الإبنةُ الصغرى للساحر العظيم في عائلة المبارزين الشهيرة - 5
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- الإبنةُ الصغرى للساحر العظيم في عائلة المبارزين الشهيرة
- 5 - الدوق أدريان (3)
الفصل 5: الدوق أدريان (3)
بعد ذلك، بدأت روزيت تشعرُ بتوعك مجددًا. كان هذا نتيجة لاستخدامها السحر.
منذ بدء تعلمهم السحر، يقوم السحرة بإنشاء نواة مانا في أجسادهم، مما يجعل استخدام السحر أسهل ويقلل من الآثار الجانبية بعده.
أما روزيت، فلم يكن لديها نواة مانا ولم يسبق لها استخدام السحر، لكنها استخدمت سحرًا متقدمًا للشفاء؛ لذلك كان من المستحيل أن يتحمل جسدها الصغير ذو السبعة أعوام هذا العبء.
كانت جين بجوار روزيت، متوترة، تمسح جبينها وعنقها بمنديل مبلل وتُدخل الماء إلى فمها بملعقة. شعرت روزيتا بالامتنان لجين، لكنها لم تكن تملك الطاقة لتشكرها، وظلت نائمة أغلب اليوم وهي تتأوه.
حتى الكهنة حاولوا المساعدة بنقل طاقتهم إليها، لكن دون جدوى. لو كان الأمر مجرد حمى عادية، لكان بإمكانهم تخفيفها، لكن حالة روزيت كانت خاصة.
كانت هناك طريقتان لخفض حرارة روزيت التي لم يكن لديها نواة مانا: الأولى هي انتظار أن تهدأ المانا من تلقاء نفسها، والثانية هي تدخل ساحر ذو مهارة أعلى لتهدئة المانا.
لذلك، لم يكن للقدرة الروحية للكهنة أي تأثير. استدعى الكهنة الطبيب، لكنه بدوره لم يكن بإمكانه فعل شيء. أُعطيت أدوية للحمى، لكن الحرارة لم تنخفض، ولم يكن هناك حل سوى انتظار مرور الوقت.
‘ظننت أن الحمى ستخف بسرعة.’
شربت روزيت الماء الذي قدمته لها جين بنصف وعي. لم يكن لديها نواة مانا، لكنها كانت تعرف كيفية تحريك المانا داخل جسدها.
فكرت أنه لو تمكنت من إنشاء نواة صغيرة من المانا خلال فترة الراحة، فقد يتعافى جسدها سريعًا. لكن، كان جسدها أضعف مما ظنت، فلم يتحمل ذلك ولم تتمكن من إنشاء النواة، مما منع جسدها من التعافي.
ومع ذلك، بعد يوم من الراحة، انخفضت الحمى قليلاً عما كانت عليه البارحة، وتمكنت من شكر جين على رعايتها.
“أختي، شكرًا لـ…”
لكن روزيت لم تكمل كلامها، فقد كان هناك شخص غير متوقع أمامها. توقعت أن تكون جين، لكن شخصًا آخر كان جالسًا بجوارها.
حتى في الغرفة المظلمة، كان شعره البلاتيني بارزًا. إنه الدوق أدريان.
تفاجأت روزيت وأخذت نفسًا عميقًا، شهقت وكادت تختنق. اقترب منها الدوق أدريان بلطف وبدأ يربت على ظهرها؛ ربما لكونه أبًا لثلاثة أطفال، بدا تعامله معها متقنًا.
“هل أنتِ بخير؟”
“نـ… نعم…”
“أعتذر إن أخفتكِ.”
حاولت روزيتا تنظيم تنفسها وهي تهز رأسها نافية. لم تتوقع أن يعتذر نبيل لها، ولم تستطع حتى الاعتراض.
تمنت روزيت أن يغادر الدوق بسرعة، بينما كانت تتابعه بعينيها.
“هل يمكنني إمساكُ يدكِ للحظة؟”
سألها الدوق بهدوء، ودون أن تعرف السبب، مدت يدها. أمسك الدوق يدها بلطف؛ كانت يده كبيرة ودافئة.
وسرعان ما انتشرت طاقة دافئة من يده لتغمر جسد روزيت. كان ذلك من ماناه.
“لستُ ساحرًا، لذا لا أعرف إن كان ما أفعله صحيحًا.”
رغم كونه سيدًا بالسيف، كان الدوق يمتلك قدرة على التحكم بالمانا. فاحتضنت ماناه بهدوء المانا المضطربة داخل جسد روزيت، حتى استقرت مانا روزيت بالقرب من بطنها، وشعرت بالارتياح بعد أن زالَ الغثيان.
“هل تشعرين بتحسن الآن؟”
هزّت روزيت رأسها وهي تغطي وجهها بالبطانية حتى أنفها. ابتسم الدوق برقة.
“هل تكرهينني لهذه الدرجة؟”
هزت روزيت رأسها نافية، لم يكن لديها الحق في كرهه.
“إذًا؟”
“…”
“هل تخافين مني؟”
هزت رأسها بالإيجاب.
“لأني نبيل؟”
هزت رأسها بالنفي.
“إذًا، لماذا تخافين؟”
“……”
تنهد الدوق بلطف.
“إذا كنتِ لا ترغبين، فسأصرف النظر عن التبني.”
اتسعت عينا روزيتا باندهاش.
“بدلًا من ذلك، أفكر في دعمكِ لتحقيق أحلامك. ما رأيك؟”
“دعم…؟”
“نعم، إذا تلقيتِ دعم أسرة أدريان، يمكنك الالتحاق بالأكاديمية وتعلم السحر.”
“……”
كان العرض مغريًا، لكنها لم تتمكن من الرد فورًا.
حينها نهض الدوق من مقعده، وقال: “بالطبع، إذا أحببتِ، يمكنكِ الانضمام لعائلة أدريان في أي وقت. الآن، نامي جيدًا.”
غادر الغرفة، وسرعان ما شعرت روزيت بالنعاس وغطت في نوم عميق.
* * *
بفضل الدوق أدريان، استيقظت روزيت من نومها وكأنها لم تمرض قط.
تناولت فطورها وجلست تحت ظل شجرة ضخمة تراقب الأطفال وهم يلعبون بالكرة. رغم الغبار المتطاير والصخب، لم ترغب في الدخول. في الحقيقة، كانت تفتقد لهذا المشهد المليء بالحيوية.
على نحو متناقض، شعرت روزيت بالراحة وسط هذه الفوضى.
“مرحباً؟”
حينها، سمعت صوتاً غريباً من فوقها. رفعت رأسها ببطء لتجد أمامها فتى. كان ذا شعر أشقر فاتح وعينين أرجوانيتين. على عكس الأطفال الفقراء من دار الأيتام، كان الفتى يبدو أنيقاً من رأسه إلى أخمص قدميه، مما دل بوضوح على أنه من عائلة نبيلة.
لم يكن الأمر متعلقا بمظهره فقط، بل انعكست على وجهه ثقة الأرستقراطيين المعهودة.
لم يكن صعباً على روزيت أن تعرف أنه من عائلة أدريان؛ فقد كانت ملامحه مشابهة للغاية لملامح الدوق أدريان، ومن خلال مظهره الأقرب إلى الشاب من الطفل، خمّنت أنه دانييل أدريان، الابن الأكبر للدوق، والرجل الذي قُتل بسبب سحرها.
تصلبت روزيت وهي تبحث عن مهرب. كانت تدرك أن الهروب لن يمحو الماضي، لكنها أرادت تجنب كل شيء بهذا الشكل.
لكن قبل أن تنهض، بادرها دانييل بالسؤال.
“هل أستطيع الجلوس بجانبك؟”
“هذا…”.
كلمة “لا” كانت كافية، لكنها لم تستطع أن تخرجها من فمها. رفعت بصرها إلى دانييل بملامح توحي بالبكاء، ثم سرعان ما خفضت رأسها. لم تستطع القبول أو الرفض، فاختارت الصمت.
ربما اعتبر دانييل صمتها موافقة، فجلس بجانبها. انزعجت روزيت وابتعدت قليلاً، ليلاحظ دانييل ذلك ويبتعد هو الآخر.
“آسف، ظننت أنه لا بأس أن أجلس هنا لأنك لم تقولي لا.”
“……”.
“هل يزعجك وجودي هنا؟”
هزت روزيت رأسها. لم تستطع الإجابة عن سؤاله الأول، لكن هذا السؤال كان سهلاً. لم تكن منزعجة، لكنها فقط شعرت بالعبء.
“لحسن الحظ أنكِ لست منزعجة.”
“……”.
“ماذا كنت تفعلين هنا لوحدك؟”
لماذا يفعل هذا معي؟ تملكتها الحيرة من نواياه، لكنها همست بخفوت.
“كنت فقط أراقب.”
“تراقبين ماذا؟”
“الأطفال وهم يلعبون.”
“لماذا لا تلعبين معهم؟”
“أفضل المشاهدة.”
رغم أن الحديث مستمر، كان شعور التباعد لا يفارقها.
“هل هناك شيء تود قوله لي حقاً؟”
ترددت روزيت قبل أن تسأل بشجاعة.
“لماذا لا تريدين القدوم إلى عائلتنا؟”
“ماذا؟”
“عادةً، الأطفال يفرحون عندما يُقال لهم إنهم سيحصلون على عائلة جديدة…”
لو كانت العائلة غير عائلة أدريان، لربما كانت كذلك.
أغلقت روزيت فمها دون تأكيد أو نفي. رغم أنه كان يمكن اعتبار صمتها وقاحة، إلا أن دانييل لم يُظهر أي انزعاج.
ربما لأن الطرف المقابل كان في مثل عمرها، شعرت براحة أكبر لتفتح حديثها.
“هل أرسلك الدوق لإقناعي؟”
“ماذا؟ لا، أتيت بمفردي.”
هز دانييل كتفيه.
“سمعت أنني قد أحصلُ على أخت صغيرة، فجئتُ لأرى.”
“ألا تمانع ذلك؟”
“أمانع ماذا؟”
“عادة، الأطفال لا يرحبون بفكرة التبني.”
تذكرت روزيت أيامها في عائلة دالاس، عندما تم تبنيها هناك. لم يستقبلها أخوها بالتبني، ديريك دالاس، وأختها بالتبني، إليشا دالاس، بترحاب.
لم يكن تجاهل ديريك لها يزعجها، لكن المشكلة كانت مع إليشا التي كانت تزعجها بطرق خفية.
ذات مرة، أخفت إليشا عقدها في غرفة روزيت، ثم اتهمتها بسرقته، فكان عقابها أن تُحبس في العلية.
‘ولا زال هناك المزيد من الذكريات المريرة…’
ربما كان السبب هو ذكريات الماضي، فقد اعتقدت روزيت أنه من الطبيعي ألا يرحب بها أبناء عائلة أدريان.
علاوة على ذلك، كان لدانييل بالفعل أخت صغيرة، فلم يكن هناك سبب ليبتهج بقدوم روزيت. ومع ذلك، أجاب قائلاً:
“أنا سعيد بذلك.”
“……”
“حتى بيل ولوكاس سيحبون ذلك أيضاً.”
“لكن…”
توقف بصر روزيت فجأة عند ساق دانييل.
‘سليمة تماماً.’
في الماضي، تعرض دانييل لحادث جعله يعرج في إحدى ساقيه، وكان يعتمد على عصا للمشي، مما منعه من استخدام السيف.
ولذلك، كان هناك اعتراض على اعتباره وريثاً لعائلة أدريان التي اشتهرت بفنون السيف.
‘ذاك الحادث وقع في منزل دالاس.’
لم تتمكن عائلة أدريان من كشف الحقيقة، لكن روزيت التي كانت تعيش في بيت دالاس كانت على علم بذلك.
في تلك اللحظة، اجتاحتها إدراك صاعق.
‘حتى لو لم أكن موجودة، سيتكرر المستقبل ذاته.’
سيتعرض دانييل لنفس الحادث، وستشل ساقه، وسيخطط ماركيز دالاس لإيجاد بديل عن روزيت من أجل قتل الدوق أدريان ودانييل.
وفي أسوأ الأحوال، قد يموتان مجدداً.
هل يمكنها أن تهرب وتتركهما وحدهما لمواجهة تلك الفوضى؟
هل يكفي أن تعيش وهي تحمل مشاعر التوبة دون أن تفعل شيئاً؟
قبضت روزيت على تنورتها البالية بقوة.
ماذا لو ذهبت إلى عائلة أدريان؟ ربما ستتمكن من تغيير كل شيء.
لكن ذلك يتطلب شجاعة. لم تكن قادرة على قبول ذلك بسهولة.
ومع ذلك، هل يمكنها تجاهل الأمر؟ هل يمكنها مواجهة شعورها بالذنب عندما تسمع، بعد سنوات، نبأ وفاة الدوق أدريان؟
فجأة، نهضت روزيت من مكانها دون وعي.
“أين هو الدوق؟”
“والدي؟ إنه مع المديرة.”
“أريد الذهاب لرؤية الدوق.”
“حقاً؟ إذاً، لنذهب معاً.”
نهض دانييل ومد يده إليها. ترددت روزيت قليلاً ثم أمسكت بيده. كانت يده خشنة، كيد شخص يتعلم السيف، لكنها دافئة للغاية.
حاولت روزيت تهدئة ضربات قلبها المتسارعة وهي تسير مع دانييل نحو مكتب المديرة. وعندما ظهرا معاً، وقف الدوق أدريان والمديرة في آنٍ واحد.
بينما كانت المديرة تبدو متفاجئة، ابتسم الدوق أدريان بلطف.
“يبدو أنك قابلتِ دانييل يا روزيت. إذاً، ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟”
أخذت روزيت نفساً عميقاً ثم أعلنت:
“سأذهب.”
“ماذا؟”
“سأتبعكم، يا دوق.”
وسأغير مصير عائلة أدريان.
أبقت روزيت كلماتها الأخيرة في قلبها.
~~~~~~~~~
– ترجمة: ساتورا
– حساب الواتباد: Satora_g
~~~~~~~~~
ثقل ميزانك بذكرِ الله :
– سُبحان الله 🌿
– الحمدلله 🌸
– لا إله إلا الله 🌴
– اللهُ أكبر ☀️
– سُبحان الله و بحمدهِ ✨
– استغفر الله 💜
– اللهُم صلِ على نبينا محمد 🌠