The sinister 's wise retirement plan - 113
الفصل 113
“أتركك…؟”
كلا.
ليس كذلك. كنتُ فقط أحاول فعل شيء من أجله وكان عليّ أن أوضح له ذلك.
لكن لم أستطع أن أنطق بأي كلمة.
“….”
بقيتُ ثابتة كالصخر، عاجزة عن قول أي شيء.
خلف إيدن كان الظلام يتسلل بعمق.
لم يكن مجرد ظل عادي، بل كان شديد السواد، وكأنه شيء حي، يتمدد ويتوسع أمامي ببطء متزايد.
“ما هذا…؟”
حاولتُ فتح فمي، لكنني كنت مذهولة لدرجة أنني لم أستطع إصدار أي صوت.
“إلى أين تنظرين؟”
كان صوت”إيدن عميقاً ومظلماً، تماماً كذاك الظلام الذي كان يلتف حوله كجناح.
لم أستطع الرد، وكأن عقلي تجمد أمام شيء لا يمكن للعقل البشري فهمه.
لكن لم يكن بإمكاني أن أستمر في هذه الحالة.
“إيدن….”
بعد فترة قصيرة، خرجت الكلمات بصعوبة من فمي، وكأنني أختنق.
ذلك الظلام المتدفق خلف إيدن كان يبدو كأنه يلتهمه.
هل يجب أن أنقذه؟
لكن بدا أن إيدن كان سيد ذلك الظلام نفسه.
‘لا، لا… ما هذا التفكير؟’
بالطبع عليّ أن أنقذه.
تراجعت بسرعة.
أحضرت معي بعض الحجارة السحرية تحسباً لمواجهة خطرٍ كهذا، ربما إذا استخدمتها كلها، يمكنني تهدئة ذلك الظلام بعض الشيء.
حينما كنت على وشك الركض نحو حقيبتي…
“لا تذهبي.”
قوة قبضته على معصمي أصبحت أشدّ.
أسرعت بالنفي برأسي.
“لا، أنا لست ذاهبة، ليس الأمر كما تظن….”
“كذب.”
صوته كان حاداً كالسيف، وقاسياً كالثلج.
“لم أعد أصدقكِ بعد الآن.”
“…إيدن.”
كلما تحدث إيدن، اشتد الظلام خلفه وبدأ يغلي كالوحل القديم.
شيء ما كان خطأً، خطأً فادحًا.
كنتُ قد رأيت لعنة إيدن من قبل. لا زلتُ أتذكر كم كان الوتد الأرجواني العالق في قلبه مرعباً.
لكن هذا… هذا كان مختلفاً، مظلماً بقدرٍ لم أره من قبل.
كأن كل اليأس والكوابيس التي عاشها إيدن تجسدت هنا الآن.
هذا الظلام المتدفق من إيدن، ربما كان إيدن نفسه.
‘لإخماده، يجب عليّ… مهما كلفني الأمر أن أطمئنه.’
“إيدن.”
تحدثت وأنا أكبح رجفة داخلي.
“هذا ليس كما تعتقد. أرجوك اهدأ واستمع لي، أرجوك.”
كانت كلماتي أقرب إلى التوسل. كان عليّ أن أقنعه بأي طريقة.
تسلل بصره البارد عليّ ببطء.
بعد لحظة، تحدث بصوت هادئ، لكنه كان مخيفاً.
“إذا استمعتُ إليكِ… ستخدعينني مجدداً…؟”
في تلك اللحظة، انقلبت الرؤية فجأة.
نظرتُ بذهول، لأجد نفسي ممددة على السرير، إيدن يحدق بي من الأعلى، عيناه الذهبيتان تتوهجان بنظرة عميقة.
“ستحاولين الهرب، أليس كذلك؟”
حدقت فيه بصمت.
“لن أهرب.”
بذلت جهداً لأجد صوتي.
“لن أهرب، فقط دعني-“
لكنني لم أكمل.
اقترب إيدن ببطء ووضع جبهته على جبيني، كانت باردة كالثلج.
“… لم أطلب الكثير من سيدتي.”
قال كلماته بصوت غارق في الحزن، أحكم قبضته عليّ بشكل جعلني أشعر بالاختناق.
“كل ما أردته أن أبقى بجانبكِ فقط. فلماذا تتهربين مني مراراً وتكراراً؟”
بنظرةٍ ملؤها الألم، رأيت بوضوح في عينيه ظلاماً طويلاً، وحدةً غامرةً، ويأساً ثقيلًا.
“…كلا.”
كنت أرغب في القول إن ما يفكر فيه غير صحيح.
“لم أكن أنوي التخلي عنك. أبداً.”
لكن الكلمات لم تخرج، وكأن ثقلًا جثم على صدري.
في اللحظة التي بدأت بفتح فمي…
-نعم، نعم!
-التهمها!
أصوات غامضة مجهولة الجنس أو العمر بدأت تُسمع.
في نفس الوقت، ظهرت ظلال كثيفة متلألئة، أذرع كالأشباح، تخرج ببطء نحو الأعلى.
تجمدت من الرعب.
الأذرع كانت تتحدث، كما لو كانت أفواهًا متوحشة.
-خذها، إنها لك.
-ستحقق الرضا المطلق.
العشرات من الأذرع السوداء كانت تمتد نحوي، وكأنها ترغب في إمساكي بالكامل.
“آه…!”
لم أستطع منع شعور الرعب الذي اجتاحني.
-قلتُ لك أن هذا سيحدث في النهاية، أليس كذلك؟-
-الآن، سترى سيدتكِ جانبك البشع.
-لا عودة الآن.
كانت الأصوات تتحدث في تنافس، كأنها جوقة شريرة.
لكن ما كان يرعبني حقًا لم يكن غرابة تلك الأصوات.
“منذ متى…”
نظرت إلى إيدن، الذي بدا كأنه متعود على هذا المشهد، غير متفاجئ.
“منذ متى كنت تسمع هذه الأصوات؟”
كم كان يعاني مع هذه الكوابيس؟
ربما منذ ولادته…
شعرت بألم يعتصر قلبي.
لكن الأصوات لم تتوقف.
-التهمها، وكن معها إلى الأبد!
قوة قبضته تزايدت وكأن شيئًا بداخله كان على وشك الانفجار.
الأذرع السوداء تضخمت لتصبح بحجم الأشخاص.
-اجعلها جزءاً منك، حتى لا تهرب مرة أخرى…
مد إيدن يده ببطء نحوي، لم تكن عيناه الذهبية تلمعان بعد الآن.
تحولت نظراته إلى لون أرجواني مظلم، غريب كالأعماق المخيفة.
“نعم، نعم.”
-اقتربت، اقتربت جداً!
اقتربت يده مني شيئًا فشيئًا.
شعرت بالعجز كالنملة العالقة في فخ مفترس.
لو ضغط إيدن على قبضته قليلًا، كان يمكنني أن أُسحق تماماً.
لكن بدلاً من الخوف، وجدت نفسي مأخوذة بنظرة الألم التي تتجلى على وجهه.
في هذه اللحظة، لم أفكر إلا في شيء واحد.
“إي…دن…”
لم أستطع التنفس بشكل طبيعي بسبب الضغط الكبير، لكنني بالكاد تمكنت من تحريك شفتي. بعدها، مددت يدي بصعوبة ولمست خد إيدن. في اللحظة التي لمست فيها أصابعي وجنته…
“…!”
توقف تنفس إيدن قليلاً. حركت أصابعي المرتجفة على خدّه وهمست:
“لا تبكِ…”
أصابعي المرتجفة مسحت دمعة معلقة على خده. توقف إيدن فجأة، وكأنه لم يكن يعلم حتى أنه كان يبكي. توسعت عيناه ببطء، وكأنهما اكتشفتا شيئاً.
-ماذا تفعل؟ ماذا تفعل! لا تتوقف!
الأصوات صرخت بحدة. حولت نظري ونظرت بحدة إلى تلك الأيادي الملتوية بشكل غريب.
“اخرسوا!”
أولئك الأوغاد اللعينين. لا أعلم منذ متى وهم يعذبون إيدن، لكنني أردت تمزيقهم بالكامل.
‘ربما من وقت ولادته… منذ أن ألقت عليه تلك الإمبراطورة الشريرة لعنتها عندما كان طفلاً.’
“اغربوا عن وجهي، اغربوا!”
بالرغم من شعوري بالاختناق بسبب الطاقة، صرخت بأعلى صوتي بلعنات.
-…هل يتحدث إلينا الآن؟
-علينا التخلص منه!
-إيدن! أسرع!”
“اخرسوا!”
لكن هذه المرة، لم أكن أنا من صرخ. همس إيدن بصوت خافت وغاضب:
“اخرسوا… جميعاً.”
تراجعت الأيادي بفزع وكأنها تأثرت بجبروته، وسكن الظلام قليلاً. توجهت نحو إيدن، محاولةً الاقتراب، لكن…
“توقفِ.”
مد إيدن يده ليمنعني من التقدم، وصرخ:
“لا تقتربِ!”
تراجع وكأنه شاهد شيئاً مريعاً. كنت أنظر إليه بلا حراك، ووجهه يتلوى بتعبير مليء بالندم والازدراء.
“إيدن…”
كأنني أعرف ما الذي يفكر فيه، تقدمت نحوه. من الواضح أنه يلوم نفسه معتقداً أنه كاد يؤذيني. عندها، الأيادي الملتوية التي كانت قد تراجعت، أخذت تقترب مجددًا.
“تباً!”
تراجع إيدن بشكل فوري، وصرخ:
“لا تقتربِ! تلك الأشياء ستمسك بكِ… لا، الل*نة. أنا سأؤذيكِ…”
أغلق إيدن عينيه بشدة، بينما يده، التي كانت تمسكني بقوة قبل قليل، كانت ترتجف.
فتح عينيه ببطء بعدها. نظراته كانت مغمورة بالندم والكراهية الذاتية، وعيناه الذهبيتان تحدقان فيّ.
“آسف…”
قال إيدن بصوت متحشرج، وبعدها، في اللحظة التالية…
“آه!”
هرب مني بسرعة فائقة كأنه كان يتجنبني. قبل أن أتمكن من اللحاق به، شق إيدن طريقه خارج الغرفة، ثم انطلق.
“إيدن!”
فقدت توازني للحظة قبل أن أستجمع قواي وأركض خلفه.
‘يقول لي ألا أهرب منه ثم هو يهرب؟! لن أسمح له بالهروب بهذه الطريقة!’
لقد كنت مستعدة لتركه في البداية، لكن ليس بهذه الطريقة!
وبدون تفكير أكثر، أسرعت بشدة.