The thorns that pierced my heart - 2
[قبل تسع سنوات]
الامبراطورة (ليليان رافاييل دي اندروميد) المحبوبة من قبل الشعب اجمع، والدة لأميرة جميلة وأمير لطيف للغاية، لم تكن جميلة كالجنيات فقط بتلك الاعين الذهبية المشرقة والشعر الاحمر الناري والوجه الشاحب والبشوش.
بل كانت طيبة للغاية، ساعدت بالكثير ونظمت الامبراطورية بعدل شديد.
امراءة تتصف بالحكمة والعدل والطيبة والجمال والاكثر من ذلك كانت تعشق اطفالها.
بالرغم من حب الجميع لها على حد سواء الا انها لم تتلقَ الحب من الشخص الوحيد الذي كانت تنتظره.
لم يستمر الاستقرار كثيراً فحدثت المأساة عند انجاب الاميرة الثانية.
“امي!..امي! اههههه”
صراخ لوسيو استمربالتصاعد وهو يبكي ويأن كالرضيعة التي اخذوها الخادمات بعيداً.
كانت وجوه جميع الحاضرين حتى الطبيب المسؤول محبطة للغاية.
“ل..لوسيو…هل ستجعلني استمر بالقلق عليكَ حتى بعد موتي؟”
الامبراطورة التي بدأت بأخراج الكلمات بصعوبة مستلقية بتعب شديد كان وجهها ساخناً للغاية.
بعد انجاب جوليانا لم تستطع تحمل ذلك فهي ذات جسد ضعيف منذ البداية.
“والدتي، لا تقولي مثل هذا الكلام”
قبضت على يديها الباردة للغاية كنتُ احبس نفسي من التصرف كطفل امام لوسيو حاولت اظهار بعض الشجاعة.
“فيفي..ابنتي الكبرى..اريدك ان تعتني بأخويكِ الصغيرين”
“كيف يمكنك ان تقولي مثل هذا الكلام؟؟ انتِ ستكونين بخير انا لن اعتني بهم بما ان والدتي موجودة”
صرخت بالترهات، بالرغم من انني لازلت في العاشرة كنتُ على بعض المعرفة ان والدتي ستموت.
“فيفي..بعد ان تعتني باخوتك فامنيتي الاخرى ان تعيشي بفخر طوال حياتك..اريد م..من صغيراي ان يتذكرا انني احبهما للغاية”
“…..”
“اعتنيا بجوليانا دائماً فهي تحتاج للحب ايضاً واخبروها ان والدتها كانت تحبها ايضاً”
يدها الباردة التي كانت تقبض على يدي ارتخت شيئاً فشيئاً اعينها الذهبية الجميلة بدأت تغلق تباعاً وحتى تنفسها المتعالي انخفض الى ان اصبح كل شيء هادئاً.
“مولاتي!!”
صوت بكاء الخادمات تعالى في الارجاء لم تكن الخادمات بل حتى الخدم والطبيب الخاص استمروا بالصراخ.
لوسيو بدأ يبكي متعالياً وهو يقفز نحو جسدها المتصلب والخادمات هموا بجره بعيداً بينما انا كنتُ فقط كالحجر مستمرة بامساك تلك الايدي الباردة كالثلج.
بالرغم من قدوم الجميع لكن حتى آخر لحظة، والدي لم يظهر وجهه في الأنحاء.
استمرت الجنازة سبعة ايام متتالية، عمَّ الحزن امبراطورية اندروميد باكملها، شمس الامبراطورية المضيئة اختفت من الوسط نهائياً.
الكبير والصغير، الغني والفقير الجميع بكى على فراقها سوى الشخص الذي بحثت عن حبه.
ادعيت الصلابة امام الجمع الغفير سواء في تأبينها ام في وقت موتها وحتى امام عائلتي الخاصة الا انني كنتُ استمر بالبكاء في الخفاء.
“اذن، انت هنا بعد كل شيء”
ابتسمت فيليا بوجه متيبس كانت ابتسامة حزينة تطمسها ببعض المرح الكاذب.
لوسيو الذي استمر بالهرب طوال الوقت لم يجده احد سواي لانه كان يختبئ في البيت الزجاجي المحبب لوالدتي طوال الوقت.
“ما الذي تريده اختي؟”
قوس الاعين الحمراء خاصته بانزعاج والتف متحاشياً نظري.
“كيف يمكن لولي العهد المستقبلي ان يتصرف بهذه الطريقة الطفولية امام اخته الكبرى؟”
ادرفت فيليا ساخرة بنبرة طفولية.
اصبح وجهه محرجاً وقفز من مكانه.
“انا.. لستُ طفلاً وايضاً انتِ فقط اكبر مني بعامين لا تحاولي التصرف كشخص بالغ”
رؤيته الآن يتصرف ببعض الطبيعية جعلت قلبي مرتاحاً تحركت تلك اليد نحو شعره الاحمر اعبث بخصلاته.
“هيي اختي توقفي”
اردف ببعض الطفولية بنبرة منزعجة.
ورث اخي شعر والدتي الجميل بينما جوليانا ورثت اعينها الذهبية مجرد رؤية الاثنين معاً تجعلني اشعر ان والدتي ما زالت موجودة.
لكن ما الذي ورثته انا؟
كان شعراً ابيضاً واعيناً حمراء نسخة مطابقة لذلك الرجل.
كرهتُ في بعض الاحيان النظر في المرآة بسببه كنتُ سأكون اسعد شخص ان ورثت شيئاً من والدتي.
“هاااه، سيدتي”
ضُرِبَ باب البيت الزجاجي على حين غرة، دخلت خادمتي وهي تلهث ببعض الكلمات بصعوبة.
“روزي ما المشكلة هل كنتِ في سباق ام ماذا؟”
“ا..ان الدوقة فالنتاين قد حضرت الى القصر الرئيسي”
بالرغم من عدم معرفتنا للدوقة فالنتاين جيداً الا ان افواهنا انا ولوسيو فتحت حد اعناقنا من فرط المفاجئة.
كنا جميعاً على معرفة بهذه القصة، اعز صديقات الامبراطورة الراحلة كانت الدوقة فالنتاين ولكن نشب بعض الخلاف بين الصديقتين وانتهى بالجدال لامد طويل.
‘هل حضرت لانها شعرت بالذنب وتريد توديع والدتي للمرة الاخيرة؟’
لم اكن اعرف ان تفكيري كان سخيفاً للغاية بالنسبة لما حضرته الدوقة الارملة فالنتاين لنا.
اخذنا الفضول انا ولوسيو بالفعل نحو غرفة الاجتماعات التي كانت مغلقة، كانت الضوضاء تخرج منها على نحو غريب.
بالفعل دخلنا لم يكن موقفاً يحتاج الحرس لان تأبين الام كان في تلك القاعة بالفعل.
الوزراء والموالين لوالدي كانوا يعبسون بوجه غاضب، الجو كان ثقيلاً كنتُ انا ولوسيو خلف الظهور الضخمة نقفز للمشاهدة.
كالفئران الصغيرة قفز الاميران على نحو مضحك لشغف المشاهدة كان عرضاً يستحيل تفويته.
“جلالتك انا لا اكذب، انه حقاً ابنك “
بحق الجحيم ما الذي اسمعه؟ اريد ان اقترب اكثر.
قبضت على يد لوسيو واحتشدنا وسط الفوضى لرؤية هذه الدراما في الصفوف الامامية.
“الاميرة، وولي العهد مالذي يفعله سيادتكم هنا؟”
لاحظهم بالفعل احد الفرسان بعد ان اصطدما به كان متوتراً على نحو خاص.
ابتعد وترك لنا المجال للمشاهدة.
اعيننا فتحت على مصرعيها، لم يكن بسبب رؤية الدوقة الجميلة ذات الاعين الارجوانية والمظهر المغري.
بل بسبب الطفل الذي كانت تمسك بيده.
لم استطع كبح او اخفاء مفاجئتي ولوسيو كذلك كنا نفتح فمنا اقصى ما يمكن.
الطفل الذي كانت تمسكه الدوقة في خضم تلك الفوضى كان..
بشعر ابيض كالخاص بالامبراطور تماماً وتلك الاعين الحمراء الجميلة والصافية لم يكن يحتاج الموضوع اي نقاش ليدل على انه ابنه كان الموضوع جلياً وواضحاً.
ان لم اكن اعرف شيئاً لكنتُ فكرت ان هذا الفتى هو توأمي كان مشابهاً لي للغاية بتلك الاعين الحمراء والشعر الابيض.
لم يرث احد صفات والدي باكملها سواي رؤيته جعلت قلبي يعتصر.
التف باعينه تلك نحونا كان وجهه الجميل والشاحب ينظر نحونا بلا اي تعبير.
لم نستطع فهم نظرته تلك ابداً، استمر التحديق الغريب بيني وبينه للحظات لكنه عاد ليلتفت نحو موضوع والدته وجلالته.
“كم عمر الطفل الآن؟”
اردف الامبراطور الذي كان يجلس على كرسيه الذهبي الضخم بنظره الحاد ووجهه الوسيم البارد يطوي قدميه على بعضهما بفخامة وينظر ببعض الريبة.
“جلالتك، انه في الحادية عشر”
اوه، انه اكبر مني بعام واحد
هل هذا يعني ان الوالد كان على علاقة بالدوقة قبل الزواج بوالدتي؟
كنتُ مشدوهة، لكنني كنتُ احاول تحليل الوضع قدر الامكان لم يكن موضوعاً نادراً ان يكون لوالدي علاقات سابقة.
لكن…طفل بالغ كهذا يظهر الآن؟ ان هذا ضرب من الجنون.
اعتقد انني عرفت سبب خلاف والدتي والدوقة.
عمَّ الصمت، كان الجيمع مدهوشاً من ابتسامة الامبراطور التي ظهرت لاول مرة أمامهم في هذه اللحظة عاد ليردف بتلك الابتسامة.
“اذن يبدو ان طفلي هذا هو من سيكون ولي العهد”
شعرت بقبضة لوسيو ليدي ببعض الارتجاف لم يكن لوسيو اشعر ان قلبي سقط من مكانه من ما سمعت.
هل تعلم يا والدي انك لم تضحك بهذه الطريقة معنا او مع والدتي؟
علمت حقاً ان الجحيم قد جاء الينا..
مر اسبوعان على ذلك الموقف الوخيم وبالفعل تم اعداد الحفل لزواج الامبراطور والدوقة.
من ما سمعته من القصة برمتها ان الامبراطور كان على علاقة سابقة بالدوقة وقد اصبحت حاملاً.
لكن تقرر زواج والدي من والدتي وهي اخفت موضوع الطفل عن جلالته وتزوجت من الدوق فالنتاين الراحل والذي لم ينبس ببنت شفة ووافق على تربية كاسيير.
لكن لماذا عادت الدوقة الآن ان كانت تخفيه طوال الوقت؟
كانت التساؤلات تتداخل في عقلي وانا انظر من النافذة التي كان نسيمها العليل يضرب على وجهي بلطافة.
“اليوم هو يوم الزفاف”
تنهدت تنهيدة طويلة ببعض الاحباط.
بهذه السرعة سيتم استبدال مكان والدتي، الاسخف من ذلك تبدل موقف الجميع والموالين وحتى الشعب لتشجيع زواج الاثنين.
اذن، هل كان حب الجميع لوالدتي محض كذبة؟
شعرت بالخيانة الشديدة ورغبت حقاً بالبكاء لكن لن اكون قادرة على تغيير شيء البتة.
“طق طق”
“تفضلي”
كالمعتاد، روزي دخلت.
“سيدتي ان الدوقة فالنتاين تطلب حضورك”
“م..ماذا الدوقة؟؟”
كاد فكي يسقط من مفاجئتي
منذ ذلك الموقف حتى الآن انا لم احصل على محادثة مناسبة مع الدوقة.
بالاحرى كنتُ احاول تجنبها حتى موعد الزفاف لكن لمَ هي تطلبني؟
**********
وصولاً الى غرفتها كان لوسيو يقف هناك ايضاً ببعض التوتر.
“لوسيو ما الذي جاء بك هنا؟”
“لقد طلبتني الدوقة ايضاً”
اعتقد ان لوسيو هو الاكثر توتراً منذ ان اصبح كاسيير متواجداً كفرد منا فهو الآن الاحق بالعرش بمجرد حدوث زواج الاثنين سيتم سحب اللقب من لوسيو.
لكن لوسيو منذ البداية لم يحب فكرة ولي العهد فاعتقد ان بعض الحمل قد القي من على ظهره.
فتحت خادمة الدوقة الباب والتي كانت تنظر نحونا ببعض الحدية تطمسه بالهدوء المصطنع.
دخلنا ونحن نتنفس الصعداء لم تكن تقف الدوقة بمفردها فقط كان معها فردان اخران.
فتاة تبدو اصغر مني باعين ارجوانية صافية وشعر ذهبي كالخاص بالدمى.
بينما الشاب بقربها كان مميزاً بعينيه الزرقاء التي تبدو كبحر عميق وذلك الشعر الذهبي كانا جميلان بطريقتهما الخاصة.
“اوه، عزيزتي فيلي ولوسيو اريد ان اعرفكما على طفلاي”
فيلي؟؟ منذ متى بدأت بدعوتي دون اي القاب؟
“…”
“انهما طفلاي الجميلان بيريل وفينياس”
كشرت بريبة واخذت تقدمها بلطافة.
“اهه، تشرفنا بمعرفتكم انا هي فيليا”
ابتسمت بخفة وانحنيت باناقة التصرف كأميرة كان شيئاً لا مفر منه.
“وانا لوسيو”
اردف لوسيو بتوتر لم يكن يعجبه الوضع ولم يحاول اخفاء ذلك.
قابلت عيني اعينهما، كانت بيريل تظهر بعض الانزعاج في وجهها المتيبس بينما فينياس كان يبتسم ببعض الريبة التي لم تدخل قلبي على نحو جيد.
“اهه، يجب ان تكونوا اخوة جيدين لبعضكم”
ابتسامة الامبراطورة وتمنياتها السخيفة كانت ضرباً من الجنون بان الذي حدث كان اسوء من ذلك للغاية.
**********
[بالرجوع للوقت الحالي]
“فيلي؟”
اوه، يبدو ان الجحيم قد عاد مرة اخرى.
الصوت المعهود والذي لا يجلب الراحة ابداً، ذلك الصوت الخشن الذي جعلني اكره كل لحظاتي هنا.
انه لفينياس الذي كان يقف بانزعاج يطوي يديه بذلك المظهر.
رجل بشعر اشقر ذهبي لامع كلون الشمس المشرقة وتلك الاعين الزرقاء كبحيرة صافية بجسد رشيق مفتول بعضلات جذابة.
“اهه، اخي ما الذي تفعله هنا؟”
الغينا التشريفات منذ كنا اطفالاً
نحن في العمر ذاته بعد كل شيء.
لنبستم كالمعتاد للقرف ونتصرف بطبيعية.
“…”
فتحت عيني في تسارع، اقترب بسرعة شديدة مني كالغزال لم الاحظه حتى.
امسك رسغي النحيف بتلك الأيدي الضخمة في وضع غير مريح البتة وضغط عليها وهو يعبس بوجهه باحباط شديد.
“هل ما سمعته صحيح؟”
“ما الذي سمعته؟”
“ان فيلي ستتزوج”
“اجل، انه من اجل السلام”
ارجو من اي احد، اي احد ان يخرجني من هذا الموقف.
تلك الايدي التي كانت تعتصر رسغي بقوة اخذت لتسحبني على صدره الضخم المفتول بتلك العضلات، يضع بيده الاخرى على ضهري بحميمية بالغة.
“لن اسمح بذلك”
“اخي لا تكن سخيفاً، ان لم اذهب سيتم تدمير الامبراطورية وانت تعلم هذا بالفعل”
ابتسمت فيليا بكل لطافة نحو الاخ المحبط والمنزعج والحزين للغاية.
اكره هذا، اكره هذا لا اريد ان يتم مسي بقذارة من قبل تلك الايدي.
علي ان اغتسل جيداً بعد ذلك.
“اذن، ما الذي يجب علي فعله؟”
“هاها، لا تقلق ان الامبراطور شاذ بعد كل شيء هذا ليس زواجاً رسمياً”
ابتعدت بانسيابية من حضنه الحميمي ورددت ببعض الضحكات الكاذبة.
لم يكن حقاً ما قلته كذباً وايضاً لم يكن حقيقياً تماماً.
تم الاتفاق بالفعل على اخذي الى امبراطورية روفيل لعقد السلام وهو بالزواج، لم يحدد من سأتزوج لكن سيكون من الطبيعي ان اتزوج الامبراطور.
امبراطور روفيل الرجل الفخور والواثق قضى على جميع اعداء الحروب خاصته بكل قوة.
حتى مملكتنا اصبحت بين يديه كان متكاملاً من جميع النواحي مظهره، شخصيته وحبه لشعبه.
لكن ليس هنالك شيء مثالي، فهو قد اشيع انه شاذ.
لم يقترب من اي امراءة ولم يكن له خطيبة، حبيبة او عشيقة حتى وصولاً لعمر الخامسة والعشرين لم يكن من الجيد ان لا يمتلك اياً من ذلك لذلك لم يجد الشعب شيئاً الا بترديد تلك الشائعات.
اذا كان ذلك حقيقياً فهذا الزواج لن يتم لكن لا يعني انني لن اتزوج بالفعل فبالحالة الطبيعية سأتزوج شقيقه الاصغر او هذا ما عليه الامر.
لذلك انا لا اكذب حقاً.
“انا سأخرجكِ من هذا الجحيم”
بنبرة يائسة قبض على يدي الاثنتين وقبلهما بكل قرف كما لو كنا زوجاً من العصافير المحبة.
كان وجهي فقط يلقي بتلك الابتسامات المتكلفة.
**********
“اختي هل ستذهبين الى الابد؟”
قبضت جولي يديها بكل لطافة كسنجاب صغير امامي في مائدة الطعام بينما لوسيو كان يقبض يديه ايضاً منتظراً ردي.
هيي، ان جولي فقط في التاسعة كيف يمكنك ان تتصرف بهذه الطريقة وانت تبلغ السابعة عشر بالفعل؟
“هاهاه.. ان كان زوجي شخصاً رحيماً بالفعل سنلتقي”
كنتُ اقضم قطعة اللحم اللذيذة على العشاء بأناقة حاولت التمتع بقدرات الطاهي.
كان اخر عشاء لي بالفعل هنا وايضاً معدتي احتاجت لبعض الاسناد كانت فارغة للغاية بعد الاستفراغ لوقت طويل.
“لكن اختي انا اعرف ان جلالته لم يرغب بالزواج”
رمي لوسيو بهذا التصريح الجاد والمنطقي.
“لا اعرف، ربما سيتم فقط اخذي هناك دون زواج او تزويجي للامير الثاني”
“هل اختي مجرد دمية يتم جرها في الاماكن؟”
ضرب يديه على الطاولة بغضب شديد، شعرت انها ستنكسر لا محالة.
لوسيو اخي الصغير اللطيف اصبح فارساً معروفاً بقدراته الفذة لم اكن سأتوقع حدوث شيء كهذا.
“هدىء من روعك، كل هذا لاجل الامبراطورية”
كنتُ هادئة للغاية كما لم يكن زواجي الخاص.
عندما سمعت في البداية خبر زواجي كنتُ سعيدة
‘سأتخلص من الاغلال وسأجد الحرية’
هذا ما فكرت به حقاً لكن بالنظر عميقاً
ما الذي سيحصل لشقيقاي؟
الامبراطورة تبغضهما للغاية.
هل ستجد طريقة لأيذاء لوسيو كونه يملك حقاً في الوراثة؟
ام ستعذب جولي للغاية مثلي؟
ابتلعت لعابي الجاف لمجرد تخيل الأمر واخذ العرق يتصبب وذلك القلب المتعب يضرب بشدة.
شعرت بوجهيهما اصبح قلقاً من اضطرابي.
“لا تقلقا انا بخير”
ابتسمت ببعض اليأس في محاولة فاشلة لاخفاء هذا
كيف يمكنني ترككما؟
بالرغم ان هذا العشاء لتوديعي لكن جميع المقاعد فارغة لم تحوي غرفة الطعام الضخمة سوى علي انا ولوسيو وجولي.
يبدو ان والدي سعيد للغاية.
اكملت طبقي ببعض الجفاء بتهذيب وضعت الشوكة واخوتي ايضاً كنتُ سأهم بالرحيل للنوم.
“اختي..”
عاد لوسيو في محاولة منه لجعلي اتوقف.
“هاه، ماذا؟”
حك شعره الاحمر ذاك ببعض الاحراج مع جولي التي كانت تقف خلفه في وجه متحمس للغاية اضاف.
“بما ان اختي ستذهب حقاً، اعرف انها ليست النهاية لكننا قمنا باعداد هدية لكِ لتكون معك” (لوسيو)
“اجل،اجل اختي ستحب هديتنا اللطيفة!” (جولي)
“ه..هدية؟ لي انا؟”
كان وجهه احمراً يتصرف بخجل على غير المتوقع بينما كان الحماس والبريق يخرج من أعين جولي.
اخرج ما كان يخبأه من جيبه وهو يحك بيده الاخرى شعر صدغه ببعض الاحراج.
“ان..هذه هي هديتنا”
فتحت تلك الاعين الحمراء في لحظة من التفاجىء كان صندوقاً ازرقاً باهتاً بلون سماء امبراطوريتنا الجميلة وبعض الجواهر الملونة تزينه من الاطراف.
هل هو يحوي على نوع من المجوهرات؟
بالرغم من عدم حبي الشديد للاكسسوارات والزينة كل ملابسي كانت بسيطة بالنسبة لأميرة لكنني كنتُ سعيدة للغاية بهذا الصندوق.
كانت اعينهما الخاصة بالسناجب تنتظرني لافتحها.
فتحتها ببعض الفضول في وجهي، لكن المفاجئة اكبر من ذلك عاد البريق لتلك الاعين الميتة بمجرد رؤية الداخل لذلك الصندوق الغريب.
لم تكن هدية عادية البتة بمجرد فتح الغطاء تردد الى اذناي لحن تلك الاغنية الجميلة المحببة لوالدتي.
كانت تغنيها في السابق كتهويدة لي وللوسيو عندما كنا اطفالاً.
ليس هذا فقط..خرجت امامي بصورة جميلة تلك الصور المثبته في الصندوق كالطبق المقدم من ذهب كانت صورة لوسيو وجولي وحتى والدتنا الراحلة.
عقد لساني من مدى جمال ما رأيته، كنتُ سعيدة للغاية الهدية مست اجزاء قلبي المحطم بل حتى اكثر من ذلك.
“….”
“ل..لماذا انتِ هادئة؟ الم تعجبك؟”
حك شعره الاحمر الناري ببعض التوتر.
“اردنا من اختي ان تتذكرنا حتى عند الزواج”
اردفت جولي وهي تقطب حاجبيها ببعض الحزن.
لو كان الوضع طبيعياً لأنهمرت الدموع بالفعل لكن منذ وقت طويل فقدت قدرتي على البكاء فقط جسدي تحرك نحوهما سريعاً اعتصرتهما باقصى قوتي.
“ه..هييي ما الذي تفعلينه؟!”
توتر لوسيو الخجل كان مضحكاً ذلك الصغير اصبح يتصرف كرجل بالغ.
“اهاهاها عناق جماعي ياي”
قفزت جولي بسعادة عارمة على اجتماعنا الثلاثي هذا.
ابتعدت لاقابل وجهيهما الملائكيين وفتحت فمي لاردف ببعض الارتجاف كنتُ حقاً ارغب بالبكاء لكن لم استطع.
“انتما اثمن شيء في حياتي..”
عدت بنظري نحو لوسيو الذي كان مشدوهاً ومتأثراً من كلماتي.
“لوسيو..ارجوك اعتني بجولي جيداً، انت تعلم ما اقصد”
قطب حاجبيه الاحمران بغضب شديد.
“ما الهراء الذي تردده اختي؟ لماذا تتكلمين كوالدتي، كما لو كنتِ ستلقين حتفك؟”
اوه، هل كلامي يشبه والدتي؟
كان منزعجاً واخذ يهز كتفي بيديه الصلبتين وبأرتجاف في نبرته.
انا لا اضمن حقاً ذهابي ورجوعي حية من هناك بالرغم انه زواج للسلام لكن هذا لايغير حقيقة كرههم لي هناك.
“اخي..انت تؤلم اختي”
نظرت جولي باعينها الذهبية النقية بحزن وشعرت بالريبة من تصرفاتنا.
عدنا نحو الوضع العادي وذهب الجو الثقيل لكنني استمررت ملتصقة بايدي الاثنين بكل احباط.
“كرااك”
هاه؟
التفت سريعاً برأسي نحو باب غرفة الطعام كان من الجلي انه هنالك شخصاً خلفه.
هل خدم الامبراطورة يراقبوننا على المدى البعيد؟
“اختي ما الخطب؟” (لوسيو)
“الم تسمع ذلك؟”
“ما الذي اسمعه؟ لم اسمع شيئاً”
“هاهاه لا تهتم”
هل كان خيالي؟
بعد ذلك التوديع الحميمي والجميل بيننا عدت لغرفتي بتعب شديد ورميت بذلك الجسد الصغير نحو السرير الناعم.
اهه.. سريري الجميل انه آخر يوم لنا معاً.
“سموك، لقد قمت بتحضير الفساتين التي تعجبك وايضاً هنالك بعض منها هدايا من الامبراطور هل احزمها معاً ايضاً؟”
تمتمت روزي خادمتي الشخصية بجانبي بعد ان اتمت عملها الى اقصى حد.
“لا، اهتمي فقط بملابسي واتركي الهدايا هنا”
من السخافة تقبل هدية منك، والدي.
قفزت من مكاني واخرجت صندوق الموسيقى الجميل من الدرج وضعته امام روزي التي بدى على وجهها الحيرة.
“هذا..ضعيه معهم ايضاً”
اعتقد انه اهم شيء لاخذه معي.
“بالتأكيد مولاتي”
ابتسمت بابتسامتها المريحة وخرجت بتهذيب وانا عدت مستلقية انظر الى السقف بذلك الرداء الخفيف والشعر المتناثر كان الظلام حالكاً لكني لم اغلق الانارة والجو بارداً.
“طق طق”
عدت لانظر نحو الباب الطويل
هل نست روزي شيئاً؟
بالتفكير اكثر روزي لا تطرق بابي بهذه الطريقة الغريبة
ولا احد سيزورني في غرفتي من الاساس.
فتحت عيني بسرعة بعد الادراك وربط معظم الاشياء
الشخص الوحيد الذي يمتلك الجراءة لفعل ذلك..فينياس؟
اصبح قلبي يضرب سريعاً وعرقي تصبب للغاية شعرت اني روحي ستخرج من جسدي هل سيفعل شيئاً من شأنه ابطال الزواج؟
“م..من؟”
كنتُ مرتجفة ووصلت اعلى مراحل الخوف الشديد.
“انه انا”
آخر شخص اتخيله يزورني ويقف على بابي جاء لي في منتصف الليل قبل ذهابي.
ولي العهد…كاسيير؟
يتبع…