The Regressed Demon Lord is Kind - 3
الفصل 3
سار زيتش في ممر مغطى بسجاد سميك.
كما المتوقع من عائلة نبيلة، ملأت الديكورات الفاخرة جانبي الحائط. لكن كل هذا لم يناظر مقام الكونت تمامًا. بدا الأمر كما لو أن التصاميم الفاخرة قُللت للحد الأدنى لتناسب مقام المالك، وكل هذا لمح لشخصية صاحب القصر.
لكن زيتش لم يعر الديكورات اهتمامًا، فقد كان منغمسًا في أفكاره.
‘أهو والدي؟’
كان والد زيتش منسيًّا بالنسبة له بعد أن ترك العائلة.
‘ربّما يريد محادثتي عن كيفية ضربي للفارس والخادم.’
بالنظر إلى ترتيب الأحداث، هو لم يكن مخطئًا. فقد آذاهم أكثر من اللازم بقليل، لكن إن آخذت العائلة طريقة الخادم والفارس التي قللت من شأنه بعين الاعتبار، فزيتش لم يخطئ. وبالأخص ذلك الخادم؛ قد استحق أن تُقطع رقبته.
‘كان ليكون هذا شيئًا طبيعيًا.’
لسوء الحظ، لن تبدي عائلته أدنى اهتمام لما هو ‘طبيعي’ بالنسبة له، فقد كان هذا سبب ترك زيتش لهم.
وقوف!
وقف زيتش أمام الباب المنقوش عليه نقش ذئب شرس. ووقف على جانبي الباب فارسان بسيفيهما.
أدار زيتش وجهه إليهما.
دق! دق! دق!
قرع أحدهما الباب.
“مولاي، وصل السيد زيتش.”
“دعه يدخل.”
تسرب من الباب صوتٌ منخفض ورزين.
“رجاءً تفضل بالدخول، سيدي.”
عاد الفارس إلى مكانه، ووقف زيتش لوهلة مُحدقًا في الباب.
‘أتذكر جيدًا كيف كان صعبًا عليّ دخول هذه الغرفة.’
تذكر زيتش حياته الماضية. هو شخصٌ مختلف الآن، فاتحًا الباب على مصراعيه، لم يعد يحمل في قلبه حتى ذرة من الخوف.
أول شخص رآه زيتش كان رجلًا عجوزًا تخللت خصل الشعر فضية اللون الشبيهة بالأسلاك لحيته، كان يجلس على كرسيٍّ كبير. برزت شفتاه اللتان بدتا متصلبتين. علم زيتش أن هذا الرجل والده وسيد القصر، الكونت ستيلوال.
لم يكن الكونت الوحيد في الغرفة. بل كان الفارس باينر والخادم يقفان بجانبة. وقد كانا سالمين غانمين، بدا الأمر كما لو أنهما قد شُفيا بجرعة سحرية غالية الثمن أو بمعالج استثنائي.
‘وأيضًا…’
كان هناك شخصان آخران.
‘والدتي وأخي الصغير.’
على الرغم من التجاعيد التي أحاطت عينيها، كانت والدته، فلوريلا ستيلوال، فاتنةً حقًّا؛ والفتى الممسك بذراعها كان أخاه الصغير، جريج ستيلوال، شعره بنيّ مائل للحمار ويملك وجهًا ناعمًا. عُمل زيتش بدونية من قبل خادم بسببهما.
‘لكن لا يمكنني لومهما فقط —’
ركز زيتش بنظرة على الكونت مجددًا.
كان ربّ الأسرة عليمًا بما يفعلان، وهذا عَنَا أن ما مرّ به زيتش من معاملة كان شيئًا مرغوبًا فيه بالنسبة لوالده أيضًا.
عينا الكونت حدقتا مباشرة بزيتش بنظرة ثاقبة. إن كان زيتش القديم، لنظر بعيدًا وحيّاه تحيةً مهذبة. لكن زيتش مختلف الآن، فقد استمر بالنظر مباشرة بعيني والده.
رفة!
حاجبا الكونت قد رفَّا.
“… أنسيت حتى كيف تلقي التحية بشكل لائق؟”
قد ملأ صوتَه الغضبُ. إن كان ‘سيد شياطين القوّة’ لضحك على غضبه وسحق رأس على الطاولة. لكن زيتش، وبشكل مفاجئ، قد انحنى — لكنّه قد مال أكثر من اللازم قليلًا.
كشر الكونت أكثر فأكثر.
‘لا بد أنه منزعج جدًا.’
توقف زيتش عن الحراك. فكر في تخريب الأمر وإغضاب والده أكثر كما كان ليفعل ‘سيد شياطين القوّة’، لكنّه قرر التراجع عن هذه الفكرة. كان من المستحيل فعل ذلك بجسده الحاليّ. لمئات السنين عُرف آل ستيلوال بين العائلات بسبب حياتهم للمملكة من هجمات الأعداء. كانت قوتهم عظمى.
وإلى جانب ذلك، ما زال زيتش بحاجة لتقرير نهج حياته الجديد. لم يرد إفساد كل شيء منذ البداية. بالطبع كانت مفاهيم زيتش عن ‘إفساد الأمور’ مختلفةً عن العادة، لكن ولو.
“انظر إليه يا مولاي. هذا الفتى لم يغير من إسلوبه ولو قليلًا ألم أقل لك؟ هو لا يستطيع اظهار أساسيات آداب السلوك حتى! هذا الفتى لم يحترم أمّه وأخاه أبدًا والآن هو يظهر نفس السلوك لوالده! إلى أيّ مدى ستستمر وقاحته؟”
‘واو، انظر إليها تنطلق بالكلام.’
وهو يشاهد أمه — لا بل زوجة أبيه وهي تذرف دموع التماسيح، ضحك زيتش في سره.
أضاف جريج أيضًا، “يا أمي وأبي، أنا واثقٌ أن زيتش مُرهق قليلًا، هو بالتأكيد لا يملك نيَّات خبيثة.”
‘هو ابن أمه حقًّا.’
(بصراحة بقى هو قال مثل انجليزي بيدل على مدى تشابه أخوه بأمه بس ماعرفتش الاقي مثل عربي زيه)
شعر زيتش برغبة في الضحك على رد أخيه الرنان ذاك. كانت عائلة زيتش معقدة قليلًا، لكن بطريقة ما يمكن شرحهم بسهولة. الكونتيسة الحاليّة تزوجت والده بعد موت والدته، وقد وُلد أخوه بعد ذلك. باختصار شديد، أرادت الكونتيسة الحاليّة أن يكون ابنها الوريث بدلًا من زيتش.
‘حتى رواية رخيصة من الدرجة الثالثة لن تكون مبتذلة لهذه الدرجة.’
لكن كانت هذه حقيقة زيتش.
“ماذا تريدني أن أقول.”
لم يحاول زيتش حتى إخفاء نبرته المتمردة. الجميع، حتى الكونت، جميعهم قد تفاجؤوا. دائمًا ما ظنّوا زيتش خجولًا وأنه تحت طوع الكونت بالكامل، لكن كانت تلك مجرد محاولة يائسة لطفل مسكين للحصول على اهتمام وحماية والده في منزل موحش قد هُجرَ فيه وحيدًا.
‘هذا لم يعد مهمًا ليّ بعد الآن.’
بانج!
ضرب الكونت الطاولة ضربةً عنيفة بقبضته. جفل الجميع بسبب غضبه، لكن زيتش ظلّ هادئًا.
“كانت أخلاقك الشيء الوحيد المُرضي بشأنك، لكنك الآن تتخلى عن النعمة التي حمتك؟ كيف لك وراثة اسم العائلة إن كنت بهذه العقلية الفاسدة!”
“أتفكر حتى في جعلي وريثًا؟”
“ماذا؟!”
أصبح الكونت عاجزًا عن الكلام بعد سماع رد زيتش الغير متوقع. نظر المتفرجون، لهذا الحوار المتبادل، في دهشة.
“بالطبع! أنت بعد كلّ شيء الابن البكر! من الطبيعي أن أُنصبك وريثًا، لكن بالطبع، ما دامت لا تشوبك شائبة.”
شعر زيتش بنبرة الكونت الساخطة. حتى وإن بدا الكونت في صف زيتش، فقد أضاف نقطة المثالية التي لا تشوبها شائبة.
‘وأيّ نوع من الشوائب سيختار يا تُرى.’
انحنى زيتش للكونت بحركة مبالغ فيها.
“فقط للتفكير في أن والدنا المُحترم قد فكّر بهذه الطريقة العادلة. مع سماع هذا، يشعر ابنك المُقصر أنه يطير من الفرح.”
هذا المدح المبالغ به قد تحول لسخرية، وقد احمر وجه الكونتيسة. لكن لم يكن الكونت أول من رد.
“كيف لك إظهار هذه الوقاحة تجاه والدك؟ اعتذر الآن وحالًا!”
صرخت الكونتيسة.
“أنّى ليّ التواقح تجاه والدي؟ أكثر شخص أُقدره من أعماق قلبي. لا بد من وجود سوء فهم.”
ولينهيّ هذا النقاش، قال زيتش كلمةً أُخرى.
“أمّي.”
الكونتيسة، التي كانت على وشك إكمال حديثها أغلقت فمها. مع عينين متسعتين تنظر يمينًا ويسارًا.
“أقلتَ لتوّك ‘أمي’؟”
“أجل فعلت يا والدي، دائمًا ما كنت أستخدم لقب ‘الكونتيسة’ لمخاطبتها، ألا يُبدي هذا بأننا بعيدان عن بعضنا؟ أليس كذلك، أمي؟”
تغيرت تعبيرات وجه الكونتيسة تمامًا، بدت مُتقززة كما لو أن حشرة وقفت أمامها. لكن زيتش أكمل كلامه، “يا أمي، أنت تبدين شاحبة. يا أمي، هل تتألمين في أيّ مكان؟ يا أمي، هل ننادي مُعالجًا.”
جفلت الكونتيسة مع كل مرة قال زيتش ‘أمي’. بدا الامتعاض واضحًا كما لو كانت تأكل الليمون، ما انفك خداها عن الارتعاش، زيتش وجد الأمر ممتعًا واستمر بحشر كلمة ‘أمي’ في كل جملة يقولها. علمت الكونتيسة أنه قصد هذا، لكن لا يمكنها قول شيء. فبعد كلٍّ، من المفترض أنه ابنها أيضًا؛ كان جعله يتوقف عن مناداتها بـ ‘أمي’ شيئًا مستحيلًا.
“أنـ-أنا بخير حال، لا شيء يؤلمني.”
“أمي العزيزة، قد اطمأننت على صحتك. لكن أمها، فقط زيادة تأكيد، أرجو أن تزوري معالجًا ليكشف عليك. لن يهدأ لي بال إلا إن فعلتِ هذا، يا أمي.”
سعال!
كما لو أن في حلقها غصة، بدت الكونتيسة شاحبة. ثمّ سعل الكونت ليكفّ زيتش عن إغاظته لها.
“أتعلم لأي غرض أردتك اليوم؟”
تفحص الكونت تعابير زيتش، قد بدا مختلفًا عن زيتش المعتاد.
“الأمر متعلق بهذين الاثنين، أليس كذلك؟”
أشار زيتش للخادم والفارس.
“أجل، حيال ما فعلته بهمـ —!”
“أقدم خالص اعتذاراتي يا والدي.”
حنى زيتش رأسه. ناقض اعتذاره المؤدب سلوكه العدواني الفائت، عجز الكونت عن الكلام أو التعليق على التغيير المفاجئ في سلوكه — ما فعله زيتش بعد ذلك فاجأه أكثر.
“أعتذر على إزعاجك بسبب تلك المشاكل التي لم أنظف فوضاها بنفسي. من الآن فصاعدًا، سأهتم بهذه الأمور بشكل أفضل.”
بدأ زيتش بالحراك، حدق الجميع به. كان يتوجه نحو زاوية الغرفة حيثما وُجِد سيف مزخرف عُلق وعلامة X فوقه.
تلويح!
كما هو متوقع من عائلة عسكرية، حتى نصل السيف المزخرف، الذي وجد فقط من أجل الشكل الجمالي، كان حادًا. استدار زيتش بينما كان حاملًا للسيف.
قعقعة! قعقعة!
وقف باينر وجريج أمام الكونت والكونتسية بوضعيات دفاعية وهما يحملان سيفيهما.
“ماذا تفعل!”
صرخ الكونت ووجهه محمر من الغضب.
“ألم أقل لك أني سأنظف فوضاي بنفسي؟”
“ماذا تعني بـ’ فوضى’؟”
رشق زيتش السيف في الأرض. وأشار على الخادم بيده الأخرى.
“أليس الأمر واضحًا؟ عليّ نحر رقبة هذا الخادم الذي تجرأ على إهانة نبيل.”
“ماذا!”
عينا الكونت أصبحتا حمراوتين كما الدماء من الغضب، لكن زيتش أمال رأسه بثقة.
“هاه؟ أليس هذا سبب مناداتك ليّ؟ ظننتُك طلبتني لأنهيّ حياة هذان اللذان تجرآ على إهانة الوريث الشرعي الحامل لدماء ستيلوال العظيمة.”
شمل حديث زيتش باينر الذي نظر له بعدم تصديق.
“قد تعاملت معهما بنفسيّ بالفعل. لم أرد تضخيم المشكلة، لكن ما باليد حيلة إن لم تكن راضيًا. قد فكرت بالأمر ويبدو ليّ أن عقابيّ كان رحيمًا حقًّا. فبعد كلٍّ أليسا هما من تجرآ على إهانة الوريث الشرعي الحامل لدماء ستيلوال؟ لا تحمل همًّا يا والدي، سأنحرهما بعناية وسأعلق رأسيهما على باب القلعة.”