The Witch's House of Söderholm - 5
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- The Witch's House of Söderholm
- 5 - ليلة عيد الميلاد الخامسة
في ليلة عيد الميلاد، كانت كايتلين تنظر بعينيها اللامعتين إلى العشاء الذي أُعد بمساعدة طاهٍ محترف.
عندما قُسمت الحصص على الأطباق، تناولت الطعام بشغف، تاركة أثر الصلصة حول فمها. قرب كرسيها، كان “غرين” جالسًا بهدوء، ملوّحًا بذيله الكثيف، وكأنه يشعر بالسعادة من أجواء الاحتفال.
وصلت بطاقة عيد ميلاد مكتوبة بخط اليد وعدة كتب من والدي آدم. بدا أن هذه الهدية جاءت نتيجة لمعرفتهم بأنها بدأت تتعلم القراءة. عندما فتحت كايتلين هذه الكتب، التي كانت مختلفة عن كتب الأطفال المصورة المعتادة، بدت متفاجئة وهي تقلب الصفحات بحذر وتوتر.
قالت ميلفي مشجعة:
“إذا واجهتِ صعوبة في الفهم، يمكنكِ أن تسألي السيد بول أو السيد آدم.”
ردت كايتلين:
“أريدكِ أنتِ، ميل، أن تعلّميني.”
ميلفي تبتسم:
“حسنًا، سنقرأها معًا غدًا.”
“وعد؟”
“وعد، وسأحتفظ بها في غرفتك كي لا تتسخ.”
غادرت ميلفي غرفة المعيشة متجهة إلى غرفة الأطفال لتضع الكتب هناك، ولكنها سمعت صوتًا قادمًا من عند الباب الأمامي. لم تكن تتوقع زيارة أحد، ولم يكن هناك شيء منتظر وصوله بعد الظهيرة. ومع ذلك، ربما أرسل منزل سبنسر شيئًا ما.
عندما فتحت الباب، تسلل الهواء البارد إلى الداخل بصوت مرح ومفاجئ. كان الصوت مألوفًا لدرجة أنها وقفت للحظة عاجزة عن التفكير.
“ما الأمر يا ميل؟ هل فرحتِ لرؤيتي لدرجة أنكِ فقدتِ القدرة على الكلام؟”
“كورا؟ لماذا أنت هنا؟”
“أوه، هذه طريقة قاسية للترحيب. لقد جئت لأراكِ أخيرًا لأنكِ أخيرًا في مكان يسهل العثور عليكِ فيه.”
“لكن هذا مفاجئ جدًا!”
“لو أخبرتكِ، لما كانت مفاجأة!”
وصل آدم مستفسرًا بسبب الصوت العالي، وعندما رأى كورت، تجمد هو الآخر.
قال كورت بابتسامة:
“مساء الخير، أعتذر على المفاجأة. لقد استغليت إجازتي وجئت إلى المنطقة، فقررت أن ألقي التحية. بما أنني كنت قد عرّفتها عليكم، شعرت بالقلق عليها.”
رد آدم بلطف:
“فهمت. حسنًا، لا داعي للوقوف هنا. تفضل بالدخول.”
“شكرًا، أعذرني على الإزعاج.”
كان لقاء كورت المباشر بعد ثلاث سنوات مليئًا بالطاقة المألوفة، لكن ميلفي شعرت بقدر من الانزعاج من تصرفاته المتحررة.
بينما كانت تسير بجانبه، تبادل الاثنان حوارًا داخليًا من خلال قدراتهما في قراءة الأفكار. كورت، الذي جاء إلى منزل الساحرة بعد ميلفي بثلاث سنوات، كان دائمًا بمثابة الأخ الأكبر، رغم أنه أحيانًا كان يشكل عبئًا بسبب قدرتهما المشتركة على قراءة أفكار بعضهما.
كايتلين شعرت بالخجل في البداية من وجود شخص غريب، لكن كورت كان بارعًا كعادته في كسب القلوب. تمكن من التودد إلى غريون وكسر حاجز الحذر لدى كايتلين بسرعة مدهشة.
عندما غادر كورت المنزل بعد وقت قصير، توجهت كايتلين إلى سريرها للنوم، وأجلت ميلفي ترتيب الغرفة لليوم التالي.
في غرفة المعيشة، فتحت ميلفي الستائر لتكشف عن ضوء القمر الأزرق الباهت وهو يغمر المكان.
قالت روزا ذات يوم إن ضوء القمر يحمل قوة خاصة، لكن ليلة البدر تلك كانت أيضًا الليلة التي رحلت فيها روزا.
حاولت ميلفي أن تتجنب الانغماس في المشاعر، فهزت رأسها في محاولة لاستعادة رباطة جأشها.
“ما الأمر؟”
“لم أستطع النوم فقط.”
في سكون الليل، تردد صوت عميق وهادئ. كان صوتًا يحمل هدوءًا لكنه هزّ قلب ميلفي بمجرد سماعه. عندما استدارت، رأت آدم يقترب ببطء حتى وقف بجانبها.
شعرت ميلفي أن الوحدة التي كانت تثقلها قبل لحظات بدأت تخف بمجرد إحساسها بوجوده بجانبها. وأدركت أنها كانت على وشك البكاء لهذا السبب. أن تكون قرب شخص آخر دون خوف كان شعورًا غريبًا بالنسبة لها، لكنها بدأت تتقبله.
لكن هذه اللحظات لن تدوم سوى أيام قليلة فقط. آدم لديه شخص يبحث عنه، وهذا الشخص ليس أنا.
قال آدم بصوت منخفض:
“شكرًا لكِ، كل ذلك بفضلك.”
“على ماذا تشكرني؟”
“كايتلين. تلك الطفلة أصبحت أكثر إشراقًا.”
“أنا فقط أعطيتها الدافع.”
“ولكن لو لم تكوني موجودة، لما كنا لنعرف كيف نساعدها.”
أطلقت ميلفي زفيرًا خفيفًا بينما تذكرت الأيام التي قضتها مع كايتلين، والأشياء التي تعلمتها عنها. فهمت الآن سبب رفض الطفلة أن يُنادى باسمها.
عندما أخذتها جدتها من جهة الأم بعد وفاة والدتها، كانت هذه الجدة تُسقط غضبها وحزنها على كايتلين، ربما لأنها لم تستطع تقبل فقدان ابنتها.
كانت تكرر كلماتها الجارحة:
“رين هي ابنتي الوحيدة.”
“أعيدي لي لين.”
“أنتِ من قتلتها، وأخذت اسمها لتحاولي الحلول محلها، لكن هذا مستحيل.”
“اختفي، أيتها الشيطانة.”
كان اسم والدة كايتلين، كارينا، مختصرًا إلى “رين”. ولذلك، رفضت الأسرة اسم كايتلين الذي يشبه في وقعه اسم الأم الراحلة.
قررت الطفلة الصغيرة رفض اسمها والسعي إلى خلق هوية جديدة لنفسها.
“لا تنادوني بهذا الاسم!”
في مواجهة الحزن العميق والألم المختبئ خلف تلك الكلمات، احتضنت ميلفي كايتلين بشدة.
“لا بأس ألا تسامحي جدتك.”
“لكنني أحبك كثيرًا يا كايتلين.”
كانت ميلفي تكرر تلك الكلمات بينما تربت على رأس كايتلين مرة بعد مرة.
“لا تنكري نفسك. أنتِ أنتِ. كايتلين وكيسي، كلاهما اسمك الجميل.”
“الجميع يحبك كثيرًا.”
اقترب “غرين” بلطف ولعق وجه “كايتلين”، مما جعلها تنفجر أخيرًا بالبكاء بصوت عالٍ.
منذ ذلك الحين، بدأت ترفض اسمها بعناد أقل، وأصبحت أكثر هدوءًا وإشراقًا شيئًا فشيئًا.
عندما تتذكر وجهها الطفولي وهي تحمل كتابًا وتطلب تعلم الحروف، تشعر ميلفي بوخزة ألم في صدرها.
وعد المستقبل يبدو صعبًا. عقدها على وشك الانتهاء.
بينما أطلقت تنهيدة ثقيلة دون وعي، ألقت ظلالٌ فجأة فوق رأسها.
ظنت أن الغيوم غطت السماء، ولكن عندما رفعت نظرها، وجدت وجه آدم ينظر إليها. عينيه، التي عادة ما تكون صعبة القراءة، حملت الآن لونًا مقلقًا. شعرت ميلفي بالارتباك، فتراجعت خطوتين إلى الخلف حتى اصطدمت ببرودة الحائط.
في تلك اللحظة، أمسك آدم بكتفها بيده الكبيرة، وصوته جاف ومباشر:
“ما هي علاقتكِ بكورت بالمر؟”
توقفت أنفاس ميلفي عند السؤال.
كانت علاقتها بكورت شيئًا لا ينبغي الحديث عنه بسهولة، خاصة دون التأكد من موقفه.
رأى آدم ترددها، فأدار وجهها نحوه لتواجهه.
“هل تدركين ما يحدث هنا؟”
“ماذا… تعني؟”
“نحن تحت نبات الهدال.”
“لا يمكنكِ الرفض.”
همس بصوت عميق، واشتعلت شرارة حرارة بينهما.
قبلته المفاجئة والمندفعة حبست أنفاسها وأخذت ميلفي بعالم من المشاعر المتشابكة.
كانت قبلة طويلة وعميقة، حتى أن رؤيتها بدأت تتلألأ كأن النجوم ترقص أمامها.
“ميل…”
لكن ميلفي لم تستطع الرد. لم تستطع سوى أن تترك وعيها يتلاشى تدريجيًا.