The reason the villain covets me - 35
──────────────────────────
🌷 الفصل الخامس والثلاثون –
──────────────────────────
من الواضح أنها كانت مستلقية على السرير، لكن عندما فتحت آنيت عينيها، وجدت نفسها تسير في منتصف الشارع.
‘أين أنا؟’
حَرَّكت آنيت فمها، لكن لم يخرج منه أي صوت.
هي لم تستطع حتى سماع صوت أنفاسها أو حركة الرياح في الأرجاء.
في حيرة من أمرها، أمسكت برقبتها ونظرت حولها، عندها رأت المطعم الذي زارته مع ثيودور خلال النهار.
من المباني الكثيفة إلى النوافير في الساحة، كان كل شيء يشبه المشهد النابض بالحياة الذي رأته في منتصف النهار عندما خرجت للتسوق.
لكن الاختلاف الوحيد أنه لم يكن هناك أحد وكان الصمت يَلُفّ المكان.
كانت آنيت تتجول في وسط مدينة لايدر في ثياب نومها.
‘إنه حلم.’
لقد كان هذا صمتًا مستحيلًا إذا لم يكن بداخل حلم.
لم تكن آنيت تعرف كيف تستطيع أن تستيقظ، لذلك لم يكن أمامها خيار سوى مواصلة المشي نحو المجهول.
‘هل هناك شخص ما يتبعني؟’
استدارت آنيت بسرعة.
لقد شعرت وكأن هناك شخصاً مجهولاً كان يلاحقها.
لقد كانت تشعر أنه شيء مرعب و مظلم لا يبدو أنه على قيد الحياة بالنسبة للإنسان.
عضت آنيت شفتها.
لا بد أن هذا كابوس مرعب.
إجمالاً، في تلك اللحظة، تبادر إلى ذهنها صورة النَّشَّال الذي طعن ثيودور خلال النهار بوضوح.
على الرغم من أنها كانت تعلم أنه مجرد كابوس، إلا أن يديها وقدميها أصبحت باردة من الخوف.
سَرَّعَت آنيت من وتيرة مَشيِها وانطلقت بسرعة للبحث عن شخص ما في هذا المكان الفارغ.
‘من فضلكم فليظهر شخص ما هنا. أنا أتمنى أن لا أكون وحدي في هذا المكان المرعب.’
الكلمات التي لم تستطع حتى أن تنطقها من فمها أصبحت تتلوى حول قلبها النابض مثل الأفعى وتعصرها بشكل خانق.
ركضت آنيت حافية القدمين على الأرضية الحجرية.
لم تتأذى قدميها لأنه كان حلمًا، ولم تبدأ باللهاث حتى، ولكن الألم العقلي الناتج عن عدم معرفة المدة التي يجب أن تجري فيها كان موجودًا ويقوم بتعذيبها.
ركضت آنيت دون توقف وتَمَكَّنَت من دخول زقاق جانبي قبل أن يُمسك بها الشيء الذي كان يطاردها.
وفي نهاية الزقاق رأت شخصًا يقف شامخًا.
‘من هناك؟’
فتحت آنيت فمها لطلب المساعدة، لكن لم يخرج أي صوت مجددًا.
لم يستدر الرجل الذي كان يقف عند مدخل الزقاق وكأنه لم يلاحظ وجود آنيت بعد، لذلك لم يكن أمامها خيار سوى الاقتراب منه.
مشت آنيت نحو الرجل دون أن تفقد حذرها.
في اللحظة التي اقتربت فيها من الرجل الغريب بدرجة كافية وقامت بمد يدها لتلمسه، اختفى الشيء المشابه للظل الذي كان يطارد آنيت طوال الطريق من الخلف، وفي نفس الوقت، استدار الرجل الذي كان أمامها.
لقد كان شخصاً مألوفاً، لذلك مَدَّت آنيت يدها من أجل أن تُمسك به.
“ثيودور…”
خرج صوتها لأول مرة، ولكن بمجرد أن نادته باسمه، شعرت فجأة أن البيئة المحيطة بها بدأت تختفي وتَغَيَّر المشهد أمامها.
كانت آنيت تعرف كل شيء عن السرير الصلب، والثقب الصغير عبر الجدار المتصدع، ورائحة العفن الخانقة التي أحاطت بها.
لقد كانت هذه غرفتها في مصحة إليسيا للأمراض العقلية.
لم تستطع حتى الصراخ أمام المشهد المألوف والرهيب والمرعب.
تصلب جسدها كالحجر.
لقد شعرت بالألم قبل الخوف.
إنه حلم، ولا يوجد طبيب يطاردها أو يرمقها بنظرات تثير اشمئزازها، لكن الخوف المطبوع في دماغها خلق ألمًا وهمياً في جسدها.
غطت آنيت فمها دون وعي.
لقد شعرت أن الطبيب سوف يأتي في أي لحظة ويُلقي السم في فمها.
شعرت آنيت فجأة بالغثيان، كما لو أن القيء كان يندفع عبر بلعومها.
بالنسبة لآنيت، كانت غرفتها في مصحة إليسيا مكانًا مؤلمًا لتتخيله.
“هل تشعرين بالألم؟”
سمعت آنيت صوت امرأة غريبة ورائها.
لقد كانت المرأة ترتدي عباءة طويلة تمتد على الأرض وتغطي وجهها.
تدفق إحساس مرعب منها يشبه هالة الشخص الذي كان يطارد آنيت قبل لحظة.
لقد كانت آنيت خائفة جدًا لدرجة أنها لم تلاحظ اقتراب المرأة المجهولة منها قبل أن تتكلم.
“من أنتِ؟”
سألتها آنيت بينما بالكاد كانت تزيل يدها من فمها.
“بعد رفضكِ للأمر كثيراً، ها أنتِ ذا في النهاية تعيشين كما لو كان هذا جسدكِ.”
“هل تعرفين من أكون؟”
“ماذا تظنين؟”
“أنتِ تعلمين أنني لست آنيت شيرينجن الحقيقية، أليس كذلك؟”
“لقد طلب مني الشخص الحقيقي أن أراقبكِ.”
طلب منها “الشخص الحقيقي” مراقبتها؟
هل يمكن أن تكون آنيت شيرينجن الشريرة موجودة في الجوار؟
تجمدت آنيت في مكانها من الصدمة.
لم تستطع حتى أن تسأل عما تعنيه هذه المرأة.
“أنتِ تقومين بعمل جيد للغاية.”
“هل يبدو لكِ ما أعيشه جيدًا للغاية؟”
كانت آنيت غاضبة.
لم تكن تعرف ما إذا كان هذا حلمًا أم رؤيا واقعية، لكن المجيء إلى مصحة إليسيا كان يعني أن هذه المرأة كانت تعرف ما هي الأوقات الصعبة التي مَرَّت بها آنيت في هذا العالم.
لذلك كيف تجرؤ ببساطة على قول أنها كانت تقوم بعمل جيد؟
“هل أنتِ من استدعاني إلى هنا؟”
“لقد قمتُ فقط بإخبار آنيت شيرينجن الحقيقية بأسرار هذا العالم وبالطريقة التي تستطيع بها تحقيق أمنيتها. إن آنيت شيرينجن الحقيقية هي التي استدعتكِ إلى هنا.”
“أمنية؟ ماذا كانت أمنية آنيت؟”
“لا يمكنني إخباركِ برغبات الآخرين.”
“لا أهتم. لا أريد أن أعرف أي شيء عن رغبات آنيت. كل ما أريد معرفته هو كيفية العودة إلى عالمي!”
“إذا تحققت رغبة صاحبة هذا الجسد، فسوف تعودين إلى عالمك سواء شئتِ أم أبيتِ، حتى لو لم تكوني ترغبين في ذلك. لذلك قومي بتحقيق هدف صاحبة جسدك الأصلية ولا تتركي الأخلاق توقفك عن التقدم للأمام نحو هدفكِ.،كما لا تسمحي للتعاطف الغامض أن يشتت انتباهكِ. فقط عندما تصنعين صدعاً في بنية هذا العالم، سوف يظهر ثقب يمكنكِ الهروب من خلاله.”
“لا أريد حل الألغاز!”
“هذا كل ما يمكنني إخباركِ به. لا تنسي الغضب والهدف الذي بداخلك. لقد جئتُ اليوم لأعطيك هذا التحذير. هل يمكن أن تكوني قد أنشأتِ عاطفة تجاه الأشخاص هنا وتَعَلَّقتي بهذا المكان؟”
“هذه ليست مزحة حتى.”
“إذن لماذا تعتمدين عليه؟ هل تعتقدين حقًا أن ذلك الرجل يُمكن أن يكون زوجك ويُساندكِ؟ إنه الشخص الذي أتى بكِ إلى هنا بعد كل شيء.”
اتسعت عيون آنيت على مصراعيها.
كما قالت المرأة، كان ثيودور هو من جلب آنيت إلى هذا العالم.
لكنها نست ذلك واندمجت في الدور الذي كانت تلعبه كزوجته، كما لو لم تكن مساعدتها له كافية، بل بدأت تشعر بالشفقة والتعاطف تجاهه حتى.
يجب ألا تنسى آنيت أبدأ الغضب والازدراء والكراهية تجاه ثيودور.
هكذا فقط سوف تستطيع العودة إلى عالمها.
عليها أن تقتل أي شعور بالتعاطف أو الرحمة أو الفضول تجاه هذا العالم المزيف.
على أي حال، كانت هذه هي حياة آنيت شيرينجن الشريرة، وليس حياتها هي التي تُعتبر دخيلة على هذا المكان.
“أنا … ماذا عليّ أن أفعل لأخرج من جسد آنيت شيرينجن وأعود إلى عالمي؟”
“هذا العالم هو عالم داخل كتاب، وإذا كنتِ تريدين محو الأحرف المكتوبة بالفعل، فهناك طريقة واحدة فقط. عليكِ كسر أهم ركيزة في هذه القصة.”
“كسر أهم ركيزة في هذه القصة …؟”
كَرَّرت آنيت في ذهول ما قالته المرأة.
“عليكِ خرق أعظم قانون يُحافظ على تماسك هذا العالم وأن تخلقي شرخًا في سيرورة الأحداث.”
“أنا لا أفهم. ليست لديّ أي فكرة عما تعنينه. ماذا تقصدين بحق خالق الجحيم …؟”
حاولت آنيت استجوابها، لكن المرأة اختفت فجأة كما ظهرت.
انهارت آنيت على الأرض بغضب.
لقد تَفوَّق عليها الرعب الناتج عن وجودها في مصحة إليسيا مرة أخرى.
“أريد الخروج من هنا … من فضلكم أخرجوني من هنا.”
جلست آنيت على الأرض وغمغمت بلا حول ولا قوة، عندها فُتح باب غرفة المستشفى بصوت مرعب.
“أنا هنا لاصطحابكِ معي.”
لقد كان ثيودور مرة أخرى.
مد يده لآنيت مثل اليوم الذي جاء فيه لأول مرة إلى مصحة إليسيا.
أمسكت آنيت بيده بلا حول ولا قوة.
وجهها المتجهم لم يبتسم حتى، لكن يد ثيودور كانت هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُخرجها من ذلك الجحيم.
على الرغم من أنها كانت تعلم أنه كان سبب تعاستها، إلا أنها شعرت بالأسف على وضعها الحالي حيث لم يكن لديها خيار سوى التشبث بتلك الأيدي التي جلبت الدمار لها.
كان ثيودور هو من سوف يُخرجها من مصحة إليسيا اللعينة مرة أخرى.
في اللحظة التي لمست فيها أطراف أصابعه يد آنيت، استيقظت أخيرًا من كابوسها.
“صاحبة السمو الدوقة الكبرى!”
شخص ما كان يهز آنيت بعنف من أجل أن تستيقظ.
عندما فتحت آنيت عينيها رأت ليزا القلقة أمامها.
لا بد من أنها قد جاءت بعد سماعها صوت صرخات آنيت أثناء كابوسها.
“يا إلهي!! انظري إلى هذا العرق البارد الذي يبلل جسدك. أنا متأكدة من أنكِ كنتِ بخير أثناء العشاء، لكن منذ متى ساءت حالتكِ هكذا؟”
قلقت ليزا وحاولت أن تمسح عرق آنيت بحرص، لكن آنيت صفعت يد ليزا وأزالتها بعيداً عنها دون وعي.
عندما لمس دفء يد ليزا أصابعها المتجمدة، بالكاد استعادت آنيت رشدها.
“ألستُ في حلم الآن؟”
“لابد من أنكِ رأيتِ كابوسًا مرعباً.”
لم تنتبه آنيت حتى لصوت ليزا القلق.
لقد كانت تريد أن تعود للنوم وتنسى ما حدث، لكنها لم تعتقد أنها سوف تستيقظ مرة أخرى.
“أين تلكَ الحبوب المنومة التي اعتدتُ على تناولها في الفيلا؟”
“يجب عليكِ تجنب الحبوب المنومة قدر الإمكان. حتى الدواء التافه يمكن أن يصبح سمًا قاتلًا لجسم صاحبة السمو.”
“مع ذلك، أحضريه الآ… لا، لا بأس.”
حاولت آنيت تناول الحبوب المنومة بكمية كبيرة، لكنها استسلمت في الأخير.
لقد اعتقدت أنها إذا أخذت تلك الحبوب ونامت بعمق وعاودتها الكوابيس مرة أخرى، فلن تتمكن من الاستيقاظ مرة أخرى.
هي لم تكن ترغب في الوقوع في دوامة ذلك الكابوس مجدداً.
“أولاً، سوف أحضر لكِ بعض الشاي المهدئ.”
بينما ذهبت ليزا لتحضير الشاي، نزلت آنيت من السرير القاسي وذهبت إلى النافذة.
لقد كانت بحاجة لبعض الهواء المنعش.
لقد كانت تحتاج لإثبات أن كل شيء في هذا العالم كان يتدفق بشكل طبيعي عكس عالم ذلك الكابوس الراكد.
بمجرد أن فتحت النافذة، اندفعت رياح الليل الباردة ولفحت وجهها المتعرق.
لقد كانوا في بداية فصل الصيف لذلك كانت الحرارة منتشرة في جميع أنحاء الإمبراطورية، لكن تلك الرياح كانت شديدة البرودة في الليالي المظلمة.
حَنَت آنيت رأسها بينما كانت تشعر بنسمات الهواء المنعشة تداعب كل جزء من جسدها تحت ثوب النوم الرقيق.
من كانت تلك المرأة التي رأتها في الحلم؟
إلهة أم كائن ذو قدرات خارقة؟
أم أنها كانت آنيت شيرينجن الحقيقية؟
مهما كانت هويتها، هي لم تكن في صف آنيت بتاتاً.
لم يكن هناك أحد بجانبها في هذا العالم من الأساس.
أغمضت آنيت عينيها وتذكرت محتويات الحلم.
“عليكِ خرق أعظم قانون يُحافظ على تماسك هذا العالم وأن تخلقي شرخًا في سيرورة الأحداث.”
أكبر وأهم قانون في الروايات الرومانسية …
إنه الحب.
لقد قالت المرأة في الحلم أن آنيت لا يمكنها العودة إلى عالمها الأصلي إلا بعد أن تكسر حب إيفون وهوجو.
بدا أن آنيت بدأت تفهم لماذا تناسخت في جسد شريرة الرواية.
من أجل أن تعيش، كان عليها أن تُصبح شريرة حقيقية.
ويجب أن تُصبح الآن الشريرة التي سوف تنجح في تدمير الشخصية الرئيسية إيفون.
***
جاءت ليزا إلى غرفة ثيودور منذ الساعات الأولى للصباح.
لقد فعلت ذلك لتطهير الجرح في خصره.
بينما كانت ليزا تفحص جروحه وتوشك على المغادرة، شعر ثيودور فجأة بالفراغ وسألها:
“أين هي آنيت؟”
“آه … صا- صاحبة السمو الدوقة الكبرى الآن … “
عندما سأل ثيودور عن مكان آنيت، شعرت ليزا بالدهشة وأسقطت المطهر على الأرض.
هي لا زالت لم تتكيف بعد مع عيون ثيودور الهادئة بغض النظر عن كيفية نظره إليها.
“هل سألتكِ شيئًا يدعوكِ إلى الارتباك؟”
“لا. جلا- جلالتها لم تخبرني إلى أ- أين هي ذاهبة، لذلك أنا … أنا لا أعرف.”
أجابت ليزا بصعوبة كبيرة.
لقد كانت ليزا هي أكثر من أراد أن تكون آنيت معهما الآن.
“ألا تعرفين متى غادرت؟”
ابتلعت ليزا لعابها عندها سمعت صوت ثيودور الذي أصبح قاسياً بعض الشيء وأجابت.
──────────────────────────
بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────