The thorns that pierced my heart - 9
‘انا بالفعل متحمس لدعوة الاميرة لذلك سأكون متفرغاً عند الظهيرة’
هذا كان المحتوى العام للرسالة بدون إضافة.
شعرتُ انني سأتبخر في محاولة مني لفهم الوضع، هل حقاً هو ليس مشغولاً؟ بدأت التجهيز للطاولة بسرعة قصوى.
الخادمات اسرعوا في اعداد الزينة للمكان حتى الفرسان اصطفوا حتى يعلم جلالته بمدى فنائهم في العمل، كان الجميع يرغب ان يظهر بصورة رائعة امامه.
********************
“جلالتك انت تفاجئني كيف تترك مقابلة الدوق ونتر جانباً كان موضوعاً خاصاً عن منجم الالماس”
رمى نيكولاي بجسده على الاريكه واخذ يمسح على رأسه الارجواني امام ريموند الذي بدأ بالفعل بطوي ياقته واغلاق ازرار تلك الاكمام.
“اظن ان مقابلتي للاميرة الآن هو شيء افضل”
اشاح ببصره بعيداً عن نيكولاي واخذ يحدق في النافذة مع استمراره بعمله على ارتداء تلك الحلة.
“افهم ان جلالته متحمس للغاية بشأن الاميرة وانها ستصبح شقيقتك في القانون وشيء كهذا لكنها فقط مسرحية، الجميع يعلم ان الامير هوغو لا يملك اي رغبة بذلك، لماذا يحشذ جلالته هذه المشاق للتقرب من الاميرة؟”
اعين ريموند الزرقاء الصافية ضاقت واشتعلت حتى الحاجب السميك انقطب وضهرت التجاعيد بين الحاجبين.
“هل ستكرر هذا الهراء؟ قبل ان تصبح الاميرة زوجةً لهوغو هي بالفعل اميرة من دولة اخرى، توثيق العلاقات والحصول على صداقة جيدة لهو امر رائع للدولتين، وبالنسبة لهوغو هو سيقتنع انه فقط طفل شقي لا اكثر”
رفع نيكولاي احد الحاجبين بعدم اقتناع لكنه تنهد ولم يملك حقاً شيئاً لقوله على كلام ريموند الذي بدا منطقياً من عدة نواحي.
•••••••
تحرك ريموند في الارجاء بدون حراسة لكي لا يكون الجو خانقاً بالرغم من رغبته السابقة في تكوين علاقات حميدة الا ان الفضول قد اصابه بشأن المراءة التي دخلت في زي حداد.
مضى سريعاً في طريقه الذي ملئه الحرس متجمعين في النواحي على جانبي القصر المنفصل القوا التحية المعتادة وخفضوا الرؤوس بهلع.
الهالة المرعبة الخاصة به احاطتهم في جميع النواحي لم يملك احدهم القدرة على رفع الرأس، بالرغم من وجهه القاسي الا ان مشاعره كانت مغايرة.
شعر بالفخر بشأن الفرسان الذين اختارهم بعناية للمراءة التي ستصبح الامبراطورة مستقبلاً.
ضرب ضوء الشمس الذي كان مفتوحاً في الرواق يطل على الحديقة الخارجية على عينيه التي شابهت المحيط في عمقها، ضاقت الاعين.
حتى لمح المقصودة جالسة على الطاولة بعيداً.
“ا..امير..”
فتح فمه لتصب انتباهها عليه سرعان ما توقف في مكانه بوجه فارغ بعد ان اصبحت الرؤية واضحة للغاية.
المراءة التي ارتدت زي حداد اسوداً فاحماً للغاية كانت طبيعية كأي اميرة، الفستان البسيط ذو اللون الازرق الفاتح عكس على بشرتها الناصعة امسكت بتلك الانامل النحيفة فنجان الشاي وارتشفت منه على مهل.
وضعت على الشفتين الصغيرتين بعض اللون الاحمر حتى الاعين الحمراء كانت مائلة وتنظر بهدوء لمحيطها بدت كلوحة فنية رسمت بعناية فائقة.
“جلالتك”
بوتيرة واحدة اطلق الفارس والخادمة بجانبها صرخة رعب وانخفضا تلقائياً حتى التفت الاميرة ذات الوجه الصغير نحوه ببعض الدهشة.
“يبدو ان جلالته قد حضر اريد منكما ان تتركانا بمفردنا”
القت بالامر نحوهما بادب، اخلاق الاميرة كانت عالية ونزيهة حتى في الاسلوب.
اعين ريموند حامت حول الاثنين المرتجفان حتى خرجا الحديقة وعادا للداخل.
نهضت بذلك الجسد الصغير لاول مرة امامه، لم يقفا بالقرب من بعضهما مطلقاً كان فرق الطول شاسعاً بدت ككتكوت صغير لكن بهمة عالية.
“تحياتي سموك الملكي اعذرني على دعوتي المفاجئة”
امسكت بفستانها الازرق الجميل بحركات مدروسة كجنية جميلة خرجت من غابة سحرية.
وجهه المتفاجىء منذ لحظات عاد الى وتيرته المعتادة والقى بابتسامة خفيفة مع وضع اليد اليمنى على الجانب الايسر من الصدر المفتول.
“على العكس تماماً انه لشرف لي دعوة الاميرة”
الاعين الحمراء الواسعه نظرت بتعبير فارغ لكنها عادت لتردد بتوتر.
“ت..تفضل سموك”
جلس الاثنان في مقابلة بعضهما وبدأت فيليا بإمساك فنجان الشاي تسكب ذلك الشاي الساخن بالتتابع.
“ل..لحظة!”
رفعت عينيها نحو الامبراطور الذي اصبح تعبيره غاضباً بشكلٍ فجائي.
“نعم؟”
“لماذا الاميرة هي من تسكب الشاي؟؟ ما عمل الخادمات هنا؟”
زمجر بغضب وتقوست اعين المحيط حتى دب الخوف في جسدي وركضت قشعريرة الى انحاء عمودي الفقري.
“مطلقاً، انا من طلبت ذلك”
وجهه اصبح فارغاً في محاولة بائسة لفهم السبب.
“جلالتك، ان هذا الشاي مميز بالنسبة لي كان محبباً لوالدتي الراحلة لذلك كنتُ معتادة على صبه في الفنجان بهذه الطريقة، اشعر فقط بالدفء عند القيام بذلك”
“اوه”
عاد وطوى يديه واشاح ببصره جانباً اصبح تعبيره مرتخياً.
اعينه بدت متعبة للغاية، يبدو انه لم يحظَ بقسط كافٍ من النوم منذ وقت طويل، مددت يدي بحذر ووضعت الفنجان امامه.
اعينه الزرقاء الجميلة نظرت مطولاً نحو الشاي رفع الفنجان بتلك الاصابع الطويلة من مقبضه وقربه من حواف انفه واستنشق للحظات.
“ان رائحته لطيفة”
القا بابتسامة عفوية مع اغماض الاعين ذات الرموش الطويلة ابدا وجهه الكثير من الرضا.
فتح فمه واخذ رشفة.
“هاه”
الاعين الحادة فتحت على مصرعيها لكن سرعان ما عادت لتتثبت نحوي مرة اخرى.
“ما هذا؟ انه لذيذ للغاية”
“اليس هذا صحيحاً؟؟ انه شاي اللافندر هو ذو رائحة عطرية رائعة وطعم مدهش واكثر من ذلك هو يساعد على الاسترخاء وابعاد التوتر!”
لم الاحظ نفسي لكن اصبحت متحمسة للغاية في خوض هذا النقاش، لم اكن متحمسة مسبقاً مع احد بهذه الطريقة لكن عرفت ذلك.
لان والدتي احبت ذلك الشاي بشدة اندفعت بحماس لم ادرك ذلك حتى
هذا محرج.
رفعت عيني بحرج وبتململ نحوه، على غير المتوقع كان يستمع بعناية مع ابتسامة خفيفة لم تشعرني بالثقل حتى.
“اذن، ما هو طلب الاميرة؟”
اخفضت رأسي بعد تذكر الطلب الرئيسي لهذه الجلسة.
“حسناً انهما شيئين….الاول انا اريد ارسال رسالة لعائلتي”
“طقطقه”
صوت غريب تردد الى مسامعي رفعت عيني نحوه، مقبض الفنجان بدا متهالكاً بين اصابع الرجل بالرغم من الابتسامة التي اظهرها الا ان عينيه لم تكن تضحك.
“لماذا ترغب الاميرة بذلك؟”
انه مرعب على نحو خاص.
“انه لاجل اعلام عائلة مرافقاي بالامر”
كان شيئاً مؤلماً كتابة رسالة لاجل موت روزي وروديون وموحشاً لاجل عائلتيهما اشعر بالاسى ولا اتخيل نفسي في الموقف الذي سأقابل به عائلتيهما للافصاح عن ذلك.
هالته المرعبة التي تكونت للحظة هدأت على غير المتوقع.
“حسناً بالطبع لكِ ذلك”
تنهد تنهيدة طويلة كما لو كان مرتاحاً واضفا فقط هذه الكلمات الموافقة.
“حسناً والموضوع الثاني..انا اردت ان اشكر جلالته حقاً”
“لماذا؟”
“ان اعتناء جلالته فائق للغاية، الخدم والحراس حتى المكان هو جيد بالنسبة لي اردتُ ان اشكر جلالته على هذا الكرم لذلك…”
اكياس الشاي التي حضرتها مسبقاً قدمتها امامه على الطاولة، نظر نحوي بحيرة لم يفهم سبب حركاتي الغريبة.
“انها..هدية، ان مستقبل الامبراطورية يقع على عاتق جلالته لذلك هو متعب للغاية من فرط العمل انه شاي مهدأ يبدو ان جلالته لاحظ الفرق بعد شربه؟”
“اجل انه جيد للغاية في الحقيقة”
تنهدتُ براحة يبدو ان هديتي اعجبته.
“لكن لا اريد ان أأخذها بهذه الطريقة لماذا لا تدعوني الاميرة لشرب الشاي مجدداً؟”
“مجدداً؟…لكن جلالته مشغول للغاية لا ارغب في اعاقة عملك”
تصلبت في مكاني، لم اتوقع ان يخرج هذا الكلام من فمه بالاخص، هل الشاي لذيذ لهذه الدرجة.
“ما رأيك في يومين؟”
اشار بيديه الى الرقم اثنين واخذت انظر متتبعه فمه لاكمال ما يقول.
“سأضع وقتاً لزيارة الاميرة ليومين في الاسبوع هل هذا جيد؟”
“لماذا يومين؟”
“اليس هذا مشابهاً للشهرين؟”
القا بهذه الكلمة مع رفع الحاجب وابداء تلك الابتسامة الساخرة.
انه يسخر مني، هو حتى الآن يتذكر عقاب ديلان، الم يعجبك العقاب لهذه الدرجة؟
“هيهييههيهيهي”
لم تستطع فيليا كبت ضحكتها داخلياً بعد مشاهدة مدى تصرفات الامبراطور الطفولية.
“لماذا تضحكين؟”
بالرغم من الغرابة التي تكونت على وجهه الا ان التفاجىء طغا على ذلك لم يرَ الاميرة تضحك بهذه الطريقة تعبير جديد لم تظهره مسبقاً شعر ان عليه تثمين ذلك في ذاكرته فلا يبدو ان هذا يتكرر في معظم الاحيان.
بعد هدوء الجو مجدداً عاد جلالته لرمي سؤاله الصريح.
“يبدو ان الاميرة اختارت بالفعل من سيرافقها”
“اجل، ان يوري وروف جيدان بالنسبة لي، ما رأي جلالته بهما؟”
“يوري؟ انا لا اعرفها حقاً…لكن روف هو فارس متميز للغاية في مجالات شتى ويمتلك شخصية جيدة لذلك اظن انه الافضل بين المرشحين”
شعرتُ بالفخر حقاً لاختياري بهذه الطريقة، اشكر القدر الذي جمعني بروف قرب القلعه كان سبب اختياره هو صدفة بحته.
“لا يزال، شكراً لك جلالتك”
“لا تكوني رسمية معي…فانتِ بالفعل ستكونين زوجة شقيقي المستقبلية”
رما بالتصريح الغريب، الامبراطور يستمر بالثرثرة بشأن الاخ الاصغر لكنه ليس متواجداً في الارجاء حتى من الواضح انه يتجنبني.
مهما نظرت نحو جلالته لا يمكنني التصديق انه شاذ، العضلات تلك والفك الطويل والقامة المذهلة الرشيقة حتى الوجه لم يمتلك مظهره خطأً واحداً.
انها حقاً مضيعة.
“هل هنالك شيء على وجهي”
سحقاً، لقد لاحظ نظري الحاد نحوه.
“كلا..لا شيء على الاطلاق”
اخذت اهز كتفي بالتتابع في وضع محرج للغاية، لم اعرف ما هو افضل شيء للقيام به.
مضى الوقت سريعاً وانتهت تلك الدعوة، وتعمقت اكثر في شخصية جلالته لم يخب الرجل توقعاتي كان لطيفاً وحكيماً في كلامه لم يكن يتصرف لعواطفه.
زاد الاحترام اكثر بالنسبة له، لماذا والدي لا يصبح كهذا الشخص ولو قليلاً لكن الاكثر من ذلك يبدو انني ارتاح مع جلالته اكثر من غيره من الذكور فقط تكلمت وافصحت عن اشياء القيها للمرة الاولى.
“اعتقد ان السبب هو انه شاذ”
القيت برأسي يغوص على تلك الوسادة في منتصف الليل، تقبلت كل شيء لكن حقيقة ان جلالته هو شاذ لم استطع تخيلها مطلقاً.
**********************
“همم، جلالته غريب انت تقوم بعملك بسرعة فائقة هل حصل شيء جيد؟”
في مراقبة حادة لتصرفات ريموند ذات الجو اللطيف طوى نيكولاي يديه والقى هذا السؤال وهو يشعر بغرابة عارمة.
“هل هذا واضح؟…لم اتوقع ان الشاي الذي قدمته الاميرة الليلة الماضية سيكون فعالاً لهذا الحد انظر…حتى حالاتي السوداء قد اختفت حظيت بليلة جيدة”
مسح ريموند على حواف انفه وهو يهز كتفيه فخوراً.
“واو، هل اصبحت قريباً لهذه الدرجة من الاميرة؟”
“ل..ليس لهذه الدرجة، انا فقط احاول توثيق العلاقة مع البلدين لا اكثر”
نفى متسارعاً بينما الاعين الزمردية الخاصة بنيكولاي لاحقته بلا اي اقتناع.
***********************
في ساحة التدريب الفخمة للسيوف في اندروميد تصاعد ضرب السيوف مع بعضها ولهاث المتدربين المتصببين عرقاً من فرط التدريب.
مسح الامير الثاني لوسيو على جبهته التي طغت عليها خصلات الشعر النارية الجميلة في تعب بعد ان انتصر على نصف المبارزين المرتعدين في القاعة.
“سموك، لقد وصلت رسالة”
دخل على غير المتوقع خادم العائلة روبرت كان من الخدم الموالين للامبراطورة الراحلة وبيده ظرف معد بعناية.
“رسالة؟”
لم يمتلك لوسيو شيئاً سوى الشعور بالغرابة لم يكن شخصاً ذو شخصية اجتماعية بالغة ولم يكن له اصدقاء كثر.
“ان بها ختم الاميرة”
بمجرد القاء روبرت هذه الكلمات القى لوسيو سيفه بلا اي وعي وركض كالغزال نحو روبرت لانتزاع الرسالة.
نظر مطولاً، وفتحت الاعين في داوئر كان الادعاء صحيحاً انه ختم الاخت الكبرى.
مزق الظرف ولم يلتزم باي تهذيب واخرج تلك الورقة في عجل.
‘مرحباً اخي الصغير كيف هي احوالك؟ قد يكون هذا مفاجئاً بالنسبة لك لكنني لا املك اخباراً رائعة حقاً، في طريقي الى روفيل تعرضت سفينتنا الى حادث مؤسف، لقد فقدت روزي وروديون اثر ذلك كان هنالك من يحاول اغتيالي لا تزال روفيل في صدد التحقيق عن ذلك لكن اريدك ان تخبر عائلتي روزي وروديون، بالنسبة للجثث تم دفنها في روفيل..اختك الكبرى فيليا’
تعبيره فسر كل شيء للخادم روبرت بالرغم من قراءة الرسالة مع نفسه الا انه لم يستطع ان يخفي وجهه المتصلب الذي دب الرعب في نفس روبرت.
“سمو..”
حاول روبرت تهدأة الامير الذي جعد تلك الرسالة بين يديه الصلبه المليئة بالجروح في جو خانق.
الحاجبان الاحمران عقدا على بعضهما والعين المماثلة اصبحت تشع بوهج عميق مهول حتى فتح فمه وزمجر بامتعاض شديد.
“بحق الجحيم، هل روفيل تطمح للحرب معنا؟”
يتبع…