The sinister 's wise retirement plan - 132
الفصل 132
“آاااه!”
كان فايس، الذي كان خلفي مباشرة، يُجرُّ بقوة شديدة بينما يصرخ.
وفي اللحظة التالية، جاء صوت يتوسل من الأسفل.
“أنا… لا، ليس أنا. أنا فقط فعلت ما أمرتني به الإمبراطورة… فقط نفذت الأوامر! لا تستهدفني، بل… خذها، الإمبراطورة! آاااه!”
تبعت كلماته صوت طعن عميق يخترق اللحم، ثم صوت سقوطٍ ثقيل لجسد يسقط على الأرض كما لو كان جذع شجرة.
ومنذ تلك اللحظة، لم يُسمع صوت فايس مجددًا.
“اقتلها! ماذا تنتظر؟ اقتلها الآن!”
صرخة امرأة مليئة بالرعب تمزقت في الظلام.
“آااااه!”
ردًا على تلك الصرخة، أطلق الوحش زئيرًا عنيفًا.
“لا… لا يمكن!”
رأيت في مخيلتي ضخامة جسد الوحش الهائلة. إذا بدأ هذا الشيء الهائج بالتحرك، فمن يمكنه أن يصمد أمامه، مهما كانت قوته؟
بينما كنت أتحسس الظلام بحثًا عن أحد الأجهزة السحرية، بدأت أصوات مخيفة تتردد:
طقطق، تكسر.
كان هذا صوت عظام ضخمة تتحطم، تبعه صوت أشياء تُقطع بلا رحمة.
“آاااه… آه…”
وأخيرًا، تحول زئير الوحش المهيب إلى صوت طفل ضعيف يبكي.
تجمدت في مكاني، غير قادرة على الحركة.
“ما الذي يحدث هناك؟”
“وحش مجنون…”
سمعت صوت امرأة مذهولة. كانت كلماتها مليئة باليأس والاستسلام.
“حسنًا، حسنًا… لقد فزت. لكن… إذا تركتني أعيش، سأعطيك أي شيء تريده. تريد المزيد من القوة، أليس كذلك؟ القوة لا نهاية لها، وأنا أعلم كيف تصل إليها. ما فعلته مع فيكتور… صحيح، كان ضعيفًا بطبيعته ولم يستطع تحمل أكثر، لكنك مختلف. بإمكانك أن تصبح كاملًا، وأنا سأساعدك في ذلك، أليس كذلك؟”
توسلت الإمبراطورة، لكن ما واجهها لم يكن سوى صمتٍ قاتل.
كان الصوت الوحيد الذي شق الصمت هو صوت سيفٍ ثقيل يُجر على الأرض، صوته وحده كفيل بإثارة الرعب.
واصلت الإمبراطورة تضرعها.
“أرجوك، دعني أعيش. أنا أمك، أليس كذلك؟ من أجلك أنا…”
ثم، بصوت باردٍ خالٍ من أي عاطفة، تحدث إيدن للمرة الأولى.
“صحيح. أشكركِ على جعلي قويًا.”
كانت كلماته هادئة، بلا نبرة فرح أو غضب.
“على الرغم من أنني لم أرغب أبدًا بذلك.”
“أنت… أنت وحش ملعون! لم يكن يجب أن تولد. أنت… ستقتل الجميع… يا للفظاعة! كان يجب أن أقتلك حينها!”
وفي نهاية نوبة غضبها، ألقت أشياء بشكل عشوائي.
لكن صوت السيف المجرور لم يتوقف، وأخيرًا…
“آاااه!”
أصدر صوت الموت.
“…هذا كل شيء.”
تلاشى كل شيء بعد ذلك.
حل الصمت المطبق، وكأن الزمان والمكان قد توقفا، وكنت أنا وحدي العالقة في هذا الفراغ.
“…”
بدأت أرتجف لا إراديًا.
لم يكن بإمكاني رؤية أي شيء أو سماع شيء.
رائحة الدماء الخانقة جعلتني أختنق.
“ليلي..”
بُهتُ من المفاجأة. كان صوت إيدن، لكن نبرته كانت مليئة بالقلق والحنان.
لم أتمكن من الرد. شعرت بيدٍ دافئة تلمس عنقي برفق، حيث ترك فايس أثرًا على جلدي.
“هل أنتِ بخير؟”
صوته كان مليئًا بالأسف، كما لو كان يحمل هموم العالم بأسره.
“أنا آسف يا ليلي، لأنكِ رأيتِ هذا المشهد.”
كانت نبرته مختلفة تمامًا عن صوته السابق المليء بالبرود. كان وكأنه شخصٌ آخر تمامًا.
“أنتِ ترتجفين.”
عانقني برفقٍ شديد، كما لو كنتُ شيئًا هشًا قد يتحطم بلمسةٍ قاسية.
“لا تقلقي. انتهى كل شيء الآن.”
لكنه… كانت رائحة الدماء والوحشية تتصاعد منه، تُشعرني بالغثيان. لم أتمالك نفسي ودفعته بعيدًا.
“ليلي… هل آذيتكِ؟”
سألني بقلق، لكنني لم أتمكن من الإجابة. كان شيئًا داخلي يشعرني بأنني لن أستطيع البقاء بجانبه هكذا.
“لو كنتِ قد قتلتِهم بنفسك، ربما كنتِ ستشعرين بالراحة. لكن فكرة أنهم تجرؤوا على لمسكِ… أفقدتني السيطرة.”
حبستُ أنفاسي بهدوء.
كانت نبرة إيدن غريبة بطريقة ما.
وكأنه لا يعتبر الإمبراطورة أو فايس سوى ألعاب أو أشياء بلا حياة.
بالطبع، كلاهما ارتكب أفعالًا شريرة.
لقد استنزفا دماء سكان الإمبراطورية عبر النهب، وقاما بتجارب بشرية مرعبة لأجل السحر الأسود.
كان مصيرهما الحتمي هو الإعدام.
ولكن حتى الجلاد الذي ينفذ الأحكام بأمر من الدولة يشعر في بعض الأحيان بالذنب أو الانزعاج.
أما صوت إيدن الآن، فلم يحمل أيًا من تلك البقايا.
وكأن القتل مجرد نشاط لا يؤثر على مشاعره إطلاقًا.
ست سنوات.
هذا الرقم عاد ليخترق ذهني.
عشر سنوات كافية لتغيير الجبال والأنهار.
فما بالك بنصفها؟ ست سنوات…
كانت كافية تمامًا لتغيير شخص بالكامل.
نظرتُ إليه مذهولة، إلى إيدن الذي كان خلف الظلام.
رغم أن صوته وهيئته تغيرا، كنتُ متأكدة أنه نفس الشخص الذي أعرفه.
لكن… الشخص الذي يقف خلف هذا الظلام الآن، هل هو حقًا أنت؟
“ليلي.”
نادى باسمي بصوت منخفض.
لم يكن مثل المرة السابقة، عندما قالنلتقي لاحقًا ثم تركني بسرعة كأن شيئًا لم يكن.
الآن، بدا وكأنه ينتظرني بلهفة، بنبرة تحاول استرضائي، وكأنه متوتر من ردة فعلي.
“لماذا لا تقولين شيئًا؟”
ارتعشت شفتاي قليلًا.
المجهول يثير الخوف. إنها إحدى الغرائز الأساسية للبشر.
حاولت كبح خوفي الغريزي وفتحت فمي ببطء لأهمس:
“إيدن.”
“نعم.”
كان رده سريعًا.
“تحدثي، ليلي.”
“عانقني.”
“…….”
تجمد جسده للحظة.
رأيت عينيه الذهبية تتسعان في الظلام.
“ماذا؟”
حركتُ شفتي مرة أخرى.
“عانقني، وأخرجني من هنا.”
“……ماذا؟”
“إلى مكان مضيء.”
حاولتُ تهدئة اضطراب معدتي بحزم.
“أريد أن أراك الآن.”
“عليك أن تخبرني ما الذي حدث لك، وعلينا كشف كل شيء الآن.”
“ليلي.”
كان صوته متوترًا لأول مرة.
وحالما سحبني نحوه، عادت رائحة الدم لتملأ الهواء.
أثارت حساسيتي الشديدة، فدفعته بعيدًا بانعكاس تلقائي.
تجمد إيدن لوهلة، ثم تحدث:
“ليلي، ليس الآن.”
“لا تقل لا!”
صرختُ بشدة كأنني ألقيتُ الكلمات من داخلي.
“لا داعي لإخفاء الأمر، إيدن. لقد رأيتُ بالفعل!”
“ماذا؟”
“رأيتُ شكلك.”
عضضتُ على شفتي وقلت بصلابة:
“قبل أن تنطفئ الأضواء، رأيتُ بالفعل.”
عندما كان فايس يضع سيفًا على عنقي، وحين التفت إيدن لينظر إلي.
في تلك اللحظة قبل أن يسيطر الظلام، كنت قد رأيت وجهه المذهول.
“…رأيتِ؟”
بعد لحظة من الصمت، فتح إيدن فمه بهدوء.
خرج صوته دون أي نبرة شعور، وكان مخيفًا.
“الآن فهمت. إذن هذا هو السبب.”
تمتم ببطء وكأنه أدرك الحقيقة.
“لهذا كنتِ تحاولين الابتعاد.”
امتلأ صوته بشعور رطب وكئيب.
شعرت بأن شيئًا ما خطأ، وقبل أن أستوعب، قال:
“ليلي. هل تكرهينني الآن؟”
بدأ شيء غريب بالزحف على ظهري.
أصابع طويلة وراحات يد مبللة… عشرات الأيدي كانت تحيط بي.
بمجرد أن أدركت شكلها، اندفع شعور غريب في ذهني.
ست سنوات مضت، في تلك الغرفة الصغيرة بالنزل، عندما بدأت الأيدي تخرج من حول إيدن كأنها تعكس مشاعره.
لكن الآن، كان الأمر مختلفًا.
الأيدي لم تعد تصدر أصواتًا، ولم تحاول إغواءه كما في الماضي.
الآن، أصبحت جزءًا منه بالكامل، كأنها أطراف إضافية.
“إذاً…”
همس صوته، عميقًا ورطبًا كأنه قادم من مستنقع.
“هل كنتِ تحاولين الهروب لهذا السبب؟”
ارتفعت هالة سوداء داكنة من الأيدي التي أحاطت بي.
بضعف، بدأ السحر ينبعث ضوءًا باهتًا لينير الظلام.
وفي ضوء السحر الخافت، ظهر وجه إيدن.
“لكن لا يمكن ذلك.”
عيناه التي أصبحت بيضاء بالكامل.
جلده الشاحب الموشوم بكلمات غامضة.
ملامحه المثالية بشكل غير طبيعي، وكأنه مخلوق صُمم لإغواء البشر وأسرهم.
انخفض إيدن تدريجيًا على ركبتيه.
“……!”
عندما لامست ركبتاه الأرض، توقفتُ عن التنفس.
نظر إليّ من الأسفل، مستويًا مع نظري.
رجل كان أطول مني بكثير، الآن يجثو أمامي كدمية مهملة.
كما كان لقاؤنا الأول.
حين قُدم لي كدمية بلا مشاعر.
“رغم أنني أصبحتُ أكثر قذارة…”
ابتسم.
وجهه الجميل كان كوجه شيطان يوقع كاهنًا في الضلال.
“لا تتركِني، سيدتي.”
كان صوته المتوسل أشبه بعسل ذائب، يذيب حواسي تمامًا.