The Strongest Servant in the Demon Sect - 6
عرفت جيكون على الفور.
“من المستحيل ألا أتعرف عليه…”
كان يمتلك مظهراً يتجاوز حدود الجمال الذي يمكن وصفه بالكلمات، تماماً كما صُوّر في الرواية.
لو قيل إن سلطته على عالم الفنون القتالية لم تأتِ من مهاراته، بل من جمال وجهه فقط، لكنت صدقت ذلك.
لولا تلك النظرة الحادة التي يرمقني بها، لظللت أحدق فيه طوال الوقت لجماله المثالي.
سولها، هل جننتِ؟
ماذا يعني أن تواصلي التحديق؟
إنه جيكون! يا لكِ من مجنونة! قاتل مختل!
لحسن الحظ، لم أكن أرتجف خوفاً في اللقاء الأول. لكن التصرف بسذاجة هكذا كان خطأً فادحاً.
كان عليّ أن أمنع نفسي حتى من تقديم أي تعريف بنفسي. تذكرت تحذير الشخصية المفضلة لدي “لا تتحدثي معه أبداً.”
انحنيت سريعاً لإبداء الاحترام وغادرت غرفة النوم وكأنني أهرب.
“لا أعتقد أنه سيقتلني لمجرد أنني تجاهلته.”
بدقة أكثر، لم أتجاهله تماماً.
صحيح أنني لم أتكلم، لكنني ألقيت التحية وخرجت.
بما أنه يحب الهدوء، ربما حصلت على بعض النقاط لصالحي.
لكن حقاً، هل ارتكب كل تلك الجرائم بهذا الوجه؟
كنت أعلم من الرواية أنه أجمل رجل في العالم، لكن مواجهة هذا الجمال في الواقع كانت صادمة للغاية.
بمثل هذا الوجه، من الطبيعي أن تفقد النساء عقولهن بسببه.
كنت أتساءل طوال قراءة الرواية “ما الذي يجعل هذا الوحش القاتل محبوباً إلى هذه الدرجة؟” والآن أدركت أن وجهه هو الإجابة.
لو كان قد ظهر كممثل في كوريا الجنوبية، لكان قد صنع ثورة في عالم الترفيه.
حتى لو كان تمثيله سيئاً، لكان الجميع سامحه فقط بسبب وسامته.
جيكون كان حقاً مختلاً نفسياً بجمال قاتل يجذب الجميع دون أن يبذل أي جهد.
لقد كان أخطر مما تخيلت.
أحسست بقشعريرة تسري في جسدي متأخرة، وبدأت أفكر في مدى خطورته.
حتى وأنا أعلم تماماً من هو جيكون، كدت أن أُفتتن به.
أن أدرك أنني ضعيفة أمام الرجال الوسيمين بهذه الطريقة، كان شعوراً مزعجاً للغاية.
قررت أن أتجنب رؤية وجه جيكون قدر الإمكان في المستقبل.
وتذكرت قسوته وجرائمه الوحشية بينما أحاول السيطرة على مشاعري مجدداً.
ظللت أمارس ضبط النفس حتى وصول الى جاميقوان (قاعة الطعام).
“سولها!”
كانت سووك هي من جلب الطعام.
“ما الأمر؟ أليس هذا القسم ليس من مهامك، سووك؟“
“تبدلت المهام لهذا اليوم فقط. كنت أود معرفة إن كنتِ تقومين بعملك بشكل جيد. هل رأيتِ السيد الثاني؟ كيف كان؟ هل رحّب بكِ بلطف؟“
“ألم يكن بإمكانك الانتظار حتى العودة إلى السكن لتسأليني؟ هل كنتِ متلهفة إلى هذه الدرجة؟“
“حسناً، نصف السبب أنني أجبرت على الحضور. الجميع في جاميقوان الآن ينتظرني بفارغ الصبر. كلهم متحمسون جداً لمعرفة الأخبار.”
“أوه، كم أنتم فضوليون. أعطني الطعام بسرعة قبل أن يبرد.”
بين الخادمات في قلعة الطائفة الشيطانية، كان جيكون أشبه بنجم خارق.
كل حركة يقوم بها كانت موضوعاً للنقاش، والآن يبدو أنني أصبحت جزءاً من هذا الاهتمام.
في الواقع، بما أنني عالقة في هذا الموقف، لماذا لا أستغل الأمر؟
“سووك، هل يمكنك مساعدتي في شيء ما؟“
“بالطبع! ماذا تحتاجين؟“
“هل بإمكانك جلب بعض الجليد من مخزن الثلج؟“
“جليد؟“
“نعم، السيد الثاني قال إنه يريد ماءً بارداً جداً. لا يحتاج إلى الكثير، ربما مجرد مكعب أو اثنين يكفي.”
“انتظري هنا! أنا أعمل في جاميقوان منذ خمس سنوات، سأحضره فوراً!”
في هذا العالم الخالي من الثلاجات، كان الجليد يُعتبر من الموارد الغذائية النادرة والثمينة.
بسبب صعوبة تخزينه، حتى أصحاب المكانة العالية لم يكن بإمكانهم الحصول عليه بسهولة.
إذن، لماذا أبحث عنه الآن؟
بالطبع، لأقدمه إلى جيكون.
كان جيكون من النوع الذي يشرب الماء البارد فقط طوال العام.
ولهذا السبب، عندما أصبح الإمبراطور ، تحولت حياة المسؤولين في مخزن الثلج إلى معركة يومية مع الجليد.
لم يكن عليهم فقط توفير الماء المثلج مع كل وجبة، بل حتى للماء الذي يشربه بين الوجبات. يمكن تخيل الضغط الكبير الذي عاشوه بسبب هذا الطلب المستمر.
بصراحة، كان محترفاً في إرهاق الآخرين بمثل هذه التفاصيل الصغيرة.
الآن، بما أنه يخفي طبيعته الحقيقية، فمن المؤكد أنه يتظاهر بشرب الشاي الذي لا يفضله.
في مثل هذه اللحظات، إذا ظهرت فجأة وقدمت له ماءً بارداً مع الجليد، ألن يكون سعيداً؟
ربما حتى يبدأ برؤيتي كشخص مفيد بعض الشيء.
وهذا بالضبط ما كنت أطمح إليه.
بدون أن يُطلب مني، سأتصرف وكأنني أفهم تماماً ما يحتاجه وأوفره له.
بهذه الطريقة، قد يقلل قليلاً من رغبته في قتلي.
ما أتمناه بسيط للغاية أن أخرج من جون يونغ جاك على قيد الحياة بعد شهرين.
جونغ يونغ جاك ( على مايبدو انه اسم المدينه او المنطقه يلي هم فيها )
أتمنى أن ينجح مخطط “الجليد” هذا.
“سولها، ها هو الجليد!”
بينما كان عقلي يغرق في الأفكار المتناثرة، دخلت سووك وهي تجري وقد غطت الجليد بقطعة قماش حتى لا يذوب. كانت مشهدها يعبر عن اجتهادها، وشعرت بامتنان عميق.
“سأرد لكِ الجميل لاحقاً. شكراً جزيلاً!”
كنت أفكر في إخراج بعض الحلويات المخفية في المساء لأشكرها.
وعدت سووك مرة أخرى بالشكر وأنا أحمل الوعاء وأسرع للدخول.
“هل جئتِ أخيراً؟“
“نعم، سيدي تشونغان. جلبت الطعام.”
في الرواق، التقيت مجدداً بشخصيتي المفضلة ( تشونغان )
فجأة خطر ببالي، كيف يتناول طعامه في الصباح؟
هل يأكل بمفرده؟
توقفت للحظة بسبب هذا التساؤل، فأشار تشونغان إلى الغرفة الجانبية على اليمين.
“عادةً ما يتناول الامير الثاتي طعامه في تلك الغرفة.”
“أوه، فهمت.”
كدت أن أذهب بالغداء إلى غرفة النوم بالخطأ.
أومأت برأسي تعبيراً عن الشكر ثم دخلت الغرفة التي أشار إليها حامله الطعام.
كان جيكون جالساً على طاولة دائرية، يحتسي الشاي.
عندما رأيته يرتدي الزِي الأزرق الذي اخترته له، لم أتمالك نفسي من ابتسامة صغيرة.
حقاً، هو وسيم للغاية.
كنت أشعر كما لو أنني أستمتع برؤية لوحة فنية.
تقدمت بحذر ووضعت الطعام أمامه.
لو كان شخصاً آخر، لكان قد تناول الإفطار أولاً، لكنني كنت أتبع تحذيرات تشيونغان بشكل مطلق.
عندما فتحت الأغطية الواحدة تلو الأخرى لتجنب دخول الغبار أو الأوساخ، انتشرت رائحة الطعام الشهي في الغرفة.
كان الطبق يحتوي على اللحوم، والأسماك، والخضار، وكان بالفعل وليمة ضخمة.
بدأت أضع القليل من الأطباق الجانبية في صحن فارغ من أجل جيكون.
“حسنًا.”
في تلك اللحظة، تحدث جيكون لأول مرة.
كنت أظن أن صوته سيكون رقيقاً لائقاً بمظهره الجميل، لكن صوتاً عميقاً وغليظاً كان يخرج بدلاً من ذلك.
هل ربما كان تشيونغان يمزح معه مرة أخرى، أم أنه كان يتجاهل الأمر؟
بالطبع، كان الصوت يناسب جيكون تماماً.
لكن لماذا لا يريد جيكون تناول الطعام؟
لقد جلبت له حتى شراب الذي نصحني به، ومع ذلك، جعلني أشعر بالخيبة.
“لكن، ما هذا؟“
أخذ جيكون عصا الطعام وأشار إلى صندوق الجليد.
وضعت الطبق بسرعة وأسرعت بفتح غطاء الصندوق وصب الجليد في الكأس.
أين كان الماء؟
لم يكن بعيداً، فقد رأيت إبريق الشاي الذي جلبته من أجل غلي الماء.
أحضرت ذلك وسكبت الماء في الكأس المملوء بالثلج.
“الآن، جربه. سيكون باردًا جدًا.”
تراجعت خطوة إلى الوراء وانتظرت ردة فعله.
لكن، مهما انتظرت، لم أسمع أي حركة.
كنت أخفض رأسي لكي لا أتقابل مع عينيه، لكنني رفعت نظري شيئًا فشيئًا.
ثم، مرة أخرى، اصطدمت عيني بعينيه السوداوين.
“………..!”
يا إلهي، لماذا تنظر إليّ هكذا؟
ألم يكن يحب الماء المثلج؟
كان ينظر إليّ بنظرة لا أستطيع فهمها، كأنها مزيج من الغضب أو شيء آخر.
الناس يحتاجون للكلام لكي يفهموا، صحيح؟ كنت أعرف أنه قليل الكلام، لكن هل هذا يعني أنه صامت لهذه الدرجة؟
لم أكن أستطيع أن أفهم معنى تلك النظرة المخيفة.
في لحظة شعرت بالخوف الشديد وبدأت أتخيل أسوأ السيناريوهات، وكدت أفقد هدوئي تمامًا، إلى أن فتح جيكون فمه أخيرًا.
“يبدو أنكِ تستطيعين التحدث… لماذا تظلين صامتة؟“
“… ماذا؟“
“ما هذا؟“
أشار جيكون مرة أخرى إلى كأس الماء المثلج.
“ت–تلك ماء مثلج.”
“هل تعتقدين أنني سأطرح السؤال لأنني لا أعرف ذلك؟“
“آه… بما أنك تدربت منذ الصباح، واستحممت بالماء الساخن، ظننت أنك قد تشعر بحاجة للانتعاش… لذلك قمت بتحضيره…”
هل كان هذا خطأ؟
كنت أعتقد أنه سيعجبه ويشربه، لكن لم أتوقع أن يكون حذرًا هكذا.
لقد انتهيت.
جدتي، يبدو أنني سأموت دون أن أتمكن من استخدام الترياق الخاص بالسموم .
كنت أرتعش وأفكر في شين كيم، تلك السيدة العجوز.
ما فعلته من أجل أن أبدو جيدة أصبح عكس ما أردت.
لم يكن أحد قد طلب مني هذا، كانت هذه كلها قراراتي الخاصة، لذا كان الأمر بيدي.
لو كنت سأقتل ، يجب أن يكون ذلك بسرعة ودون ألم، أيها المريض النفسي!
بينما كنت أصر على أسناني وأصرخ في داخلي،
قال جيكون فجأة
“جيد.”
وهو يضع الكأس جانبًا بعد أن شربه.
ثم بدأ في تناول الطعام والأطباق الجانبية بدون أن يبالغ أو يثير انتباهًا.
ما هذا؟
هل قمت بشيء صحيح؟
هل شرب الماء المثلج؟
_ ترجمه : سول .