The sinister 's wise retirement plan - 140
<الفصل 140>
“أوه…”
تعثرت بخطوات مترنحة أشبه بخطى الزومبي، ودخلت قاعة الاجتماعات.
لقد مر ثلاثة أيام بالفعل دون أن أنام للحظة واحدة.
وعلى قدمي المرتجفتين، ولجت القاعة تحت نظرات حادة من مجلس الشيوخ.
‘آه، هؤلاء العجائز… لماذا يبدو أنهم غاضبون جماعيًا هذه المرة أيضًا؟’
فكرت بتبلد، وكأن الأمر لا يعنيني.
عقلي الذي لم يذق طعم النوم كان يعمل كآلة قديمة صدئة على وشك الانهيار.
“هل حقًا ستتصرفون بهذه الطريقة؟”
وكما توقعت، مع بداية الاجتماع، تحدث الماركيز سونيت، رئيس المجلس، بصوت مليء بالغضب.
“تتزامن مراسم التتويج مع اقتراب الموعد، ومع ذلك لم نقدم لصاحب السمو أي لوحة لمرشحات منصب الإمبراطورة القادم. الشمال يرفض كل المرشحات التي نقدمها، مما يعوقنا تمامًا!”
رمقتُ وجه الماركيز، الذي بدا عليه الظلم الشديد، ورددت بجفاف:
“لا يمكن تجنب ذلك. طمعكم واضح للغاية في كل مرشحة تقترحونها.”
صدم قولي الصريح هؤلاء العجائز الذين نظروا إلي بذهول.
‘ربما لأنني مرهقة جدًا، كلماتي تخرج بلا تفكير.’
كان من الأفضل أن أزين كلامي، لكن الحقيقة أن ما قلته كان صادقًا.
“آ-آنسة ليليان! ماذا تقصدين؟ هل تسميه طمعًا؟”
“أوه، أعني بالطبع طموحكم لتوسيع نفوذكم على البلاط الجديد من خلال الإمبراطورة. كل مرشحاتكم، سواء كن بنات أختكم، طالباتكم، أو زوجات أخيكم، لسن سوى نساء تربطهن علاقات قوية بكم.”
إذا زادت قوة مجلس الشيوخ أكثر مما هي عليه، سيؤدي ذلك إلى إضعاف سلطة إيدن، الذي تولى العرش حديثًا.
تجمد وجه الماركيز للحظة، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه، متحكمًا في تعابيره كما لو أن شيئًا لم يحدث.
“لقد اخترنا بدقة مرشحات موهوبات فقط. وإن كانت الكفاءة موجودة، فمن غير العدل أن يُرفض ترشيحهن فقط بسبب علاقاتهن.”
“بالطبع، كما قلتم. ومع ذلك، كما ذكرتم سابقًا أنني غير مناسبة لمنصب الإمبراطورة، نحن في الشمال أيضًا نرى أن إدخال مرشحات ذوات نفوذ جنوبي قوي لهذا المنصب ليس في مصلحتنا.”
كان ردي مباشرًا للغاية، بلا لف أو دوران.
هذا النوع من التلميحات الملتوية ليس من طباعي أبدًا.
تسبب كلامي في ارتباك مؤقت للعجائز، لكن الماركيز استعاد زمام الأمور بسرعة.
“هاها! رأي واضح… واضح جدًا، شكراً لكِ على صراحتكِ، آنسة ليليان.”
ضحك ضحكة متكلفة قبل أن يسألني بسخرية خفيفة:
“لكن هناك شيء محير. إذا كان الغرض هو مواجهة النفوذ الجنوبي، فلماذا إذًا تعترضون على الآنسة آنيت؟”
توجهت جميع الأنظار نحوي.
تذكرت الآنسة زيلين، التي كانت تلح علي بطريقة تشبه المطاردة، حتى أنها أرادت مساعدتي في الاستحمام هذا الصباح.
شعرت بصداع شديد، وقلت:
“اعتراض؟ يبدو أنكم فهمتم خطأ. إنني فقط أجد صعوبة في قبول خدمات الآنسة، وليس أكثر.”
ابتسم الماركيز ابتسامة خبيثة ورد:
“كوني صريحة، آنسة ليليان. هل السبب الحقيقي هو أنكِ تريدين أن تصبحي الإمبراطورة بنفسكِ؟”
“عذرًا؟”
هجوم جديد وغير متوقع.
نظرت إلى الماركيز بعيون فارغة، وبدا أنه فهم صمتي كإشارة إلى إحراجي. ارتسمت على وجهه ابتسامة منتصرة وهو يتابع:
“بالتأكيد، لا يمكنكِ الإعلان صراحة عن رغبتكِ في أن تصبحي الإمبراطورة. لذا تستمرين في تعطيل الترشيحات حتى لا يبقى خيار سوى ترشيحكِ…”
“بووووم!”
صوت مدوٍ قاطع حديثه، هزّ الطاولة بقوة كأن زلزالًا ضرب القاعة.
اتجهت الأنظار إلى مصدر الصوت، ورأيت والدي يضرب بقبضته على الطاولة المصنوعة من حجر الأوبسيديان الصلب، تاركًا فيها فجوة واضحة.
“يا إلهي…!”
كان المشهد مروعًا لدرجة أن العجائز تجمدوا في أماكنهم كتماثيل.
قال والدي بصوت بارد كنسيم الشمال:
“كلما استمعتُ أكثر، ازدادت قصصكم إزعاجًا.”
نظر إليهم جميعًا بنظرة جعلت كل من وقع عليها يرتجف.
“إذا أرادت ليليان أن تصبح زوجة الأمير، فلن يتمكن أحد من منع ذلك.”
كانت تلك الكلمات بمثابة تحذير شديد اللهجة.
إذا رغبت في أن أكون الإمبراطورة، سيجعلني والدي ذلك مهما كلف الأمر.
شعرتُ بأن عليّ تهدئة الأجواء التي أصبحت متوترة جدًا في هذه اللحظة.
“كما قلت من قبل، الاعتقاد بأني لا أرى الآنسة زيلين مرشحة مناسبة لمنصب الإمبراطورة هو مجرد سوء فهم. من أكون لأحكم على الآخرين بشكل اعتباطي؟ الأمر فقط أنني شعرت بالحرج لأنها كانت تصر على تقديم خدماتها لي.”
بصراحة، الآنسة زيلين الصغرى كانت تمثل عبئًا كبيرًا بالنسبة لي.
بسبب قلة النوم كنت على وشك الانهيار، ثم تأتي هي وتزورني باستمرار، لتجبرني على قبول هداياها الكثيرة. كان الأمر جنونيًا، فكأن الأشقاء تعاهدوا على جعلي أفقد صوابي!
“إذن، آنسة ليليان، هل يعني هذا أنكِ لا تعارضين دعمنا لترشيح آنِيت لتكون الإمبراطورة؟”
سألني ماركيز زيلين بحذر.
“هذا…”.
توقفتُ فجأة عن الكلام.
ساد الصمت في قاعة الاجتماع، وكأن الهواء تجمد في المكان.
“…”.
كان الجميع ينظرون إليّ.
حتى أفراد عائلتي كانوا يوجهون أنظارهم إليّ، وكأنهم يقولون إن القرار النهائي متروك لي.
إذا هززت رأسي بالموافقة الآن، ستتحرك الأمور بسرعة البرق نحو التنفيذ.
تخيلت الآنسة زيلين مرتديةً طرحة الزفاف البيضاء، ثم تاج الإمبراطورة.
الصورة كانت متكاملة، فالآنسة زيلين، بأناقتها ورقيها، تبدو وكأنها خُلقت لتُتوَّج بذلك التاج البراق.
من وجهة نظر الشمال، كانت المرشحة المثالية.
وبالنسبة لي، كشخص يسعى لإحياء الشمال، كان الرد واضحًا وسهلًا.
“بالطبع.”
لكن، فجأة شعرت بشيء يخنقني.
‘ما هذا؟’
حاولت تحريك شفتيّ بصعوبة.
“…الآنسة زيلين.”
لكن، مرة أخرى، شعرت وكأن هناك شيئًا يسدّ حلقي.
لم يكن الأمر يتعلق بحنجرتي فقط، بل شعرت بضيق غريب في صدري، وكأن شيئًا غير مرئي يضغط على قلبي من كل الاتجاهات.
‘ما هذا؟ لماذا أشعر هكذا؟’
كان الجواب المطلوب واضحًا، وكان من السهل قوله.
ومع ذلك… لم أستطع.
لم أستطع أن أنطق بتلك الكلمات التي تتوج الآنسة زيلين إمبراطورة.
بدأت أتحرك ببطء كآلة قديمة متعطلة، فلاحظ الجميع أن هناك شيئًا غير طبيعي.
“الل*نة!”
فجأة، كسر الصوت العالي لأخي الثاني حاجز الصمت المحيط.
“بوم!”
ضرب الطاولة بقوة وقفز من مكانه.
” ليلي، تعالي معي!”
“ماذا؟ ماذا هناك؟”
“تعالي فقط، الآن!”
أمسكني من ذراعي وسحبني بقوة، ليجبرني على النهوض.
لم أفهم سبب تصرفاته الغريبة. كنت مرتبكة ومصعوقة، لكنني تبعته.
‘هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟’
قادني إلى ممر مظلم، حيث انحنى برأسه وأصدر صوتًا غريبًا.
“أوه…”.
“ما الأمر؟ لماذا تتصرف بهذه الطريقة؟ بدأ يُخيفني الأمر.”
رفع رأسه فجأة وصرخ بصوت عالٍ:
“فقط افعليها!”
“افعلي ماذا؟”
“كوني الإمبراطورة. فقط افعليها!”
“ماذا؟”
“الل*نة. أنتِ… تحبينه! تحبين ذلك الشقي الل*ين!”
“…”.
كأن صاعقة ضربتني، بدأت كلمات أخي تتردد في رأسي.
‘تحبينه… تحبينه!’
تلك الكلمات المحرجة، التي صرخ بها بصوت عالٍ، ترددت كصدى في أرجاء الممر الملكي.