The thorns that pierced my heart - 1
“بحق الجحيم ما الذي يحدث هنا؟”
ابدا كاسيير انزعاجاً كبيراً من تصرف بيريل العشوائي والهمجي فقد شهدت عيناه كل ماحدث قبل دقائق.
[قبل ذلك]
كان كاسيير يراقب بيريل التي جرت جوليانا بلا حول ولا قوة نحو المنزل الزجاجي وجه جوليانا كان بائساً فقط من ملاحظة ذلك لم يستطع تجاهل الوضع الراهن.
وقف بعيداً ونظر لوقت طويل الاجواء كانت لطيفة في المنزل الزجاجي.
يبدو انني كنتُ ابالغ في قلقي.
بالرغم من عدم تصديق فيليا لمشاعره الصادقة بحماية اشقاءه الا انه كان جاداً في جميع الكلمات التي رددها في السابق.
التف للمغادرة وهو يتنهد بتوتر.
“يا الهي!!”
سمع صراخ الآنسات الصاخب من المنزل الزجاجي كان مسموعاً حتى خارج المنزل حتى عاد والتف سريعاً.
ما لاحظه بصعوبة خلف الزجاج المكشوف هو اجتماع الجميع حول جوليانا لم يفهم ما حصل وجل ما فعله هو الدخول دون التفكير المسبق.
[في الوقت الحالي]
فقط برؤية الوضع كان واضحاً ان بيريل انفجرت اعصابها وحاولت سكب الشاي الساخن على جوليانا في العلن.
فتح فمه للصراخ عن وضع بيريل البائس حتى لاحظ الجو المحيط به كان اولئك الآنسات متلهفات للدراما بين ولي العهد وشقيقتيه اللواتي لا تربطهن صلة قرابة.
اعد الجميع فشاره للمشاهدة جيداً بمجرد رؤية ذلك الجو تمتم مع ابتسامة هادئة مع انحناءاته الرشيقة.
“شكراً لحضور الآنسات الجميلات حفلة شقيقتي الصغرى لكن يبدو ان هذه الحفلة انتهت الآن لان بيريل تمتلك شيئاً للقيام به الآن ارجوا ان تعذروني”
شعرن ببعض الحرج واحمرت تلك الوجنات بالرغم من وجه ولي العهد البارد الا انه طردهم مع ابتسامة جميلة، ارتسمت لاول مرة ابتسامة لطيفة على وجه ولي العهد الملائكي.
بالرغم من كونه ابن الدوقة فالنتين الا انه امتلك وسامه والده وكان شبيهاً بالاميرة فيليا لذلك امتلك وجهاً منحوتاً.
“ك..كلا جلالتك”
“بالطبع نفهم ذلك”
تمتموا فرحاً.
“شكراً لتفهمكم”
عاد ورمى بتلك الابتسامة مجدداً بينما الجميع شعر بخروج القلب من مكانه من فرط الخجل انحنوا سريعاً وغادروا المكان تباعاً كما لو نسي الجميع ما حدث منذ دقائق.
بلعت بيريل لعابها الجاف، بالرغم من سعادة الجميع الا ان بيريل هي الوحيدة التي تعلم ذلك ان شقيقها الاكبر يبتسم تلك الابتسامة الحلوة فقط عندما يصل غضبه الى اعلى مراحله.
تحركت آيشا للمغادرة مع الجميع حتى مدت ذراع كاسيير امامها.
“مهلاً”
رفعت عينيها نحوه بسخط شديد بينما هو فتح عينيه بدهشة كانت المرة الاولى التي يتلقى فيها نظرة محتقرة غاضبة كهذه.
“نعم سموك؟”
“آنسة….؟”
انحنت وامسكت فستانها بنعومه.
“ادعى آيشا ايفانستون خليفة الماركيز ايفانستون”
احتار كاسيير بشأن الآنسة ايفانستون، بينما كان الماركيز ايفانستون مشهوراً للغاية لكن ابنته الوحيدة لم تخرج للمجتمع سابقاً كونها مريضة للغاية.
بالقاء نظره فاحصة بالاعين الحمراء خاصته، كان ذلك منطقياً امتلكت جسداً نحيلاً للغاية اعيناً متعبة واكثر ما شده نحو مظهرها هو شعرها القصير.
حطت عينيه على ايدي آيشا التي كانت متشبثة بجوليانا فمنذ دخوله للمنزل الزجاجي لم تترك آيشا يد جوليانا المرتجفة للحظة.
لاحظت آيشا نظرات كاسيير وشعرت بعدم الارتياح حتى وضعت جوليانا خلفها لابعادها عن الأضواء.
“يبدو ان الآنسة آيشا وقعت ضحية لتصرفات شقيقتي الطائشة”
تمركزت عينيه على ذراعها المحمر شعر بالانزعاج الشديد.
“طائشة؟ هل يعلم جلالته ما كان سيكون عليه الوضع ان سُكِبَ الشاي الساخن على الاميرة الصغرى؟”
“عقاب شقيقتي سيتم لاحقاً وانا متأكد انها تشعر بحجم خطئها الآن…لكن هل ذراع الآنسة بخير؟”
“ذراعي؟ ما احاول قوله ان ما فعلته الآنسة بيريل كان تعدياً على العائلة الملكية!”
تصلب وجه كاسيير لم يكن بارداً بل هل ربما هو حزين؟ آيشا التي لم تكن مرتاحة منذ البداية شعرت بالغرابة من انقلاباته الفجائية.
كانت عدائية على نحو خاص تجاهه لانها بالفعل تعلم عدداً من مواقفه السابقة مع فيليا لذا لم تكن ترحب بموضوع الحديث معه.
“اعلم ذلك…لذلك انا اقدم خالص اعتذاري للآنسة آيشا”
انحنى بادب، ولي العهد والشخص الذي سيصبح مسؤولاً عن البلاد بعد جلالته مما جعل آيشا تقفز في ذهول بالاحرى شعور الذنب غمرها.
“ليس على سموه الاعتذار هو حتى لم يفعل شيئاً خاطئاً”
“اذن..هل تطلب الآنسة آيشا تعويضاً؟”
كانت اجاباته الخارجه من النطاق تدهش آيشا في كل مرة يبدو عفوياً اكثر من اللازم لم يكن متشدداً.
“ارغب باعتذار صادق من الآنسة بيريل”
“ح..حسناً”
بيريل التي وجد العرق البارد محله على جبينها اومئت ووافقت بسرعه كانت بالفعل قد علمت بحجم خطئها.
“ليس لي فقط..وللاميرة جوليانا”
“هاااه؟”
بيريل التي وافقت فقط منذ لحظة اعربت عن عدم رغبتها في الاعتذار بمجرد ذكر اسم جوليانا التي تمقتها بشدة.
“الشخص الذي كان سيتضرر من انفعال الآنسة بيريل هي الأميرة، لذلك الاميرة ايضاً تستحق اعتذاراً صادقاً من الآنسة بيريل، اليس كذلك؟”
ابتسمت بوجه باهت مع نظرة خفيفة القتها نحو كاسيير لاخضاع بيريل.
“ه..هذا صحيح”
شعر كاسيير بالتوتر، قلبه خفق بشدة
هل كان شعور الديجافو؟
رمق بيريل بنظرة حادة وهي اطلقت صرخة رعب داخلية لتعود وتنحني.
“انا اعتذر انسة آيشا لايقاعك بهذا الضرر ويمكنني القيام باي تعويض لذراعك..ا..اجل هنالك طبيب مختص يمكنه اصلاح الضرر”
“اعتذارك مقبول”
تنهدت آيشا لم تكن حقاً تحب الحديث مع بيريل.
“انا اعتذر جولي كنتُ في مزاج متعكر سابقاً هل يمكنكي مسامحتي؟”
تصرفت بيريل بلطافة اكثر في حضرة جوليانا المرتجفة بينما جوليانا المختبئة خلف آيشا كانت ترتجف لكن رسمت على وجهها ابتسامة مجبورة مع التلعثم بشكل كبير.
“ا.. انا اقبل اعتذار اختي بيريل فقد اخطئت انا ايضاً ..”
لم تكن جوليانا مخطئة، لكنها كانت ترتجف فقط بالتفكير لما ستقوم به جلالة الامبراطورة بها ان احرجت بيريل اكثر.
“اذن يجب ان اغادر الآن”
انحنت آيشا للمغادرة قبل ذلك عادت والتفت نحو جوليانا لتربت على رأسها الفضي اقتربت قليلاً من وجهها الصغير وهمست.
“كوني قوية”
لمعت الاعين الذهبية الخاصة بجوليانا من كلام آيشا كانت تلك كلمات اعتادت فيليا ترديدها لجوليانا في السابق.
بمجرد ان همت آيشا للرحيل اوقفها امساك جوليانا لفستانها بخفة.
“؟”
“آيشا..هل يمكنني مقابلتك مجدداً؟”
نظرت آيشا بحيرة هي الأخرى لم تكن متأكدة ان كانت تستطيع الخروج من المنزل مجدداً باقرب وقت لكنها عقدت عزمها لذا ابتسمت ابتسامة عريضة.
“بالطبع..بأي وقت تطلبني به الأميرة”
لم تخفي جوليانا سعادتها بل قفزت بحماس شديد كالارنب الصغير وبادلتها آيشا ابتسامات مريحة.
“جوليانا”
يد الاخ كاسيير العريضة مُدَت امامها مما جعلها تجفل لوهلة لم يكن خوفاً وانما غرابة شديدة، جوليانا لم تتفاعل مطلقاً مع الاخ الاكبر ربما تفاعلاتها مع فينياس وبيريل ستكون اكثر حتى من تفاعلاتها مع كاسيير.
“ن..نعم؟”
“تعالي معي”
كان وجهه صلباً كالمعتاد ولم تفهم حقاً مقصده لكن برؤية وضعه ومساعدته مسبقاً شعرت جوليانا بالراحة قليلاً وامسكت بيده بعد تفكير طويل.
نظرت آيشا مطولاً له ثم عادت لتنحني.
“اظن انني يجب ان اغادر الآن..اعذروني”
التفت المراءة التي تصرفت بشكل غريب للغاية في حضرة العائلة الملكية كانت امراءة ذات طابع فريد ما عرفه كاسيير ان موقفها سيبقى عالقاً في ذاكرته لفترة.
لم يبقَ في المنزل الزجاجي سوى بيريل وكاسيير وجوليانا اصبح الجو محموماً للغاية وبيريل اخذت تقضم اظافرها بتوتر.
اقترب كاسيير بمهل من بيريل المرتجفة.
“ا..اخي”
صفع.
اعينها الارجوانية فتحت على مصرعيها وخدها الشاحب اصبح محمراً للغاية تجمدت كالحجارة ولم تحرك ساكناً.
“شهق”
شهقت جوليانا بصوت مسموع وغطت فمها باصابعها الصغيرة بدهشة، لم تعتقد انها ستعيش لرؤية يوم يعاقب به كاسيير بيريل بهذه الطريقة.
الجو المحيط بكاسيير كان مختلفاً اكثر من اي وقت مضى.
“هل تحاولين اهانة العائلة الملكية؟”
“ا..اخي انا لم اقصد ذلك”
كانت ترتجف في كلماتها لكنها لم تستطيع اخفاء نظرات الغضب الموجهة نحو جوليانا والتي اختبئت خلف كاسيير.
“متى ستستطيعين التحكم بغضبك؟ انتِ دائماً تحرجين العائلة بتصرفاتك الطفولية”
“لكن جوليانا هي الشخص الذي استفزني اولاً!”
وجهه الغاضب عاد للتصلب كما لو ان الجليد محاط به كان يائساً من تصرفاتها.
“هل تعلمين كم هو عمر جوليانا؟”
رفعت عينيها نحوه لم تحتج للكلمات كان وجهه بمثابة اجابة لها.
“حتى ان اخطئت جوليانا كان يمكننا حل ذلك بعد الحفل لكن التصرف بهذه الطريقة امام الكثير من الآنسات ذوي المكانه؟ انا حقاً فقدت الامل بك”
التف كاسيير ممسكاً جوليانا بيدها تاركاً بيريل التي بدا على وجهها الاضطراب الشديد، بيريل التي اعتادت ان تكون غير مبالية حقاً.
كانت تدمع عينيها من توبيخ الاخ الاكبر.
شعرت جوليانا ببعض الشفقة حول بيريل تخيلت ان كانت تلقت كفاً كهذا من قبل الاخ لوسيو ربما كانت ستصاب بصدمة شديدة.
نظرت جوليانا للمرة الاخيرة نحو بيريل الباكية لكن تعابير بيريل لم تكن حميدة ابداً تجاه جوليانا التي قابلتها في نظراتها كان حقداً شديداً.
******************************
بعد قراءة رسالة لوسيو مطولاً اخذت فيليا تفكر بعمق شديد عن الذي يجب القيام به ، سيكون رائعاً ان استطاعت توثيق العلاقات مع افراد العائلة في روفيل قبل مجيء الامير لوسيو.
لا اريده ان يقلق بشأني كثيراً.
لكن كان واضحاً تماماً، جلالته قد عزلها في قصر خاص حتى لا تلتقي بهم مطلقاً بحكم علاقة اندروميد السيئة بهم.
لا يمكنني لومه على ذلك.
لو كنت محل احد افراد عائلة روفيل لكنتُ صفعتُ نفسي بمجرد الالتقاء لكن..
لماذا جلالته لطيف للغاية؟
اظنه حكيم اكثر من ذلك.
الأمبراطورة السابقة وهي والدة الامبراطور ريموند بينما الامبراطورة الارملة هي جدته واخيراً..الامير الثاني هوغو.
وهو الشخص الذي سيكون زوجي الموعود لكن حتى الآن لم ارَّ ظلاً له.
“تنهد”
هل يكرهني الامير هوغو للغاية؟
الامير هوغو هو ابن جلالته حقاً لكنه ليس ابن جلالتها هو ابن محضية لا اعلم التفاصيل الدقيقة لكن هذه فقط معرفتي المحدودة.
عبست ملامح فيليا بالتفكير العميق.
“وذلك الطفل ايضاً…”
هل هو بخير؟
كان فرداً اخراً في روفيل لكنها لم تتطرق حقاً لذكره.
نهضت من السرير وصفعت وجهها الصغير كانت قد عقدت عزمها.
“سأذهب لرؤية جلالته”
*****************************
تهيأت فيليا بفستان اصفر بلون فاتح الزخارف اللطيفة ملئت ذلك الفستان حول منطقة الصدر مع روف تجهزت للخروج نحو القصر الرئيسي.
بالتفكير في الامر هذه هي المرة الثانيه التي اذهب بها هناك.
بمجرد تذكر الامر كانت تلك المرة سيئة للغاية وحملت ذكرى قاتمة.
بلعت لعابها الجاف وهمت بالمسيرة لكن كان هنالك ديلان الذي وصل تواً لقصر فيليا.
“ا..اميرة؟”
اوه، لقد نسيت ذلك تماماً.
تنهدت فيليا للحظة ففي بادىء الامر طلبت ديلان لحل موضوع المكتبة لكن كان الظن السائد انه سيتأخر اكثر من ذلك وستكسب الوقت لمقابلة جلالته.
على غير المتوقع هو هنا حقاً، وبعض قطرات العرق وجدت محلها على جبينه.
“كنتُ سأطلب منك شيئاً لكن يبدو انني سأطلبه من جلالته بشكل مباشر”
اشعر بالسوء، طلبت من ديلان الحضور نحو القصر ويبدو ان الوضع استغرق منه وقتاً طويلاً للحضور بالاحرى يبدو انه كان يلهث متعباً.
اظهر وجهه تعبير كلب خائب الامل، لم استطع التغاضي عنه بعد كل شيء.
“روف..اعتقد انني سأذهب مع ديلان لجلالته”
“م..ماذا؟”
فتحت عينيه الخضراء الواسعة على مصرعيها بتعبير مشوش.
“سأذهب مع ديلان الى جلالته”
“ل…لكن”
حاول منعي، انفعاله بدا غريباً للغاية بينما ديلان اظهر وجهاً منتصراً لروف المغتاض.
************************
“هل تعرف ما الذي يفعله جلالته الآن؟”
كان الطريق طويلاً، لكن لم يكن طويلاً جداً للذهاب بعربة.. السير افضل للصحة ايضاً، لذلك بدا الوضع مملاً لم يكن علي سوى فتح بعض المواضيع مع ديلان.
“هاهاها في الحقيقة انا لا اعرف ذلك”
حك شعره الازرق الغامق ونظر ببعض قلة الحيلة.
“ماذا؟ الم تكن مساعد جلالته؟”
“كحح..حسناً بعد موقف السفينة قرر جلالته تخفيض مهامي قليلاً”
“اوه”
حسناً جلالته لم يبدو مقتنعاً بعقابي لديلان يبدو انه اضاف بعض الامور لعقابه لكنه لا يبدو سيئاً للغاية.
“سمعت ان الاميرة طلبتني في وضع هام”
“لم يكن هاماً لذلك الحد لكن انا احب القراءة والمكتبة الوحيدة هي في القصر الرئيسي رغبت بالحصول على بعض الكتب دون قطع هذه المسافة”
“اوه، ان كان جلالته يعلم باهتمامات سموها لكان بنى مكتبة في القصر المنفصل”
هاه؟ هل سيصل لذلك الحد؟
“بناء مكتبة؟ انا لم اقصد ذلك فقط ارغب بالحصول على بعض الكتب”
“مطلقاً سموك، جلالته اعتقد انكِ لن تكوني مهتمة في القراءة”
“لماذا سيعتقد ذلك”
شعرت ان ما سيخرج من فم ديلان هذه اللحظة سيكون موضوعاً غير سار للغاية لكنني كنتُ ارغب بسماعه بعد كل شيء.
“ح..حسناً، لاننا سمعنا ان جلالتها قد احرقت كتباً ثمينه في اندروميد لانها تكره الدراسة “
بكل تأكيد كان هذا احد تصرفات بيريل الطائشة والتي تم الصاق تهمها لي.
“على العكس تماماً انا احب القراءة”
نظرت فيليا في وجه ديلان واطلقت ابتسامة خفيفة بالاحرى كان بعض الاحباط يعلو محياها بالرغم من عدم فهمه الا انه شعر بشعور غريب.
*********************
بعد الوصول اخيراً الى الممر الخاص بالقصر الرئيسي سار كل من فيليا وديلان على وتيرة واحدة، الحراس على الجانبين ابتلعوا لعابهم بتوتر ورعشت تلك الاكتاف العريضة.
لم يتمكنوا من الحصول سابقاً على نظرة فاحصة على الاميرة الجديدة همَّ الجميع سواعدهم واطلقوا نظرة ثاقبة.
احمرت اوجه اولئك الرجال الصلبة لم يتمكن احد من دحض ذلك، جمال العائلة المكلية في اندروميد كان شيئاً لا يمكن النقاش حوله.
امتلكوا مظهراً آسراً، وكانت الاميرة الكبرى فيليا هي من اجمل النساء هناك
خصلات الشعر الفضية والاعين الحمراء كالجواهر المستخلصة حديثاً.
وجهها الصغير، وجسدها الناعم لم تبدو حقيقية في اعينهم.
وصولاً نحو الباب الضخم المخصص لعمل جلالته اعدت فيليا نفسها واخذت نفساً عميقاً لكن قبل الحصول على اي اذن بذلك خرج نيكولاي من الغرفة بوجه متعب.
اعينه الزمردية غاصت تحت الهالات السوداء ويبدو انه امتلك مزاجاً حاداً ملابسه وهيئته التي شهدتها فيليا مرة واحدة بالصدفة كانت مبعثرة مغايرة لمظهره الانيق السابق وازرار قميصه الاولى كانت مفتوحة دون تركيز.
توقف كالحجارة بعد رؤية فيليا وديلان امامه كقنبلة تم رميها دون سابق انذار
فيليا التي حاولت فهم الموقف تمركز بصرها نحو ذلك الصدر المفتول العظل.
بمجرد ادراكه صعدت حرارة الى وجهها الابيض واصبح احمراً للغاية حتى لاحظ نيكولاي ذلك سارع باغلاق ازراره المكشوفة.
“ع..عذراً!!”
اصبح الجو محرجاً الى ان فتح ديلان فمه لقطع هذا الاحراج.
“لقد جئتُ مع الاميرة لرؤية جلالته”
كان ديلان متحمساً للغاية كنجدي نشيط.
“اوه، الاميرة ترغب برؤية جلالته؟”
صفق نيكولاي على يديه وابتسم بسعادة لم تفهم فيليا تصرفاته لكن جل ما تذكرته انه لم يكن شخصاً مريحاً وهو خليفة الدوق ويستاش.
“اه، هذا صحيح امتلك موضوعاً لمناقشته”
“يؤسفني ذلك لكن جلالته غير متواجد في هذه اللحظة”
“ايه؟”
“لقد غادر لاجتماع مجلس الشيوخ”
اجتماع مجلس الشيوخ…
تجتمع به العوائل النبيلة ذات الصيت المعروف لابداء اراءهم وتبادل الافكار المختلفة من اجل تقدم البلاد.
“ان..انا اسف حقاً جلالتك! لم اكن اعلم ذلك”
انحنى ديلان سريعاً بوجه محبط
لا بد انه كان متحمساً للغاية.
“لا عليك، يبدو انني سأزوره في المرة القادمة”
التفت فيليا بالفستان الاصفر ذهاباً نحو القصر المنفصل مع ديلان حتى قاطعها صوت نيكولاي الودود.
“جلالتك، هل استطيع مرافقتك؟”
نظرت فيليا بحيرة، رفض طلب الرجل النبيل كان موضوعاً غير اخلاقياً ولكنها تملك ديلان بالفعل للمرافقة.
“انا كنتُ ارافق الاميرة منذ البداية!”
تذمر ديلان كالطفل الصغيرة وطوى يديه وتنهد بانزعاجظ
مع تذمرات ديلان امسك نيكولاي به من ياقته من الخلف وهو يرفعه ببطىء الى ان تقابلت اعينهما، ابتسم نيكولاي ابتسامة مرعبة جعلت جلدي يقشعر.
“اليس لديك اعمال اليوم لماذا تتجول بحرية؟ الم تكن معاقباً؟”
“هيك، ارجوك لا تخبر جلالته”
خرجت صرخة رعب داخلية من ديلان المفزوع حتى ودعني بوجه مغدور وغادر مبتعداً.
اشعر ان قلبي يتضارب فانا حقاً لا اعرف ما هي نوايا السيد نيكولاي، بالاحرى اعتقد انه غير مريح الى حد ما.
يتبع…