The Strongest Servant in the Demon Sect - 44
“أعتذر لمقاطعة حديثكم، ولكن هناك ضيف آخر قد وصل.”
بينما كنت أتأمل سوريون بنظرات غريبة، جاءتنا الخادمة لتبلغنا بوصول زائر آخر.
لم أجد سوى يانغ سو بايك كاحتمال منطقي، لذا أملت رأسي بتساؤل.
هل من الممكن أن تكون الجدة قد جاءت؟
فجأة خطرت لي فكرة أن الشيخ ما ربما أخبرها بأخباري.
“لا بد أن الجدة شين غوم قضت الليل بأكمله قلقة علي دون أن تنام.”
بمشاعر مختلطة من الذنب والفرح، وجهت نظراتي إلى الباب، منتظراً من سيدخل.
“………؟”
لكن الشخص الذي دخل إلى الغرفة كان أبعد ما يكون عن تخميناتي.
“أوه، هل كنت هنا أيضاً يا أخي الثاني؟”
بدون أي خجل، دخل جيوك هوي غيوم بابتسامة عريضة وهو يتجه نحونا.
على الرغم من أنه لم يلحق بي الأذى مباشرة، إلا أنه كان يستمتع بمشاهدتي وأنا في مأزق، وكأنه يشاهد عرضاً.
طبيعي أن زيارته لم تكن موضع ترحيب بالنسبة لي.
وكان من الواضح أن سوريون لم تكن تشعر بالارتياح أيضاً.
نظر جيكون إلى شقيقه بحدة وسأل نيابة عني:
“لماذا أتيت إلى هنا؟”
“ما السبب؟ كوني ابن تشونما، جئت لتحية أول تلميذ له. أليس هذا هو التصرف السليم؟”
تصرف سليم؟
لو كان الأمر بيدي، لقمّت فمه بإبرة وخيط.
هذا الصغير كان يمتلك موهبة في إثارة أعصابي بكل كلمة يتفوه بها.
“يبدو أنكم كنتم على وشك الاستمتاع بشاي معاً. هل لي الانضمام إليكم؟”
لم يمنحه أحد الإذن، لكن جيوك هوي غيوم جلس بكل ثقة.
الخادمات، بدورهن، بدأن يتبادلن النظرات الحائرة.
بالرغم من أنني، صاحبه المكان، كنت أظهر عدم الرضا عن الوضع، إلا أنهن ترددن في ما إذا كان عليهن تقديم الشاي أو لا بسبب مكانته كابن تشونما.
آه…
حتى الأمس، كنت أنا من يقف في مكانهن.
في مثل هذه المواقف، يجب على أحد أن يتدخل ويضبط الأمور لتسهيل العمل على الجميع.
“بالطبع، تفضلوا بالجلوس.”
لم يكن أمامي سوى معاملته كضيف، فطلبت من الخادمات إحضار الشاي مجدداً.
“وأنت يا يانغ سو بايك، اجلس هنا.”
مع وجود اثنين من أبناء تشونما، لم أترك المجال للتردد لرفيقي القديم، بل سحبته ليجلس بجواري.
ربما كان الأفضل له أن يغادر، لكنني خشيت أن يشعر بأنه غير مرغوب فيه لو طردته.
لم أكن أرغب في أن يشعر صديق طفولتي الوحيد بذلك.
بعد قليل، وُضعت خمسة أكواب شاي وحلويات على طاولة مستديرة.
كنّا خمسة أشخاص: امرأتان وثلاثة رجال، نشرب الشاي في صمت ثقيل.
لو كان هذا مشهداً من رواية، فمن المفترض أن أبدأ أنا، بصفتي صاحبه المكان الحديث.
لكنني كنت مجرد مبتدئة، كما أن أياً من الحاضرين لم يكن قد دُعي من قِبلي.
لذلك لم أكن أعرف من أين أبدأ الحديث.
إضافةً إلى ذلك، لطالما كنت ضعيفة في إدارة الحوار.
بدأت ملامحي تتصلب بسبب الحرج، حينها وضع جيوك هوي غيوم كوب الشاي ونظر نحوي مباشرة.
“بادئ ذي بدء، أهنئكِ، لم أستطع أن أهنئكِ بشكل صحيح البارحة بسبب انشغالي. تهانيَّ الحارة على أن أصبحتِ أول تلميذة لتشونما.”
“شكراً لك.”
“رجاءً، لا تتحدثي معي بهذه الطريقة الرسمية. أنتِ أكبر مني، أليس كذلك؟”
“… ماذا؟”
“من الآن فصاعداً، ناديني بكل بساطة بـ ‘غيوم’.”
يا له من شخص وقح.
هل نسي بالفعل ما حدث بالأمس؟
أناديه بـ ‘غيوم’؟ لن يحدث هذا أبداً.
“هكذا يمكنني أن أزوركِ بشكل أكثر راحة، أليس كذلك؟”
ابتسم جيوك هوي غيوم لي بابتسامة مشرقة، وكان بريق عينيه في تلك اللحظة جميلاً لدرجة أدهشتني.
ولكن رغم ذلك، كنت قادرة على رؤية نواياه الحقيقية بوضوح.
لقد كان يحاول أن يفتح صفحة جديدة وينسى ما حدث بالأمس.
أن يتصرف فتى في الخامسة عشرة من عمره بهذه المرونة بين ليلة وضحاها كان أمراً مذهلاً.
بالرغم من تغير مكانتي، إلا أنني كنت مجرد خادمة وضيعًة حتى يوم أمس.
عند النظر إلى الأمر من هذا المنظور، كان تصرفه يستحق الثناء.
بالطبع، هذا لا يعني أن مشاعري تجاهه ستتغير على الفور، ولكن مجرد أنه اعترف بي كان يستحق التقدير.
على الأقل، كان أذكى بكثير من شقيقه الأكبر جيوك وي بايك.
“ما حاجتك لزيارة سولها؟”
كان السؤال المفاجئ من جيكون، الذي كان يراقب بصمت شقيقه طوال الوقت، ليقطع الحديث. لم يحاول حتى إخفاء استيائه.
“أخي الثاني، حقيقة أن والدي قد قبل تلميذة يعني أن لدي أختاً الآن. لقد شعرت بالوحدة لكوني أملك شقيقين فقط، وأنا سعيد للغاية الآن لأن لدي أختاً جميلة.”
“سولها هي تلميذة والدي، وليست ابنته. انتقِ كلماتك بعناية.”
“ما قصدته هو أنها شخص ثمين للغاية. أليس كذلك يا أختي؟”
في كل مرة كان يطلق عليّ لقب “أختي”، شعرت وكأنني أحتاج إلى تهدئة نفسي.
كانت يدي ترتعش من الرغبة في صفعه، لكنني كنت أعلم أن ذلك مستحيل.
حتى لو أصبحت تلميذة لتشونما، فإن إثارة فضيحة في اليوم الأول سيكون خطأ فادحاً.
“ومَن هؤلاء؟”
رغم تجاهلي له، لم يظهر جيوك هوي غيوم أي علامة على الإحراج، بل نظر إلى سوريون ويانغ سو بايك وسأل عنهم.
“أعتذر عن التأخر في التعريف بنفسي. اسمي سوريون، وتم تكليفي من اليوم بحماية السيدة سولها.”
“آه، إذاً أنتِ حارستها.”
ثم حول نظره إلى يانغ سو بايك.
بالرغم من أنه كان متوتراً بشكل واضح، إلا أن يانغ سو بايك قدّم نفسه بصوت ثابت.
“يانغ سو بايك، الفرقة العاشرة لوحدة الهجوم في جماعة الدم الاحمر.”
“وهل أنت أيضاً أحد حراسها؟”
“لا… أنا…”
“إنه صديقي.”
“ماذا؟”
“إنه صديقي. صديق طفولتي الذي قضيت معه أجمل الأوقات منذ الصغر.”
كان الموقف محرجاً للغاية على يانغ سو بايك ليجيب بنفسه. ولأنني شعرت بتردده، تكفلت بالإجابة بدلاً منه.
على الفور، تغير تعبير جيوك هوي غيوم بشكل غريب.
ما الأمر؟
هل تفاجأ لأنني تحدثت إليه فجأة بطريقة غير رسمية؟
ربما لم يكن يتوقع أن أنفذ طلبه بهذا الشكل الفوري.
كان يتوقع أن أتصرف بحذر بسبب مكانتي السابقة.
لكنني لست شخصاً عادياً.
لقد كنت متجسدة في هذا العالم، وقبل خمس سنوات فقط كنت أعيش في كوريا الجنوبية، مجتمع المساواة. بالإضافة إلى ذلك، كنت في العشرينيات من عمري.
بالنسبة لي، التحدث بشكل غير رسمي مع فتى في الخامسة عشرة من عمره لم يكن أمراً محرجاً على الإطلاق.
“إنه مجند جديد انضم حديثاً إلى جماعة الدم الاحمر. على الأرجح لن تتقاطع طرقكما كثيراً، ولكن إذا صادفته في المستقبل، أتمنى أن تستقبله بلطف من أجلي.”
“بالطبع. بما أنكِ طلبتِ ذلك يا أختي، فلا بد أن ألتزم. الآن بعد أن تعرفت عليه، سأضعه في عين الاعتبار.”
لم يكن جيوك هوي غيوم الوحيد الذي تفاجأ من تغيّر أسلوبي المفاجئ.
يانغ سو بايك نظر إلي وكأنه على وشك الإغماء، بينما ظهر على شفتي سوريون ابتسامة خفيفة قبل أن تختفي.
أما جيكون، فقد ظل وجهه بلا تعبير، لكن الأجواء التي بثها لم تكن جيدة على الإطلاق. من الواضح أن شيئاً ما أزعجه مجدداً.
لا أستطيع أبداً فهم ما يدور في رأسه.
“حسناً، يبدو أننا انتهينا هنا.”
هل يمكنك المغادرة الآن؟
لم يكن جيوك هوي غيوم على علم بأنني كنت في خضم تقديم سوريون للتو.
نقلت له نظرات مليئة برسالة واضحة: “غادر الآن.”
لحسن الحظ، بدا أنه يملك حساً جيداً هذه المرة.
“كنت متحمساً جداً لتحيتكِ لدرجة أنني أسرعت بالمجيء منذ الصباح. في المرة القادمة، سأحدد موعداً مسبقاً وأزوركِ بشكل رسمي.”
“أهلاً بك في أي وقت.”
لكن داخلياً، كنت أخطط لاستخدام عذر التدريب على الفنون القتالية لرفض أي زيارات مستقبلاً.
“آه، صحيح. قبل أن أغادر، هل يمكنني طرح سؤال واحد فقط؟”
“تفضل.”
“ما نوع الفنون القتالية التي تعلمتها من والدي؟”
“……!”
“هل هي فنون ملك الشياطين السماوي؟”
انظروا إلى هذا الفتى.
يبدو أن هذا هو السبب الحقيقي وراء مجيئه إلى هنا فور استيقاظه.
فن ملك الشياطين السماوي هي تقنية قتال خاصة لا تُنقل إلا إلى وريث تشونما.
حتى الآن، لم يعلّم الزعيم تشونما أي شخص، بما في ذلك أبناؤه الثلاثة، هذه التقنية.
لكن مع اتخاذي كتلميذة أولى له، أثار ذلك ضجة كبيرة في الجماعة.
لقد صرّح بنفسه أمام جماعة الجناح أنه دربني بنفسه.
ما تعلمته كان فنون القتال الخاصة بالطاقة، لكن تشونما اكتفى بالقول إنه هو من قام بتعليمي.
قد يكون البعض يعتقد الآن أنني تعلمت فنون القتال السرية الخاصة به، مثل ملك الشياطين السماوي.
بالطبع، قادة الجماعة الكبار يعلمون أنني تعلمت فن الطيران الشيطاني، لكن شقيقي الجديد هذا لا يبدو أنه قريب من قادة الجماعة أو حتى يعرفهم.
إما أنه لم يقابلهم بعد، أو أنه لا يملك أي علاقات معهم.
“من يدري.”
لكن لماذا فعلت ذلك؟
كان بإمكاني ببساطة أن أقول “لا”، لكن في تلك اللحظة استحوذ علي شعور بالرغبة في المشاكسة.
لم أرغب في أن أقدم لهذا الفتى الوقح إجابة مباشرة.
رغم أنه سيعرف الحقيقة قريباً، قررت أن أثير فضوله قليلاً.
“لقد أمرني سيدي أن أحتفظ بذلك سراً، لذا لا أستطيع أن أخبرك.”
بالطبع، لم يُطلب مني ذلك أبداً، لكنني أجبت بتظاهر بالأسف، متهربة من الإجابة.
وأضفت كلمة “سر” عمداً، مما سيجعله يقضي الليل يتقلب في فراشه بلا نوم.
رؤية وجهه وهو يتجمد مكانه جعلتني أشعر بالارتياح.
هذا جزاء من يحاول العبث معي.
~ ترجمة سول ؛ تابعوني واتباد لأستمر
@punnychanehe