The thorns that pierced my heart - 11
الاجواء باتت متوترة من دخول جوليانا في حفلة الشاي البسيطة، جميع اولئك الآنسات اصبحوا في حالة ترقب لحركاتهم تجنباً للخطأ.
الى ان فتحت آيشا ايفانستون فمها وطرحت سؤالاً مفاجئاً لجوليانا.
“ان سمو الأميرة جميلة للغاية كالاميرة فيليا”
احمر وجه جوليانا تماماً بسبب هذا الاطراء الغير متوقع.
“ه..هل هذا صحيح؟”
“اجل، ان شعركِ الفضي براق للغاية كالاميرة فيليا بالرغم من اختلاف لون اعينكم الا انكما بالفعل تملكان جمال جلالتها الراحلة”
وصلت ابتسامة جوليانا حد اذنيها وغمرت السعادة قلبها من اطراء آيشا الغير المتوقع، بمجرد ملاحظة الآنسات ذلك بدأوا برمي المديح المتتابع لجوليانا من اجل كسب الرضا.
“هذا صحيح!”
“ان الأميرة فيليا وجوليانا متطابقتان للغاية”
بالرغم من سعادة جوليانا الا ان كلام آيشا امتلك وقعاً آخر على مسامعها كما لو كانت آيشا بالفعل قد التقت بفيليا.
“آنسة…”
ازاحت بالاعين الذهبية نحو آيشا بتململ.
“آيشا…ادعى آيشا”
اجابت آيشا بكل سرور.
“آنسة آيشا هل انتِ تعرفين اختي فيليا”
“هممم، يمكنكِ القول اننا اصدقاء قدامى”
امسكت بكوبها تقوست الاعين الزرقاء المخضرة بابتسامة جميلة واجابت.
“ا..اصدقاء قدامى؟!”
قفزت جوليانا واحمرت وجنتيها بحماس ثم عادت للثرثرة.
“لكن انا لم ارَّ الآنسة آيشا مطلقاً في القصر”
نظرت بتساؤل حتى عادت لتحشو اصابعها الصغيرة الخمسة على فمها.
“آسفة لم اقصد انني لم اصدق الآنسة”
ابتسمت آيشا بخفة ولم يبدو عليها الانزعاج بتاتاً.
“مطلقاً، انا كنتُ فقط طريحة الفراش لسنوات طويلة”
“ط..طريحة الفراش؟ هل الآنسة كالأميرة التي نامت في القصة التي قرأتها؟؟”
امالت جوليانا رأسها بتساؤل لم تفهم حتى ما مقصد آيشا.
“بفتتتت”
بصقت احدى الآنسات الشاي من فمها والاخريات يكتمن ضحكاتهن بسبب لطاقة جوليانا التي عمت الارجاء.
بينما جوليانا في حيرة من امرها كالأرنب لم تفهم سبب ابتسام اولئك النبيلات والنظر لها بلطافة.
“هاهاها لم اقصد ذلك..قصدت…”
“كسر”
في محاولة آيشا للتوضيح وهي تضحك تم قطع تلك الأجواء الجميلة بتكسر احد الفناجين امامهم.
التفت الجميع الى الصوت الذي خرج من بيريل تم تحطيم ذلك الفنجان الانيق المزخرف بين يديها.
همت الآنسة بجانبها هلعاً وهي تخرج منديلاً بسرعة.
“آنسة بيريل هل انتِ بخير؟”
ابتسمت بيريل بكل طبيعية كما لو لم يكن الشاي الساخن ومعه قطع الزجاج موجود على راحة يدها المحمرة وهي تمسح يدها بالمنديل مع ابتسامة جافة.
“هاهاها انا بخير”
اوجه اولئك الآنسات اصبحت قاتمة وشاحبة بعد تذكر طبيعة بيريل الجنونية، تم تركها في وسط الحديث والاهتمام بجوليانا طوال الوقت في حفلتها الخاصة.
شعرت جوليانا بالرعب الشديد واخفضت بصرها في محاولات منها للابتعاد عن الأضواء شيئاً فشيئاً.
“ا..اذن لقد سمعتُ ان خليفة الدوق هسن قد تقدم بطلب الى الآنسة بيريل”
فتحت احدى الآنسات فمها لجعل الأجواء افضل بعد ان اصبح الضغط شديداً في هذه الحفلة الغريبة.
“هاهاها هل يمكن ذلك؟ الم يكن الخطيب السابق للاميرة فيليا؟”
خرج تصريح مفاجىء من فم اليانور كانت الصديقة الاقرب لبيريل، علاقة فيليا السابقة بخليفة الدوق هسن كانت امراً مشهوراً لكن لم يتفق الأثنان وانفصلا على نحو مفاجىء.
لم يعرف احد السبب الفعلي للإنفصال، ان لم تتزوج فيليا خليفة الدوق كان من المرجح ان تتزوجه بيريل لكن لم يكن محبذاً الحديث عن موضوعه هو وفيليا.
ضاقت اعين آيشا بانزعاج وزاد التوتر في الجو المحيط من قبل الجميع وعادت الآنسة التي فتحت الموضوع في بادىء الأمر للتوضيح سريعاً.
“آنسة اليانور انا لم اقصد ذلك بهذه الطريقة! انا فقط اردتُ ان نتحدث عن الحب بعفوية”
“حب؟”
ابتسمت بيريل ابتسامة عريضة، اعينها الارجوانية توهجت على نحو مرعب
حتى الآنسة التي ارادت التوضيح جفلت وتصلبت في مكانها.
“الا يرغب احد بمعرفة سبب انفصال اختي فيليا والسيد هيليوس هسن؟”
اختي فيليا؟
نظرت آيشا بثبات نحو بيريل ما ضايقها اكثر حديث بيريل عن الاميرة كما لو كانت شخصاً بسيطاً هم حتى لم يتشاركوا قطرة دم واحدة ما ربطهم فقط هو ولي العهد كاسيير.
ادركتْ انها حقاً لم تفقه اي شيء عن الخارج بسبب المرض عاقرت المنزل وتبادلت الكثير من الرسائل مع فيليا بعد سقوطها طريحة الفراش لكن لم تتخيل ان تكون العلاقة بهذه السوء.
اكملت بيريل الحديث بفخر بينما التوتر والتعرق واضح على وجوه الآنسات كان واضحاً وجلياً ان بيريل ستبصق كلاماً مهيناً لم تكن المرة الاولى بالنسبة لها.
“كانت فيليا تلتصق بالسيد هيليوس اصبحت مهووسة بالرجل المسكين تلاحقه وتمنعه من التواصل مع باقي النساء كنتُ اشعر بالأسف نحوه”
اصبح الجميع مشوشاً، السبب لم يكن معروفاً للأنفصال هل هنالك ولو نسبة ضئيلة بان كلام بيريل حقيقي اصبح الجميع متشككاً في طبيعية فيليا الغريبة.
“بفتتت قلتِ مهووسة؟”
التفت الجميع الى صاحبة السؤال كانت آيشا التي ابدت سخرية واضحة على كلام بيريل مع ضحكة خفيفة.
“هاه؟ هل انتِ الآن تشككين في كلماتي؟”
قبضت بيريل يديها على بعضها بغضب شديد حتى علامات اظافرها بدت كهلال على راحة يدها كانت مجنونة الى حد ما.
“انا لا اتذكر انني رأيتكِ سابقاً في احدى حفلاتي هل انتِ حضرتِ دون دعوة؟”
“كلا، انها المرة الاولى التي قررت بها تلبية احدى مئات الدعوات التي ارسلتها الآنسة لحضوري اردتُ ان احضر لانني بدأت اشعر بالسوء كوني تجاهلتك لزمن طويل”
“هل الآنسة بيريل قامت بذلك؟”
“لم اعرف انها ترغب بحضور الآنسة ايفانستون!”
تصاعدت الثرثرة من قبل الآنسات يبدو ان بيريل كانت مهووسة بعائلة ايفانستون.
اصبح وجه بيريل احمراً للغاية ومحرجة اكثر كانت ترسل الكثير لمنزل ايفانستون لقبول دعوة من قبل آيشا كونها الصديقة الوحيدة لفيليا ارادت ان تكون في صفها.
“اذن، انتِ تخبريني انكِ الآنسة ايفانستون؟”
“اجل هذا صحيح”
تمتمت آيشا بكل برود وارتشفت من فنجانها الساخن.
“اذن ما هو اساسكِ للسخرية من كلامي انتِ حتى لم تستطيعي الخروج من المنزل منذ وقت طويل ما الذي تعرفينه عن فيليا؟”
“ربما الآنسة بيريل لا تعلم بشأن ذلك لكنني صديقة الأميرة منذ ان كنا بعمر الخامسة حتى بعد اطاح بي المرض كنتُ اتبادل الرسائل معها يومياً”
ارتجفت ملامح بيريل للحظة وشعرت بالتهديد، كانت بيريل تكذب عن سبب الأنفصال ان كانت تعرف آيشا ولو شيئاً بسيطاً عن ذلك ستكون بيريل كثعلب ماكر في نظر الجميع.
وفي الجانب المقابل، آيشا لم تكن تقول الحقيقة… موضوع تبادل الرسائل كان حقيقياً لكن فيليا لم تشتكي مطلقاً ولم تخبر آيشا السبب جل ما كتبته في ذلك الوقت ان ‘شخصياتنا لم تكن متوافقة’.
“اذن هل تعرفين السبب الحقيقي؟ اخبريني عن السبب ان كنتِ حقاً صادقة”
ابتسمت بيريل وعادت ملامحها للراحة، ثقتها الغريبة بشأن الموضوع بدت مريبة.
“ا..اختي فيليا لم تفعل شيئاً…”
تردد الصوت المرتجف الناعم من الاميرة جوليانا التي قبضت على فستانها ونظرت ببعض الخوف ولكنها وجهت نظرها بصعوبة نحو بيريل.
“ما الذي قلته؟” ( بيريل)
“الشخص الذي ال..التصق بالسيد هيليوس كانت هي اختي بيريل”
بصقت جوليانا الكلمات بصعوبة شعرت بالرعب فقط لتخيل ما ستقوم به الامبراطورة وبيريل بها بعد الحفلة لكن كانت ذكرياتها واضحة تماماً عن علاقة فيليا وهيليوس.
“هاه؟”
انفجرت اعصاب بيريل ووصلت اقصى مراحها حتى تحركت يدها بتلقائية الى الفنجان وهمت على الطاولة لترميه في وجه جوليانا الخائفة.
“يا الهي”
صرخت الآنسات من جنون بيريل واغمض الجميع عينه عن الذي سيحدث تمنى الجميع عدم الحضور في هذه اللحظة ورؤية دراما بيريل الجنونية.
اغمضت بيريل الاعين الذهبية وسلمت امرها الى الواقع بدلاً من العقاب من قبل جلالتها في القصر وفي العلية المرعبة على الاقل ستحصل عليه الآن سريعاً.
لكن تحوط حولها دفىء غريب وحتى الشاي الساخن لم يصل لجلدها الرقيق فتحت عينيها بدهشة، كانت الآنسة آيشا تحتضنها بقوة.
ذلك الشاي الساخن وجد محله ليسكب على ذراع آيشا المكشوفة.
توقفت بيريل عن الحركة وبيدها ذلك الفنجان الذي اصبح فارغاً، لم تكن شخصاً يكبح جماح غضبه للحظة ما ادركت انها افسدت كل شيء.
تحرك الجميع نحو آيشا وجوليانا.
“ايتها الأميرة..آنسة آيشا”
“هل ذراعك بخير؟”
اصبح الجو خانقاً والجميع متوتراً بينما آيشا التزمت الصمت بنظرتها الحادة حتى وجهها لم يبدي تألماً عن الشاي الذي سقط على ذراعها.
ارتجفت جوليانا كالارنب المرتعب بين يدي آيشا.
“ان..انه بسببي”
انهمرت الدموع من اعينها الذهبية وبدأت بالبكاء.
“بسببي ذراع الآنسة آيشا حمراء للغاية”
“كرراااك”
صوت الباب للمنزل الزجاجي فُتِحَ على نحو غير متوقع التف الجميع الى ذلك الباب، والشخص الذي دخله جلب الدهشة اكثر.
“و..ولي العهد!”
قفزت الفتيات في وضع محرج وانحين سريعاً تحركت جوليانا من حضن آيشا ونهضت للانحناء للاخ الأكبر حتى آيشا التي كانت مصابة الى حد ما.
“ا..اخي”
تصلبت بيريل في مكانها كالحجر واعينها الارجوانية اهتزت للحظة كانت تشعر بالرعب حقاً من الأخ الاكبر.
وقف مطولاً ونظر نحو الوضع الراهن.
“ارفعوا رؤوسكم”
رفعت الآنسات وآيشا وجوليانا رؤوسهن بحذر.
القى نظرة فاحصة، جوليانا باعينها المتورمة فاضت بالدموع..والآنسة التي بجانبها امتلكت ذراعاً محمرة كانت مبتلة بقطرات الشاي الساخنة.
عاد بنظره نحو بيريل التي جفلت بمجرد التفاته.
“بحق الجحيم، ما الذي حصل هنا؟”
لاول مرة، كاسيير الذي لم يكن مهتماً حقاً بشؤون القصر اظهر وجهاً مرعباً للغاية.
**********************
“فيلي، انا حقاً لا يمكنني تخيل مستقبل لا نكون به معاً”
“انا ايضاً”
من هذا؟ انا يبدو انني في حلم آخر، امسك بايدي احد ما ايدي صغيرة للغاية حتى يدي صغيرة كم هو عمري وعمر هذا الطفل؟
وجهه غير واضح!
“ان تزوجت فيلي اتمنى ان تزورني دائماً”
“مستحيل، هاهاهاها..وبالمثل ان تزوجت انت اريدك ان لا تنساني”
من هذا؟ لماذا انا اتحدث معه بهذه العفوية
لا اتذكر انني خضتُ هذه المحادثة مع لوسيو..
فقط من انت؟
………
“هااه”
فتحت عيني مجدداً، انه حلم آخر ومجدداً لا استطيع التذكر.
اشحت ببصري في الانحاء لم اكن على السرير امامي فقط طاولة الكعك المحلى والشاي اللذيذ وفوقي مظلة تقيني من الشمس الحارقة.
ووجود روف كان محسوساً وهو يقف بجانبي، هل غفوت على الكرسي بينما كنتُ اتنزه في الحديقة.
“ه..هل كنتُ نائمة؟”
“اجل يبدو ان الأميرة متعبة”
جفلت في مكاني بخجل تحاشيت نظرات روف الضاحكة ووجهي اصبح احمراً من فرط الاحراج لقد اظهرت موقفاً غريباً للغاية امام فارسي.
هذا محرج!!!
“اين هي يوري؟”
“اه، لقد ذهبت لتحظر كتاباً طلبته سموها”
“كتاب؟”
هذا غريب لا اتذكر انني طلبتُ كتاباً ربما لانني كنتُ متعبة لا اتذكر حقاً الكلام الذي رددته قبل نومي.
وصلت يوري وهي تلتقط انفاسها بصعوبة.
“سموك هل هو هذا الكتاب؟”
قدمته الي بعد ان كانت تتصبب عرقاً يبدو انها ذهبت لمسافة طويلة.
نظرت مطولاً انه حقاً كتاب احبه للغاية كتاب اساسيات الرسم يبدو انني طلبته عندما كنتُ اهذي قبل نومي بسبب التعب.
“يوري اين هي المكتبه بالضبط؟”
لهاثها لم يكن طبيعياً البته فقط الم تكن في القصر المنفصل مكتبة او شيء من هذا القبيل؟
“اه..انه في القصر الرئيسي”
كانت متوترة لاجابتي لكنها اردفت بهذه الكلمات.
“مهلاً، القصر الرئيسي؟؟”
هل قطعت هذه المسافة كلها لاجل كتاب واحد؟
انا اشعر بالسوء.
اشحت ببصري نحو روف الذي كان يقف باستقامة.
“روف، هل تستطيع ان ترسل طلباً لديلان..ارغب في مقابلته”
نظر بشيء من الدهشة لكنه انحنى وانصاع للاوامر مغادراً بتهذيب.
نظرت يوري ببعض الحماس وهي تنتظر شيئاً مني كالجرو الصغير.
“سموك هل هو الكتاب الصحيح؟”
“اجل..”
تسريت نظراتي نحوها مباشرة وابتسمت ابتسامة عريضة.
“ان يوري حقاً خادمة رائعة”
احمر وجهها بعد تلقي الكلام الذي كانت تطمح له وبدأت تنظر بفخر.
انها حقاً ظريفة.
نهضت بخفة بعد ان زادت الشمس الحارقة الصداع لدي مع ذلك الكتاب بيدي.
“اظن ان علينا الدخول الآن”
“حسناً سموك”
اجواء القصر المنفصل كالمعتاد، انها هادئة للغاية والجميع يعمل بجد ورائحة دلفينيوم تعم الارجاء يشعرني حقاً انني في الوطن.
“سموك، صباح الخير”
انحنت مارغريت كبيرة الخدم التي اصبحت امامنا في منتصف الرواق، في الحقيقة لم احب مارغريت حقاً هنالك فقط شعور مشؤوم حولها.
“صباح الخير مارغريت”
ابتسمت كالعادة ليس هنالك شيء يمكن فعله.
ابتسمت بريبة واعينها التي احاطتها التجاعيد من خلف النظارة ضاقت على نحو غير مريح لقلبي.
“لقد وصلت رسالة الى سموها”
“ر..رسالة؟؟”
لم استطع الشعور بنفسي كنتُ سعيدة للغاية لابد انه لوسيو!
تحركت نحوها واخذت الرسالة بفرح شديد ما ان ذهبتُ سريعاً لغرفتي للتمعن بكل حرف من حروفها وانا اجلس على السرير الناعم.
“انه حقاً خط لوسيو”
خطه الانيق واسلوبه المهذب والناعم في مخاطبتي لقد اشتقتُ لذلك ملخص رسالته كان سؤالاً عن احوالي وقلقاً تاماً لأجلي.
‘أختي انا سأزورك في غضون اسبوع’
“م..ماذا؟!”
هل هو حقاً سيزورني؟!
لم اعرف ان كان حماساً لرؤية اخي في هذه الدولة الغريبة التي لم امتلك بها شخصاً للوثوق به ام بسبب اشتياقي الشديد.
لكن سعادة غامرة دخلت قلبي بالرغم من تلك السعادة شعور مشؤوم تداخل مع افكاري السعيدة كان هنالك خطب ما.
يتبع…