The Witch's House of Söderholm - 2
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- The Witch's House of Söderholm
- 2 - الحديقة التي تسكنها الجنيات
عندما همّت ميلفي بفحص النوافذ العلوية المكسورة، سمعت صوت بول، كبير الخدم المسن، يحاول منعها من الصعود على السلم:
“لا ينبغي لآنسة أن تقوم بأمور كهذه.”
“لا تقلق يا بول. أنا أصغر سنًا، وأستطيع القيام بذلك بسهولة.”
في مدخل القصر، كانت هناك نافذة زجاجية صغيرة في الأعلى بمفتاح مكسور.
فاستعانت ميلفي بسلم قديم من المخزن الخلفي، وسط محاولات بول اليائسة لإيقافها.
بول، الذي خدم عائلة سبنسر لسنوات طويلة، سمع كثيرًا عن مهارات ميلفي كمربية ومساعدة منزلية بارعة.لكنه لم يكن يتوقع أن تكون امرأة بهذا الشباب والحيوية.
كان يتطلع للقائها، لكنه فوجئ عندما علم أنها شابة في الرابعة والعشرين، أصغر من السيد آدم نفسه.
“توقفي، هذا خطير!”
“لا بأس، اعتدت على مثل هذا العمل عندما كنت أخدم في منزل زوجين مسنين.”
صعدت ميلفي بخفة ورشاقة على السلم، وبدأت بفحص النافذة العلوية الصغيرة.
كان واضحًا أن النافذة غير محكمة الإغلاق، مما قد يسمح للجنّيات السيئة بالدخول.
شعرت ميلفي بضرورة اتخاذ إجراء سريع لحماية كيتلين، الطفلة الحساسة التي قد تكون معرضة للخطر.
بينما كانت تعمل، تساءلت بصوت مسموع:
“بما أن عيد الميلاد قريب، هل سنضع شجرة؟ من الأفضل أيضًا إضافة نبات الهدال. ربما نضعه…”
نبات الهدال :
لكن صوتًا غاضبًا قاطع أفكارها. كان السيد آدم قد دخل القاعة ووقف أسفل السلم:
“ماذا تفعلين؟”
“كما ترى، كنت أتأكد من النافذة العلوية.”
“ليس عليك القيام بمثل هذا العمل.”
“بول يعاني اليوم من ألم في ركبتيه بسبب البرد، ولم أشأ أن أرهقه.”
“إذا كان الأمر كذلك، كان عليكِ أن تطلبي مني القيام بذلك.”
“وأرهق سيدي المصاب والذي يخضع للعلاج؟ ثم إن هذا السلم لن يتحمل وزن جسدك.”
“على أية حال، انزلي الآن.”
“كما تشاء.”
نزلت ميلفي ببطء، لكنها شعرت بتوتر في الجو.
عندما وقفت أمام آدم، لاحظت أنه يضغط شفتيه بغضب، وعيناه الرماديتان الباردتان تحدقان بها بحدة.
أدركت أنها ربما تجاوزت حدودها كمربية. “لقد تصرفت باندفاع. أعتذر عن ذلك.”
“لا بأس. انتهى الأمر.”
رد آدم بهدوء، لكن الموقف ترك شعورًا غريبًا في الأجواء.
“ميلفي، لا داعي للاعتذار. أنا الذي أثرت غضب السيد آدم.”
بعدما انحنت ميلفي لتقديم اعتذارها، التفت آدم وابتعد بخطى بطيئة.
ورغم علمها أنه يراعي إصابة قدمه، إلا أن تلك الخطوات البطيئة بدت وكأنها تعكس غضبًا، مما جعل ميلفي تشعر بالمزيد من الإحباط.
‘منذ قدومي إلى هذا المكان، وأنا أشعر أنني أتصرف بغرابة… لكن هذا المنزل… إنه مختلف.’
قطع أفكارها صوت بول، الخادم المسن:
“أعتذر يا آنسة ميلفي.”
“لا، أنا من أخطأت. أعتذر بشدة على إثارة غضب السيد آدم.”
“لم يكن غاضبًا، صدقيني. لقد كان قلقًا عليك.”
“قلق؟ بشأن ماذا؟”
“لأنك صعدت إلى مكان مرتفع. إذا سقطتِ، فقد تتعرضين لإصابة خطيرة.”
“لهذا السبب فقط؟”
نظرت ميلفي باستغراب. المكان الذي صعدت إليه لم يكن مرتفعًا للغاية، ومن النادر أن يقلق أحد بشأن أمور كهذه، خاصة إذا كان العمل جزءًا من مهامها كمربية.
بدا لها آدم وكأنه رجل مفرط في الحذر.
غير بول الموضوع بلباقة:
“بالنسبة لشجرة عيد الميلاد، أعتقد أن فكرتك جيدة جدًا، خاصة بوجود الآنسة كيتلين.”
و أكمل :
“إذا كنتِ ترغبين بذلك، يمكنكِ التوجه إلى الجمعية التجارية في البلدة. هم على دراية بالمنزل، وربما يوفرون خدمة التوصيل إذا ذكرتِ أنه منزل التل.”
أومأت ميلفي برأسها وقالت:
“فهمت، سأستفسر عن ذلك. يبدو أن الجميع يعرفون هذا المنزل. البلدة بأكملها تعرفه بأنه منزل الساحرة، السيدة روزا.”
تشتهر بلدة سيدرهولم بتعايشها مع الطبيعة وبإيمانها العميق بالجنّيات والأرواح.
في الماضي، عاشت في هذا المنزل ساحرة عجوز تُدعى روزا، كانت تُعرف بحكمتها وعلاجاتها الطبية، مما جعلها شخصية محبوبة في البلدة.
سألت ميلفي بصوت منخفض:
“بول، ألا تشعر بالخوف؟ في المدن الكبرى، السحرة ليسوا موضع ترحيب دائمًا.”
ابتسم بول ورد:
“لقد خدمّت السيد جيفري، رب المنزل السابق. كان يحب بلدة سيدرهولم ويؤمن أن هناك أشياء غامضة في هذا العالم. في شبابه، كان رجلاً متحفظًا، لكنه تغيّر كثيرًا. وربما كان للساحرة التي عاشت في هذا المنزل دور في هذا التحول.”
***
ع
ندما خرجت ميلفي من الباب الموصل بالمطبخ إلى الخارج، رأت شجيرات تمتد نحو الحديقة الخلفية.
كانت هذه الشجيرات بالكاد تصل إلى مستوى خصرها، لكنها بالنسبة لطفلة قد تبدو بحجم يفوق طولها. في مثل هذه الشجيرات، ليس من النادر أن يختبئ شيء ما…
وأثناء سيرها بحذر، سمعت صوتًا خافتًا. كان هناك شخص واحد فقط يمكن أن يكون صاحب هذا الصوت.
“كيسي، هل حدث شيء؟”
“لا شيء، اذهبي بعيدًا.”
وقفت كيتلين في البرد، ووجنتاها متورّدتان من الصقيع. بدت وكأنها تخفي شيئًا خلف ظهرها، ونظرت إلى ميلفي بنظرة حادة.
رغم ذلك، لم تشعر ميلفي بأي طاقة سلبية. على العكس، بدا الجو هادئًا ومستقرًا.
اقتربت ميلفي من كيتلين، لكن الأخيرة تراجعت خطوة إلى الوراء.
خلف ظهر كيتلين، لم تكن أوراق الشجيرات هي التي ظهرت، بل بدا وكأنه فرو لحيوان.
“كيسي، ما هذا؟”
“لا! إنه ليس وحشًا! أرجوكِ، لا تؤذيه. آسفة، آسفة جدًا!”
وقفت كيتلين محاولة حماية ما تخفيه. كان ذلك الكائن بحجم الشجيرات المحيطة تقريبًا، وربما أطول قليلاً من كيتلين الصغيرة. كان مغطى بفرو أخضر داكن وله ذيل طويل ملتف كالحبل، يهتز برفق.
ابتسمت ميلفي وطمأنتها:
“هل يمكن أن تعرفيني على صديقك هذا؟”
“لن ترميه بحجر؟”
“بالطبع لا.”
“ولن تضربينه بعصا، أو تصبين عليه الماء، أو تحاولين إخافته بالصراخ؟”
“أبدًا، لن أفعل ذلك. اطمئني.”
جلست ميلفي على ركبتيها لتكون على مستوى كيتلين، مبتسمة بلطف لتهدئة الطفلة.
ثم وجهت نظرها نحو الحيوان الأخضر. كان وجهه مخفيًا تحت الفرو الكثيف، ولم يصدر أي صوت.
لكن أنفه الأسود اللامع كان يظهر قليلاً، مما جعل ميلفي تفترض أن لديه فمًا كبيرًا تحت الفرو.
مدت ميلفي قبضتها بهدوء نحو الحيوان وبدأت تهمس بصوت صغير. اقترب الحيوان من قبضتها بحذر، وأخذ يشمّها بأنفه.
بعد بضع دقائق من الترقب، هزّ الحيوان ذيله الكبير ببطء واقترب من ميلفي، واضعًا فروه الناعم على ذراعها. بدا وكأنه يثق بها.
(لم أتوقع أن يظهر كائن “كو-شي”، الكب الجني، في هذا المنزل.)
كانت ميلفي قد رأت مثل هذه الكائنات بالقرب من الغابات القريبة من التلال، لكنها تساءلت إن كان قد جاء إلى هذا المكان تحديدًا بسبب وجود كيتلين.
“منذ متى وهو يأتي إلى هنا؟”
“لا أعرف. لكنه يظهر كلما خرجت إلى الحديقة.”
“هل أخبر عمّكِ؟”
“هل ستخبرينه؟”
أجابت ميلفي بحزم:
“بالطبع، إذا أردنا السماح له بدخول المنزل، علينا الحصول على موافقته.”
تفاجأت كيتلين من رد ميلفي. كانت ملامحها تشير إلى أنها لم تصدق ما سمعته. وضعت ميلفي يدها على رأس كيتلين وابتسمت:
“فلنطلب منه. قولي إنك تريدين تربية كلب.”
“لكن هذا الكلب كبير جدًا، لن يسمح بذلك أبدًا!”
“أوه، إنه ما يزال جروًا صغيرًا.”
في تلك اللحظة، تغير حجم الحيوان الكبير وأصبح بحجم يمكن حمله بين يدي كيتلين. اقترب منها بلطف وبدأ يلعق فروه الصغير بلسانه.
“حسنًا، لنذهب إلى المنزل ونعطيه بعض الحليب. ما اسمه؟”
“غرين.”
أمسكت كيتلين بيد ميلفي الممدودة، وهمست بصوت مليء بالدموع.