The reason the villain covets me - 77
──────────────────────────
🌷 الفصل السابع والسبعون –
──────────────────────────
كانت هناك امرأة تقف في نفس المكان الذي كانت تقف فيه آنيت قبل أن يُرافقها هوغو.
“هااااا …”
كانت إيفون تُحَدِّق بحزن في الدَّرَج المؤدي إلى الطابق الثاني.
خلفها، كان هناك رجل ينظر إلى صديقة طفولته وحبه الأول من بعيد.
رفع إرنست يده وخفضها مرارًا وتكرارًا وهو يفكر فيما إذا كان يجب عليه أن يقترب من إيفون أم لا.
“اارغ…”
“أنا … أنا آسفة. لقد كنتُ مشتتة الذهن للحظة.”
“كوني حذرة يا هذه.”
كان هناك رجل في منتصف العمر يركض باستعجال إلى مكان ما ولذلك اصطدم بإيفون.
لقد كان الرجل هو من اصطدم بإيفون أولاً، لكنه رغم ذلك غضب منها ورفع صوته عليها.
تقدم إرنست إلى الأمام بعد أن رآها تكافح أمام الرجل.
“أليس هذا خطأكَ بما أنكَ أنتَ من ظهرتَ فجأة بينما تركض في مثل هذه الردهة الضيقة؟”
عندما طرح إرنست هذا السؤال بفتور، نظر الرجل إليه وإلى إيفون من أعلى إلى أسفل ثم أدرك هويتها وأخيراً.
“آه، أنا آسف أيضًا.”
نطق الرجل باعتذارٍ غير صادق وبدأ في الركض باستعجال مرة أخرى.
“مهلاً، هل أنتِ بخير؟”
“إرنست؟ كيف وصلتَ إلى هنا؟ ومنذ متى وأنتَ هنا؟”
اتسعت عيون إيفون وكأنها قد فوجئت من ظهور إرنست المفاجئ أمامها.
لقد كانا معًا في نفس الحفلة طوال الوقت، لكنها لم تعلم بوجوده إلى حين اللحظة.
بدأ قلب إرنست يخفق بشدة لأن أسئلة إيفون المتتالية كانت بدافع اللامبالاة وليس الاهتمام.
هكذا أصبحت كل الشجاعة التي كان يملكها بدون فائدة، ولذلك قرر إرنست المغادرة.
“هل ستغادر لأنكَ تشعر بالشفقة عليّ أيضًا؟”
“ماذا تعنين بكلامكِ هذا؟”
لفتت كلمات إيفون انتباه إرنست، الذي كان قد أدار ظهره ليُغادر المكان.
“لا بد من أنني أبدو مثيرة للشفقة في نظركَ، خصوصاً وأنني قد تأثرتُ بكلمات سمو ولي العهد الحلوة وبدأتُ أعيش في عالمٍ خيالي وردي رغم أنني ما زلتُ أُعامل كمجرد قطعة أزبال وضيعة ملقاة على جانب الطريق من قبل الآخرين. في الحقيقة أنا أعرف جيداً أكثر من أي شخص آخر كم أنني مثيرة للشفقة، ولكن ليس بيدي من حيلة سوى قبول هذا الوضع.”
أمسكت إيفون بحاشية فستانها وأخفضت رأسها بمرارة بينما تُحاول التحكم في مشاعرها.
لقد اختفت الصديقة التي كانت دائمًا صادقة وواثقة، ولم يبقى هناك سوى امرأة تواجه صعوبة حتى في طرح سؤال بسيط للغاية.
“حسنًا. إنكِ مثيرة للشفقة حقاً.”
لم تكن هذه هي إيفون التي عرفها إرنست في الماضي.
لم يكن من عادتها أن تكون حريصة على الحصول على شيء ليس لها، ولا أن تقف بهدوء في مكان ليست مرتاحة فيه بينما ترتدي ملابس لا تناسبها.
في الماضي، كانت إيفون تتألق كالجوهرة حتى عندما تكون مغطاة بالتراب، لكنها الآن هامدة وخافتة على الرغم من أنها ترتدي الملابس والمجوهرات الأكثر لمعاناً وترفاً في الحفلة.
والشخص الذي كان يعرف هذه الحقيقة أفضل من غيره هو إيفون ذات نفسها.
“ولكن يمكنكِ التخلي عن كل هذا وقتما تشائين. لم يفت الأوان بعد. سوف أساعدكِ بكل ما أملك، لذلك دعينا نعود إلى مسقط رأسنا. الجميع سوف يُرَحِّب بكِ بسعادة غامرة.”
حاول إرنست رفع صوته، لكنه كان لا يزال خافتاً ومتردداً ولذلك لم يتمكن من نقل مشاعره الكاملة.
هزت إيفون رأسها بصمت.
“إذن إلى متى سوف تعيشين هكذا؟ إلى متى تعتقدين بأنكِ تستطيعين الصمود؟ هل سوف تقضين حياتكِ هكذا بينما تثقين فقط في انجذاب ولي العهد لكِ؟ هل لا يزال بإمكانكِ الوثوق برجل مثل هذا لبقية حياتكِ؟ هل تستطيعين الوثوق بالرجل الذي يُمسك يد امرأة أخرى ويأخدها إلى مكان منعزل لوحدهما؟”
تنفس إرنست بصخب وصرخ في انفعال.
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يصرخ فيها في وجه إيفون.
“يمكنكِ أن تري ذلك في عينيه أيضًا. هو لم يعد يحبكِ بعد الآن.”
لقد عرفت إيفون ذلك بالفعل.
لقد عرفت بأن مشاعر هوغو الدافئة نحوها سوف تبرد تدريجيًا يومًا ما.
ومع ذلك، فمن الصحيح أيضًا أن إيفون كانت ما تزال بيدقاً مفيداً يستطيع هوغو استغلاله لصالحه، لذا فهو كان ما يزال يحتفظ بها إلى جانبه.
لقد لعب هوغو دور أمير منفتحٍ بما يكفي ليقع في حب ابنة أحد النبلاء الذين فقدوا مكانتهم في المجتمع، كما أنه أصر على الزواج من إيفون لتجنب الزواج من امرأة اخرى من عائلة نبيلة ثرية قد تُمارس عليه ضغطاً سياسياً كبيراً.
هذا لأن إيفون امرأة لم ولن تتمكن أبدًا من اكتساب قوة سياسية أكبر من هوغو، ولهذا سوف ينظر إليها النبلاء دائماً بازدراء ولكن سوف يحسدها عامة الناس جميعاً.
لذلك فقد كان قرار حبه لها لغرض سياسي بحت.
كان هوغو دقيقاً بما يكفي ليتظاهر ببراعة بأنه يحب إيفون، لكن إيفون لم تكن غبية بما يكفي ليتم خداعها بتمثيله المتقن.
لكن المعرفة منبع كل الشقاء.
“لقد تعلمتُ أنه إذا ثابر شخص ما واستمر في المحاولة، فسوف يُصبح كل شيء أفضل من ذي قبل مع مرور الوقت. بفضل وجودي بجانب سموه، أصبح هناك عدد أقل بكثير من الأشخاص الذين يُعاملوني بشكل سيئ. لقد عرف الرجل السابق أيضًا من أنا وقدّم اعتذارًا حتى لو كان فاترًا.”
“استيقظي!! هذه مجرد سفسطة تخدعين بها نفسكِ. عليكِ أن تعيشي في مكان لا يوجد فيه أشخاص يُعاملونكِ فيه بشكل سيء في المقام الأول.”
“لحسن الحظ، فسموه يُحبني تمامًا ظاهرياً، لذا أعتقد أنه يمكنني تحمل الوضع. إذا كنتُ أدرك هذا وأتعايش معه، فسيكون كل شيء على ما يرام. حتى أنني الآن أصبح لدي صديق بجانبي ويواسيني.”
“من فضلكِ، إيفون، من فضلك ….”
“كان هناك وقت عندما كان حبنا حقيقيًا، لذلك إذا بذلتُ جهدًا أكبر، فربما سيُحبني سموه كما اعتاد من قبل.”
“مهلًا، هذا ليس حباً بعد الآن.”
لم يكن لدى إرنست أي وسيلة للتعبير عن المشاعر المختلطة التي كان يشعر بها الآن.
وأخيراً لاحظ إرنست مظهر ايفون بشكل متأخر.
في اللحظة التي أدرك فيها سبب كون مظهرها غريباً ولكن مألوفًا في الآن ذاته، لم يعد بإمكانه تقديم النصيحة أو محاولة إقناعها بعد الآن.
لقد رأى آنيت في إيفون.
كانت إيفون تحاول تقليد آنيت.
الملابس… السلوك… كل شيء.
لقد فقد إرنست حبه الأول، لكن إيفون كانت تفقد نفسها.
أرادت إيفون أن تُقَلِّد أكثر شخص تعرفه جمالاً وفخراً ويحظى باحترام في المجتمع.
لقد كانت ملابسها الحالية مصنوعة في نفس المتجر التي تشتري منه آنيت ملابسها الفاخرة، لكن تلك الملابس لم تناسب إيفون كما ناسبت آنيت.
شعر إرنست بالأسف على مظهرها الغريب وبدأ يتعاطف معها.
‘الأسف؟’
تفاجأ إرنست من أفكاره.
لقد تغيرت مشاعره تجاه إيفون عن ذي قبل.
لقد بدأ التعاطف يختلط بالحب…
كما لو أنه لم يعد حباً بعد الآن.
* * *
أمسكت آنيت بصدرها الذي شعرت أنه على وشك الانفجار وتمتمت بصوت منخفض.
“لما – لماذا أنتَ هنا؟”
لقد كان ثيودور يقف تحت النافذة.
على الرغم من أنها كانت ليلة مظلمة، إلا أن عيناه الزرقاء كانت واضحة وضوح الشمس.
ربما كان ذلك بسبب البرودة والقسوة التي كانت تتوهج بها عيناه أكثر من المعتاد.
‘هل كان يستمع إلى كل شيء من هناك؟’
كانت آنيت متفاجئة للغاية عندما رأت ثيودور، لكنها شعرت بالارتياح بمجرد انتهاء مفاجأتها.
لو كان ثيودور هنا طوال الوقت، لما كانت آنيت لتكون في خطر حتى لو فعل هوغو شيئًا سيئاً لها.
بمجرد أن نظرت آنيت إلى عينيه مباشرة، شعرت بأن كل الكحول الذي شربته قد اختفى من جسدها تمامًا وأنها قد عادت إلى رشدها بشكل كامل.
تنهدت آنيت في ارتياح ونظرت إلى ملابسها.
بما أنها كانت تحضر حدثًا خيريًا، فقد ارتدت فستانًا أنيقًا وبسيطاً قدر الإمكان تسهل الحركة فيه.
لقد كانت ترتدي ملابساً يُمكن لأي شخص أن يرتديها، حتى لو لم يكونوا من النبلاء.
بعد ذلك، نظرت إلى حجم النافذة وارتفاعها.
في الواقع، لقد فكرت في الأمر بالفعل عندما كانت تقوم بالبحث عن أسوأ طريقة للهروب من هوغو…
وخلصت إلى أنه نظرًا لأن هذا كان مبنى مستشفى قديم، فإن ارتفاع الأرضية لم يكن مرتفعًا جدًا.
“سوف أقفز الآن!”
“ماذا؟ انتظري، ماذا قلتِ أنكِ سوف تفعلين الآ …”
دون تردد، تسلّقت آنيت النافذة وقفزت.
هرع ثيودور لإمساكها دون وعي، ولم يتمكن من إنهاء ما يريد قوله لأنها قفزت قبل أن تسمح له بذلك.
كانت آنيت هي التي سقطت من الطابق الثاني، لكن ثيودور هو الذي كان يرتجف بينما كانت تعابير وجهه الخائفة مضحكة بالنسبة لها.
“لماذا كنتِ هناك؟ ولماذا أصبحتِ هنا؟ ألا توجد سلالم في عالمكِ؟ ألا تعرفين كيفية استخدام السلالم أم ماذا؟!”
“لقد قفزتُ من الطابق الثاني فقط. إنه ليس عالياً جدًا، لذا لم أكن لأتأذى حتى لو لم تمسك بي، أليس كذلك؟”
“هل أنتِ مجنونة أم ماذا؟ هناك درجات عديدة من التهور، ولكنني لم أسمع عن شخص عاقل قد قفز من نافذة الطابق الثاني من قبل؟”
“إنه مستشفى، لذا حتى لو سقطتُ وتأذيتُ، فقد كنتُ سأتلقى العلاج على اي حال.”
“بقولكِ لهذا الآن … كيف تستطيعين بحق الخالق أن تكوني بهذه الثقة وتقفزي من النافذة هكذا دون خوف او تردد؟”
“هذا لأنني أثق بكَ يا صاحب السمو.”
أغلقت آنيت عينيها وغطت أذنيها بيديها كما لو أنها لم تكن تريد سماع المزيد من تذمره.
وأخيرًا، خرجت تنهيدة محبطة من فم ثيودور ثم أطبق شفتيه خانعاً.
لقد أراد ثيودور أن يضغط على رأسه النابض، لكنه لم يستطع بسبب المرأة التي كانت بين ذراعيه.
قام ثيودور بالتحقق بسرعة من جسد آنيت ليتأكد مما إذا كانت تتألم في مكان ما.
لم تكن النافذة بالتأكيد مكانًا مرتفعًا.
لقد كانت الرياح تحمل المحادثة بين هوغو وآنيت مما جعل من السهل بالنسبة لثيودور سماعهما.
لكن بالطبع، كان عليه أن يركز انتباهه جيداً ليسمع كلمة أو كلمتين بوضوح.
ومع ذلك، حتى لو كان هذا الارتفاع مقبولاً بالنسبة للأشخاص الآخرين، فقد لا يكون الأمر كذلك بالنسبة لجسد آنيت الضعيف.
كان ثيودور يشعر مرة أخرى بمدى ضعف الجسد الذي كان يحمله بين ذراعيه الآن.
لكن رغم ذلك ما تزال حقيقة أن آنيت قد أصبحت تتمتع بصحة أفضل بكثير مما كانت عليه عندما كانت في الفيلا قائمة.
لقد كان ثيودور يُفكر في التذمر عليها أكثر، لكن آنيت قفزت من ذراعيه فجأة ومدت يدها نحوه.
“أريد أن أتمشى.”
لم تكن آنيت من النوع الذي قد يتصرف بمثل هذا الهدوء إذا اشتكى منها شخص ما، ناهيك عن التذمر.
أضاع ثيودور اللحظة التي يستطيع فيها أن يُعبّر عن غضبه ولم ينشغل باله إلا بآنيت التي كانت تتصرف بهدوء على غير العادة.
“هيا~”
تأبّطت آنيت بشكل طبيعي ذراعي ثيودور وجذبته نحوها.
تصلب جسده للحظة بسبب تصرفاتها الودية التي ظهرت من العدم.
اليوم، شعر ثيودور بالخوف من تصرفاتها التي غالباً ما قد تكون ناتجة عن مجرد نزوة.
“أريد أن أتمشى معك يا صاحب السمو.”
“هل أنتِ ثملة؟”
“أنا أعترف، لقد شربتُ كثيرًا، لكنني أعتقد بأنني قد أفقتُ من آثار الخمر بالفعل.”
“إن قيامكِ بشيء كهذا بعقل رصين هو أمر أكثر رعبًا بكثير.”
نظرت آنيت إليه للحظة.
“أريد أن أذهب إلى مكان ما قبل أن تنتهي هذه الحفلة… لكن يبدو أنه سيتعين عليّ الذهاب بدون حراس، لذلك أرجو منكَ مرافقتي، و ….”
ترددت آنيت للحظة.
“هل يمكننا ألا نتشاجر اليوم؟”
“لماذا؟”
“هكذا فقط. أريد أن أكون طبيعية معكَ لبعض الوقت. دعنا نبقى هكذا إلى حين يُلاحظنا الناس ثم نعود بعدها إلى أدوارنا الإعتيادية.”
يبدو أن هذه مجرد نزوة من نزوات آنيت كما تكهن ثيودور بالفعل.
لقد غضبت آنيت من تلقاء نفسها قبل بضعة ايام وهربت من المنزل، لكنها الآن أول من باشر بمفاوضات الهدنة.
يبدو أن شخصيتها غير المستقرة وغير المتوقعة قد وصلت إلى ذروتها الليلة.
لكن لم يكن هناك شيء يمنع ثيودور من القيام بما طلبته منه، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة فقط.
من قبيل الصدفة، كان لدى ثيودور أيضًا ما يقوله لآنيت، ولولاها لكان قد اقترح الهدنة أولاً.
بدلاً من قول كلمة أخرى، مدّ ثيودور ذراعه لتستطيع آنيت الإمساك به بشكل مريح.
ابتسمت آنيت وعقدت ذراعيها حوله.
لقد كانت تلك ابتسامة لم تكن موجودة عندما اصطحبها هوغو معه إلى تلك الغرفة المنعزلة.
ليس سيئًا.
يبدو أن هذه كانت مكافئة جيدة للغاية لتحكم ثيودور في أعصابه وعدم تدخله في محادثة الاثنين.
عندها خرج الزوجان من الباب الخلفي للمستشفى لتجنب أنظار الآخرين.
لقد كانت هذه مجرد فترة قصيرة من السلام يمكنهما الاستمتاع بها إلى حين يأتي حراس الدوق الأكبر، الذين سرعان ما سوف يلاحظون غياب سيدهم وسيدتهم من الحفلة، للبحث عنهما.
تبع ثيودور آنيت بصمت إلى حيث قادته.
لقد أحضرته إلى مدخل حي فقير غير مألوف له، هو الذي نشأ طوال حياته في أرقى شوارع العاصمة لايدير.
طرقت آنيت باب المنزل في نهاية الزقاق بطريقة مألوفة وإيقاعية بشكل مثير للريبة …
ثم صاح الشخص الذي خرج من هناك في مرح.
“آاااانييييت، حُبِّي!”
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────