The reason the villain covets me - 40
──────────────────────────
🌷 الفصل أربعون –
──────────────────────────
“ليست لديّ أي نية للتخلي عن لقبي بعد الزواج، لذلك سوف أفي بجميع مسؤولياتي وواجباتي بصفتي الماركيزة شيرينجن. زوجي، الدوق الأكبر ثيودور كلايست، هنا من أجل الوقوف بجانبي ومساندتي في هذا القرار.”
عندما قَدَّمَت آنيت ثيودور للحضور بصفته زوجها، ابتسم ابتسامة عريضة بشكل مشرق لا تشوبها شائبة.
لكن لم ينخدع أحد بابتسامته.
حتى لو كان يبتسم الآن، إلا أنه كان ما يزال ثيودور نفسه من الماضي.
“أوه، يبدو أن الجميع لا يُرَحِّب بوجودي هنا. لقد حضرتُ إلى هذه المناسبة من أجل مساندة زوجتي، لكني أعتقد أنها لم تكن فكرة جيدة جدًا.”
ضحك ثيودور بخفة، لكن لم يضحك أحد معه.
“إنه أمر مخيب للآمال. الآن بعد أن أصبحتُ مرتبطًا بالروح بزوجتي، ألم أصبح جزءًا من هذه العائلة أيضًا؟”
خلف ابتسامته الرائعة كان هناك تهديد خفي، كما كان الجميع يستطيعون رؤية مرافقي ثيودور ممسكين بسيوف حقيقية وحادة.
نظرًا لأن ثيودور كان ينتمي إلى العائلة الإمبراطورية رغم أنه مختلط الدماء وأمه مجرد محظية، فقد كان هناك أيضًا فرسان من الفرسان الإمبراطوريين بين مرافقيه.
بالطبع، لقد لعبوا دورًا أقرب إلى المراقبة من المرافقة، لكنهم كانوا بالتأكيد مسؤولين عن حماية ثيودور وآنيت اللذان يعتبران من العائلة الإمبراطورية أيضاً.
لم يكن من السهل على أحد التكلم أمام شخص لديه هذا العدد المهول من المرافقين الإمبراطوريين.
إذا تجرأ أرستقراطي عادي على لمس أحد أفراد العائلة الإمبراطورية بلا مبالاة، فلن ينتهي الأمر بمجرد مشكلة عائلية وسوف يصبح جريمة خيانة عظمى.
عرف ثيودور أيضًا ذلك، لذلك ظهر بينما يُرافق صفًا من الفرسان الذين كان قد منعهم سابقاً من مرافقته بسبب ثقته في أنه يستطيع حماية نفسه بنفسه.
لقد فعل هذا من أجل أن يُظهر للجميع أن هؤلاء المرافقين سوف يحمون آنيت كعضوة في العائلة الإمبراطورية ولن يتواروا عن التضحية بأنفسهم في سبيلها.
ولهذا السبب أيضاً جاء ثيودور وأحضر كل هؤلاء الفرسان أمام جميع افراد عائلة شيرينجن من أجل أن يُظهر لهم أنهم سوف يندمون ندمًا شديدًا إذا ما تجرؤوا على لمس آنيت بتهور.
لم تعد آنيت الفتاة الصغيرة اللطيفة التي اعتادت اللعب في الحديقة، لقد أصبحت الآن رئيسة الأسرة وأصبحت عضوة في العائلة الإمبراطورية.
كان معنى السماح لآنيت بمرافقة ثيودور لها في هذا اليوم واضحًا أيضاً.
لقد كان تهديدًا منها أنه إذا حاول شخص ما سحب لقب الماركيزة منها، فإنها سوف تقاتله حتى لو كان ذلك يعني استغلال اسم العائلة الإمبراطورية وليس اسم شيرينجن للحفاظ على منصبها.
وكانت النتائج فعالة.
“ليس لدي الكثير من الوقت، لذلك سوف أنهي التحية الرسمية هنا. على أي حال, لن تكون هناك حاجة لمقدمات كبيرة بين بعضنا البعض بما أننا نعرف بعضنا البعض جيداً.”
كما قال ثيودور، كان الجميع يعرف كل شيء عن مزاجه الحاد، لذلك لم يتمرد أحد على كلامه.
كان التأثير التآزري الذي أحدثته شرعية الخاتم وعنف ثيودور واضحاً للغاية.
بالإضافة إلى ذلك، منذ أن ازدادت قوة آنيت التي أصبحت تمتلك ثروة هائلة بصفتها الماركيزة الجديدة، لم تكن هناك فائدة يمكن جنيها من الوقوف في مواجهتها بأي شكل من الأشكال.
“إذن، بما أننا انتهينا من التحيات الرسمية، سوف أنتظركِ في الخارج. تعالي لمقابلتي بعد أن تنهي أعمالكِ يا زوجتي.”
قام ثيودور بتقبيل ظهر يد آنيت مرة أخرى وغادر قاعة المأدبة بخطوات رشيقة.
لم يلعب ثيودور دورًا خاصًا في اجتماع العائلة وأظهر وجوده فقط أمام الجميع.
هذا لأنه إذا قام ثيودور بشيء أكثر من ذلك، فلن تتألق آنيت اليوم باعتبارها الشخصية الرئيسية في هذا الاجتماع.
لقد ظهر بشكل يكفي من أجل أن يُسَهّل على آنيت أخذ زمام المبادرة بنفسها.
منذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة الاجتماع أكثر من ذي قبل.
لقد أصبح مثل اجتماع من جانب واحد، حيث أن جميع المعلومات كانت تصدر من آنيت وباقي الحضور كانوا يوافقون على كلامها دون اعتراض.
أعلنت آنيت، بعد أن أنهت الحديث عن ثروة العائلة والخطط المستقبلية، نهاية اللقاء.
وأخيرًا، سيطرت آنيت على لقب العائلة وأصبحت الماركيزة شيرينجن.
* * *
هدأت قاعة المؤتمرات الصاخبة.
حين غادر الجميع، تُركت كاسيليا لوحدها في القاعة.
عندما نظرت لأعلى، رأت جدارية سقف ملونة.
لقد كانت صورة رسمها الرسام صاحب أعلى أجر في تاريخ لايدر.
إذا تمت إزالة قطعة من السقف وبيعها، فسوف تكون أغلى من سعر المنزل كاملاً.
ليس السقف فقط.
حتى الكرسي الذي كانت تجلس عليه كان شيئًا لم تتح لعامة الناس أبدًا فرصة الجلوس عليه.
لم يكن هناك شيء غير فاخر في هذا المنزل، من السقف إلى الأرض إلى الزاوية في قصر شيرينجن.
كانت شيرينجن، التي أحبتها كاسيليا طوال حياتها، مكانًا رائعًا للغاية.
لقد كانت مكاناً يجعلها تشعر بأنها مميزة بمجرد الانتماء إليه.
لقد كانت المكان حيث تجتمع كلّ من القوة والمجد.
كما أن كاسيليا قامت بتشييد معظم هذا القصر وتزيينه بنفسها.
“أنا من صنعتُ هذا القصر! بدوني، لم تكن لتكون هناك شيرينجن!”
تردد صدى صرخاتها في القاعة.
كانت كاسيليا هي من اختارت الفنان الذي رسم جدارية السقف بينما تأخذ بعين الاعتبار الاتجاه الذي سوف تنمو فيه الأشجار في الحديقة.
هذا لأنها كانت أرضها.
“كل شيء تلمسه يدكم!! كاسيليا شيرينجن هي من صنعته. لا أحد يعرف شيرينجن أفضل مني أنا. لكن لماذا لستُ أنا الرئيسة!”
لقد تَحَمَّلَت طوال حياتها عدم قدرتها على أن تصبح رئيسة الأسرة لمجرد أنها كانت امرأة.
لقد كانت أيضًا ابنة لآل شيرينجن، لكن بما أنها لم تولد الأولى حتى، فقد قررت أن تتحمل الأمر وتتخلى عن حلمها في سبيل أخيها الأكبر.
ولكن حتى لو لم تستطع أن تصبح رئيسة الأسرة، فقد أرادت كاسيليا البقاء في شيرينجن.
لقد كرهت مغادرة القصر الذي كانت تعتز به وأحبته طوال حياتها.
كان من المرعب بالنسبة لها التخلي عن لقب شيرينجن فقط من أجل الزواج.
هذا لأنها أحبَّته من أعماق قلبها.
لقد كانت كاسيليا تحب شيرينجن وليس زوجها.
من الرسم على السقف إلى الخدوش على جدران القصر، كانت كاسيليا تعتز بكل شيء في شيرينجن.
لذلك، عندما تم تعيين أخيها الأكبر خلفًا للعائلة، توسلت إلى أبيها بشدة من أجل ألا يقوم بتزويجها وأن يسمح لها بالبقاء في المنزل، وعرضت عليه أن تساعد أخاها على تدبير شؤون القصر وأن تصبح خادمة له حتى.
لقد تخلت عن كبريائها، وجثت على ركبتيها فوق الأرض وتوسلت إليه بينما الدموع تملأ عينيها، لكن في النهاية لم يقبل أبوها بطلباتها وأرسلها قسراً الى المكان الذي اختاره لها.
لقد أرسلها كتضحية إلى العائلة الذي سوف تزيد من قوة رئيس الأسرة القادم، أخوها الأكبر.
بغض النظر عن مدى معاناتها وتوسلها فوق الأرض وبكائها وتمردها اليائس، فَقَدَت كاسيليا لقب شيرينجن وأصبحت السيدة ساندبيرجر.
كان من الواضح أن زواجها كان غير سعيد.
لو كانت قد قبلت بمصيرها، لكانت قد عاشت حياة كريمة كما يقول الآخرون …
لكن زوجها مات فجأة.
كان زوجها رجلاً غير كفء بالكاد يستطيع البقاء على قيد الحياة.
مرت كاسيليا بالعديد من الأسماء، من السيدة ساندبيرجر إلى الأرملة ساندبيرجر، لكن الاسم الذي أرادته وأحبَّته بشوق لم يعد أبداً.
لذلك قررت العودة إلى هنا بمفردها.
كان طريق العودة إلى شيرينجن طويلاً وصعباً.
من أجل الحصول على حضانة ابنها، تَخَلَّت كاسيليا عن جميع حقوق الملكية التي أخذتها كمهر في زواجها.
ومع ذلك، لم تستطع استرداد لقب شيرينجن.
حتى بعد وفاة زوجها وتعفن جثته، كانت لا تزال السيدة ساندبيرجر وأرملة السيد ساندبيرجر في نظر المجتمع.
لكن آنيت لن تترك لقب شيرينجن حتى بعد الزواج من رجل ينتمي إلى العائلة الإمبراطورية.
“هاهاهاها.”
بدأت كاسيليا تضحك وكأنها فقدت عقلها.
لا، لقد فقدته بالفعل.
بينما طردها أبوها من المنزل سوف تقوم إبنة أخيها بإعطائها معاشًا شهرياً؟
جرحت تصرفات آنيت المستهجنة كبرياء كاسيليا.
في اللحظة التي رفعت فيها آنيت كتفيها بفخر أمام العديد من الرجال وأظهرت خاتم رئيس العائلة، شعرت كاسيليا بالغيرة منها ولم تستطع تحمل المشهد.
لقد كرهتها بكل جوارحها.
لقد كرهت كاسيليا ابنة أخيها التي استطاعت فعل كل شيء بسهولة بطريقة مختلفة عما قامت به كاسيليا.
كما لو أنه لم يكن ذلك كافيًا، قامت تلك الطفلة بمنحها معاشًا كما لو كانت تسخر منها وتتبرع لها ببضع قطع نقدية كمتسولة في الشارع، وكان موقفها المتمثل في عدم قدرتها على رفض المعاش أكثر بغضًا وإثارة للشفقة.
ما الفرق بين تلك الطفلة وكاسيليا؟
لقد ولدت الاثنتان كابنة لعائلة شيرينجن نفسها، وكلتاهما تحملان نفس الدماء في عروقهما، لكن لماذا لم تحصل كاسيليا على منصب رئيسة الأسرة بينما فعلت آنيت ذلك بسهولة؟
لقد أحبت كاسيليا شيرينجن طوال حياتها، لكن كل ما تبقى لها هو ابن لا يحمل اسم شيرينجن ولقب أرملة لا يمكن أن تنتمي إلى أي مكان.
لقد كانت تشعر بالفضول حيال سبب مصيرها البائس طوال حياتها، لكنها اليوم شعرت بالحزن الشديد.
بعد ذلك، انفتح باب قاعة المأدبة وسمعت أحدهم يدخل.
عندما أنزلت كاسيليا يديها اللتان كانت تغطي وجهها، رأت آنيت تقف شامخة أمامها.
“بما أنكِ تقيمين هنا، لديّ ما أقوله لكِ.”
حدَّقت الاثنتان إلى بعضهما البعض دون تجنب نظراتهما.
“ماذا لديكِ لتقول لي؟”
كان هناك القليل من التعب الواضح في صوت كاسيليا.
“تبدين متعبة، لذلك لن أطيل عليكُ الحديث وسوف أدخل في صلب الموضوع مباشرة. أنا بحاجة إلى شخص ما لمساعدتي في اتخاذ إجراءات صارمة لصالح عائلة شيرينجن، لذلك رأيتُ أن أنسب شخص هو أنتِ يا عمتي. هل ستقفين بجانبي؟”
نظرت كاسيليا إلى ابنة أخيها الصغيرة ثم قالت بصوت جاف.
“هل تريد مني أن أركع على أطرافي الأربعة كالكلبة تحت قدميك مقابل بضعة قطع نقدية فقط؟”
“إذاً أنتِ ترفضين عرضي. لقد كنتُ أتوقع ذلك، لكن هذا أمر مؤسف.”
عند سماع صوت كاسيليا الجاف، أغلقت آنيت عينيها ببطء ثم فتحتهما وتنهدت.
لقد قبلت الأمر كما لو أنها كانت تعلم أنه سوف يحدث، وكان واضحاً أنها لم تشعر بالأسف لذلك أبداً.
“كان المعاش الذي سوف يُمنح لكِ منفصلاً عن هذا العرض، لكن يبدو أنه ليس لديكِ أي فكرة عن هذا. لا تفهميني خطأ رجاءً، لقد أعطيتكِ ذلك المعاش لأنني أعتقد أنكِ تستحقينه فعلاً. كما أنني أطمع في الحصول على موهبتك وقدراتك لصالحي، لكنني لن أطلب منكِ نفس الطلب مرتين. لهذا سوف أذهب الآن.”
أدارت آنيت ظهرها لعمتها دون ندم.
عندها صرخت كاسيليا وراء آنيت التي كانت تبتعد.
“إلى أي مدى تعتقدين أن القوة التي تعتمد على سلطة زوجكِ سوف تدوم؟ هل تعتقدين أن الدوق الأكبر صادق معك؟ سيتم استغلالكِ جنسياً وجسدياً وعقلياً، ثم سينتهي بكِ الأمر كعاهرة في الشارع.”
“لماذا تظنين ذلك؟ على العكس من ذلك، قد أكون أنا من يستغل زوجي باعتباره احتياطاً لضمان قوتي.”
“هل تعتقدين أن هذا سوف يُشكّل اختلافًا؟ قد تشعرين أنكِ تملكين العالم بأسره الآن، ولكن مع تقدمكِ في السن وإنجابكِ للأطفال، سوف تشعرين بما أقوله الآن أكثر. في النهاية، أنتِ لا تملكين أي شيء. في اليوم الذي سوف يتلاشى فيه هذا الوجه الجميل، لن ينظر إليك الدوق الأكبر بعدها أبداً، وسوف يرميكِ في الزاوية دون أن تستطيعي إمساك أي شيء بين يديكِ.”
“عمتي. أنتِ تسيئين فهم شيء ما هنا. هل تعتقدين أن ثقتي التي أظهرتها أمام الجميع جاءت حقًا من سلطة الدوق الأكبر؟ بالطبع، صحيح أنني حصلتُ على مساعدة منه لتسهيل الأمر، ولكن في النهاية، كنتُ أنا الشخص الذي صرخ في وجوههم وجعلهم يستمعون إلى كلامي. لم يتدخل الدوق الأكبر في الاجتماع حتى. حتى بدونه، كنتُ سوف أستطيع فعل ما فعلته اليوم دون زيادة أو نقصان.”
عندما أصبحت تعابير آنيت غير مبالية، ضاقت أنفاس كاسيليا.
“لكن ماذا فعلتِ أنتِ يا عمتي مقارنة بي حتى تسخري من جهودي هكذا؟”
قالت آنيت الكلمات الأخيرة بينما كانت كاسيليا عاجزة عن الكلام.
“عمتي. لو أنكِ كنتِ أنانية ولم تتشبثي بابنكِ وتَخَلَّيْتي عنه لعائلة أبيه وتركتِه ورائكِ وقررتِ التقدم للأمام والدخول في حرب الوراثة دون الاكثرات لأي شخص حولكِ، فلم أكن لأستطيع التغلب عليكِ بسهولة كما فعلتُ اليوم. هذا لأنني لا أعتقد أن هناك أي شخص في هذه العائلة يستحق أن يكون رئيساً لهذه الأسرة أكثر منكِ.”
“ماذا؟”
ارتجفت عيون كاسيليا عند سماع كلمة “رئيس الأسرة”.
“لكن ابنكِ ما يزال ضعيفاً للغاية. من أجل اللقب، لا يوجد سبب يمنع أي شخص من مهاجمة أي شخص حتى لو كان طفلاً، لكن دانيال صغير جدًا ولطيف لدرجة أنني لم استطع أن أسمح له بالدخول في هذه الحرب وتعريض براءته للخطر.”
انهارت تعابير وجه كاسيليا عندما سمعت السبب غير المتوقع لهزيمتها.
ومن المفارقات، مع نظراتها الواثقة، كانت آنيت مثالًا لرئيسة الأسرة التي كانت كاسيليا تحلم بأن تصبح عليها.
غادرت رئيسة الأسرة الجديد وأغلقت باب قاعة المأدبة بالكامل وراءها.
بعد أن غادرت آنيت، انفجرت كاسيليا في الضحك مرة أخرى.
لم تتوقف نوبة الضحك الهستيرية بسهولة هذه المرة.
كان عليها أن تضحك كثيرًا لتحويل كل غيرتها من ابنة أخيها إلى ضحك.
──────────────────────────
بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────