The thorns that pierced my heart - 7
“ثم ما العقاب الذي تطمح من أجله الأميرة؟”
طوى فخذيه اللذان بدا انهما لم يفارقا الرياضة ليوم واحد على بعضهما وتسائل بنبرة متملمة.
من الواضح ان الامبراطور لم يعجب بطلبي، اخذت نفساً طويلاً وبدأت الكلام.
“عقاب الفرسان مثالي بالنسبة لي ولا اعترض عليه البتة، واجب الفارس هو حماية السيد وهم لم يأدوا الواجب المعطى”
“…..”
هدأ الرجل امامي خالف توقعاتي تماماً واستمع بعناية، عدت لارمي بالكلام تباعاً.
“ديلان، هو مساعد جلالته ووظيفته هي توجيهي في الرحلة وقد ادى عمله على اكمل وجه، لم يكن المسؤول عن الفرسان ومشاعرهم”
بصقت بما ارغب، لم يكن اسفاً لديلان لكن هو الذي ايقظ الفرسان عند سماع صوت الضرب لذلك هو منقذي ايضاً.
“اذن، هل تريد الاميرة ان يخرج بدون اي عقاب؟”
هدوءه المستمر تم قطعه بالنبرة الغاضبة ركضت قشعريرة نحو عمودي الفقري حاولت قدر الامكان طرد الضعف عن مظهري.
“شهرين”
رفعت يدي واشرت للرقم اثنين وثبتت نظري نحوه بثقة بينما عينيه الزرقاء الجميلة تصوبت نحو اصابعي المرفوعة.
“فليجعله جلالته يعمل دون مقابل لمدة شهرين”
“لماذا شهرين بالذات؟”
هذا الرجل….انه يحاول الضغط علي بأسئلته!
“اليست مدة جيدة؟ فكما قلت في بادىء الامر ديلان لم يقم بأي خطأ يذكر حتى يستحق العقاب من الاساس”
هربت عيني نحو الحاجبان السميكان الحالكان كالليل كان معقودين على بعضهما بإنزعاج.
“لماذا تدافع الأميرة الى هذا الحد عن ديلان؟”
بحق الجحيم! هل موضوعنا هو ديلان الآن؟
نفيت سريعاً بهز يدي.
“الامر ليس كذلك، ديلان قد انقذ حياتي في السفينة لذلك اشعر انني ارد الدين مقابل ذلك اريد التصرف بصدق فقط”
بعد رمي الكلام المباشر شعرت بشيء غريب، هل اهتز فك الرجل الحاد ام هو خيالي؟
لكنه التزم الصمت واومىء متفقاً واخيراً بعدم اقتناع.
حطت عيني دون ارادة نحوه، هل هو من سأتزوجه؟ عند ملاحظة ما تبادلته من كلام مع الامبراطور لم يبدو كشخص سيء مطلقاً.
ان كان هو من سأتزوجه الن احصل على الجائزة العضيمة، حتى طريقة كلامه ونظرته لم يبدو مشمئزاً من اندروميد منذ البداية.
تصرف معي بكل طبيعية ولباقة ولم تحكمه عواطفه.
امنياتي السخيفة لم تتم مرادها حتى بدأ كلام الرجل.
“لا بد ان الاميرة عانت من الكثير في هذه الرحلة، ارجو من الاميرة الارتياح في القصر المنفصل.. وبالنسبة للخدم والحرس قمتُ بأختيار النخبة لخدمة الاميرة تستطع الاميرة اختيار الفارس والخادمة المناسبان لها”
بدا فخوراً وهو يطوي يديه ويستمر بمفاجئتي، انه لطيف معي على نحو خاص، ترك لي النخبة والأفضل.
“….”
التزمت الصمت واستمر الكلام من طرفه.
“ارجو من الاميرة تفهم ان الامير هوغو لا يزال في الاكاديمية، يبدو ان اللقاء سيحتاج فترة”
جفلت واهتز لوح كتفي.
انه ليس الشخص الذي سأتزوجه، هذا اذن يؤكد شائعات الشذوذ؟
تنهدت بصمت وانحنيت بأدب.
“اشكر جلالته على كرمه الخاص معي”
لم استطع اخفاء المفاجئة، لكن ربما يكون الامير ايضاً كجلالته، لا يبدو ان الجميع سيء في روفيل.
“بالطبع هذا اقل ما يمكنني القيام به لزوجة شقيقي المستقبيلة”
ابتسم نحوي مطولاً لم افهم غرض الابتسامة الغامضة انحيت واخذت اهم بالمغادرة.
فُتِحَ الباب الضخم مجدداً من الحراس الذين استشعروا خروجي وتحركت للمغادرة توجهاً للقصر المنفصل.
الظل الطويل الذي ظهر امامي في عتبة الباب، جعلني اتوقف على حين غرة، كنتُ سأضرب الرجل امامي وادخل في دوامة احراج كبيرة، رفعت عيني بتململ.
طويل القامة الذي تصلب في مكانه امتلك اعيناً زمردية صافية ومميزة، من مظهره الانيق وملابسه الفاخرة.
بلا شك، انه نبيل من روفيل.
تقوست الاعين الزمردية الضيقة نحوي بعدم ارتياح وانحنى بأداب راقية يضع راحة يده اليمنى على الصدر الضخم.
“تشرفت بمقابلة سمو الاميرة انا وزير جلالته ادعى نيكولاي ويستاش خليفة الدوق ويستاش”
خليفة؟ انه واثق للغاية، درستُ بعض الأشياء قبل ذهابي لروفيل، لم يكن من المنطقي الذهاب لارض العدو بايدي فارغة.
الدوق ويستاش امتلك ثلاثة ابناء، الاكبر ذكي ولكنه ضعيف والثاني قوي لكن غبي، فقط الابن الثالث امتلك المميزات التي ارادها الاب.
نيكولاي ويستاش، حرب الخلافة لا تزال مستمرة لكن من خلف الستار فالجميع يعرف ان نيكولاي سيكون الدوق القادم.
قمتُ بالمثل وانحنيتُ بأنسيابية.
“تشرفت بلقاء خليفة الدوق…انا هي اميرة اندروميد الكبرى، فيليا اوردو دي اندروميد”
وضع تلك الاصابع الطويلة على الفك وتقوست اعينه نحوي بريبة اكثر لم اشعر حقاً بالراحة، لكنه يبدو كما لو كان يحاول تقييمي.
بالطبع، زي الحداد لم يكن طبيعياً.
استمر بالابتسام بغموض بينما تحركت في طريقي خارج الممر.
********************
“واو، الاميرة حقاً جميلة كما رددت الشائعات حتى في زي الحداد تبدو كملاك يرتدي الأسود”
اول الكلمات التي القاها نيكولاي فور دخوله الى ريموند هو رأيه الصريح نحو فيليا.
“هل قابلت الاميرة؟”
اطلق ريموند تنهيدة منزعجة وضع الكف على الفك، برودة صوته جلبت القشعريرة الى نيكولاي.
“الم يعجب جلالته بالاميرة؟”
“اظن انك افضل مني في تقييم البشر، انت ما رأيك في الاميرة”
حك نيكولاي شعر الصدغ الارجواني في حيرة وعاود في محاولة الاجابة في مصداقية كاملة.
“بالرغم انها لمحة فقط لكن لا اشعر انها شخصٌ سيء حقاً، لكن لماذا جلالته منزعج بعد اللقاء الذي كنتَ متحمساً له”
هز ريموند لوح كتفه في دهشة واعتراه الاحراج.
“متحمس؟ انا؟..من هو المتحمس؟”
“كان جلالته يتصرف كوسيط زواج من اجل الامير هوغو لذلك كنتَ متحمساً منذ وقتٍ سابق”
لم يطلق نيكولاي اي ترهات، ريموند ابدا حماساً كبيراً للتصرف بشأن امر زواج هوغو الذي انتظره لوقت طويل، الريبة اكتسحت ملامح نيكولاي من الانفعال المبالغ لريموند.
اشاح ريموند ببصره نحو النافذة بعد ان نهض الجسد الطويل من الكرسي المرصع بالالماس.
“انا منزعج، الاميرة تتصرف بطيبة بالغة”
“ما الذي يقصده جلالته؟”
“بالرغم من ما تداوله الجميع عن الاميرة، فكرتُ انها ستكون سعيدة لتلقي الفرسان وديلان عقاباً مستحقاً من اجل التقصير”
“اذن؟”
لم يفهم نيكولاي ما دار بين الاثنين مسبقاً واستمر بطرح المزيد من الأسئلة.
“لكنها فقط انزعجت من مبادرتي للعقاب اكثر”
“هاه؟”
سقط فك نيكولاي اثر سماع ذلك، الاميرة كانت شخصاً متغطرساً معروفاً في الوسط بدلاله..لماذا ستتخذ الصمت عن الوضع الراهن؟
“انا فقط منزعج، اردتُ ان يتم التعامل مع الوضع جيداً الآن اشعر بالاحباط”
حك الشعر الاسود الجميل وانقبضت عضلات الوجه الحاد.
********************
بعد ان تمت مرافقتي الى خارج القصر الرئيسي وجدتُ فارساً ضخماً ينتظرني.
“اميرة…ت..تحياتي سموك انا ادعى روف ا..انا هو احد الفرسان الذي اختارهم جلالته من اجل الاميرة خصيصاً”
الرجل ذو الشعر البني والاعين الخضراء النقية بدا متوتراً للغاية وهو ينخفض ويتلعثم في الكلام،انعقد لسانه تماماً.
هل انا مخيفة لهذا الحد؟
وجهه ذو الملامح البريئة ذكرني بالجراء اللطيفة، يبدو ان الاخبار انتشرت بالفعل عن عقاب الفرسان لذلك هو يشعر بالخوف من الوقوع في الخطأ.
“مرحباً روف..هل يمكنك اخذي الى القصر المنفصل؟”
ابتسمت بإنسيابية لاضفاء بعض الراحة نحو الجو المتوتر ومددت يدي وبدأت بالمبادرة.
نظر نحوي مطولاً وقفز في حماس شديد، شعرت ان قلبي سيسقط ارضاً من انفعاله.
“بالطبع، بالطبع سموك”
امسك يدي وقبلها على ظهرها كالفارس النبيل، ابتسم بأريحيه بالغة، شعرتُ بعدم كره احدهم لي لأول مرة هنا بالرغم من لطف جلالته مسبقاً الا انني لم اعرف نوع مشاعره.
لم اعرف السبب، حماسه ذكرني بروديون بدا الرجل مشابهاً لفارسي السابق بالكثير من المواصفات سواء في مظهره وطريقة كلامه، دخلت الراحة قلبي منذ وقت طويل.
بعد التجول في الارجاء استمرت رحلتنا مشياً بسبب قرب القصر الرئيسي من المفصل، لذلك التنفس والنظر افضل حل لابعاد الارهاق.
جسدي احتاج راحة ليوم كامل اثر الارهاق، لم انم وعانيت من دوار البحر واعتصر قلبي للغاية، كان يوماً متعباً.
النظر نحو الحديقة والازهار اعاد النشاط الي، ما جعلني متيقظة نحو الوسط اكثر هو روف الذي استمر بالتصلب في وضع مضحك جواري متوتراً.
“ل..لقد وصلنا سموك”
توقفت واصبحت كحجرة على قارع الطريق، بالرغم من عدم كبر حجمه الفارع كالقصر الرئيسي لكنه بدا مذهلاً في عدة نواحي، الهيكل العام بدا فخماً فقط من الخارج، احتوى على برج منفصل.
للحظة كنتُ سعيدة للغاية، لكن تصبب العرق البارد الى ظهري وقلبي ضرب اسرع من عادته.
ذكرياتي سيئة للغاية حول الابراج، تم حبسي بها مراراً وتكراراً.
“هل الامبراطورة السابقة والامراطورة الام تسكنان هنا ايضاً؟”
اشحتُ بنظري الى روف والقيت بسؤالي الصريح.
هذه الامبراطورية امتلكت امبراطورتان، جدة ريموند لا تزال على قيد الحياة وهي الامبراطورة الام بينما والدة ريموند هي الامبراطورة السابقة.
“كلا سموك، ان جلالة الامبراطورة السابقة تقطن في قصر الالماس بينما الامبراطورة الام فهي في القصر الرئيسي”
هربت من فمي تنهيدة لا تلقائية.
فيوو، لن اضطر للاحتكاك معهم بأي شكل من الأشكال.
اخذنا بالدخول وبدأت عيني تبرق شيئاً فشيئاً للقصر الداخلي، تم تغطية الجدران منقوشة بطرق احترافية.
ورسومات عالية الدقة النقوش احتوت الكثير من ما لم افهمه عن حضارة روفيل لكن سوى شيء واحد كان مألوفاً.
الزهرة الزرقاء الجميلة التي رأيتها مسبقاً، يبدو انها تشير الى شعار يخص روفيل او شيء من هذا القبيل.
لون الاغلفة ازرق غامق مع بعض اللون الذهبي الجميل اضفى فخامة لبنيانه وبعض الخطوط السوداء.
الخدم الذين مررنا بهم لم يشعروني بالريبة مطلقاً، بل حتى اخذوا بالابتسام على طول الطريق بوجوه مريحة.
هل خصصهم جلالته جميعاً من اجلي؟
“الاميرة، ستختار احد الفرسان الذين تم اختيارهم بعناية ليكونوا المرافق الشخصي الخاص بها”
غمغم روف بأحباط الى جانبي بالرغم من مسيرته معي، الا انني لم اختر الى الآن مرافقاً، يبدو انه يطمح لهذا الدور.
“لماذا روف متحمس للغاية بشأن خدمتي؟”
اعتقد انني لم استطع اخفاء بعض السعادة الداخلية من تصرفه المريح معي، لذلك القيت بفضولي امامه.
“هذا لان جلالتها شخص رائع..”
حك شعر صدغه البني واحمرت الاذنين في وضع محرج بينما انا استمررت بالاستماع بعناية فائقة.
“تبدو جلالتها كالملاك، كنتُ متردداً في البداية لكن بعد سماع تعامل جلالتها مع الفرسان اصبحتُ اكثر سعادة و تحمساً لاجل الخدمة”
“لكن روف كان خائفاً مني في البداية”
“لا..لا هذا مستحيل!”
قفز من مكانه وهز بالايدي نافياً بسرعة.
“اذن، ما هو سبب ارتجافك عند اللقاء؟”
اشاح ببصره وزاد الوضع احرجاً.
“لانني لم ارَّ شخصاً بجمال الاميرة مسبقاً لذلك شعرتُ انها لم تكن حقيقية البتة”
فكرتُ في جميع الاجابات لكن هذه لم تخطر بذهني ابداً، اكتشفت ان هذا الفارس الضخم بريء للغاية، وفي كل لحظة اتحدث معه اتذكر روديون اكثر.
“همم اذن هذا هو السبب”
تقوست زوايا فمي للحظة عالياً كنتُ سعيدة لثواني معدودة في ظل هذه المحادثة الصادقة التي اجريتها للمرة الاولى هنا.
يتبع…