The reason the villain covets me - 43
──────────────────────────
🌷 الفصل الثالث والأربعون –
──────────────────────────
في اللحظة التي ارتفعت أصابع قدميها ببطء على الأرض، وقفت آنيت منتصبة، والتصقت شفتيها الدافئة بجبين ثيودور.
هل هناك وقت كان فيه وجهها الجميل قريباً منه وبارزاً بقدر ما كان في تلك اللحظة؟
على الرغم من ابتسامة آنيت الخبيثة، لم يستطع ثيودور الابتسام في وجهها.
لم يكن يعرف حتى كيف يتصرف كرد فعل على تصرفات آنيت الغريبة.
كما لم يكن يعرف لماذا لم يستطع الرد على حركتها الصغيرة هذه.
لو لم تفتح آنيت فمها أولاً، فربما لم يكن ثيودور ليعود إلى رشده في أي وقت قريب.
“سوف أبذل قصارى جهدي حتى أهزمكَ شر هزيمة.”
“هل سوف تقومين بالغش؟”
“لا، لقد كنتُ أتدرب كثيراً. لذلك سوف أُقدِّم أفضل ما لدي للإطاحة بفرائسي.”
“إذن لا داعي لأقلق على نفسي.”
لم يكن ثيودور يعتقد أن آنيت شيرينجن سوف تفشل في مهمتها، لكنه كان مقتنعاً بنفس القدر أنها لن تهزمه.
***
تَوَجّهت العربة التي كانت تحمل الدوق الأكبر وزوجته نحو أرض مهرجان الصيد.
استمر مشهد الأشجار المملة فقط بالظهور خارج النافذة.
كانت آنيت تتكئ على النافذة بينما تنظر بملل خارج العربة طوال الوقت الذي كانت فيه في العربة.
كان ثيودور على الجانب الآخر يُراجع الأوراق المتعلقة بالأمور التي قالتها آنيت عن هذا العالم.
كم من الوقت استمر ذلك؟
بعد دخول طريق ضيق، اصطدم غصين طويل بالنافذة.
جفلت آنيت ورفعت رأسها، ربما خائفة قليلاً بسبب صوت الاصطدام الذي سمعته بينما سرق النوم جفنيها للحظة.
عندها التقت أعينهما للمرة الأولى بعد دخولهم العربة.
وضع ثيودور الأوراق على الكرسي.
“هل هناك أي شيء ممتع في الخارج؟”
“غابة مليئة بالأشجار لم أرها في حياتي من قبل، طريق لم أمشي فيه من قبل، أو ربما عربة تخشخش لا يمكنني التعود عليها بغض النظر عن عدد المرات التي أركبها فيها؟ قد يبدو الشيء الأخير مملًا بعض الشيء، لكن الأكثر مللًا هو دوار الحركة.”
كان جسد آنيت الضعيف يُعاني من دوار الحركة بسهولة.
“لا يمكنني النوم بشكل مريح حتى لأن هذه العربة غير مريحة.”
في بعض الأحيان، عندما كانت العربة تسير بقوة، كانت آنيت تضرب رأسها مع الجدران.
بغض النظر عن مدى نعومة الوسائد التي تتكئ عليها، فإن الإحساس بصلابة العربة لم يختفي أبداً.
في الوقت نفسه، عندما ضربت رأسها بالسقف ثلاث أو أربع مرات، بدأت آنيت في النظر نحو ثيودور بعيون تشبه عيون الأرواح الشريرة الغاضبة.
“لا تقلقي، عندما نعود، سوف نركب حصانًا.”
“لا تتظاهر بأنكَ لا تعرف ماذا أريد.”
نظرت آنيت إلى زوجها باستخفاف.
عرف ثيودور ما هي الرغبة المخفية في تلك النظرة، لكنه تظاهر بعدم معرفة أي شيء وفتح الأوراق مرة أخرى وبدأ في قراءتها.
كرهت آنيت تجاهل ثيودور لها، لذلك نهضت من مكانها وجلست بجانبه ثم انتزعت الأوراق بعيدًا من يده ورمتها على الأرض.
“كيف تتصرفين بقلة احترام هكذا مع زوجك؟”
“لا أريد أن أحترم زوجًا يتجاهل رغبات زوجته. ألا يمكننا شراء سيارة فقط؟”
“لا.”
“لماذا؟!”
في النهاية، صرخت آنيت في وجه ثيودور.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تنظر فيها آنيت الى عيني ثيودور بعد ركوب العربة، لكن رغم استمرارها بالتحديق في عينيه بعناد، لم يجب ثيودور على سؤالها أبداً.
“إنها أكثر ملاءمة من هذه العربة المهترئة، لكنني لا أفهم لماذا لا تريد شراءها. ليس الأمر أنكَ لا تملك نقودًا لتشتريها. انظر للأمر من هذه الناحية، إذا كانت لديك سيارة، فلا داعي لرعاية الأحصنة وصرف مبالغ مالية ضخمة للإعتناء بها، وكذلك هي أكثر سهولة وراحة في التنقل. إذا لا تريد أن تدفع المال، بإمكاني أن أصرف المبلغ من خزينة عائلة شيرينجن، ما رأيك؟”
قبل أيام قليلة، اكتشفت آنيت وجود سيارات في هذا العالم.
اعتقدت أن وسيلة المواصلات الوحيدة الموجودة هنا هي العربة والحصان، لكن صادف أن رأت سيارة تمر بالشارع الرئيسي.
بالطبع، كانت السيارات هنا بخارية وعتيقة قليلاً مقارنة بالسيارات الحديثة في عالمها، لكنها كانت ذات بنية مشابهة لها على عكس عربات الحصان المزعجة.
عرضت آنيت، التي كانت متحمسة بعد رؤية ذلك، شراء سيارة مستشهدة بثروة شيرينجن الكبيرة، لكن ثيودور رفض.
“السيارات ليست أرستقراطية على الإطلاق.”
“هذا ليس سبباً وجيهاً.”
تنهد ثيودور عند رؤية شكاوى آنيت العابسة.
“أنتِ لا تريدين امتلاك سيارة، أنت تريدين قيادتها بنفسكِ.”
“لما لا؟ لا أستطيع الركوب في العربة بأريحية، لذا فإن السيارة التي يمكنني قيادتها أفضل بكثير من هذه المهزلة.”
“أي نوع من السيدات تقود سيارة أو أي شيء بنفسها؟”
رفعت آنيت يدها مثل تلميذة نجيبة في فصل دراسي مهم.
كانت تعابير وجهها جدية جدًا لدرجة أن عينيها كانت حازمة وواثقة.
لم يستطع ثيودور حتى الضحك على منظرها، لذلك فرك جبهته في تعب.
“سوف يُصبح الطريق أكثر وعورة بعد قليل، لذا اجلسي بهدوء قبل أن تكسري رأسكِ مثل الجوزة.”
سحب ثيودور آنيت بالقرب منه وأجلسها أخيرًا في حجره.
حدث ذلك بسرعة كبيرة لدرجة أن آنيت احتاجت عدة لحظات لإدراك ما حدث للتو بينما أصبحت بين أحضانه بالفعل كطفلة صغيرة.
“ماذا تفعل؟”
لم ينته الأمر عند هذا الحد، أمسك ثيودور بشعرها الذي كان بين وجهيهما وأزاحه من فوق صدره الى الجانب الآخر من رقبتها ورَتَّبَه بعناية فوق كتفي آنيت.
في لحظة، تورطت آنيت ووجدت وجهها مدفوناً فوق صدر ثيودور مباشرة، كما ظهرت عضلات صدره أمام عينيها.
“هكذا لن تضربي جسدكِ ولا رأسكِ مع العربة. لذا أغمضي عينيكِ واجلسي بهدوء بقية الطريق.”
“لكن..!”
“إذا قلتِ كلمة أخرى، فسوف نعود بنفس هذه العربة إلى قصر فلوريس.”
تَوَقَّفت آنيت عن الكلام وسرعان ما أغلقت فمها.
لسوء الحظ، كان صدره وذراعيه مريحين للغاية.
إلى جانب ذلك، إذا رفعت رأسها، فسوف يظهر وجهها الخجول لثيودور.
لذلك نظرت آنيت إلى الأسفل لإخفاء وجهها، لكنها فجأة رأت خصره …
“انتظر لحظة، لكن سموكَ ما زال مصابًا ….”
“هل أعتبر هذا تعبيراً عن رغبتكِ في العودة إلى القصر في هذه العربة؟”
“لا تخلط الأمور ببعضها. أنتَ مصاب. لقد قالت ليزا أنه يجب أن تتحرك بحذر كبير، لكنني أجلس فوقك الآن بوزني بأكمله.”
لقد كانت لا تزال ندوب الطعنة على جسده.
لم يكن لدى آنيت أي نية للجلوس بشكل مريح في حضن شخص مريض.
ومع ذلك، تَمَسَّك ثيودور بشدة بآنيت، التي كانت تكافح من أجل النزول من حضنه، وعانقها بإحكام.
لم يكن أمام آنيت خيار سوى أن تجلس بحرص وبهدوء قدر الإمكان.
لم يكن هذا الرجل العنيد مستعدًا لتركها تعود إلى مقعدها، لذلك كان عليها أن تكون حريصة قدر الإمكان حتى لا تتسبب في تهيج الجروح في جسده.
“سوف أجلس بهدوء الآن.”
رفع ثيودور زاوية من فمه بارتياح عندما أصبحت آنيت سهلة الانقياد.
بعد استعادة السلام بينهما بالكاد، توقفت العربة عن الحركة على عجل.
كما قال ثيودور، اهتزت عجلة العربة بقوة بسبب صخرة وقفز جسد آنيت في الهواء.
ومع ذلك، بفضل قوة القبضة التي ضغطت على جسدها للحظة، لم تصطدم آنيت بالسقف كالمعتاد.
لم يكن الأمر يشبه الطريقة التي كانت ترفرف بها في العربة مثل دمية ورقية عندما كانت جالسة بمفردها.
نظرت آنيت من النافذة بعناية.
لم يكن هذا مكانًا تتوقف فيه عربة.
“نحن لسنا في خطر، أليس كذلك؟”
عانقت آنيت عنق ثيودور بقوة ونظرت إلى خصره.
هل يمكن أن يكون القاتل الحقيقي قد جاء هذه المرة؟
كان طريق الغابة المهجور مكانًا مثاليًا لارتكاب جريمة قتل.
نظر ثيودور إلى آنيت وقال:
“لقد وعدتكِ من قبل. سأريكِ كل الأوراق التي أملكها في جعبتي. لذلك سوف أعَرِّفكِ الآن على أهم قطعة شطرنج أخفيها وأخطط لاستخدامها في المستقبل.”
“في مكان مثل هذا؟”
نزل ثيودور من العربة أولاً وساعد آنيت على النزول.
كانت هناك عربة أخرى في الخارج.
كان النمط المرسوم على العربة مألوفًا.
“هذا ….”
فُتح باب العربة الأخرى ونزل منها رجل.
لقد كان رجلاً نبيلًا ذو شعر رمادي في منتصف العمر، لكنه كان لا يزال في بنية جسدية لائقة.
استخدمت آنيت المعرفة التي جمعتها من كتب التقويم الأرستقراطي التي قرأتها لمعرفة من هو.
نظرت آنيت، التي تَذَكَّرَت في النهاية نمط العائلة، إلى ثيودور بعيون مفتوحة على مصراعيها من الدهشة.
بدا لها أن زوايا شفتيه المرتفعة قليلاً كانت تصرخ قائلة أن تخمينها كان صحيحاً.
استقبلت آنيت الرجل الذي اقترب منهما، واثقة من استنتاجاتها الخاصة.
“مرحباً أيها اللورد ويلهيلم ستادلر. لم أتوقع أن ألتقي بكَ في مكان مثل هذا.”
(م.م: اللورد = السيد النبيل)
لقد كان ويلهيلم ستادلر، الرجل الذي كان من المقرر أن يكون والد زوجة ثيودور.
إنه أب پاولا ستادلر التي توفيت يوم زفافها.
“ناديني ويلهيلم فقط. لا داعي ليستخدم الشخص الذي سوف أخدمه مستقبلاً الألقاب المُتكلّفة معي.”
“تخدمني؟”
نظرت آنيت إلى ثيودور وطالبت بتفسير.
“أعتقد أنكَ لم تُخبرها أي شيء عني.”
“لو أنني أخبرتها بأي شيء عنكَ دون أن تقابلكَ بأم عينيها، فلم تكن لتُصَدِّقَني.”
“الشك ميزة جيدة لأخذ الاحتياطات المُسبقة وتجنب الوقوع في الخداع. يبدو أنها امرأة حكيمة.”
ابتسم ثيودور ابتسامة واسعة عندما سمع كلمات المديح التي قالها ويلهيلم عن الدوقة الكبرى، لكن وجه ويلهيلم كان لا يزال خالياً من التعابير.
“لقد قَرَّرتُ أن أقف إلى جانب سمو الدوق ثيودور وأن أصبح الشخص الذي يدعمه في الخفاء. الآن بعد أن أصبحتِ الدوقة الكبرى التي سترافقه في تلك الرحلة، سأخدمكِ أيضاً.”
“أنا ….. لا أفهم ما يحدث قليلاً. هذا …”
“لا تترددي في سؤالي عن أي شيء. غالباً أنتِ تتساءلين الآن عما إذا لم أكن ألوم سمو الدوق ثيودور على وفاة ابنتي، أليس كذلك؟”
“…نعم.”
كان ويلهيلم يعرف ما كانت آنيت تخشى أن تسأله عنه وأجابها أولاً.
“أجل، يعتقد الجميع أننا أعداء. لذلك يتعين علينا أن نلتقي سراً في أماكن مثل هذه من أجل التواصل دون جذب الانتباه لنا. إذا حدث حادث اصطدمت فيه عربات بعضنا البعض، فليس لدينا خيار سوى النزول وإجراء محادثة على الطريق وهكذا سوف نستطيع تقديم العذر إذا ما رآنا أحد ما.”
بعد حفل الزفاف الرهيب، أغلقت عائلة ستادلر أبوابها ولم تتواصل مع أي شخص بعدها.
بالطبع، لم يلتقي ويلهيلم وثيودور أيضًا.
ومن المعروف للناس أن الاثنين كانا أعداء.
لكن ذلك موقفًا رسميًا على أي حال.
الواقع كان مختلفًا جداً.
“أنتَ تستعد للانتقام مع … زوجي؟”
جعلت أنيت صوتها واثقاً قدر الإمكان لكن رغم ذلك لم تستطع إخفاء الصدمة في نبرتها.
لقد اختار ويلهيلم طريق الخيانة للانتقام لموت ابنته.
“المجرم الذي قتل الآنسة پاولا هو فرد من العائلة الإمبراطورية.”
“وهذا الشخص من العائلة الإمبراطورية هو وغد يُطلق عليه اسم الإمبراطور ويُعاملني كالكلب بالضبط.”
كان هناك اشمئزاز في صوت ويلهيلم.
لقد كان مليئاً بحقد الأب الذي فَقَد ابنته.
قتل الإمبراطور الحالي پاولا ستادلر.
كان ذلك لأنها كانت سوف تتزوج أخوه غير الشقيق ثيودور.
كانت وفاة ابنة ويلهيلم المحبوبة هي الثمن الذي دفعه مقابل إخلاصه مدى الحياة للعائلة الإمبراطورية وقبوله تزويج ابنته بناءً على طلب الإمبراطور السابق دومينيك.
شاهد الجميع في حفل الزفاف ابنته التي تشبه الزهرة بينما تموت من السم المخبأ في باقة الزهور.
كان الموت الحقيقي لابنته تحذيرًا من أجل عدم وقوف أي شخص إلى جانب ثيودور.
اعتبر الإمبراطور فيليبرت، أخ ثيودور، أن ويلهيلم مجرد كلب لن يقوم بأي شيء حتى في مواجهة وفاة ابنته العزيزة.
لذلك قرر ويلهيلم الوقوف إلى جانب ثيودور ليُظهر الإمبراطور أن الكلاب تستطيع عض أسيادها.
──────────────────────────
بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────