The thorns that pierced my heart - 3
“سموك، هل جعلتكَ تنتظر لوقتٍ طويل؟”
الجو غريب للغاية، لماذا ولي العهد كاسيير والذي من المفترض انه اخي الاكبر يقف على عتبة بابي؟
انحنيتُ بالكثير من الأدب بعد ان فتحت ذلك الباب، ووضعت بعض الغطاء على ملابس النوم خاصتي.
هادئٌ كالعادة بمظهره ذاك، حقاً يبدو مشابهاً لي بشعره الابيض الناعم والجميل وتلك الاعين الحمراء العميقة.
“كلا”
فقط هذا ما تمتم به في ذلك الجو الثقيل.
“اذن، هل سيتفضل جلالته بالدخول؟”
“ان ما اريد قوله لن يأخذ وقتاً طويلاً لذلك لن يحتاج الموضوع الدخول الى غرفة الاميرة”
“اهه..حسناً”
“يبدو ان الاميرة ستتزوج في الغد”
“اجل، بالطبع انه من اجل سلامنا وامبراطوريتنا المبجلة”
ابتسمت في ظل كلامه مقابلة وجه البوكر الخاص به واجبت ببعض الاجابات المثالية والتي من الممكن ان تسعد ولي العهد.
“…..”
اخذ الصمت بيننا موضعاً، لاول مرة اشهد له تعبيراً كهذا
قطب حاجبيه ببعض الانزعاج لم افهم مقصده من ذلك.
“اشقائك..”
تمتم بنبرة خافتة للغاية.
“نعم؟”
“انا سأعتني بالامير والاميرة لذلك لا داعي للقلق”
تصلبت كالحجر بعد كلامه الغير متوقع بتاتاً
هل كنتَ انت من استمع لمحادثتنا في غرفة الطعام؟
لم افهم اللطف الذي خرج من اللامكان.
“لماذا جلالته سيفعل شيئاً غير متوقع كذلك؟”
“بالطبع لانهم اشقائي ايضاً”
لمعت عيناي تلك وبرقت بسبب اجابته.
ايتها الحمقاء، عودي للواقع
اردت صفع نفسي لمجرد التأثر ببعض الكلام اللطيف كالغبية
مهما كان جيداً فهو لا يزال ابن الامبراطورة.
“اذن لماذا لم تساعدني في ذلك الوقت؟”
خرج من فمي ذلك السؤال العشوائي، كنتُ اعرف ان الجو سيصبح اسوأ بيننا لكنني فقط القيت بذلك.
لم استطع فقط نسيان ما حصل لي في تلك الغرفة وهو غض البصر عن ذلك.
كنتَ انت السبب في وصولي لحالة مرضية تدعيني لاستفزاغ كل ما في معدتي، لقد تخليت عني.
“…”
جفل من مكانه كنتُ استطيع ملاحظة كتفه العريض يهتز بخفة ولم ينبس ببنت شفة واحدة.
كنتُ اعلم، انا لا استطيع الاعتماد عليك.
“شكراً لاهتمام سموك بأشقائي، لكنهم اقوياء ويستطيعون الاعتماد على انفسهم بالاحرى جلالته لن يستطيع منع تصرفات اخوته بحق اشقائي مستقبلاً فولي العهد لا يملك وقتاً لبعض الامور السخيفة”
تلك الاعين الحمراء خاصته تقوست ونظرت نحوي باحباط شديد.
هل انا احلم؟ لاول مرة احضى بمحادثة طبيعية معه كهذه.
ولماذا ينظر لي كما لو كنتُ قد اسأت اليه وجرحته؟
“….”
“على اي حال، يجب ان استعد للغد جلالتك، ان انهيت ما اردته اعذرني فانا سأذهب للنوم، كما تعلم لدي سفر طويل”
فتح فمه بمحاولة منه للترديد ببعض الكلام لكنه عاد متصلباً بوجهه البارد وانا اغلقت الباب بعد ان التفت وغادر بتعابير غير معروفة بالنسبة لي بتاتاً.
اغلقت ذلك الباب الابيض واسندت ظهري المرتجف نحوه.
“هاااااه”
تنهدت اطول تنهيدة وسقطت ارضاً…
انا لا اكرهه، بالرغم انه السبب بوجود الامبراطورة هنا لكن هو لم يفعل شيئاً يؤذينا وايضاً لم يقم بشيء يساعدنا لذلك انا لا احبه ايضاً.
مشاعري تجاههة كانت متذبذبة لكنني لا استطيع ان اعطيه شيئاً من ثقتي فهو لن يعارض والدته من اجلنا.
انتهت محادثتنا الغريبة تلك وذهبت للنوم للأقبال ليومي الجديد.
**********
“فيلي حلوتي، تبدين كملاك نزل من السماء”
القت الامبراطورة بعض الاطراءات السخيفة بابتسامة الثعلب الخاصة بها في ذلك الصباح الحارق.
“اختي تبدو كأميرة!”
الحماس ملئ اعين جولي الذهبية بسعادة غامرة
هاهاها، اختي الصغرى في الحقيقة انا حقاً اميرة.
عائلتي البغيضة سوى شقيقاي كانوا يصطفون بابتسامات وحزن مصطنع للغاية من اجل توديعي.
ارتديت فستاناً انيقاً لم اكن احبذ هذا النوع المبالغ به لكن لا يمكنني ارتداء فستان زفاف مذ انني لا اعرف حتى من سأتزوج.
“اريد ان تكوني سعيدة هناك”
تمتم لوسيو بابتسامة مريحة، شعرت بالحزن من نبرته المرتجفة كان يكبح نفسه عن اخراج تلك الدموع.
اخي الصغير..عشت معه طفولتي بأكملها واكثر شخص يفهمني دائماً وابداً.
“انا احبك”
احتضنته باعتصار شديد للغاية حتى وجهه اصبح محرجاً واحمراً كالبندورة الطازجة.
“هيي..الجميع يشاهد”
من الممتع اغاضتك اخي.
تركته وعدت لوالدي، تجاهلت جزئية توديع فينياس و بيريل كما لو كانا غير موجودين.
وايضاً هما لم يعلقا كثيراً حتى فينياس المهووس كان يلتزم بعض الحدود في حضرة الامبراطور.
لان والدي لا يعلم شيئاً عن افعال فينياس.
“الى اللقاء جلالتك، ارجو ان يكون زواجي مفيداً”
انحنيت بخطواتي المؤدبة التي اواكب تعليمها طوال الوقت.
“اتمنى ان تكوني بسعادة وأمان دائم”
وضع تلك الايدي ليربت على شعري الفضي الشبيه بخاصته كما لو كنا في علاقة مثالية ورائعة للاب والابنة.
ابتسم وقوس تلك الاعين الحمراء ايضاً ذلك الوجه للرجل الوسيم كان بارعاً حقاً في التمثيل.
هل تعرف انها المرة الاولى التي تبتسم في وجهي؟
التقا زوج الاعين الحمراء بولي العهد بخاصتي، كان متصلباً كالحجر لم اردد الكثير فقط انحيت برأسي قليلاً وتركتهم ذاهبة نحو فرسان امبراطورية روفيل الذين كانوا ينتظروني بموكبهم الفخم.
مر الموكب في المنتصف مع رمي الزهور والهتافات السعيدة من قبل المواطنيين في كل نحو وصوب.
الاميرة المحبوبة التي ستنقذ الامبراطورية.
كان للجميع فكرة خاطئة.
العربة التي اخذتني واسعة ومريحة تليق بالعائلة الامبراطورية المبجلة، شعار عائلتنا بارز لكن نظراتهم نحوي من النافذة التي كان يطل رأسي منها هم بأحصنتهم كانت تخترقني.
‘لماذا يجب علينا السماح بزواج الاميرة المغرورة لسيدنا؟’
‘امبراطورية اندورميد باعوا اميرتهم من اجل مصالحهم الخاصة’
‘بالتأكيد ستكون رخيصة كعائلتها’
كانت نظراتهم تشرح افكارهم بأجمعها.
عدت لأخفض رأسي من تلك النافذة
اغغ، لا اريد ان تعود متلازمتي في هذه اللحظة.
اظهر وجه روزي امامي بعض الانزعاج لكن لم تملك شيئاً لقوله.
انا سعيدة فقط لان روزي و روديون جائا معي.
تلك الهتافات بدأ صداها بالانخفاض شيئاً فشيئاً ومضينا في ذلك الطريق نحو الميناء.
“سموك، لقد وصلنا الى الميناء، تستطيع جلالتها الخروج الآن”
صوت خشن لأحد الفرسان تردد بالقرب من العربة لكنه لم يكن حاداً كنظراتهم السابقة، انه فارسي الشخصي رودين.
بالرغم من احضاري لخادمتي وحارسي معي كان شيئاً كالعار لهم كما لو كنت لا اشعر بالثقة في روفيل لكن من يهتم؟
ما الذي يضمن عدم ضرهم لي هناك على الاقل جلب بعض الاشخاص اللذين اثق بهم سيزيد الراحة الى قلبي.
بعد اخراج ذلك الرأس من النافذة كان يبتسم بعفوية وسعادة عارمة لمجرد الحصول على محادثة معي.
لا يمكن انكار حب شعب اندروميد لي ولاخوتي وحتى لوالدتي الراحلة لذلك كانوا خائبين لزواجي ومنهم روزي و روديون.
هبطت قدمي على الارض ببعض الاناقة بعد الأستناد على ايدي روديون الضخمة والخشنة، النسيم والهواء البارد من الميناء نحوي ضرب وجهي بلطافة كان شعوراً منعشاً.
“انه لشرف لي لقاء الاميرة الاولى الجميلة”
نظري تصوب نحو مصدر الصوت الهادىء، خرج من ذلك الرجل الذي انحنى بكل اناقة وتهذيب امامنا وهو يقف في مقدمة السفينة.
شعر ازرق غامق جميل مربوط بخفة على الجانب واعين بلون مماثل يرتدي نظارات مدورة بجسد ممشوق القوام.
“من انت؟”
رفع عينيه نحوي، تلك الاعين الحادة لم تنظر نحوي بغضب كان حقاً عادياً ولم تصبني نظراته بالكره لكن ايضاً لم تكن مريحة للغاية، فتح فمه واجاب.
“انا هو مساعد جلالة الامبراطور الموثوق في روفيل ادعى ديلان تستطيع الاميرة معاملتي باريحية”
هل الامبراطور طيب لهذا الحد ليحضر مساعده الى هنا لاصطحابي؟ الا يعني هذا انه لا يكرهني؟
هززت بذلك الرأس سريعاً لمحو افكاري الحميدة، بالطبع سيحظر مساعداً موثوقاً، انها مجرد شكليات امام الجميع.
“شكراً على كرم جلالته افضل”
ابتسمت تلك الابتسامة العذبة لاميرة محبوبة ووضعت يدي بانسيابية على يديه الممدودة لاركب تلك السفينه واخيراً.
وهو الاخر كان يبدي ابتسامة مصطنعة واضحة للغاية كما لو كان يقوم بتحليلي.
ذلك الهدوء في عينيه اهتز لثواني ثم عاد ليسأل.
“اعذري وقاحتي، سمو الاميرة لكن من هؤلاء؟”
من الواضح ان ارتيابه من وجود روديون و روزي شيء لم يستطع اخفاءه، في واقع الامر لم تكن نيتي التقليل من مكانه روفيل لانني لم ارد ان اكون مكروهة اكثر من ذلك.
لكن لم يسعني الذهاب الى ارضهم الشبيهة بساحة القتال بدون اي شخص فقط اردت ان احصل على بعض الامان.
“اهاهاها..هل تقصدهم؟ انهما خادمتي روزي وفارسي روديون”
انحنى كل من روديون وروزي اثر تقديمهم بادب.
ووجه ديلان المحتار عاد الى وضعه المتصلب.
“اذن هكذا هو الامر..تشرفت بلقائكم ايضاً”
وجه نظره نحو الاثنين وتبادل بعض النظرات اللطيفة.
هكذا هو الامر؟…ما الذي قصده بهذا؟
تجاهلت ذلك، ودخلنا نحو السفينة لم تكن المرة الاولى لي لاركب واحدة لكن مضى وقت طويل على ذلك، رائحة البحر والاحساس بالهواء كان لطيفاً على نحو خاص.
دخلت روزي لتوضيب الحقائب بينما روديون استمر بالمكوث خلفي كنتُ اقف على الزاوية اتأمل عمق ذلك البحر الشاسع.
“يجب ان تدخل الاميرة..لا يجب ان تلتقط برداً الآن”
بنبرة روديون الهادئة والمعتادة طلب مني بأدب.
حاول بظهره العريض تغطية نظرات فرسان روفيل الحادة لي لكنني كنتُ اعلم ذلك وتجاهلته ببعض الابتسامات المتغابية.
[بعد دقائق]
“ان هذه غرفة الاميرة وبجانبها بالطبع غرفة الخادمة”
اشار ديلان بيديه الى الغرف كمرشد سياحي يشرح لنا انا وروزي وروديون.
دخلت الى الغرفة الخاصة بي للتفحص
اهه، هذا سيء.
“اريد تبديل الغرف مع روزي”
طويت يدي وابتسمت ابتسامة عريضة مع اغلاق تلك الاعين.
“ل..لكن سيدتي انها افخم غرفة هنا ان علم جلالته انني جعلتك تمكثين بغرفة متواضعة كتلك بالطبع سيكون غاضباً”
اصبح وجه ديلان متوتراً وهو يمنعني.
هل جلالته لطيف لهذا الحد ليبحث عن راحتي بهذا الشكل؟
ام انه يحب المظاهر فقط ليبدو رائعاً؟
لدي بالفعل سبب خاص لتبديل الغرف.
“انا احب النظر الى البحر وغرفتي لا تطل على البحر لذلك ارغب حقاً في الحصول على غرفة روزي”
انا بالفعل اخشى من التقيؤ الفوري لذلك اللجوء الى نافذة قريبة هو امر جيد لكن لا استطيع البوح بهذا السبب ،خرجت فقط مع هذا الادعاء.
“ان كان هذا لراحة الاميرة اذن يجب تبديل الغرف”
خسر ديلان في اقناعي وتم الأمر بالطريقة التي طلبتها.
نظرت له بغرابة وحككت شعر صدغي الفضي بشيء من التوتر.
هل كان الموضوع سهلاً لهذه الدرجة؟
**********
تم ترتيب تلك الغرف جيداً وحصلت على غرفتي الخاصة مرت فترة الغداء واكلت سريعاً لتجنب الجلوس مطولاً مع الفرسان.
لم ارد الاستفراغ امام ناظري كلٍ من روزي و روديون.
جلستُ في تلك الغرفة لوقت طويل اتأمل منظر البحر من النافذة كانت السماء غائمة وقاتمة.
اعتقد ان اليوم ممطر على عكس المتوقع.
“كان الخيار الامثل هو اختيار هذه الغرفة”
رميت بذلك الجسد المتعب على السرير ليس من الضير تخطي وجبة العشاء والنوم لبعض الوقت.
“دوييي”
فتحت عيني وسط ذلك الظلام الحالك كان الرعد يضرب بصوت عالٍ للغاية لم يكن اي شيء واضحاً حتى غرفتي لم تكن واضحة.
يبدو انني نمت لعدة ساعات ولكن الجو يعطيني احساساً مرعباً،هل بسبب الانوار المغلقة؟
ليس بسبب الرعد، تجاوزت خوفي منه بعد الكثير من الأشياء كان هنالك صوت آخر.
خارج غرفتي في الممرات كان هنالك صوت لضرب الجدران يتصاعد.
“اععععععع”
خرج ذلك الصراخ من رجلٍ ما خارجاً والصوت مألوف للغاية.
فتحت بابي على عجل بعد ان وجدت المقبض بصعوبة في ظل هذا الظلام لم افكر حقاً في العواقب لكن احساسي اخبرني ان شيئاً ما يحدث.
رمشت عيني بتباطىء كان هنالك بعض النور في الممر بسبب وجود انارة مرمية ارضاً، ما تمكنت من ملاحظته هو باب غرفة روزي الذي كان يجواري مفتوحاً على مصرعه.
بالرغم من حلكة ظلام تلك الليلة الا ان عيني التي فُتِحَت اقصى درجاتها لاحظت جسداً ما ملقاً على الأرض، فقط بنظرة واحدة عرفت انه روديون.
ما الذي يحدث بحق الجحيم؟
لم يكن ذلك فقط، جسد ضخم يقف بجواره، من رؤية الحجم من الجلي انه رجل، اعينه الحادة والمخيفة كانت تلمع ببريقها البرتقالي وسط الظلام تنظر نحوي بحدية كبيرة.
ارغب بالتقيؤ.
استمر روديون بالتأوه والصراخ بينما جسدي تصلب في مكانه مع صوت ذلك المطر الذي يضرب بقوة.
“مولاتي! اهربي”
هذا ما خرج من فم روديون المرهق والمتألم بنبرته التحذيرية.
يتبع…