The Regressed Demon Lord is Kind - 6
الفصل 6
كان يوم المبارزة مشرقًا، ملأ جو غريب منزل الكونت. كان الجميع مترقبًا لرؤية الابن البكر، زيتش، الذي خسر بالفعل دعم والده، ضد الفارس العبقري باينر. حتى لو لم تكن مبارزة رسمية، فقد توقع الناس أنها معركة على الخلافة لنبيلين يافعين، زيتش وجريج.
لكن، لم يهتف أحدهم له، حتى عائلته اعتبرته دخيلًا غريبًا عنهم.
‘قد خططوا للأمر بشكل مثاليٍّ حدّ الكمال.’
كانت الحلبة الدائرية بسيطة لكن كبيرة تكفي لإظهار سوء بنيتها.
كعائلة اهتمت بالشئون العسكرية أشدّ اهتمام، فقد أقام آل ستيلوال البطولات من وقتٍ لآخر. وقد كانت الحلبة الدائرية حلًّا لخلافات كهذه، حيث سيتبارز زيتش ضد باينر.
‘فقط بالتفكير في أنهم قد أعدّوا حلبة كاملة فقط لأجل قتال واحد…’
حتى وإن كان زيتش ابن الكونت البكر، فقد كان هذا حدثًا ضخمًا.
‘لا بدّ أنهم تواقون لتلويث سمعتي ونشر أبشع الأخبار جاعلين أفواه الناس لا تكفّ عن القيل والقال حول خسارتي.’
كانت مخططاتهم مكشوفةً لزيتش، لكنّه لم بعطِهم أدنى قدر من الاهتمام. فقد توقع هكذا شيء منهم على أي حال.
‘هذا ما ابتغيته.’
نظر زيتش حوله. في مقاعد المشاهدين، جلس كلّ من كان متفرغًا من البيروقراطيين والفرسان حتى الخدم. كان عددًا أكبر مما توقعه.
ثمّ نظر لمشاهدين معينين: الكونت وعائلته أخذوا المقاعد العُليا لهم مجلسًا. تعابير الكونت كانت كالعادة جادة ومهيبة، ومن جلست جواره كانت الكونتيسة وهي تهمس في أذنه شيئًا؛ وأخيرًا، جلس جريج الذي شاهد ما يحدث بغطرسة.
لم يكن له مقعد بينهم كفرد من العائلة.
‘لم ألحظ هذا عندما كنت صغيرًا.’
والآن بعد معرفة هذا، أدرك زيتش أنه كان يركض وراء شيء أضاع عليه من عمره سنينًا.
‘أنّي أشفق على والدتي المتوفاة.’
أزاح عينيه عن تلك العائلة البغيضة. سيكون التحديق بهم دون فائدة. وجب عليه التركيز على خصمه أولًا.
‘لا بد أنه قد حضر نفسه جيدًا لأجل هذا.’
وقف باينر واثقًا عازمًا على الظفر بانتقامه. على الرغم من أن المبارزة لم تبدأ بعد، ظلّت يده قريبةً من سيفه ليستله في أي لحظة.
“أنت وبالتأكيد كنت تنتظر هذه اللحظة بشدة.”
“…”
باينر لم يرد عليه، كانت عيناه الحمراوتين من الغضب تحدقان بزيتش.
“اظهر أفضل ما عندك، فقد يعوض هذا هزيمتك النكراء، فهذه أفضل فرصة.”
فقط البعض علم بخسارة باينر، لذا انتشرت شائعات لا أساس لها كالنار في الهشيم داخل قصر الكونت. لتأكيد أن الشائعات مجرد شائعات، توجب على باينر هزيمة زيتش.
تمتم باينر قائلًا، “لا تقلق. قد حفرت الدرس الذي علمتنيه جيدًا في قلبي. لذا حان دوري لأعلمك درسًا لن تنساه أنت الآخر. فعدد المرات التي ستفوز فيها بسبب ضربك للشخص على حين غرة معدودة، فالمهارات ستفوز في النهاية.”
تصرفات وموقف باينر كانا مختلفين عن أول مرة قابله؛ كان حقًّا فارسًا في ساحة المعركة.
“سأثني على تصرفاتك، لكنك تعلم إن خسرت هنا، سيسوء وضعك أكثر مما هو عليه حتى.”
“سمعت أنك تتدرب على هيمنة المانا.”
“أسمعت هذا من جريج؟”
“تبدو متفاجئًا بسبب علمي بالأمر.”
“إن كنت تملك عقلًا، بالطبع ستدرك أن جريج قد نشر معلومات لسحب الأفضلية مني.”
“أتشعر بالثقة فقط لأنك تعلمت كيفية السيطرة على المانا بشكل سطحي بسيط؟”
“لا، لكن هذه إحدى الأسباب.”
ظهرت أخيرًا ابتسامة على وجه باينر، لكنّ تلك الابتسامة لم تحمل الودَّ تعبيرًا.
‘ابتسامة جيدة، بالتأكيد ستُغضب أحدًا قد أسأت إليه شرّ إساءة. ينبغي ليّ التدرب على أدائها.’
ما يزال العالم به الكثير ليتعلمه.
“إن كان هذا هو الحال، لأحطمنّ أوهامكَ تلك أشدّ تحطيم.”
“بالطبع، ابذل قصارى جهدك في فعل ذلك، فنحن لا نتقاتل على شرفك فقط.”
أشار زيتش بإبهامه لمكان ما.
بما أن الحلبة ضخمة وأنتشر الجمهور في كل شبر منها، لم يكن من العسير معرفة إلاما يشير زيتش. إلى هانز الملتصق بسور الحلبة، فضحت تعابيره ما يدور بخلده من أفكار: إن خسر باينر، سأموت. سيلحق شرفه العار وسيعاقب قليلًا، في حين أن رأسيّ سيُقطع.
“لا تقلق، فمن المستحيل أن أخسر.”
لهذا أراد باينر تحسين سمعته المدمرة ويعلم زيتش أنه كما يدين يدان.
“ستبدأ المبارزة الآن.”
تحرك الفارس الواقف بجانب الكونت للمقاعد العامة. كما لو أنه ضخ بعض المانا في صوته، دوى صوت الرجل في الأرجاء.
‘قد بذلوا قصارى جهدهم في هذا الأمر حقًّا.’
الرجل الذي تحدث توًّا لم يكن رجلًا عاديًا، بل كان من لقبوه بحصن المملكة المعدني، الرجل الذي تصدر في جميع المعارك وأقوى جند ستيلوال: ميهين تينر.
والآن وهو يبلغ من الكبر عتيًّا، ابيضَّ شعره نصفه و ليحته بالمثل. لكن ما تزال عضلاته المفتولة وعروقه البارزة تعرّفه.
‘قائد الفرسان، تينر هو المشرف — يا لها من مبارزة مثيرة.’
لم يشعر زيتش بأي امتنان بالطبع.
“المبارزة بين زيتش ستيلوال، الابن البكر للكونت ستيلوال العظيم، ضد باينر هالتون، فارس من كتيبة فرسان الرمح الفولاذي. ستستمر المبارزة إلا أن يفقد أحدهما وعيه أو يعترف بالهزيمة! القتل غير مصرّح به!”
تمتم الحاضرون، هم لم يستعجبوا قانون منع القتل. فحتى إن نبذ آل ستيلوال زيتش، لن يقبلوا بقتله هكذا، فهو أكبر أبناء الكونت. استعجب الحاضرون من القانون الأول.
“ستستمر المبارزة إلى أن يفقد أحدهما وعيه أو يعترف بالهزيمة؟ ألا يعني هذا أنهم لن يتدخلوا إن اشتد العراك بينهما؟”
“هذا يعني أن القتال سيستمر حتى وإن أصاب أحدهما بجرح بليغ. أهذا حقًّا لا بأس به؟”
إن تغاضينا عن القتال على الحياة والموت، فهذه القوانين خطرة وشديدة فقط لمثل هذه المبارزة.
فكر باينر بنفس الطريقة.
“أأنت راضٍ عن تلك القوانين؟”
“ولِمَ تسأل؟ أأبدو خائفًا؟”
“سيكلفك إهمالك الكثير.”
“لن يهم هذا إن ضربتُ مؤخرة رأسك مثلما فعلتُ سابقًا.”
على عكس قلق الحاضرين، كان زيتش هادئًا بشكل كلّي. لكن مشاعر باينر الغاضبة عادت من جديد بسبب تذكيره بهزيمته النكراء.
“حسنًا…”
جمد باينر قلبه وفكر أنه ليس عليه قتل زيتش. في المقابل، سيبرحه ضربًا أكثر مما خطط له.
“رغم أنهما رفعا سيفيهما بسبب تضارب آراء. أتمنى أن تكون نياتهما سليمة! دعا سيفيكما يظهران حسن نياتكما!”
“أجل، أنها وبكل تأكيد حسنة وسليمة، لدرجة جعلتهم يقبلون بمبارزة مبينة على الأكاذيب.”
اخترقت كلمات زيتش قلب باينر، مما جعله يجز على أسنانه.
“استلّا سيفيكما!”
استلال! استلال!
استل كلاهما سيفيهما. وعمّ الهدوء بين الحاضرين وغطت سحابة التوتر الحلبة.
“ابدآ”
تحرك سيفاهما بتناغم وانسجام.
صليل!
دوى صوت التحام نصليهما دويًّا عظيمًا. تراجع السيفان بسبب التصادم. جعل كلاهما سيفيهما مستقرين بخفة.
أصبحت هناك مسافة بينهما.
بام!
تحرك باينر أولًا، ليست لديه نية للمماطلة في هذه المبارزة، يريد فوزًا مرضيًا ليتستر على هزيمته المخزية الماضية.
‘لا يهم إن عرضته لإصابات خطرة، لا ينبغي لي الاهتمام بكبح قواي الآن!’
حضّر باينر جرعة سحرية وفتيلًا، فقط للاحتياط. ارتعشت عضلاته بسبب المانا التي تمر جاعلةً قوى خارقة تحيط جسده.
وووووه!
المانا، التي أحاطت جسده بدأت بالتدفق إلى نصله. بدأ سيفه بالأزيز والصراخ، بدت صيحاته كصراخ قاتل مهووس بلغ هوسه بالدم مبلغ البكاء.
‘أنتهى الأمر،’ فكر تينر وهو يشاهد المبارزة من بعيد. زيتش الذي عرفه لا يمكنه إيقاف وابل الضربات القادمة.
‘حتى وإن بدأ بالتعلم عن المانا، هذا ليس شيئًا يستطيع مبتدئ التصدي له.’
شد تينر على عضلاته ليتمكن من إنقاذ زيتش إن حدث له مكروه. حتى وإن تبرأت منه عائلته، هو ما يزال الابن البكر.
‘باينر متحمس للغاية، عليّ تمرينه ذهنيًّا أكثر…’
صليييييل!!
صوت تصادم النصلين الحديدين قاطع تفكيره. دوى الصوت مرتفعًا وحادًا يصم الآذان، كما لو أن سيفين دُفعا بنفس القوّة والتحما معًا. بدأ تينر بالتفكير مجددًا.
‘إن هذا…’
إن هذا لا يُصدق — زيتش واجه باينر في منافسة قريبة المدى. اتسعت عينا تينر ليرى تلك المعركة المُتألقة.
* * *
تراقص سيفاهما بتناغم مذهل، قام المبارزان بأرجحة سيفيهما على نطاق واسع حينًا وسحبهما للخلف والهدف نحو نقاط خصم كلّ منهما العمياء حينًا آخرَ.
امتزجت مشاعر التوتر والإثارة بين مقاعد الجمهور الغفير. قد أثارتهم تلك المنافسة، فقد كانت منافسة إن خطأ بها أحدهما سيموت ميتةً مؤسفة. وامتزج هذا الشعور مع الإحراج بسبب مهارات زيتش التي فاقت توقعاتهم.
صليل! صليل!
تبادلا كمًّا مهولًا من التصادمات.
أرجح باينر سيفه مجددًا ونيته ما حملت شيئًا عدا القتل. كما هو متوقع من فارس رسمي. أظهر مهارات متفوقة مُأرجحًا بسيفه بقوة مهولة.
صلييل!
أوقفه سيف زيتش الأسود مرةً أخرى.
“تبًا لك!تبًا لك!تبًا لك! تبًا!”
تهجم باينر، وحقد عليه وسخطه أكثر من ألف مرة في سره. خطته لهزيمة زيتش واستعادة سمعته باتت هباءً منثورًا.
شعر بما أحسّه الجمهور وهو يقاتل داخل الحلبة.
‘هو لم يتعلم المبارزة حتى!’
إن استمر الأمر على هذا النحو، ستسوء سمعة باينر أكثر. هو يملك اليد العُليا لكن هذا ليس كافيًا.
ضربة عنيفة!
أخذ باينر خطوةً للوراء وفكر،”سأراهن بهذه الحركة على فوزي!’
أمال بسيفه أفقيًّا جانب وجهه. كان طرف سيفه يستهدف عنق زيتش.
صرخ سيف باينر بجنون، وتدفقت المانا بشكل مبالغ فيه بجسده. تدفقت المانا بشكل دائري كما الأمواج المهتاجة ومرت بنصله وعادت لجسده مرة أخرى. جرى مجرى هائل بجسمه حتى امتدت حواسه إلى نصله الباتر.
‘هذه هي!’
اتسعت عينا تينر وكل من رأى حالة باينر، حتى الكونت انحنى للأمام. كانت تقنيته تلك متقدمة جدًّا. هي شائعة بين فرسان ستيلوال لكنها ما تزال متقدمة على شخص بعمر باينر.
إطلاق!
كما مجرى الضوء، بدا جسده كأنه يزداد طويلًا، لكن هذا مجرد وهم. وفي غمضة عين، تقدم طرف سيفه ناحية رقبة زيتش.
‘أمسكتك!’
لمعت عيناه.
صليل!
بعد الشعور بتلك الهزة الصادمة، استقام باينر مسرعًا وأمسك بسيفه مجددًا.
خدش!
خدش سيفه نصل زيتش .
توقف باينر بسبب دفاعه، وابتسم زيتش بسبب منظر سيف ذلك الفارس موجودًا بجانب وجهه.
“ألم أخبرك؟”
توقف مصدومًا لأن هجمته القاتلة صُدت وقد سمع صوت زيتش يرن بأذنه.
“أخبرتك أنّك لُقمةٌ سائغة.”