The sinister 's wise retirement plan - 156
الفصل 156
في لحظة، شعرت وكأن قلبي ارتطم في أعماق الأرض.
نظرت إلى إيدن بعينين مذعورتين، غير قادرة على إخفاء ارتباكي.
‘…لا، تماسكي يا ليليان.’
صحيح، أولاً، يجب أن أظل هادئة.
لأنني استيقظت للتو، لم أكن أفهم ما الذي يحدث بالضبط.
كان عليّ أن أستوعب الوضع أولاً.
حاولت التظاهر بالهدوء وقطبت جبيني بينما أسأله:
“ما هذا الكلام المفاجئ؟ ماذا تدّعي أنني أخفيت؟”
“وما زلتِ تكذبين.”
قال إيدن، وهو يحدق بي بنظرة اخترقت أعماقي، وكأنه يكشف كل زاوية في داخلي، حتى تلك التي لم أسمح لأحد بالوصول إليها.
“أنتِ سيئة جدًا، يا ليلي.”
“…”.
شعرت بدقّات قلبي المتوترة تشتد وتزداد سرعة.
نظرت إلى إيدن بصمت.
كانت عبارته “العين نافذة الروح” تبدو بلا معنى أمام عينيه الذهبية التي لم تُظهر أي مشاعر.
“كونكِ مريضة لهذه الدرجة، لماذا أخفيتِ الأمر؟”
كان وجهه بارداً خالياً من أي تعبير، ولكن بطريقة ما، كان هذا ما أكد لي مدى غضبه الآن.
“في ذلك اليوم، أيضاً، لم يكن الأمر مجرد أرق تسبب في إغمائكِ، أليس كذلك؟”
عندما أشار إلى الليلة التي فقدت فيها وعيي بين ذراعيه، شعرت بالقلق يتصاعد داخلي.
‘إلى أي مدى عرف؟’
القلق أخذ يقرص قلبي.
لم أستطع أن أُقدّر تماماً ما يعرفه الآن.
لكن، كان واضحًا أنه قبل أن أفقد وعيي، وبعد سماع صوت كير، كان إيدن هو الشخص الذي جاء يبحث عني.
وكان واضحًا أيضاً أنه اكتشف أن تدهور صحتي له علاقة بالسحر الموجود في داخلي.
‘ومع ذلك، أن تصل الأمور إلى هذا الحد…’
نظرت بسرعة إلى الأحجار السحرية المتناثرة في المكان.
حتى لو جمعت كل الأحجار السحرية في الإمبراطورية، لن تصل إلى هذا العدد الهائل.
‘وأيضاً، ماذا يعرف بعد؟’
هل استجوب كير، واكتشف حتى عن عمري المتناقص؟
لحسن الحظ، من ردة فعل إيدن، بدا أنه لم يصل إلى تلك الحقيقة بعد.
‘لست متأكدة، لكن…’
ما كنت واثقة منه هو أنه إذا استمر هذا الاستجواب، ستصبح الأمور أكثر سوءًا بالنسبة لي.
تنهدت بخفة وضغطت على جبهتي، وكأن صداعًا قويًا ألمّ بي فجأة.
“آه…”
“ليلي!”
اقترب إيدن مني فورًا.
رفعت عيني ونظرت إليه ببطء.
العينان الذهبيتان، التي كانت قبل لحظات خالية من المشاعر، امتلأت الآن بقلق واضح.
“ما الأمر؟ هل تشعرين بالدوار؟”
“لا، لا شيء… ليس الأمر كذلك.”
تمتمت بصوت ضعيف، وكأنني أتحدث حقًا من ألم.
بينما أفكر كيف يبدو صوتي مصطنعًا جدًا.
“فقط… استيقظت للتو، وأنا لا أزال مشوشة، لكنك تستجوبني باستمرار…”
“آسف.”
اعتذر إيدن فورًا.
لم أتوقع أن يعتذر بهذه السهولة، لذا شعرت بالدهشة.
منذ اللحظة التي أظهرت فيها أنني متعبة، تغيرت تصرفاته تمامًا.
“لم أكن أقصد الضغط عليكِ. لا يمكنني فعل ذلك معكِ، ليلي.”
“ولكنك كنت غاضبًا…”
“كنت غاضبًا من نفسي، وليس منكِ. كنت غاضبًا لأنني لم أكن أعلم أن ليلي كانت مريضة.”
صُدمت عندما سمعت نبرة اللوم الذاتي في صوته.
“إيدن…”
“لذلك، أخبريني الآن، حتى لو كان الآن فقط.”
قال إيدن وهو يلمس وجنتي بلطف. كانت يده تتحرك بحذر ونعومة، وكأنه يتعامل مع شيء قد ينكسر بأقل ضغط.
“كم هو الألم الذي تشعرين به؟ وأين وكيف يؤثر عليكِ؟ لا تخفي شيئًا، قولي كل شيء.”
“…”.
“أرجوكِ.”
ثم أضاف بتوسل.
الشخص الذي وصل إلى مكانة لا يحتاج فيها للانحناء لأحد في هذه الأرض، كان يتوسل لي فقط لأنه رأى أنني فقدت وعيي.
وخزة.
شعرت وكأن إبرة طويلة اخترقت قلبي.
حاولت جاهدةً تجاهل الألم الحاد الناتج عن الشعور بالذنب بينما أُدير أفكاري بسرعة.
إيدن يعرف أن هناك طاقة سحرية تتدفق في داخلي، ويعلم أيضًا أن الإفراط في استخدامها يضر جسدي.
وكان من الواضح أن هذا الإغماء الأخير هو السبب الذي جعله يملأ المكان بهذه الأحجار السحرية.
بينما أرتب أفكاري بسرعة، فتحت فمي وتحدثت:
“صحيح. في الحقيقة، كنت أشعر بتعب مؤخرًا.”
“منذ متى؟”
سألني إيدن على الفور.
تابعت الحديث ببطء، منتقية كلماتي بعناية:
“خلال الحرب، وجدت نفسي مضطرة لاستخدام الطاقة السحرية أكثر مما توقعت.”
عاد بريق البرودة إلى عيني إيدن.
“في ذلك الوقت، لم يكن لدي وقت للراحة، لذلك تجاهلت الأمر حتى لو شعرت بالسوء. لكن الآن، بعد انتهاء الحرب، يبدو أن جسدي بدأ بالتذمر. إنه مجرد تراكم انفجر، هذا كل ما في الأمر.”
حاولت أن أبدو غير مبالية وأنا أرفع كتفي بخفة.
“إذا استرحت وأعدت شحن طاقتي السحرية ببطء، سأكون بخير. حتى كير قال ذلك.”
“لقد جمعتُ كل الأحجار السحرية الممكنة لتساعدكِ في استعادة طاقتكِ.”
“أرى ذلك، بوضوح.”
تمتمت وأنا أنظر إلى الأحجار المتلألئة المنتشرة حولي.
“سنستمر في استيراد المزيد، لذا لا تفكري في أي شيء آخر وركزي فقط على التعافي.”
همس إيدن بصوت رقيق، بنبرة حلوة لدرجة يصعب مقاومتها.
بدلاً من الرد، نظرت حولي.
“لكن، أين نحن؟ هذا المكان ليس غرفتي بالتأكيد.”
“لقد أفرغنا مستودع الأسلحة وعدلناه. الغرف العادية لا تتحمل هذا الكم من الطاقة السحرية.”
“…”.
قال إيدن هذه الكلمات المذهلة وكأنها أمر عادي تمامًا.
لم أستطع إلا أن أتساءل عما حدث أثناء نومي. تخيلت العمل الشاق الذي قام به الخدم، وشعرت بالارتباك.
“لا يمكنني البقاء هنا لفترة طويلة.”
فكرت في الأشياء المهمة الموجودة في غرفتي. قبل كل شيء، مياه نهر ليثي كانت مخبأة هناك.
“إذن، عليّ الذهاب إلى غرفتي لأخذ بعض الأشياء الضرورية.”
“لا.”
فوجئت برفضه الحاسم بينما كنت أحاول النهوض.
“لا؟ كيف يعني لا؟ إنها غرفتي!”
“اعتبري هذا المكان غرفتكِ الجديدة.”
“ماذا؟”
“لقد جهزت أفضل الأثاث والخدم. لن ينقصكِ شيء هنا.”
حدقت فيه بدهشة، بينما كان صوته يبدو ناعمًا ولكنه صارم في الوقت نفسه.
“سأعطي الأمر لنقل جميع أشيائكِ إلى هنا.”
“لا!”
صرخت بصوت حاد دون وعي.
“لا تسمح لأحد بلمس أغراضي، أبدًا.”
ما أثار قلقي ليس فقط الأشياء الأخرى، بل الرسائل التي كتبتها أمي، التي تحمل سرًا لا يجب أن يعرفه أحد سواي وكير.
كانت الرسائل تكشف مصيري القصير الأجل.
وبالنظر إلى رد فعل إيدن، بدا أنه لم يقرأها.
‘كير ربما تدارك الأمر بطريقة ما، لكنني لا أريد أن يدخل أحد غرفتي ويفتش أغراضي.’
“حسنًا. سأمنع أي أحد من لمسها.”
بدا أن استجابته لردة فعلي القوية كانت إيجابية لأول مرة.
“إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء، قولي لي. سأحضره بنفسي.”
“لا داعي. لا شيء أحتاجه.”
كانت فكرة أن إيدن قد يفتش غرفتي هي الأسوأ.
كان من الأفضل أن أذهب بنفسي، لكن إصرار إيدن جعل من المستحيل إيجاد فرصة لذلك.
“أعلم أن الأمر محبط، لكن تحملي قليلاً هنا، ليلي.”
همس إيدن بينما يداعب شعري برفق، وأعاد خصلة منه خلف أذني.
لمسته كانت تشبه التعامل مع شيء ثمين للغاية، مما جعلني أشعر بدغدغة في بشرتي.
“حتى نجد طريقة تمنع طاقتكِ السحرية من التسرب المستمر.”
“…”.
كتمت مرارة ارتسمت على شفتي فجأة.
‘لقد أضعت سنوات من حياتي بحثًا عن حل، ولم أجده، إيدن.’
لم أكن أريد أن يرى إيدن اليأس الذي شعرت به عندما أدركت ذلك.
“أنا بخير، إيدن. ببساطة إن أخذتُ قسطًا من الراحة لعدة أيام، سأكون على ما يرام. أعدك.”
صمت إيدن لبرهة، ناظرًا إليّ دون أن يقول شيئًا.
“ثم اقترب ببطء ووضع قبلة على جبهتي.
قال بصوت هامس ناعم كالعسل:
‘حسنًا. كما قلتِ، ارتاحي هنا بلا أي قلق.’
لكن بدلاً من أن أشعر بنبضات قلب مسرعة، شعرت بانقباض وضيق يجتاح صدري.
أليس ذلك الـ’هنا’ بالتحديد هو المشكلة؟
ومع ذلك، لم أستطع الاعتراض أكثر.
كان لدي شعور قوي أن عناد هذا الشخص لا يمكن كسره الآن.
أغمضت عينيّ، محاولةً إخفاء إرهاقي.
‘فقط لفترة قصيرة. سأكون بخير قريبًا.’
‘حسنًا.’
قبلته هبطت مجددًا على جبهتي، لمسة لزجة وحنونة.
ثم أحاطني بذراعيه بعناية، كأنه يطمئنني.
دون إدراك، شعرت برغبة في البقاء في هذا الهدوء المريح إلى الأبد.
بعد ذلك اليوم، بدأت معاملة غاية في الرفاهية.
كل ما كان علي فعله هو الجلوس، وكانت وجبات فاخرة وكتب نادرة تملأ الوقت تتدفق باستمرار.
كأنني أعيش حياة ملوك.
‘لا أظن أن هناك إمبراطورة اعتلت العرش حديثًا وأخذت وقتًا مستقطعًا بهذا الشكل قبلي في التاريخ.’
ولكن، كانت هناك مشكلة.
كنت أعتقد أنني سأخرج من هذه الغرفة بعد يوم، ولكن إيدن، بغض النظر عن محاولاتي، لم يسمح لي بالخروج.
ظل يكرر طلبه بأن أنتظر حتى يجد طريقة لإيقاف تسرب طاقتي السحرية.
“لا توجد طريقة لهذا، أخبرتكِ.”
لم أعد أستطيع تحمل رؤية إيدن يُهدر وقته.
وفي اليوم الثالث من حبسي هنا، دخل إيدن الغرفة بينما كنت أنظر إليه بغضب واضح.
“أريد الخروج. اليوم.”
“ليلي.”
كان يحمل حجرًا سحريًا بحجم قبضته.
لا أعلم من أين حصل عليه، لكنه بدا كافيًا لشراء قلعة صغيرة في الريف.
من تعابيره، بدا أنه لن يسمح لي بالخروج اليوم أيضًا.
لكنني كنت مصممة على عدم الاستسلام. لقد أعددت حججي مسبقًا.
“أنا متزوجة منك.”
“أعلم.”
“هذا يعني أنني إمبراطورة هذه الإمبراطورية.”
نظر إلي بصمت، وكأنه يتوقع ما سأقوله لاحقًا.
“أن تظل الإمبراطورة محبوسة في غرفتها منذ تتويجها… هذا غير مقبول. يمكنهم التفاهم ليوم أو يومين إذا كنت مريضة، ولكن إذا طال الأمر، ستبدأ الشائعات.”
“لا أحد يجرؤ على التحدث عنكِ.”
“قد يخافون منك، ولا يتحدثون علنًا. ولكن إن استمريت هنا، ستتآكل سمعتي يومًا بعد يوم. وأنا لا أريد ذلك.”
صمت إيدن للحظة بعد أن سردت ما أعددته من كلمات.
لم أفوت الفرصة وأضفت:
“أنا أفضل الآن بكثير. أريد الخروج.”
“ليلي…”
“إنه خانق، أكثر من أي شيء.”
تصلبت عيناه فجأة، ولم أدعه يتراجع عن موقفه وقلت مجددًا:
“لا تقل لي “لا” مرة أخرى. لقد بقيت في هذه الغرفة لأيام. أنا لست كلبًا لا يمكنه التنزه دون إذنك، أليس كذلك؟””