The youngest hides a lot of things - 1
الفصل 1
“أنت.”
عندما نادى، نظرَ الطفل للأعلى.
كان مُغطى بالتراب، ويبحثُ في جيوب الجثة.
“هل أنتَ جائع؟”
سأل ليفياثان. وبدلاً من الإجابة، أدار الطفل عينيه الزرقاوين.
من الطريقة التي يفتحُ بِها فمهُ بدا أنهُ يريد أن يقول أنهُ جائع ولكنه بدا حذرا.
“هذا اختيار حكيم.”
مهما كان جائعا، لا ينبغي أن يندفع نحو الغرباء.
لكن البحث في جيوب جُندي ميت يعدُ أمرًا صعبًا بعض الشيء.
“كُل.”
أخرج ليفياثان قطعة من لحم البقر المُقدد من جيبهِ وأمسك بها.
“ابتعد.”
كان من الصعب الاستمرار في النظر إلى الطفل الذي يقف بالقربِ من الجثة المشوهة.
حتى لو كانت هذه ساحة معركة دامية.
“لا بد أنهُ كان من مملكة أيوسيا.”
وكان الزي الرسمي للقتيل يُشير إلى أنه جندي أيوسيا.
جلس ليفياثان على أنقاض المبنى وأخرج سيجارةً وظل ينظر إلي القرية المُدمرة.
أشعلها وأطلقَ الدخان.
“أنا مواطن إمبراطوري. لن أؤذيكَ.”
أخرج قطعة أخرى من لحم البقر المُقدد.
ومع كل زفير، كان يتطاير عمود طويل من الدخان.
“هذه الحرب قد انتهت.”
لا يزال لدى الطفل القاسي نظرة حذرة على وجهه.
وبعد لحظةٍ، اقتربَ الطفل.
“…….”
“شكرًا لكَ، سآخذهُ.”
ثم زم شفتيه.
وبالنظر عن كثب، كان مظهر الطفل أكثر فوضويةً.
كانت ملابسهُ رثة.
نقرَ ليفياثان على لسانه.
أظهر الشعر المقصوص بشكلٍ عشوائي والمعصمين النحيلين تحت الملابس الرثة أن الطفل لم يتلقِ رعاية من شخص بالغ.
لكن…….
لسببٍ ما، كانت العيون الزرقاء التي تنظرُ إليّه متألقةً بشكلٍ غريب.
” تناول الطعام بسرعة”
سلم ليفياثان الطعام بخشونةٍ.
أومأ الطفل وأخذ قضمة صغيرة. كانت علامات الأسنان المُتبقية على لحم البقر الصلب ضئيلةً.
كان طفلًا صغيرًا.
لا يزيد عمرهُ عن ست أو سبع سنوات.
‘لقد فقدَ والديه.‘
لقد دُمِرت القرية بسببِ هجوم الوحوش. أطلق ليفياثان تنهيدة طويلة، لإخفاء مشاعرهُ المختلطة.
“ستأتي قوات الإنقاذ هُنا قريبًا، لذا تناول الطعام وانتظر. لا تقترب من الجثث، لأنكَ سوف تمرض.”
غيرت الريح اتجاهها. قام ليفياثان بسحق السيجارة على عجل واطفأها.
وبينما كان الطفل ينفض الغبار عن شعرهُ الفضي، حدقَ بهُ.
‘عيونه….‘
لماذا هم بهذه الضخامة والوضوح؟
خدشَ ليفياثان مؤخرة رأسه ونهضَ.
في اللحظةِ التي اتخذ فيها خطوة، انفصلت شفتي الطفل المُغلقة بإحكامٍ.
“سيدي.”
صوت واضح بشكلٍ مُدهش.
“هاه؟”
“هل انتهت الحربُ حقا؟”
نظرَ ليفياثان بهدوءٍ إلى الطفل.
“نعم. لقد انتهى الأمر.”
عندما أجبر الكلمات على الخروج، عندها فقط بدا الأمر حقيقًا.
عشر سنوات.
عشر سنوات من الحرب بين البشر والوحوش.
لقد أمضى ليفياثان عشر سنوات في ساحة المعركة تلك.
لكن الأمر انتهى الآن. لقد قتل الساحر اللعين الذي بدأ هذه الحرب.
كل ما تبقى هو التعامل مع الوحوش الصغيرة. تمامًا كما فعل مع حشد الوحوش الذين ظهروا في هذه القرية سابقًا.
لكن…….
ألقى ليفياثان نظرةً أخرى على القرية المُدمرة.
“أنا آسف.”
ضاقت عيون الطفل الكبيرة.
“لأنني لم أتمكن من الحضور عاجلاً.”
تحدث ليفياثان واتخذ خطوة إلى الأمام.
ستصل القوات قريبًا على أي حال، وسيكون الطفل تحت حمايتهم.
كان ينوي العودة إلى الإمبراطورية.
شعر حينها بشيء يمسك أطراف ملابسهُ.
“…….”
استدار ورأي زوجًا من العيون التي لفتت انتباههُ بشكلٍ غريب وهي تنظر إليّه مرة أخرى
“……أنتَ آتٍ معي؟”
أومأ.
“قد لا يكون هذا اختيارًا جيدًا. هل ما زلتَ تُريد؟”
أومأ.
“فقط من باب الفضول، هل والديكَ……”
هز رأسهُ.
“و…… أفراد الأسرة الآخرين؟”
هز الطفل رأسه بعنفٍ.
أمسكَ ليفياثان الرأس الصغير.
“حسنا، هذا يكفي.”
“…….”
استطاعَ أن يرى نفسه مُنعكسًا في عينيه الواضحتين الكريستاليتين.
قام بالتربيت علي الجزء الخلفي من رأسهُ بيده الخشنة.
“ها، حسنا…أعتقد أنهُ لا بأس طالما أنكَ لست من المملكة السحرية.”
كانت المملكة السحرية “أركاديا” مملكة مُغلقة مُكونة من السحرة فقط. ولم يُسمح لمواطني تلك المملكة بالهجرة والعيش في مناطق أخرى دون إذن من الملك.
أطلقَ ليفياثان تنهيدةً طويلةً.
‘المُشكلة هي أنهُ يبدو وكأنهُ مواطن من هذه القرية‘
ومع ذلك، كان من الصعبِ تجاهل العيون الزرقاء الصافية التي تشبهُ الياقوت. وكذلك الأيدي الصغيرة التي تمسكُ به كطوق النجاة.
لكن.
عندما يفقد الطفل أحد والديه، فإن الجنسية لا تهم. وربما يكون كذلك العالم كله.
“تعال إلى هنا.”
رفع ليفياثان الطفل بحركة سريعة. كان وزنهُ خفيفًا بشكلٍ مُدهش.
وضعه فوق حصان كان يشرب الماء في مكان قريب.
جيد. كان مُترددًا في تركه في مكان مليء بالجثث.
وبينما كان يجلسُ خلف الطفل ، رأي أكتافه الصغيرة النحيلة ترتجف.
’سيكونُ من الأفضل أن أخذهُ إلى الإمبراطورية أولاً وأجد مكانًا مُناسبًا لأعهد به إليه.‘
على الأقل سيكون أفضل من هنا.
كليك ،كليك. تحرك الحصان.
كان ليفياثان يسيرُ بحذرٍ قدر استطاعته.
“…….”
أحس بدفء جسد الطفل على صدرهِ.
تمايل رأسهُ المُستدير. كان شعرهُ مقصوص بشكلٍ عشوائي. وكانت شفتاه تمضغ ما تبقي من قطعة لحم البقر. كانت خدودهُ غير مُمتلئة……. هو نحيف للغاية.
’إنهُ صغير جدًا بالنسبة لصبي.‘
نسي أن يسأل كم عمره.
’ماذا….؟ نحن سننفصل على أيةِ حال، فمن يهتم.‘
“لا تأكل وأنت راكب الحصان، لأنك سوف تعض لسانك.”
ألقى الطفل بسرعةٍ لحم البقر المقدد من يده
* * *
بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر..
يبدو الأمر صحيحًا، أليس كذلك؟
“ابقَ بعيدا. الشرر يتطاير.”
ذلكَ الوجه.
“لماذا تتمايل؟ هل تشعرُ بالبرد؟”
تلك الطريقة في التحدث.
“يجب أن ترتدي هذا على الأقل.”
هذا الزي!
نظرتُ إلي الزي العسكري الكبير الذي أعطاني إياهُ الرجل.
تم تطريز بطاقة تعريف شخصية على بطانة الزي العسكري الأزرق الداكن.
كان هناك شعار إمبراطورية باميلون.
وشعار الدوق سيبرت!
إذن هذا هو ليفياثان سيبرت!
لسببٍ ما، انهمرت الدموع في عيني.
كان ذلك لأن مصاعب الماضي مرت مثل وميض من الضوء.
لذلك، في وسط ساحة المعركة، تذكرتُ حياتي السابقة، التي كنتُ قد نسيتها.
صحيح. كان هذا عالمًا في رواية.
قصة حرب تسمى <سيف في الخراب>.
لقد تم تجسيدي هناك كشخصية إضافية لم يتم ذكرها.
الرواية التي قسمت إلى الجزء الأول والثاني تناولت الحرب بين البشر والوحوش.
وكان البطل بالطبع هو الإنسان الذي أمامي.
البطل ليفياثان سيبرت.
وفقًا للرواية الأصلية، هذه هي نهاية الجزء الأول، مما يعني أن حرب الوحوش الأولى قد انتهت للتو.
‘هذا لأن ليفياثان قد قتلَ الساحر!‘
تمكن شخص ليس لديهُ قوة سحرية أن يقتل أعظم ساحر سحر أسود في القارة. لقد كان بالفعل رجلاً يستحق لقب البطل.
لكن المشكلة هي.
لن ينتهي الأمر عند هذا الحد.
ماذا يعني الجزء الثاني في رواية الحرب؟
بداية حرب جديدة.
“الساحر! من فضلكَ عد مرة أخري وأيقظ عظمة السحرة في هذه الأرض!”
أعاد ملك مملكة السحرة إحياء الساحر إلى الأرض.
تم احياء الساحر بسهولةٍ.
كان ذلكَ بسبب الموت المفاجئ لبطل الجزء الأول، ليفياثان سيبرت، أقوى شخص في العالم.
-هكذا مات بطل الحرب، ليفياثان سيبرت.
وكانت القارة في حالة حداد.
استغل الملك هذا لاحياء الساحر ، وأصبحت القارة التي كانت مسالمةً ذات يوم في حالة خراب مرةً أخرى.
والان اذن.
من سيكون البطل الجديد؟
<اكتمل الجزء الأول>’
لقد كانت نهاية مجنونة.
لقد جعل التشويق المُذهل للمؤلف القراء يطالبون بالمزيد.
والطريف أنهُ في الجزء الثاني تم إحياء العمل بفضل المؤلف الممتاز والشخصيات المفعمة بالروعة.
أنا شخصية في الجزء الأول!
شخصية ستحصل على نهاية بشعة إذا بقت ساكنةً!
لذلكَ كان استنتاجي واحدًا.
أريدُ أن أعيش، ولا أريدُ الحرب بعد الآن.
للقيام بذلك، لا أستطيع أن أترك هذا الجزء الأول ينتهي.
النهاية السلمية يجب أن تستمر إلى الأبد. هذا يُعني…….
’سوف أنقذكَ، أيها الأحمق.‘
لا أستطيع أن أترك هذا البطل يموت!
لكن المشكلة هي…… لا أستطيع أن أتذكر لماذا مات ليفياثان!
ومهما فكرتُ في الأمر، لم أتمكن من التوصل إلى سبب وفاته.
في الواقع، قرأتُ الجزء الثاني علي عجل، ولأن الحياة هنا كانت صعبةً للغاية، أصبحت ذكرياتي عن حياتي السابقة غير واضحة.
لكني نسيتُ الأهم!
‘انا بحاجة إلى معرفة سبب وفاة البطل، وللقيام بذلك، علي أن ابقى قريبةً منهُ.‘
نظرتُ إلى يديَّ.
لم يكُن هناك الكثير مما يُمكن فعله بجسد طفل مثل هذا.
لذلك أعتقدُ أن هذه هي الطريقة الوحيدة.
“سيدي.”
الجدية في صوتي جعلت ليفياثان ينظرُ لي.
لقد بدا وكأنهُ وحش شرس انتهى للتو من تناول الطعام.
“يبدو مُخيفًا جدًا عندما لا يتحدث..‘
لكنني لن أستسلم.
أنا أكثر خوفًا من النهاية. لذلك لا تمت، أيها البطل!
قلتُ محاولة أن أبدو غير ضارة قدر الإمكان.
“ألا تحتاج إلى طفل أصغر في المنزل؟”
من قصة الحرب إلى الحياة اليومية. هيا بنا!
ترجمة : ستيفاني
حساب الواتباد : vminve