The sinister 's wise retirement plan - 133
الفصل 133
مددت يدي ببطء إلى الأسفل.
لامست أصابعي وجنتيه الشاحبتين والناعمتين. رغم أن جسده كان يبعث طاقة شيطانية باردة تكفي لتجميد العظام، إلا أن حرارته التي شعرت بها عند التلامس كانت دافئة بشكل غريب.
أغلق إيدن عينيه، مستسلمًا للمسة سيدته كجرو وفيّ يقبل بفرح ربتة صاحبته.
كان شعورًا ساحرًا.
تمامًا كالأوهام الجميلة التي تراود الأشخاص قبيل الموت بردًا، يعلمون أن الانخداع بها سيؤدي إلى نهايتهم، ومع ذلك لا يستطيعون مقاومة الانجذاب نحوها.
ببطء، مررت أصابعي على وجنته، متحسسة الأحرف الغريبة التي كانت محفورة عليها بشكل عشوائي.
خلال سنوات بحثي لتمديد حياتي، كنت قد قرأت جميع الكتابات المتاحة من مختلف الحضارات. ومع ذلك، لم أتعرف على هذه الأحرف.
وهذا يعني أن هذه الحروف ليست من هذا العالم.
‘لغة العالم السفلي…’
بدأت قطع الأحجية المتناثرة تتراص داخل عقلي المهتز.
خلال السنوات الست الماضية، ظللت أتساءل بلا توقف. أين كان؟ ولماذا لم تتمكن حتى أقوى تعاويذ البحث من العثور على أثر له؟
كان كير يقول لي دائمًا أن أتوقف:
“من تبحثين عنه لم يعد في هذا العالم. لذلك، من الأفضل إيقاف هذه التعاويذ بلا فائدة…”
وكان نصف كلامه صحيحًا.
لم تكن هنا في هذا العالم، بل سقطت في هاوية لا يمكنني الوصول إليها.
عدت أتأمل وجه إيدن.
رغم جماله الساحر الذي يسلب العقل، لم يكن شكله طبيعيًا أو بشريًا بالكامل.
بياض عينيه تحول إلى سواد قاتم، وجلد تغطيه كتابات بلغة العالم السفلي كوشم مشؤوم.
كل شيء كان يشير إلى أنه أصبح ملوثًا تمامًا بالطاقة الشيطانية.
“شيطان…”
خرجت همسة بالكاد مسموعة من بين شفتي دون وعي مني.
في اللحظة نفسها، اتسعت عينا إيدن بشكل صادم، وكأنه تلقى جرحًا غير مرئي.
لكن سرعان ما استعاد ابتسامته الساحرة، وكأنه يلبس قناعًا يخفي مشاعره الحقيقية.
“عندما أهدأ، يمكنني أن أعود إلى مظهري البشري. لكن…”
أخذ نفسًا عميقًا وتحدث بنبرة تحمل بعض الإحراج.
“كيف لي أن أهدأ وأنتِ أمامي يا ليلي؟”
تراجعت يدي المرتجفة. اختفى الاتصال بين دفء جلدي وبرودته الغامضة.
“آسفة…”
ما إن أسقطت يدي حتى لاحظت ظلالًا داكنة تغطي عينيه للحظة.
رفع إيدن يده ببطء.
وعندما أحاطت أصابعه الطويلة برقبتي مثل حبل مشدود، سقطت قطرة من دمعي على وجهه.
همست بأسى.
“آسفة… لأني لم أستطع إنقاذك.”
اتسعت عينا إيدن مرة أخرى.
في اللحظة نفسها، خف ضغط أصابعه حول عنقي.
“ماذا…؟”
تلاشى تركيزه للحظة وكأنه يسمع كلمات لم يكن يتوقعها أبدًا.
أغمضت عيني بشدة، وسالت دموعي غزيرة.
بينما كنت أمضي وقتي في البحث بلا جدوى، كان هو يعاني في عالم مختلف تمامًا.
كنت أتناول الطعام، أنام، وأضحك مع الآخرين… بينما كان إيدن يعاني في هاوية الظلام والشر.
“آه…”
كان قلبي يتألم وكأنه يُعتصر.
رغم أنني فكرت يومًا أن العالم السفلي قد يكون مرتبطًا باختفائه، إلا أنني لم أكن أجرؤ على تصديق ذلك.
العالم السفلي، أو الجحيم، هو مكان لا يستطيع البقاء فيه سوى الشر المطلق. من المستحيل أن تبقى فيه كائنات حية.
لكنني أدركت الآن أنني كنت مخطئة.
حتى لو كنت أعلم الإجابة، لما استطعت الوصول إلى عالم آخر لإنقاذه.
ومع ذلك، لم أتمكن من وقف دموعي.
“سآخذك إلى مكان آمن، خالٍ من الوحوش.”
كان هذا وعدي… وعد لم أستطع الوفاء به.
“لم أستطع حمايتك…”
مرة تلو الأخرى، لم أستطع إلا أن أكرر اعتذاري.
رغم أنها كلمات بلا معنى، لا يمكنها تغيير أي شيء.
* * *
بينما استمع إيدن إلى اعتذاراتها المستمرة، كان ينظر إليها بشرود.
“أنا آسفة، إيدن.”
كان هذا كل ما يمكنها قوله، وهي تبكي بمرارة.
“شيطان…”
“آسفة…”
عندما سمع تلك الكلمات لأول مرة، أدرك الحقيقة.
‘إنها تريد التخلي عني.’
كانت سيدته الطيبة تعتذر فقط لأنها تشعر بالذنب.
‘كم هو مؤلم، ليلي…’
رغم شعوره بالأسى، لم يكن بإمكانه إلا أن يفهم.
من ذا الذي قد يقبل بوحش؟
حتى والدته التي أنجبته تخلت عنه فور ولادته.
لكن الفهم والتسامح أمران مختلفان تمامًا.
مع كل جريمة يرتكبها وكل قطرة دم تلطخ يديه، كان يهمس لنفسه:
‘لم أعد أستحق العودة إلى ليلي.’
ومع ذلك، كان هناك شيء لا يمكنه التخلي عنه.
لم يكن يطلب الكثير. فقط أن يكون بقربها مجددًا.
في كل مرة يقطع فيها شياطين العالم السفلي، كان يردد نفس الأمنية.
لقد عاد من الجحيم من أجلها فقط.
لكن… إن لم يكن ذلك مسموحًا…
‘هل عليّ فقط أن أمتلكها؟’
‘إذن، يمكننا أن نكون معًا إلى الأبد.’
اقترب إيدن بيده من عنق ليليان الرقيق. كانت بشرتها الناعمة تبدو وكأنها قد تذوب تحت لمسته.
كان تلويثها أو كسرها لن يستغرق أكثر من لحظة.
‘ليلي.’
إذا امتلكها تمامًا…
قد يكون ذلك الشعور بالرضا مساويًا للموت.
عندما زاد الضغط قليلاً على يده التي أمسكت برقبتها، سمع صوتًا ناعمًا.
“لم أتمكن من إنقاذك…”
كان صوتها ممتزجًا بالبكاء، وفي الوقت ذاته، سقطت دمعة دافئة على خده.
شعر إيدن وكأن أحدهم ضربه على رأسه؛ كان الأمر صدمة مذهلة.
لم تكن تلك اعتذارات لأنها ستتخلى عنه.
“ماذا…؟”
“أنا آسفة لأنني تركتك تعاني بمفردك، إيدن.”
كانت عيناها الزرقاوان تنهمران بالدموع التي لم تتوقف.
رفع إيدن نظره المذهول نحو سيدته الجميلة.
رغم أنها كانت تواجه مثل هذا الوحش، إلا أنها كانت تبكي وتعتذر لأنها لم تستطع إنقاذه.
“من الآن فصاعدًا… سأحرص على ألا تعاني وحدك بعد الآن. سأساعدك من الآن فصاعدًا.”
وعلاوة على ذلك، وعدته بمرافقتها له.
لو كان شخصًا عاديًا، ربما كان ليبكي تأثرًا بتلك الكلمات الكريمة ويقسم بالولاء.
نعم، لو كان إنسانًا.
لكن قلب الوحش الذي بداخله كان يرقص من البهجة، وليس التأثر.
“…”
رفع إيدن زاوية شفتيه بابتسامة صادقة مليئة بالسعادة.
كانت الدفء الذي تاق إليه لمدة ست سنوات أكثر حلاوة بكثير مما تخيله.
“لا تبكي.”
تمتم إيدن بهذه الكلمات بلا خجل رغم أنه السبب في بكائها، واقترب منها بهدوء، مثل شيطان البحر الذي يجذب البحارة بخداعه.
“أنا بخير، لذا، لا تبكي يا ليلي.”
بينما كان يضمها إلى صدره، رسم إيدن ابتسامة خفية، متعهدًا لنفسه:
‘لن أتركها أبدًا.’
لأن شيئًا بهذا الدفء والجمال لا يمكن أن يكون موجودًا في أي مكان آخر.
“إذا بكيتِ، لا أعرف ما يجب عليّ فعله.”
عندما تمتم بتلك الكلمات بأسلوب يظهره ضعيفًا، قامت ليليان بمسح عينيها بيدها، مما جعلها تبدو أكثر جمالًا.
عندما حاول إيدن احتضانها مرة أخرى، حدث شيء غير متوقع.
“آه…”
دفعت ليليان يدها الضعيفة لتبعده مجددًا، متظاهرة بقوة لدفعه بعيدًا.
بينما كان يتظاهر بالابتعاد، ظهر على وجهه تعبير بارد.
‘أه… هل هذا مجرد تقلب؟’
لكن ذلك لم يزعجه. يمكنه التكيف مع تقلباتها.
حتى الألم الطفيف في قلبه، كان يستطيع تحمله.
“أوه…”
في تلك اللحظة، انحنت ليليان فجأة برأسها إلى الأمام، مما أثار قلق إيدن.
“ليلي؟”
“أشعر… بشيء من التعب. يبدو أنني… لست بخير.”
مع تعابيرها المتعبة وأنفاسها الثقيلة، قالت ليليان:
“لقد شعرت بالبرد الشديد منذ قليل… أشبه بشعوري عندما أفرط في استخدام قوتي السحرية وأنهار.”
كانت كلماتها الهامسة مليئة بالوهن، مما جعل إيدن يفتح عينيه في صدمة.
“ما الذي تقصدينه؟ هل استخدمتِ السحر؟ لماذا فعلتِ ذلك؟!”
نسي إيدن تظاهره بالضعف وعبّر عن غضبه.
بينما يمكنه حماية ليليان من أي تهديد خارجي، لم يكن يستطيع منعها من إيذاء نفسها.