The sinister 's wise retirement plan - 134
﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
- سُبحان الله .
- الحَمد لله .
- لا إله إلا الله .
- الله أكبر .
- لا حَول و لا قوة إلا بالله .
- سُبحان الله و بِحمده .
- سُبحان الله العَظيم .
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
-لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
-اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
-يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك .
* * *
الفصل 134
غرست أنيابه في بشرتها الرقيقة، فارتعش جسد ليليان بعنف، وانحنى من شدة الألم.
في تلك اللحظة، ارتفع إحساس هائل ومظلم بشكل غير طبيعي داخل إيدن، إشباعٌ عظيم بدا وكأنه يُشبع نهمًا كان ينهش داخله.
كان يعلم أن هذا هو ما أراده دائمًا.
رغم ذلك، تجاهل الوحش الذي كان يزأر داخله، مركزًا على امتصاص اللعنة الملتصقة بجسد ليليان.
خرجت الطاقة السوداء من الجرح المفتوح حول أنيابه، تتسرب شيئًا فشيئًا.
فاللعنات لا تُمحى إلا بلعناتٍ أخرى، كما أزال ليليان ذات مرة الوتر الملعون من قلبه باستخدام قلب الوحش الذي يملكه.
وإيدن، الذي انغمس في الجحيم لمدة ست سنوات، تحول بوجوده بالكامل إلى لعنة متجسدة.
لم يكن هناك لعنة قادرة على الصمود أمامه، ولكن بالنسبة للمصاب بها، فإن العذاب المصاحب لهذه العملية كان لا يُطاق.
“أه…”
أغمضت ليليان عينيها، متحملة الألم بصمت.
رغم المعاناة التي بدت واضحة على وجهها، لم تقاوم سوى بأنين صغير خرج من بين شفتيها.
عرفت على الفور ما كان يفعله.
‘يا لها من قدرة تحمل مذهلة…’
فكر إيدن بذلك، معجبًا بقوة إرادتها.
“آه… هذا مؤلم…”
وأخيرًا، بدا أن الألم فاق قدرتها على الاحتمال، لتهمس بنبرة ضعيفة بينما ترتسم على وجهها ابتسامة خافتة، على الرغم من الظرف.
“إيدن… يدك.”
“ماذا؟”
مدت ليليان يدها نحوه، قائلة:
“في مثل هذه الحالات… يمسك الطبيب بيد المريض، أليس كذلك؟ يبدو أنك تفتقر إلى الخبرة.”
كان صوتها خفيفًا، كأنها تمزح رغم حالتها الحرجة.
جمال ابتسامتها سحره تمامًا، لدرجة أنه مد يده وأمسك بيدها دون تفكير.
“لطالما فكرت في ذلك…”
همست ليليان وهي تغمض عينيها مجددًا:
“جسدك… دافئ للغاية.”
كانت تلك آخر كلماتها.
مع اختفاء الطاقة السوداء تدريجيًا وتلاشي العلامة اللعينة على عنقها، انهار جسدها تمامًا بين ذراعيه.
“ليلي…”
همس إيدن وهو يرفع رأسه عن عنقها.
“هل أنتِ بخير؟”
رغم أنه هز جسدها بلطف، لم تظهر ليليان أي استجابة.
كانت اللعنة قد اختفت بالكامل، ومع ذلك، بدا جسدها وكأنه فقد كل قوته.
“ليلي. سيدتي.”
عانقها بشدة وهو يشعر بشيء غريب، شيء لم يختبره منذ وقت طويل.
العجز.
إحساس مدمر يجتاحه.
في تلك اللحظة، اخترق صوت صراخ مدوي جدران القبو.
“ليليان!”
فتح الباب بعنف، وظهر الدوق سيرجينيف، بعيونه الزرقاء الفاتحة المتوهجة بالغضب.
لم يستغرق الأمر سوى بضع خطوات ليصل إلى إيدن وليليان.
“ماذا فعلت بابنتي؟”
واجه الدوق الشاب الذي كان قد التقطه يومًا من شوارع الأحياء الفقيرة.
رد إيدن بنظرة جامدة، قائلاً بصرامة:
“أنقذها.”
ناول ليليان للدوق وكأنها كنز ثمين، هامسًا:
“مهما كان الثمن.”
قبل الدوق ليليان بحذر، متفحصًا نبضها بسرعة.
لحسن الحظ، لم يكن هناك خلل في ضربات قلبها، مما أعاد قليلًا من الاطمئنان إلى عينيه.
ولكن فجأة، اخترق صوت غريب الهواء من القاع السفلي للقبو.
“غروو… لن ينتهي الأمر هكذا…”
رفع الوحش الملطخ بالدماء رأسه، وبدأ يصرخ بشكل مرعب.
“المزيد… أحتاج إلى المزيد من الطعام!”
بدأ الوحش ينهض، مندفعًا خارج القبو بأقدامه الضخمة.
“تبا…”
تمتم إيدن بأسنانه، وهو يدرك أن ترك هذا الوحش كان خطأ.
قبل أن يختفي في أفق القبو، نظر إلى الدوق قائلاً:
“احرص على إنقاذها.”
ثم ترك خلفه هالة زرقاء مشتعلة، واختفى عن الأنظار.
* * *
“آآآه!”
صرخ سكان العاصمة، وهم يركضون في كل اتجاه، مذعورين من المشهد الذي أمامهم.
لقد مروا بساعات طويلة من الفوضى، حتى فقدوا السيطرة على أعصابهم تمامًا.
في البداية، اقتحم فرسان الشمال بوابات العاصمة، محطّمين إياها بالكامل.
ولكن، على عكس الشائعات التي تصف أهل الشمال بأنهم برابرة يعشقون القتل، تصرف هؤلاء الفرسان بنبل ولم يلحقوا أي ضرر بالسكان.
هدأ السكان قليلاً، مستجمعين أنفاسهم، ولكن فقط لفترة قصيرة.
فجأة، خطوط حمراء غامضة بدأت تظهر على الأرض، وسرعان ما بدأ إخوتهم وأصدقاؤهم يتساقطون واحداً تلو الآخر، يتقيأون الدماء دون سبب معلوم.
الفوضى عمت المكان.
لم يتمكن أحد من فهم ما يجري، وبالتالي لم يعرفوا كيفية علاج هذا الوباء. بدا وكأن حياتهم تُسلب منهم ببطء، كأنما هناك من يسرق طاقتهم الحياتية.
ملأت أصوات اليأس والبكاء الأرجاء.
ثم فجأة، وكأن كل ما جرى كان كابوسًا، توقفت النزيفات، وخفت الأضواء الحمراء المخيفة التي أضاءت الأرض.
اعتقدوا أن السلام قد عاد أخيرًا.
لكن…
“غغغغغغ!”
ظهر فجأة وحش غريب لم يسبق لأحد أن رآه من قبل، محطمًا نصف القصر الإمبراطوري، وبدأ في ذبح السكان بلا رحمة.
“ما، ما هذا الشيء؟!”
“يا إلهي، أرجوك، أنقذنا!”
“آآآه!”
كان الوحش يدمر كل ما يراه أمامه.
حتى فرسان الشمال الأقوياء، الذين كانوا في الخارج، لم يتمكنوا من الصمود أمام قوته الجبارة.
“ما هذا الكابوس؟ من أين جاء هذا الوحش؟ ولماذا؟”
كانت هذه التساؤلات اليائسة تدور في أذهان الجميع، دون أي إجابة.
كانت قوة الوحش مدمرة بشكل لا يُصدق.
ذراعيه، اللتين تشبهان السيوف السوداء، كانت تدمر كل شيء تلامسه. أما السم الذي يتساقط من جسده، فقد كان يفسد كل شيء في لحظات.
بدا هذا الوحش كأنه لعنة أُرسلت من السماء.
“سامحوني، يا شعبي.”
الأمر الأكثر غرابة، أن الوحش كان يتحدث.
“سأستخدمكم لتقويتي. بهذه القوة، سأتمكن من القضاء على ذلك الشيطان اللعين. إنها خطوة عظيمة للأمام، فلا تحزنوا كثيرًا.”
الأكثر رعبًا هو أنه كان يتحدث بلهجة رسمية وواضحة.
“صاحب السمو…؟”
بعض من اعتادوا زيارة القصر كثيرًا أصيبوا بصدمة شديدة. كانوا يشعرون بشيء مألوف في أسلوب حديث الوحش، مما أثار الرعب في قلوبهم.
الوحش، الذي بدا وكأنه كابوس حي، كان يقتل ويأكل البشر بلا رحمة.
صرخ أحدهم.
“أرجوك، لا تقتلني!”
في تلك اللحظة، عندما استسلم الجميع لمصيرهم، حدث شيء غير متوقع.
“غغغ؟!”
صرخ الوحش في دهشة واضحة.
أحد الناجين، الذي كان قد أغمض عينيه يائسًا، فتحهما بخوف، فقط ليرى ما جعله يشكك في بصره.
“ماذا…؟”
الوحش، الذي كان يضرب بسيفه الضخم دون توقف، وجد سلاحه يتصدى له بواسطة سيف بشري.
ليس أي سيف بشري، بل سيف ضخم بقدر حجم الوحش ذاته، يحمله رجل.
“قالت سيدتي شيئًا ذات مرة…”
تحدث الرجل بصوت هادئ وهو يشير بسيفه نحو الوحش.
وعندما دقق الجميع، لاحظوا أن سيفه، رغم ضخامته، بدا وكأنه جزء طبيعي من يده، يلوح به بسهولة مذهلة.
“حتى الحشرات يمكن أن تكون لها قيمة أحيانًا.”
“أنت، أيها الشيطان!”
صرخ الوحش بغضب، بينما كان صوت زئيره يهز الأرض.
رد الرجل، بصوت بارد وجاف.
“كنت أفكر في استغلالك قليلاً… لكنني كنت مخطئًا. الحشرات تظل حشرات.”
رفع الرجل سيفه الضخم، وقال بحدة:
“لن أدعك تموت بسهولة.”
“غغغغ!”
غضب الوحش وبدأ في الهجوم بجنون.
اندلعت معركة شرسة بينهما، كانت قوتها تهز الأرض، بينما كان الناس ينظرون بذهول.
“يا إلهي…”
همس أحدهم، بينما وقف آخرون مذهولين.
هذا الرجل، الذي بدا وكأنه جاء من عالم آخر، كان أول من تمكن من مواجهة هذا الوحش القاتل.
بخطوات ثابتة وشجاعة، استمر الرجل في توجيه ضرباته القاتلة نحو الوحش.
“بطل حقيقي!”
هتف السكان، وقد انبهروا ببراعته.