The thorns that pierced my heart - 10
“انه هراء”
رمى امبراطور اندروميد هذه الكلمات ببرود في وجه الابن الثاني الذي ابدا غضباً شديداً ثائراً على الغاء الزواج.
“والدي، ان الاخت في وضع صعب للغاية هل حقاً تعتقد انها محض حادثة؟ من يتجرأ ويحاول اغتيال اميرة؟ هم بالطبع من حاولوا ذلك”
“لا يمكنني الغاء الزواج بسبب شكوك واهية عديمه المعنى”
تصلب الامير الثاني بعد الكلمات التي خرجت من فم الاب بكل عشوائية.
“عديمة المعنى انت تقول..اذن هل يجب ان ننتظر لنسمع خبر وفاتها؟”
“…..”
استمر وجه الامبراطور بالتصلب ولم يحرك ساكناً الى ان عاد وفتح فمه بعد هدوء طويل.
“يمكنك الذهاب اليها للتحقق”
قفز لوسيو من مكانه واصبح متحمساً حتى غضبه يبدو انه اختفى بعد كلام الوالد الايجابي.
“ش..شكراً شكراً لك جلالتك”
انحنى مرات عديدة بوجه بشوش.
“لكن يجب ان تبلغ فيليا اولاً ليس من اللائق الذهاب بشكلٍ مباشر”
“بالطبع سأفعل ذلك”
علا محياه ابتسامة عريضة.
غادر فرحاً الغرفة باندفاع نحو التدرب بالسيف لم يتغير الروتين اليومي واخذ يجول ممرات القصر وصولاً الى ساحة التدريب.
“مرحباً لوسيو”
صوت مألوف علا صداه خلفه.
اعينه المحمره التفت سريعاً نحو المصدر.
“اوه…الاخ فينياس؟”
طوى فينياس يديه وابدا ابتسامته المريبة واخذ يرمي بالكلام نحو لوسيو.
“تبدو سعيداً للغاية..هل اصبحت واقعاً في الحب ام شيء من هذا القبيل؟”
رما بمزاحه الذي جعل لوسيو الخجول يقفز من مكانه نافياً بسرعه.
“م..ماذا؟ حب؟..هل انت تمزح؟ ا..انا حتى لم افعل ذلك عندما كنتُ في الاكاديمية كيف يمكنني فعله الآن”
“هاهاهاهاها..هون عليك كنتُ امازحك لا تحتاج ان تكون جاداً بشأن ذلك”
وضع راحة يديه الضخمة على كتف لوسيو واخذ يربت باريحية.
اقترب وجهه الشاحب ولمعت الاعين الزرقاء الجميلة.
“اذن لماذا كنتَ سعيداً؟”
اعين لوسيو التي تثبتت نحو فينياس شعرت بالغرابة هو حتى لم يتعامل مع عائلته الجديدة لانه قضى سنيناً طويلة بعد الزواج الذي حصل في العائلة ولم يتعرف عليهم ولا على شخصياتهم وما اعاده الى المملكة هو زواج الاخت.
“هل هذا واضح؟…جلالته سمح لي للذهاب الى اختي فيليا والقيام بزيارة رسمية”
“ف..فيلي؟”
فتحت اعينه الزرقاء على مصرعيها وتقوست حواف الفم بريبة اكثر.
فيلي؟…زادت الغرابة في نفس لوسيو مناداة فينياس لفيليا بحميمية بدا غريباً اكثر لكنه تجاهل ذلك لانه لا يعرف حقاً كيف هي علاقات القصر.
“يبدو ان فينياس واختي مقربان من بعضهما”
“بالطبع…نحن بنفس العمر لذلك نملك اشياءً مشتركة، نحن صديقان مقربان للغاية”
اخذ يشرح فينياس الموقف ولكن تلك الابتسامة الخبيثة لم تفارق وجهه، بينما الراحة دبت في نفس لوسيو بعد الكلام الذي سمعه للمرة الاولى.
لم يعتقد ان تتاقلم اخته مع شخص من العائلة الجديدة للغاية لكن بسبب زيارته للقصر في ايام العطل من الاكاديميه لاحظ بعشوائية مدى قرب علاقتهما لذلك لم يبدو ان فينياس يكذب بشأن ذلك بالرغم من وجهه المريب.
افكار لوسيو العفوية تم قطعها بترديد فينياس للمرة الثانية.
“اذن هل ستذهب بمفردك؟”
“همم؟…اعتقد انني ارغب بأخذ جولي”
امال لوسيو برأسه واجاب مباشرة، افضل حل هو اخذ جولي لرؤية الاخت.
“لا اعتقد ان هذا جيد على نحو ما” (فينياس)
“ما الذي تقصده؟” (لوسيو)
“انت تعرف، ان الطريق نحو روفيل يحتاج الذهاب عبر السفينة ولا اعتقد ان جولي ستتحمل مشاق الرحلة هي تبلغ التاسعه فقط”
اطلق فينياس تصريحاً منطقياً والذي بدا على نحو ما مقنعاً في نظر لوسيو.
“هل تعتقد ذلك؟ اذن سأذهب بمفردي”
يده الكبيره عادت للتربيت على لوح كتف لوسيو الصلب وجهه القاتم تقوس فيه الفم حد الاذنين.
“لماذا لا تأخذني معك؟”
بصق واخيراً بمطلبه الذي فاجىء لوسيو على نحو خاص.
“تريد القدوم معي؟ ل..لكن انت يا فينياس قد اصبحت دوق فالنتين منذ فترة كيف ستترك دوقيتك بهذه الطريقة؟”
“هاهاها…لا تقلق، فكر انها مجرد رحلة للراحة”
تخبطت الافكار في عقل لوسيو عن اصرار فينياس الغريب لكنه لم يرفضه بعد كل شيء.
*************************
حديقة القصر الزجاجي المخصص في قصر اندروميد تم ملئه بالزينة استعداداً لحفلٍ عقدته بيريل للنميمة والاستمتاع مع الفتيات النبيلات بمواقع جيدة.
تزاحمت الخادمات كالغزلان للترتيب ووضع الاطباق تلك الاوجه كانت غامقة وهي تقوم بعملها، العقاب من بيريل ان لم يعجبها التزيين سيكون عسيراً للغاية.
بالرغم من الانشغال المتزايد في قصر اندروميد، كانت الاميرة الصغيرة جوليانا تجلس خارج البيت الزجاجي بالقرب من النافورة ذات التمثال.
التمثال الذي نحت بدقة فارعة من قبل النحاتيين لامراءة تقف في اعلى النافورة بجناحين جميلين بينما يقف تحتها ابناءها الذين يبدون كملائكة جميلة.
اعتادت جوليانا الجلوس لساعات طويلة والتحدث معهم نحو الامور المتنوعة، انشغلت الاميرة ذات الشعر الفضي بصنع طوق الأزهار بتلك الايدي الناعمة.
“ايفي، هل تعرفين؟ انا اشتاق لاختي للغاية”
“…..”
فتحت فمها ونظرت نحو تمثال الامراءة الذي اعطته هو والتماثيل الاخرى اسماءً متنوعه لكن لم تجب بتاتاً.
“جاك…ان غادت والدتك الى مملكة اخرى للزواج هل ستشعر مثلي؟”
عادت لتوجيه السؤال نحو احد الاطفال من التماثيل الى ان شعرت بالاحباط اكثر لعدم الاجابة ورمت بجسدها على الحشائش.
الاعين الذهبية الصافية توجهت نحو السماء ونظرت بيأس.
“ما هو الزواج على اي حال؟”
في البداية موضوع الزواج كان جميلاً كالقصص الخيالية التي قرأتها المربية لكن بعد ادراك ذهاب الاخت بلا عودة اصبح الوضع مزعجاً للغاية.
“او يا الهي ما الذي تفعله صغيرتنا جولي هنا؟”
علا من فوقها نبرة مألوفة غير مريحة بتاتاً، رفعت الرأس الفضي المرمي على الحشائش الخضراء عالياً الى ان التقت الاعين ببيريل ذات الاعين الارجوانية اللامعة.
بالرغم من الابتسامة التي علت محياها الجميل الا انها كانت تقشعر لها الابدان.
ابتلعت جوليانا لعابها الجاف وزاد التوتر في نفسها وهمت للاجابة مع النهوض سريعاً.
“ا..اختي بيريل..انا كنتُ العب فقط في الحديقة”
نظرات بيريل هربت نحو الطوق الجميل بين ايدي جوليانا.
“يال لطافة جولي الجميلة…هل هذا الطوق لي؟”
الاعين الارجوانية فتحت باتساع ونظرت من خلال جوليانا وهي تتساءل.
“امم..اجل ه..هذا صحيح”
اومئت متفقةً سريعاً لم ترغب بالحصول على عقاب اخر كان الطوق معداً للوسيو من الأساس.
مدت يدها وقدمته نحو بيريل التي استمرت بالنظر مطولاً حتى عادت للابتسام.
“ههه…غيرت رأيي”
ضحكت بريبه وبصقت بالكلمات الغريبة لم تفتح جوليانا فمها وبدأت الاستماع بخوف.
“اريد من جولي ان تقدمه لي في حفلة المنزل الزجاجي”
امالت الرأس وتطايرت الخصلات الذهبية مع امساك المضلة واطلقت ابتسامة مريبة.
“ل..لكن..ان هذه الحفلة لصديقات اختي بيريل ليست لمن هم في عمري”
ازداد الارتجاف والخوف في نفس جوليانا واصبح جلياً وواضحاً بعد ان قبضت على فستانها المزخرف بتوتر حاد.
جميع تصرفات جوليانا المتوترة كانت واضحة تماماً في اعين بيريل الا ان ذلك زاد الاستمتاع والحماس في نفسها واصرت على اخذها معها.
“او..لا تقلقي ستستمتعين كثيراً”
امسكت برسغ جوليانا المحكم على طوق الازهار وجرتها معها نحو المنزل المقصود بالرغم من مقاومة جوليانا الا انها عديمة الفائدة مع ابنة الدوق فالنتين ذات القوة الجسدية الهائلة.
************************
“هاااه”
تنهد ولي العهد كاسيير بانزعاج وهو يحوم ممرات القصر الطويلة الخدم المحيطون في الارجاء التزموا الهدوء وتفحصوه بالاعين.
توردت واحمرت وجنات اولئك الخادمات فقط من مروره على الجوانب الى ان وصل الى ذلك الباب الضخم.
اخذ نفساً طويلاً وفتحه بهدوء برفع الاذرع الطويلة.
في تلك الغرفة، جلست الوالدة بأناقة وهي تحتسي الشاي بهدوء رفعت اعينها الارجوانية واتبسمت بخفة.
“صغيري…تفضل بالدخول”
ابتلع لعابه الجاف ودخل بتباطىء في حذر انحنى واردف بوتيرة واحدة.
“صباح الخير والدتي”
“اجلس يا بني الجميل”
جلس بهدوء على الاريكة جانباً وهي تقابله على مكتبها..مكتب الامبراطورة.
“والدتي تستمر بمناداتي ب(صغيري) اصبحت في العشرين بالفعل”
بالرغم من ممازحته للام الا ان الخوف متراكم في روحه.
“هاهاها..انت تستمر بكونك طفلي المدلل بالرغم من كل شيء”
ابتسم على كلامها لكنه عاد للتصلب.
“اذن هل قابلتها؟”
سؤال الام عاد بالتردد نحوه وهو ينظر مطولاً بتلك الاعين الحمراء.
“اجل”
“كيف هي؟”
“حسناً ، تبدو السيدة دافني شخصاً جيداً لكنني لا اعتقد انها مناسبة لمنصب الامبراطورة الجديدة”
“حقاً؟ لماذا تعتقد ذلك؟”
وجهت سؤالها مع شرب الشاي اللذيذ اعينها اللامعة تثبتت نحوه بعدم اقتناع.
“انها خجولة بعض الشيء لذلك لا اظن انها شريك جيد للارتباط”
وجد العرق البارد محله على جيبنه الشاحب بعد التحقيق العميق من قبل الوالده.
“هممم، ان كان هذا رأيك اذن هي كذلك”
عاد الارتياح بالتدفق بعد كلامها لكنه لم يستمر طويلاً.
“يجب ان يختار ولي العهد شريكة له لا يمكنك الاستمرار على هذه الشاكلة”
“ب..بالطبع والدتي”
رفع عينيه بتململ حتى سقطت على باقة الازهار بجانب الام كانت ازهار دلفينيوم المحببة للام بالرغم من ذلك لم يشعر ابداً بالراحة لتأمل تلك الازهار.
“لماذا تحب والدتي دلفينيوم لهذا الحد؟”
ارجاء القصر، غرفة الامبراطورة وغرفة الامراء جميعها مزينة بدلفينيوم بامر من الامبراطورة بعد تطور الحب من قبل جلالته لها اصبحت هذه الزهرة رمزاً من رموز اندروميد لكن لم يحبذ كاسيير موضوع الزهرة ابداً.
عاودت النظر نحو الازهار بجانبها وتركت فنجانها واخذت تداعب الاوراق المماثلة لعينيها.
“انه مقاوم للجفاف والصقيع، لونه جميل للغاية..يعالج بعض الامراض والاكثر اهمية يتحول للاصفر عندما يموت”
ابتسمت بخفه عند ترديد الجزء الاخير
وابتلع كاسيير لعابه بتوتر.
“لكن مظهره سيكون سيئاً عندما يموت”
“لهذا انا احبه”
تقوس الفم حد الاذن وعادت للشرح.
“يستمر بالكفاح طوال حياته ليبدو جميلاً لكن في النهاية سيصبح ذو مظهر ضعيف وسيء وكل ذلك سيذهب سدىً انا احب مراقبة ذلك”
اقشعر بدنه من كلام الام لكن تعابيره تصلبت واستمرت بالهدوء من كلامها غير المفهوم.
************************
غادر وهو يشعر بالدوار الشديد رأسه اصبح مشوشاً، ضغط الزواج وعدم ارتياحه لوالدته.
هل من الطبيعي انني اشعر بالحذر الشديد من والدتي التي ولدتني؟
التساؤلات بدت كدوامة كبيرة امامه لم يقوى على فهم اي شيء.
“اختي بيريل، ليس لدي رغبه في حضور هذه الحفلة ارجوكِ”
تصاعد صوت جوليانا المحبط خارجاً، حتى تم قطع افكاره و تصوب نظره نحو مصدر الصوت من الممرات الداخلية المفتوحة على الحديقة.
تم سحب جوليانا من رسغها من قبل بيريل وهي تجرها بعيداً، لم تبدو جوليانا سعيدة بذلك.
نظر مطولاً وهو يفكر عن الذي تقومان به، تحركت قدمه للعودة الى غرفته وتجاهل الوضع انهما فقط شقيقتان تتخاصمان بموضوع ما.
الا ان عاد للتصلب…
“انا سأعتني بالامير والاميرة لذلك لا داعي للقلق”
وعده الذي قدمه لفيليا في تلك الليلة عاد وتخبط في رأسه لم يكن الوعد فقط بل تذكره لما اقترفته بيريل في حق فيليا في تلك الليلة قبل سنوات مضت.
جنون بيريل لم يكن شيئاً يمكن مناقشته حقاً.
**************************
“يا الهي اليست تلك ابنة الماركيز ايفانستون؟”
“الم تكن طريحة الفراش لسنوات هي حتى لم تحضر زفاف الاميرة فيليا”
“هل هذا صحيح؟ سمعت انهما اصدقاء طفولة”
تصاعدت ثرثره النبيلات وهم يتمتمون بصوت خافت من الدخول الغريب لابنة الماركيز ايفانستون…آيشا ايفانستون.
دخلت الفتاة ذات الشعر القصير المجعد وصل شعرها حد رقبتها بل اقصر من ذلك قليلاً بدا وجهها نحيفاً للغاية لكن المرض لم يطغي على ذلك الجمال الأخاذ.
الشعر الازرق الفاتح المميز وتلك الاعين الزرقاء المائلة للاخضر الواسعه بالرغم من تعبها وذبولها لم تفقد جماليتها قط، دخلت البيت الزجاجي بأناقة بالغة.
حتى جلست على ذلك الكرسي بالقرب منهم، تحركوا بحذر شديد ونظروا بريبة اكثر حتى بدأت بالكلام مع ابتسامة عريضة.
“كيف هي احوال الآنسات هنا؟”
“اهه.. ن..نحن بخير”
اردفوا بتوتر واستمروا بقضم قطع الكعك مع بعضها، حتى تم قطع تلك الاجواء المحرجة بدخول صاحب الحفل.
“اوه يا الهي انها السيدة بيريل!”
“تبدو جميلة للغاية”
“اليس هذا الفستان معداً من قبل المصمم ايان؟”
بمجرد دخولها زادت الفوضى باعجاب اولئك السيدات حتى تصوبت الاعين نحو الاميرة بجانبها.
نهضن بهلع شديد من رؤية الاميرة المتوترة جانبها مع قفزهم من تلك المقاعد والاستمرار بالانحناء.
“مرحباً سموك، لم نكن نتوقع حضورك”
“تشرفنا زيارة الاميرة”
انحنت الاميرة بادب شديد بامساك فستانها الابيض بحركات رشيقة.
الا انها نظرت بغرابة ظنت ان صديقات بيريل سيكرهون تواجدها الا ان التوقع كان مخالفاً تماماً تبدو وجوههم سعيده للغاية بالرغم من توترهم.
جفلت للحظة من الشعور بتلك الاعين التي تراقبها نظرت حولها لم تكن سوا آيشا ايفانستون تبتسم لها باريحية واحنت برأسها بخفة.
قفزت جوليانا وشعرت بالحرج لم تحضى بهذا النوع من الاهتمام من قبل الآنسات من قبل لكن في هذه اللحظة شعرت بيريل انها ارتكبت خطأً كبيراً.
لم يكن عليها احضار جوليانا من الأساس ظنت انها تستطيع اهانتها لكن تحول الوضع لكي تصبح الشخص الذي يسرق تلك الاضواء منها.
قبضت يديها على حواف تلك المظلة بقوة كاسرة كان سيكسو ذلك الخشب المصنوعه منه.
يتبع…