The thorns that pierced my heart - 13
الطريق للعودة الى القصر كان بمثابة المشي في غابة لعشر دقائق لكنه يبدو كساعات طويلة بسبب مرافقتي لنيكولاي.
“هل تتكيف الاميرة في روفيل؟”
قطع صوت نيكولاي الاجش الصمت المحرج بيننا.
“ان روفيل مكان جميل جداً، لقد فاقت توقعاتي كثيراً”
ابتسم ابتسامة عريضة من اجابتي ثم فتح فمه.
“هذا مريح”
عاود السؤال بشكل عرضي.
“ان كان سؤالي لا يزعج الاميرة، هل يمكنني معرفة طلب سموها من جلالته؟”
نظرت له لوهلة، كان الرجل الاقرب الى جلالته لذلك كان يعلم كل شيء لذا اخفاء الامر سيكون تافهاً فقط..
فهو ليس امراً شخصياً على اي حال.
“في الحقيقة، ارغب ان اتعرف على عائلة زوجي المستقبلي”
“….”
لم احتج للنظر حقاً الى وجه نيكولاي كان واضحاً عدم ارتياحه من طلبي.
بالرغم من صراع روفيل واندروميد القديم الا ان هنالك حدثاً شخصياً بين العائلتين زاد الكراهية اكثر واكثر بينهما.
“حتى ان كانت والدة زوجي فقط، على الاقل يجدر بي التعرف عليها”
انا حتى لا اعرف كيف يبدو زوجي، سيكون رائعاً ان حصلتُ على علاقة جيدة مع والدته على الاقل.
“انها ميتة”
تمتم نيكولاي بهذه الكلمات فقط.
والدة الامير هوغو هي محظية فقط لجلالته لم اعرف مطلقاً اكثر من ذلك، لكن هذا يبدو سيئاً للغاية.
“اوه، لم اكن اعلم”
“لماذا تريد الاميرة التعرف على العائلة بهذه الشدة؟”
نظرت له بغرابة.
“اليس من الطبيعي التعرف على الاشخاص الذين سيكونون عائلتي في القانون مستقبلاً؟”
“اعتقد ان هذا منطقي”
ابتسمت فيليا ببؤس وتمتمت بهدوء
“لا اريد ان يساء فهمي واصبح مكروهة من الجميع اكثر من هذا..”
“لماذا تعتقد الاميرة انها مكروهة من الجميع؟!”
رفع صوته ونفى كلامي بجدية.
“ثم ماذا اذن؟”
“هنالك جلالته وجلالتها ايضاً انهم حقاً يحترمونك”
“جلالتها؟”
جلالته ريموند حقاً يبدو كشخص جيد لكن لا يمكنني حقاً تصديق ذلك، فقد وضعت ثقتي مسبقاً كالبلهاء بعائلتي في السابق وبالاخص والدي وكاسيير ولم احصل على شيء غير انهم دفعوني بعيداً بالرغم من مشاركتنا لنفس الدماء.
“من تقصد بجلالتها؟”
“انها الامبراطورة السابقة..”
والدة ريموند، الامبراطورة السابقة لا املك حقاً اي انطباع او اشاعة عنها لكن بالطبع لن تكون كالامبراطورة الارملة (جدة ريموند)
من المستحيل ان تحبني الامبراطورة الارملة كانت عائلتي سبباً رئيسياً لدخولها في حالة شديدة من الاكتئاب…
او بالاحرى عمي الاصغر كان السبب.
“هل يمكنني ان اطرح سؤالاً اخراً؟”
“بالطبع سموك”
“متى سأستطيع لقاء الامير هوغو؟”
ابتلع نيكولاي لعابه الجاف واضحى متوتراً.
“اه،.. ان سموه الآن في الاكاديمية والآن هذه هي فترة امتحانات صعبة للغاية”
“اوه”
من ما سمعته انا وهوغو في العمر ذاته لذا ربما سيكون التوافق جيداً ان كنا في نفس العمر..حسب ما اظن.
لكن بالنظر الى الواقع المر فلايبدو ان هوغو معجب بي ولو قليلاً.
“اهاها، نيكولاي لقد وجدتك!”
تردد صوت جميل وناعم على جانبنا.
تحرك رأسي سريعاً بفضول شديد لمعرفة مصدره، من هي المراءة التي ستتحدث هكذا مع السيد نيكولاي.
فستان بسيط بالوان باهتة مع ذلك الشعر الزهري الناصع الطويل كالحرير
كانت امراءة ناعمة ونحيفة اقصر مني ببضع سنتمترات.
فُتِحتْ الاعين الزرقاء التي بدت كقطعة من السماء ورفرفت الرموش الطويلة اثر ملاحظتي حتى انحنت سريعاً بادب.
“سمو الاميرة، اعذري وقاحتي لقد اعتقدتُ ان نيكولاي يتجول بمفرده”
لقد عرفت على الفور انني الاميرة؟ هل لون شعري حقاً غريب للغاية؟
وايضاً..نيكولاي؟ هل هي عشيقته؟
(تقصد انها تنادي نيكولاي بدون تشريفات)
“اه، لا عليكِ”
تسربت عيني الى نيكولاي الذي بدا متوتراً للحظة حتى واجهتني نظراته رفع كتفه وجفل نافياً بسرعة.
“كلا، سموك الامر ليس هكذا”
“اهاها نحن اقارب لكن من جهة بعيدة”
ضحكت الفتاة بعفوية كانت ابتسامتها لطيفة الى حد ما.
عادت الفتاة وانحنت بادب.
“لم اعرفكِ بنفسي بشكل صحيح..ادعى ادورا ديزموند ابنة الكونت ديزموند”
الكونت ديزموند..انا لا اعرفه حقاً لكن سمعتُ انه كان مقرباً من والد ريموند فوجود ادورا في القصر هنا يعني انها حرة بالدخول والخروج هكذا.
“وانا هي الاميرة فيليا اوردو دي اندروميد”
“انا حقاً معجبة بالاميرة كنتُ اسمع عنها الكثير”
لم اعرف ان كان ذلك مديحاً او ذماً بالرغم من حب شعبي لي الا ان العديد من الشائعات الخاطئة قد تسربت عني الى حد ما لكن من تعبير الفتاة بدا انها كانت تمدحني.
“شكراً لكِ”
“اذن ما الذي جلبكِ الى هنا يا ادورا؟”
طوى نيكولاي يديه وظهرت بعض التجاعيد على جبهته منزعجاً.
“لقد وصلتني رسالة من هوغو”
ابتسمت ابتسامة عريضة وكان خديها متوردان كذلك الشعر الزهري.
للحظة كنتُ متصلبة..اليس هوغو هو الامير المزعوم الذي سأتزوجه؟
لاحظت مقلتاي عيناي نيكولاي المرتجفة والمترددة نحوي واصبح يتلعثم في كلماته كان هنالك الكثير من الكلام خلف تلك التعابير المشوشة.
“هوغو؟”
انزلق اسمه من لساني بغرابة، كان الامر الاكثر غرابة ان الامير يتواصل مع ادورا على نحو خاص.
“سموك، ان الامر ليس بهذه الطريقة، الامير هوغو وادورا قد ترعرعا معاً منذ ان كانا اطفالاً لذلك علاقتهم كالاخوة”
“اوه، من الرائع ان يمتلك خطيبي صديقة منذ الطفولة”
في الحقيقية، هذا لا يبدو رائعاً ولكن لا يمكنني حتى المعارضة انا فقط سلعة زواج هنا وفقط منذ انه ارسل الى ادورا رسالة لكنه لم يحضر لمقابلتي فهذا واضح للغاية.
“ارجو ان لا تسيء جلالتها فهمي انا حقاً صديقة الامير هوغو منذ ان كنا اطفالاً لذلك اتمنى ان تأخذي الموضوع كشيء آخر”
“في الحقيقة، انا ايضاً امتلك بعض الاصدقاء الذكور في اندروميد لذلك لا يمكنني منع خطيبي من ذلك”
ابتسمت فيليا بهدوء واصبح الجو المتوتر محرجاً اكثر.
“ا..اذن اعذروني!”
انحنت ادورا بوجه محرج وغادرت مسرعة.
“اه..اذن سموك هل يمكننا ان نتمشى قليلاً؟”
قطع نيكولاي الصمت المحرج باقتراحه.
“نعم، بكل سرور”
كانت اجابة فيليا قصيرة ومهذبة كالمعتاد.
***********************
“انا لا اسمح بذلك مطلقاً!”
في معبد رفيدز الهادىء والذي اقيم به اجتماع الشيوخ المعتاد علا صوت الايرل اوسكار غاضباً..
“ما الذي لا تسمح به؟”
ريموند الذي جلس بوجهه البارد القى نظرته الحادة المهددة للموت لكن مظهر ريموند لم يكبح عناد الايرل اوسكار.
“جلالته يعرف مدى اهمية الارتباط بين روفيل واندروميد سواء كان ارتباطاً عائلياً فهو ايضاً مفيد من ناحية التجارة، بعد الاتفاق على انشاء طريق ايكلر الواصل بين الامبراطوريتين”
“اذن؟”
وضع ريموند كف يده الضخمة على فكه الحاد مع رفع الحاجب الاسود بانزعاج، كان جواً بارداً للغاية بين الاثنين شاهد بقية اعضاء المجلس مناقشتهم مع اختناقهم من الضغط الحاصل بين الاثنين.
“كيف يمكن لجلالته ان يرشح الامير هوغو ليكون شريك الاميرة؟”
“وما خطب هوغو؟!”
علت نبرة ريموند لكن الايرل لم يهتم حقاً، حصل الايرل اوسكار على ثناء الجميع بنظراتهم المشجعة له فلم يجرؤ احدٌ حقاً على معارضة الامبراطور سوى الايرل اوسكار.
امتلك مزاجاً حاداً وكلاماً مسموعاً دائماً لانه عمل لفترة طويلة مساعداً رئيسياً للامبراطور السابق لذلك يمكن القول ان ريموند قد نشأ بين ايدي هذا الرجل.
“لا اقصد الاساءة الى العائلة الامبراطورية لكن الامير هوغو لا يزال طائشاً وصغيراً فكرة الزواج لهي شيء كبير بالنسبة له حقاً”
“ان الاميرة ايضاً في عمر هوغو اذن ما هي المشكلة؟”
“جلالتك، ان النساء ينضجن اسرع من الرجال ومما سمعته ان الاميرة ذكية ومهذبة وهي ايضاً الكبيرة في عائلتها لكن الامير هوغو مدلل ويفتقر الى الكثير حتى يبني عائلة”
“انا ايضاً اتفق مع كلام الايرل ان الشخص الذي سيتزوج الاميرة يجب ان يكون الامبراطور”
اومىء الجميع مع ابتلاع لعابهم الجاف متفقين مع كلام الكونت ونتر.
“انتم تعرفون جيداً انني لا افكر في موضوع الزواج هذا..”
حك الايرل شعره الابيض المجعد وتنهد..
“جلالتك، الا تسمع ما يتم تداوله عنك في الوسط؟”
“هل تقصد شائعات الشذوذ؟”
فتح الايرل وجميع من معه افواههم حد الاعناق.
“ك..كنت تعلم ؟”
“نعم، انها مشهورة الى حد ما”
ابتسم ابتسامة جانبية كما لو كان ساخراً من الوضع الراهن.
“كيف يمكن لجلالته ان يكون ساكناً بعد هذه الشائعات الا يجب ان تتزوج سمو الاميرة لكي تبرهن للجميع ان هذه الترهات السخيفة والادعاءات المقززة هي محض هراء؟”
ثار الكونت ونتر، اعينه الخضراء اشتعلت بانزعاج.
“دونغ …دونغ”
دقت الساعة على الثانية عشر ظهراً ونهض ريموند من مكانه.
“عارضوني كما يحلو لكم لكنني لن اغير رأيي”
نفض سترته التي كانت على الكرسي الكبير وارتداها وهم بالمغادرة مجلس الشيوخ قد فقدوا الامل في هذا الرجل العنيد.
**********************
“في الحقيقة، انا لا امانع ان يكون للامير هوغو عشيقة”
“عذراً؟!”
صرخ نيكولاي من كلامي كان كلامي كقنبلة موقوتة تم وضعها على صحن من ذهب، لكن كان يجب ان اوضح الامور تباعاً.
“لم اقل ذلك الكلام امام الانسة ادورا لانني لست متأكدة ان كانت عشيقة الامير هوغو ام لا لكن ما احاول قوله انني لا اعارض حقاً ذلك”
يبدو كلامي بائساً كوني اميرة من امبراطورية عريقة لكن انا هنا كالفأر الضعيف لا اعلم ما مجرى الامور ويحب ان اتقبلها تباعاً.
حقيقة ان خطيبي المزعوم لم يرضَ ان يقابلني حتى الآن تجعلني متأكدة انه يملك شخصاً اخراً.
“لا..سموك انا اؤكد لكِ ان ادورا هي صديقة طفولة سموه..”
“لقد فهمت لا تحتاج حقاً ان تبرر اكثر”
نيكولاي بدا متوتراً وهو يحاول جعل صورة الامير هوغو نظيفة الى حد ما لكن الشكوك كانت ستثار عاجلاً ام آجلاً.
“هل لي ان اسأل سؤالاً”
“تفضل”
“لقد قالت سموها ان لديها ايضاً بعض الاصدقاء الذكور في اندروميد ان لم يكن سؤالي وقحاً هل يمكنني ان اعرف من هم؟”
نبرة نيكولاي تغيرت الى تلك الرنة الغير المريحة كان سلوكه من اول لقاء يجعلني متوترة نظرته الخبيثة وصوته الملتوي كما لو كان يحاول استجوابي.
من كلامه بدا حقاً يعرف من كنت اقصد بكلامي عندما قلت ذلك لكنه تظاهر بالجهل ليجعلني ابصق بالكلام.
“كان هنالك قريبي السيد لوسيان انه ابن خالتي الكونتيسة سيرا…وهنالك ايضاً السيد اكليس خليفة الدوق هسن”
اكليس..خطيبي السابق الذي انتهت علاقتي معه بانفصال سيء.
يتبع…
حسابي على الانستا:
@jojochi02_
طبعاً هذه الرواية من تأليفي بالكامل وليست مترجمة والصورة الخاصة بالغلاف من بنترست