There's no way l am marrying you - 15
اعتقدت كيرين أنه بما أن آريس لم يرغب في الزواج منها على أيّ حال، فما الفرق الذي سيحدثه زواجه من بيالتي بدلاً من ذلك؟
ومع ذلك، من وجهة نظر آريس، كان الأمر مختلفًا تمامًا، وعبس.
“مهما كان الأمر، يجب أن يكون للطفل أمّه الحقيقية، أليس كذلك؟”
ربما بدا الأمر قديم الطراز، لكن كيرين وافقت بكلّ إخلاص.
“هذا صحيح.”
“إذن أليس هذا سببًا كافيًا؟”
“هل هذا حقًا كلّ ما في الأمر؟”
بغض النظر عن كيفية تفكيرها في الأمر، شعرت كيرين أنه يجب أن يكون هناك المزيد. لكن آريس أظهر عدم ارتياحه للإجابة أكثر من ذلك.
“ماذا سيكون هنالك أكثر؟”
“حسنًا، لا أعرف … أنا لا أقول أنه يجب أن يكون هناك المزيد.”
“إذن لماذا لا تنهضي؟”
“نعم، نعم. سأنهض، يا معلم.”
في النهاية، نهضت كيرين على قدميها على مضض.
مرّةً أخرى، بدأ التدريب الجهنمي.
***
“سيدتي، هل أنتِ بخير؟”
لم ينتهِ التدريب إلّا عندما صرخت كيرين بأنها ستموت حقًا إذا استمرّوا. بمجرّد انتهائه، ذهبت كيرين إلى مختبر أبحاثها. عندما دخلت، بدت وكأنها نصف جثّةٍ تقريبًا، اقتربت منها سيسيل القلقة وسألتها.
على الرغم من إدراكها لقلق سيسيل، لم تستطع كيرين إلّا الرد بفظاظة.
“هل أبدو بخير؟”
“لا، أنتِ لستِ بخير.”
“أنتِ على حق. أنا لستُ بخير.”
شعرت كيرين بأنها قد تنهار حقًا إذا بقيت على هذا النحو، فتوجّهت بخطواتٍ ضعيفةٍ إلى خزانة الأدوية وفتّشت فيها.
“أين جرعة التعافي؟”
كانت لتتحمّل في ظلّ ظروفٍ طبيعية، لكن هذا كان أكثر ممّا تستطيع احتماله، لذا بحثت عن جرعة تعافي.
أدركت سيسيل ما كانت كيرين تبحث عنه، فاستعادت بسرعةٍ جرعة تعافي من الخزانة المجاورة وسلّمتها لها. أومأت كيرين برأسها بخفّةٍ بشكرٍ وشربت جرعة التعافي مرّةً واحدة.
“آه، الآن أشعر أنني أستطيع أن أعيش …”
لحسن الحظ، كانت التأثيرات واضحةً تقريبًا على الفور. شعرت بجسدها المتيبّس والمؤلم يبدأ في الاسترخاء.
“ألم تضغطي على نفسكِ كثيرًا؟”
غير قادرةٍ على الصمت لفترةٍ أطول، سألت سيسيل بحذر. تنهّدت كيرين بهدوءٍ عندما أنهت جرعة التعافي المتبقية دفعةً واحدة.
“كان حريصًا جدًا على المساعدة لدرجة أنني انتهيتُ إلى المبالغة قليلاً. أعتقد أنه يريدني حقًا أن أفوز.”
على الرغم من وجود واجباته الخاصة، فقد وضع آريس كلّ شيءٍ جانبًا لمساعدتها، لذلك لم تستطع إلّا أن تعطي كلّ ما لديها.
لكن سيسيل أمالت رأسها في حيرة.
“بالطبع يريد قائد الفرسان أن تفوزي، سيدتي.”
“لماذا؟”
“حسنًا، إذا فازت هذه البربرية وتزوّجها، فسيتعيّن عليه مغادرة إمبراطورية أرتيوم، أليس كذلك؟”
“…..؟”
بعد أن رأت سيسيل أن كيرين ما زالت لم تفهم، شرحت مرّةً أخرى.
“ألم تكوني تعلمين؟ في مملكة كاتن، عندما يتزوّج الناس، يجب على الزوج أن يعيش في منزل الزوجة مهما كان الأمر.”
“لم أكن أعلم ذلك.”
كانت كيرين مشغولةً جدًا بكسب المال لدرجة أنها لم تنتبه إلى ثقافات وقوانين البلدان الأخرى.
بعد أن رأت سيسيل ردّ فعل كيرين المفاجئ حقًا، أومأت برأسها متفهّمة.
“لقد سمعتُ أنه يمكنها حتى أن يكون لديها محظيين متعدّدين.”
“……”
لم تستطع كيرين إخفاء شعورها بالإحباط عند تعليق سيسيل الإضافي.
‘واه، ذلك الوغد …’
شعرت بالخيانة إلى حدٍّ ما.
‘لذا كان يساعدني بحماسٍ شديدٍ لأنه لم يكن يريد أن يصبح محظيًا؟’
الآن بعد أن أصبح كلّ شيءٍ منطقيًا، أطلقت كيرين ضحكةً جوفاء.
‘وأنا هنا، لا أعرف أيّ شيءٍ من هذا …’
شعرت بالغضب من نفسها لأنها كانت ممتنّةً له بصدق.
إذا استطاعت، أرادت أن تخسر عمدًا وترسله محظيًا، لكن ساشا كانت ما يمسكها الآن.
‘سأجد طريقةً لتطليقه مهما كان الأمر.’
بالطبع، ستأخذ ساشا معها عندما تفعل ذلك.
***
“لم أتوقّع أبدًا أن تتقدّم بطلب الزواج في حضور جلالته الإمبراطور.”
“بالفعل. أعني، هناك وقتٌ ومكانٌ لكلّ شيء. كيف يمكنها أن تتقدّم بطلب الزواج في القاعة حيث كان جلالته الإمبراطور حاضرًا؟”
“وعلاوةً على ذلك، القائد متزوّجٌ بالفعل!”
غير قادرٍ على رفض طلب كيرين بالراحة قليلاً قبل استئناف التدريب، ذهب آريس إلى أرض التدريب لأخذ استراحةٍ قصيرةٍ بنفسه. بمجرّد وصوله، توافد الفرسان عليه، واحدًا تلو الآخر، للتعبير عن شكواهم.
“لهذا السبب يُطلَق عليهم اسم البرابرة.”
بينما كان آريس يشرب رشفةً كبيرةً من الماء بعد شعر بحرارةٍ شديدةٍ اليوم، عبس عند سماع الملاحظة غير السارّة.
“ألا تعلم أن مبعوثي كاتن يقيمون في القصر الإمبراطوري الآن؟”
“أعتذر، أيّها القائد.”
“كلماتكَ الطائشة قد تتفاقم إلى حادثةٍ دوليّة. انتبه إلى فمك.”
“سأضع ذلك في الاعتبار، سيدي.”
لحسن الحظ، لم يكن هناك مبعوثو كاتن حولهم. لو كان الأمر كذلك، لكان من المؤكد أن الأمر قد أصبح قضيّةً خطيرة.
فقط بعد أن وعد الفارس بأن يكون أكثر حذرًا في المستقبل، خفّف آريس تعبيره.
بعد أن شعر الفرسان بالمزاج الأخف، بدأوا في التحدّث بحذرٍ واحدًا تلو الآخر.
“لذا، مَن تعتقد أنه سيفوز؟”
“بالطبع ستفوز رئيسة قسم السحر.”
“كيف يمكن لرئيسة قسم السحر أن تهزم جنرال كاتن؟”
“لماذا لن تستطيع؟ لقد كانت شريكة القائد في التدريب على المبارزة بالسيف طوال هذا الوقت.”
لقد حافظوا على تعبيراتٍ صارمةٍ عندما مرّ الناس من أقسامٍ أخرى، ولكن فيما بينهم، كانوا ثرثارين للغاية.
رفع آريس، الذي كان يراقبهم بخطوةٍ من الخلف، رأسه فجأة.
“ماذا قلتَ للتو؟”
“عفوًا؟”
“كرِّر ما قلتَه للتوّ.”
ضغط آريس، الذي كان جالسًا بلا عملٍ كما لو كان الأمر ليس من شأنه حتى لحظةٍ مضت، بشكلٍ عاجل. أوضح الفارس، وكأنه يقدّم عذرًا.
“بالطبع، آمل أن تفوز رئيسة قسم السحر، لكنني أعتقد أنه قد يكون من الصعب عليها هزيمة جنرال كاتن في المبارزة بالسيف …”
“ليس هذا. ما قلتَه بعد ذلك.”
“أوه، هل تقصد كيف كانت رئيسة قسم السحر تعمل غالبًا كشريكتكَ في التدريب على المبارزة بالسيف؟”
“هل كانت كيرين شريكتي في التدريب؟”
غير قادرٍ على إخفاء دهشته عند سماع شيءٍ لا يستطيع تصديقه، قوبل آريس بنظرات حيرةٍ من الفرسان عندما أجابوه.
“نعم، بالطبع. حتى أنكَ تباهيتَ بأنها على الرغم من أنها ليست في مستواك، إلّا أن مهاراتها جيدةً بما يكفي لتكون فارسة.”
“…..”
بعد أن فقد ذاكرته، لم يكن هناك طريقةٌ ليتذكّر بها هذا.
لكن بعض الأسئلة تمّت الإجابة عليها الآن.
‘لا عجب.’
قالت كيرين إنها لم تمسك سيفًا أبدًا، ولكن أثناء التدريب، أظهرت وضعية المُمارِس المتمرّس. في البداية، اعتقد آريس أنها كذبت عليه ودفعها بقوّةٍ عمدًا.
كما اتضح، كان كلٌّ من كيرين وآريس قد نسيا مبارزة السيف المتكرّرة بسبب فقدانهما للذاكرة.
في الحقيقة، لم يعتقد آريس أن كيرين ستفوز بمبارزة الزواج هذه. في عينيه، بدا من الواضح أنها ستخسر.
بطريقةٍ ما، كان الأمر طبيعيًا. كيف يمكنها هزيمة بيالتي، الجنرال المتمرّس في كاتن، بالسيف بدلاً من السحر؟
ومع ذلك، لم يكن آريس قلقًا على الإطلاق. إذا حدث الأسوأ، فقد خطّط للقول بأن قوانين زواج كاتن لا تسري إلّا في كاتن، وليس لها أيّ تأثيرٍ في بلدٍ أجنبيٍّ مثل إمبراطورية أرتيوم.
‘يبدو أنها لا تشعر بذلك الآن بسبب فقدانها للذاكرة.’
أراح آريس ذقنه لفترةٍ وجيزةٍ على يده، متذكّرًا جلسة التدريب الصباحية مع كيرين.
يتذكّر الجسد حتى عندما ينسى العقل.
‘يبدو أن مهاراتها ستتحسّن بالتأكيد قبل المبارزة.’
ومع ذلك، كان من الصعب التأكّد من أنها تستطيع هزيمة بيالتي.
‘يجب أن أعود إلى كيرين الآن.’
اعتقد آريس أنهم قد استراحوا بما فيه الكفاية، فنهض ببطءٍ وشقّ طريقه إلى مختبر أبحاث كيرين.
ولكن بطريقةٍ ما، عندما اقترب من المختبر، شعر بأجواءٍ فوضويّةٍ بشكلٍ متزايد.
‘لا يمكن …’
مع شعورٍ لا يمكن تفسيره بالقلق، بدأت خطوات آريس في التسارع.
***
“آه، أشعر وكأنني أستطيع العيش مرّةً أخرى …”
على الرغم من أنها شربت جرعة تعافي فقط، شعرت كيرين بالانتعاش في جميع أنحاء جسدها. استلقت على الأريكة وأطلقت تنهيدةً مرتاحة.
لكن السلام لم يدم طويلاً.
“أمم، سيدتي …”
“ما الأمر؟”
“لقد وصل ضيف …”
“مَن؟”
لقد توقّفت أعصابها على الفور عند انقطاع راحتها.
عندما اعتقدت أنها تستطيع الاسترخاء أخيرًا بهدوء، بدا أن ضيفًا غير مدعوٍّ قد وصل. لكن ردّ فعل سيسيل كان غير مريحٍ بشكلٍ غريب.
“مَن هو الذي لا يمكنكِ حتى الإجابة عنه-“
قبل أن تتمكّن من إنهاء السؤال، انفتح الباب بقوّة. فزعت كيرين، التي كانت جالسة، وقفزت على قدميها دون أن تدرك ذلك.
“الجنرال بيالتي؟”
“لقد مرّ وقتٌ طويل، منافستي في الحب.”
“ماذا؟”
للحظة، ظنّت أنها سمعت خطأ، رمشت كيرين بعينيها، لكن بيالتي هزّت كتفيها ببساطةٍ وجلست مقابلها. غادرت سيسيل، التي كانت تراقب الاثنين بتوتّر، مختبر الأبحاث بسرعة.
“……”
“……”
في الصمت الغريب، نظرت بيالتي إلى كيرين بوجهٍ هادئٍ وسألتها.
“ما اسمكِ مرّةً أخرى؟”
“……”
بدا الأمر وكأنه سؤالٌ حقيقي، وليس استفزازًا. نظرًا لأنه كان من الطبيعي أن لا تعرف بيالتي، لم تشعر كيرين بالغضب حتى.
“كيرين روزينتيان.”
“آه، صحيح. هذا كان اسمكِ.”
“…..؟”
عندما رأت بيالتي تهزّ رأسها مرارًا وتكرارًا وكأنها تذكّرت للتوّ، ابتلعت كيرين تنهيدةً وجلست، غير قادرةٍ على التفكير في إجابة.
‘أيّ نوعٍ من المواقف هذا؟’
كان الأمر غير مريحٍ للغاية؛ كان مُحرِجًا.
تساءلت عمّا إذا كان هذا هو شعور الوقوع في مثلّث حبٍّ غير مرغوب فيه.
ومع ذلك، كانت هناك أشياءٌ تحتاج إلى معالجة.
“لا أعرف ما هي العادات في مملكة كاتن، ولكن من الآن فصاعدًا، عندما تزورين مكتبي، يرجى إرسال خطابٍ مسبقًا أو تقديم طلبٍ من خلال مساعدتي.”
كان من غير السارّ أن يقتحم شخصٌ ما المكان بهذه الوقاحة، بغض النظر عن مدى قربه.
نظرًا لأن كيرين لم تُخفِ تعبيرها المستاء، نظرت إليها بيالتي وكأنها مندهشو، ثم خدشت خدّها.
“آه، أنا آسفة. أعتقد أنني ارتكبتُ خطأً لأنني شعرتُ بقربٍ داخليٍّ كبيرٍ جدًا منكِ.”
“…؟”
لم تستطع كيرين إخفاء تعبيرها المرتبك بعد أن فوجئت بالاعتذار غير المتوقّع.
‘لماذا تشعرين بالقرب مني؟’
لقد التقينا بالأمس فقط.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1