The youngest hides a lot of things - 42
الفصل 42
الفصل 5
‘كنت أعلم أنها ستجهد نفسها.’
هزَّ كاليد رأسه، وخرج منه صوت متذمر دون وعي.
“هاه… هاه… ماء… أعطني بعض الماء…”
وخاصة عندما رأى الوجه الشاحب الملقى أمامه.
‘تشه، بحق الله… ما الذي تحاول فعله؟ ‘
روبِين، التي كانت مستلقية على عباءة ذلك الفارس المدعو ليون أو أيًّا كان اسمه، كانت تلهث بشدة. عندما قدّم لها كاليد قربة الماء الموضوعة بجانبه، أمسكت بها كما لو كانت ماءً مقدسًا.
“التقطي أنفاسكِ أولًا، ثم اشربي.”
“شكرًا… لك.”
“ألم أخبركِ ألا تبالغي؟ لا تستطيعين حتى أن تكملي دورة واحدة بشكل صحيح.”
“نينيني…”
يبدو أنها أصبحت واثقة بنفسها أكثر من اللازم مؤخرًا.
تمتمت روبِين وهي تبتلع الماء.
كان كاليد ينظر إليها من فوق، ويداه على خصره.
شعرها الفضي الرقيق كان يتمايل بلا حول ولا قوة مع نسمات الرياح.
لا بد أن أحد مجنون قد عبث به، إذ كان مقصوصًا بشكل سخيف وقصير للغاية.
‘هاه.’
كبح كاليد شتيمة كانت على وشك الخروج.
رموش طويلة ألقت بظلها على عينين صافيتين شفافتين، مما جذب انتباهه.
حتى بعد أن أصبحت بهذا الشكل، ما زالت تبدو جميلة.
‘فتى؟ هل جميع أبناء الشمال مجانين؟’
يا له من مشهد مثير للسخرية.
‘الابنة السابعة لملك السحر.’
بينما كان كاليد يراقب روبِين وهي تمسح عرقها، استعاد وعيه بحقيقتها.
‘إنها أميرة.’
أطلق ضحكة ساخرة مجددًا.
‘أن تكون أميرة السحرة وترتدي زي فتى أثناء تلقي تدريب الفرسان، يا لها من مفارقة.’
كان كاليد يعلم بالطبع أن وضع روبين يختلف عن الأميرات العاديات.
‘يبدو أنها هي نفسها قد نسيت كونها أميرة.’
بصراحة، لم يعش كاليد يومًا في مملكة السحر، لذا لم يكن بإمكانه معرفة كيف يُعامل أبناء الملك هناك…
لكن روبين كانت قد أخبرته ذات مرة:
“ملك السحر… يأخذ الأطفال ذوي القدرات السحرية المتميزة كما يحلو له، ثم يعتبرهم أبناءه. هناك الكثير من أبناء الملك في القصر الملكي.”
“…”
“لذا، أنا لست ابنته بقدر ما أنا مجرد سلاح قام بصقله بعناية. لست الأميرة التي تتخيلها.”
متى بدأ يشعر بهذا؟
عندما قابلها لأول مرة، كانت مختلفة تمامًا عن الآن. بالطبع، رؤيتها أكثر حيوية وإشراقًا كان أمرًا جميلًا.
“لذلك، لا تعاملني كأميرة.”
لكن وجهها عندما تُظهر هذه المشاعر الساخرة أحيانًا يبدو ناضجًا بشكل غريب…
شعر كاليد بقلق لا يستطيع تفسيره.
“مع ذلك، أعتقد أنكِ أميرة حقًا.”
لم يستطع منع نفسه من إضافة هذه الكلمات على عجل.
‘على الأقل، بالنسبة لي.’
مشرقة، دافئة، ولهذا السبب، لا تقدر بثمن.
لولا ذلك، لما استطاع تفسير رغبته الشديدة في حمايتها…
يقولون إن هذه المشاعر تشبه ولاء الفرسان لأميرتهم.
لذلك، كان من الطبيعي تمامًا أن يناديها بلقب “سيدتي” دون أن يدرك.
‘فتاة مثلك… ما الذي تفعله في مكان كهذا؟’
كان صدره يحترق من الداخل، سواء أكان ذلك غضبًا أم شعورًا معقدًا لا يستطيع تحديده.
يبدو أن الشخص الوحيد في هذا العالم الذي لا يدرك مدى تميزه هي روبين نفسها.
وهل الأمر يقتصر على مكانتها فقط؟
بحسب معرفته، كانت روبين ساحرة ذات قدرات مذهلة. لا بد أن الأمر يرجع إلى تلك المعرفة المعقدة المحشورة في رأسها الصغير.
رغم امتلاكها لقوة لا مثيل لها، إلا أنها تتدحرج هنا كما لو كانت الأضعف على الإطلاق…
‘يا لهذا العبث.’
كان الأمر سخيفًا لدرجة أنه لم يكن يعرف حتى من أين يبدأ في انتقادها.
“هاه… أشعر أنني عدت إلى الحياة…”
تمددت روبين على الأرض قبل أن تبدأ بتحريك جسدها ببطء لتنهض. تحرك كاليد بسرعة ليقف خلفها.
“ألم أقل لكِ ألا تبالغي في الجري؟”
“كنت مستمتعة…”
استندت روبين إلى ساقه وكأنها عمود تستند عليه، ثم أمالت رأسها وابتسمت بهدوء. عندما رأى تلك الابتسامة، شعر كاليد بدوار غريب.
“أين صغيرنا؟ أين حبة الفصوليا الصغيرة؟”
في تلك اللحظة، اندفع شخص من بعيد، مثيرًا سحابة من الغبار وكأنه ثور هائج.
“لقد أعددت لك مشروبًا يعيد لك طاقتك! تعال واشربه حالًا!”
ضحك كاليد بخفّة.
كان الدوق العجوز سيبرت يهرع نحو روبين، محاولًا إقناعها بشرب ذلك المشروب الذي كانت فقاعاته تتصاعد بغزارة.
‘حسنًا، يبدو أنها تتلقى معاملة الأميرة هنا بالفعل.’
يا له من مشهد، أن يرى رجلًا طويل القامة بالكاد تصل إليه روبين عند خصره وهو في حالة من الذعر والاهتمام الزائد بها.
“تشه، أين فوربيل؟ ألم يصل بعد؟”
“لـ، ليس الأمر خطيرًا إلى درجة استدعاء طبيب…”
“لكنك فقدت وعيك أثناء الجري!”
“لم افقد وعيي، بل اشعر بالارهاق فقط…”
كان كاليد قد سمع بعض القصص عن الدوق العجوز سيبرت. قبل أن يصبح ليفياثان سيبرت هو الأقوى، كان هذا العجوز يعتبر أقوى مقاتل في القارة.
‘يُقال إنه لم يكن يتحمل انتظار اشتعال فتيل القنابل، فكان يرميها بيديه العاريتين لتنفجر فورًا…’
كان من النوع الذي تُطمس مهاراته بسبب شخصيته العنيفة.
في تلك اللحظة، اقترب بُويد سبيرت، وأخذ يمسح جبين روبين بمنديله الأبيض.
“روبي، ماذا ستفعل لو اذيت نفسك؟ لا تستطيع حتى الجري دورة واحدة حول ساحة التدريب.”
رغم تذمره، لم تتوقف يداه عن التحرك.
حتى في قاعة الطعام، كان يفعل الشيء نفسه.
اشتعلت روبين غضبًا.
“لقد ركضتُ دورتين كاملتين في ساحة التدريب المصغرة!”
“تلك الساحة لا تساوي حتى ربع ربع ربع الحجم الطبيعي!”
“يا هذا، أنا متعب، لا تطعنني بالكلام القاسي!”
“هَه، وأين سأطعنك أصلًا حتى أفعل؟”
كانا يتشاجران كالأطفال.
نظر كاليد إلى مؤخرة رأس روبين المستديرة بزاوية مائلة.
لم تكن روبين تتشاجر مع أحد أبدًا، دائمًا ما كانت تصنع تعبيرًا لا مباليًا وكأن الأمر لا يهمها.
كان يكره ذلك، لأنها كانت تبدو وكأنها مستعدة للرحيل في أي لحظة.
وفي النهاية، رحلت بالفعل وتركت كل شيء وراءها، لذا لم يكن استنتاجه خاطئًا تمامًا.
‘الآن بعد أن فكرت في الأمر…’
يبدو أن المرات القليلة التي أظهرت فيها رد فعل كانت دائمًا تتعلق بليفياثان سيبرت.
هل كانت روبي تريد دائمًا القدوم إلى هذا المكان؟
“جلالته قد وصل!”
ها هو قد قرر الظهور أخيرًا.
لمجرد أن روبين انهارت من التعب أثناء الجري…
‘حقًا، إن كنتُ أبالغ في الاهتمام، فأنتم أيضًا كذلك.’
“روبي.”
ظهر ليفياثان سيبرت تفوح منه رائحة الحبر، لكن مجرد وجوده كان كافيًا ليملأ المكان بهالة خانقة. تجمد الفرسان في أماكنهم على الفور.
وكأن قائد الوحوش قد دخل الساحة متهادِيًا.
لم يكن يبدو كأحد أفراد النبلاء، بل أشبه بمرتزق خبير بميادين القتال.
كان كاليد يدرك جيدًا أن الأشخاص الذين يبدون بمثل هذا الاسترخاء هم في الواقع الأخطر على الإطلاق.
‘يا لها من نظرة… مرعبة حقًا.’
اجتاحت عيناه البنفسجيتان المكان في لحظة، وقبل أن يدرك الأمر، وجد كاليد نفسه يضغط لسانه على أسنانه بانزعاج.
“عمي!”
لكن روبين لم تهتم، بل مدت يديها نحوه.
وفي لمح البصر، اختفت قسماته القاسية وهو يرفعها بين ذراعيه بسلاسة.
“أنت تكره الأشياء المتعبة، فلماذا أجهدت نفسك بهذا الشكل؟”
“هذا ما أقوله أنا أيضًا.”
“انظر إلى وجهك، شاحب تمامًا. لا تبدو لطيفًا أبدًا.”
“أعلم!”
“تعلم؟ وماذا تعلم بالضبط؟”
ثم نقر على طرف أنفها بخفة، بحركة تنضح بالمودة.
كان كاليد يراقب المشهد بصمت.
‘ انها كنز حقيقي، بلا شك.’
ربما لهذا السبب أنتِ هنا.
بعيدًا عن كَونكِ ابنة ملك السحرة أو أي شيء آخر… ربما لأنكِ ببساطة تحبين هذا المكان.
لو كان الأمر كذلك حقًا، لكان أفضل، هكذا فكّر كاليد بشرود.
‘لكن، لا أنكر أنني أشعر ببعض الغيرة.’
كونكِ وجدتِ ملجأً آخر تستندين إليه.
ركل بخفّة الأرض عند قدميه حيث كانت روبين تستند عليه قبل قليل.
‘لكن لا بأس… على الأقل، رأيتُكِ تبتسمين بعد وقت طويل.’
يجب أن يعرف الفارس حدوده أمام أميرته.
بتنهيدة خفيفة، تراجع الصبي خطوة إلى الخلف، وهو يشعر بمرارة طفيفة.
***
في تلك الليلة.
بعد انتهاء التدريبات، كان كاليد في طريقه إلى مقر الفرسان عندما توقف فجأة، مترددًا للحظة قبل أن يغيّر مساره.
كانت خطواته تتجه نحو القلعة الرئيسية.
حديثه القصير مع روبين أثناء النهار لم يفارق ذهنه.
“عدد السحرة المتعقّبين ازداد.”
أخبرها كاليد بأحدث المعلومات التي جمعها عن تحرّكات المملكة.
“لا تقلق، ما زالوا يركزون على تمشيط الجنوب. الإمبراطورية شاسعة، لذا سيستغرق الأمر وقتًا.”
“لكن، ماذا لو قرروا فجأة التوجّه نحو الشمال؟ سيكون الوضع خطيرًا حينها…”
“لا أعتقد ذلك. من الواضح أن العائلة الإمبراطورية في باميلون لا تتعاون معهم، كما أن خطط التضليل ما زالت تنجح حتى الآن، لذا لا بأس.”
“التضليل؟ تقصدي أصدقاءكِ من الحيوانات؟”
“… نوعًا ما.”
تمكّنت روبين من التلاعب بآثار تحركاتها ببراعة، مما صعّب على السحرة المتعقّبين تحديد موقعها بسهولة.
كان ذلك مجرد حلّ مؤقت، لكنه كان مثاليًا لكسب بعض الوقت.
‘رغم ذلك، بدت قلقة وهي تتحدّث عن الأمر.’
صرير خفيف صدر عن الباب وهو يُفتح بحذر.
كان الصبي على وشك الدخول عندما تجمّد في مكانه.
داخل غرفة روبين…
كان هناك زائر غير متوقّع.
“ما الذي تفعله هنا في مثل هذا الوقت…؟”
المترجمة:«Яєяє✨»