويسألها إذا كانت في رشدها.
لكن رؤية ملابسها الممزّقة والجروح الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء جسدها، تبدّدت تلك المشاعر.
“آريس.”
تمامًا عندما كان عازمًا على التحدّث معها بشكلٍ صحيحٍ عندما يعودان إلى المنزل، ناداه صوتٌ من الخلف.
استدار، ورأى بيالتي، في حالةٍ أسوأ بكثيرٍ من كيرين، تنظر إلى آريس بتعبيرٍ جاد.
“لقد قلتَ ذلك من قبل، هل تتذكّر؟ أنكَ تريد قضاء حياتكَ مع شخصٍ يمكنه أن يصبح عالمك.”
“……”
عبس آريس قليلاً، محاولًا تذكّر الذكرى. لم يكن متأكّدًا بالضبط متى، لكنه قال شيئًا كهذا بالفعل.
“لقد قلتُ ذلك.”
“هل هذه المرأة هي المناسبة لك؟”
“…..”
بطبيعة الحال، تحوّل نظر آريس نحو المكان الذي كانت فيه كيرين. كان بإمكانه أن يرى أنها تُعالج بينما توبّخها سيسيل.
“إنها تبدو بالتأكيد وكأنها امرأةٌ يمكنها تغيير عالمك.”
لم تستطع بيالتي إلّا أن تعترف بذلك.
على الرغم من كونهما منافستين، عندما ضرب الخطر، ساعدتها كيرين ليس كخصمها في المبارزة ولكن كإنسانة.
كانت هذه هي المرّة الأولى منذ آريس التي يساعدها فيها شخصٌ ما، وهو ما فاجأ بيالتي، لكنه لم يكن شعورًا غير سارّ.
ضحكت بيالتي بمرحٍ وهي تمرّ بجانب آريس. كانت خطواتها، بالطبع، متّجهةً نحو المكان الذي كانت فيه كيرين.
“كيرين.”
نظرت كيرين، التي انتهت للتوّ من تضميد معصمها، إلى بيالتي بتعبيرٍ محتار. عندما رأت كيرين أن بيالتي يبدو أن لديها شيئًا لتقوله، تحدّثت أولاً.
“إذن، هل نستمرّ في المبارزة بعد أن نعالج إصاباتنا …”
“لقد خسرت.”
“ماذا؟”
للحظة، ظنّت أنها أخطأت في الفهم، فسألت كيرين مرّةً أخرى بتعبيرٍ مندهش. أجابت بيالتي وكأنه أمرٌ واضح.
“إن الطمع في زوج مَن أحسن إليّ أمرٌ يتنافى مع أخلاقي.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1