The reason the villain covets me - 34
──────────────────────────
🌷 الفصل الرابع والثلاثون –
──────────────────────────
“… ما هذا بحق الجحيم؟ لماذا فَعَلَت ذلك؟”
بعد فترة من الصمت، أجابت آنيت متأخرة بينما تشك فيما إذا كانت قد سمعت كلام ثيودور بشكل صحيح.
أم تضع وشم عبد على ظهر ابنها الذي يحمل دماء العائلة الإمبراطورية؟
“لقد فَعَلَت هذا من أجل أن تُصبح الإمبراطورة. كل هذا من أجل أن تصبح الزوجة الرسمية لأبي الذي كان ميتاً بالفعل ويُسَجَّل اسمها في كتب التاريخ.”
“عن أي إمبراطورة تتكلم؟ لقد جعلت من نفسها شخصاً حقيراً فقط.”
بعد وفاة الإمبراطورة إليانورا، جَرَّت ماريا ابنها ثيودور قسراً ورمته تحت قدميّ الإمبراطور الجديد فيليبرت قبل انتهاء جنازة الإمبراطورة السابقة حتى، ثم جعلته يجثوا على ركبتيه معها أمام أخيه غير الشقيق.
بجانبه كان يقف ابنه هوغو وينظر إليه من الأعلى.
“سوف أُرَبِّي هذا الطفل على أنه مجرد عبد أحمق حتى لا يُصبح عقبة في حياة سموكَ ولا في حياة ابنكَ المُبَجَّل. لن أجعله يعرف أي شيء عن قيمته أو مكانته. لن أعطيه أي شيء من التعليم الذي تستحقه العائلة المالكة، ولا الحقوق التي يُطالب بها أصحاب الدماء الإمبراطورية، لأنني أعرف أن هذه الأشياء لا تنتمي إلى هذا الشيء ولا يستحقها من الأساس.”
كان ذلك المشهد لا يزال واضحاً في عيني ثيودور وكأنه حدث بالأمس فقط.
كانت صورة ماريا التي تُعَلِّم ابنها البالغ من العمر 10 سنوات الطاعة والخنوع بشكل ذليل بجانبها واضحة أمامه.
“لن أسمح لهذا الطفل بأن يُصبح إمبراطورًا أبداً، بدلاً من ذلك، ضعني في منصب الإمبراطورة من أجل أن يُكتب اسمي مع اسم جلالته في كتب التاريخ وأن نبقى معاً إلى الأبد.”
بدلاً من حماية حياة ابنها ومستقبله، اختارت ماريا أن تُصبح الإمبراطورة من أجل رجل ميت.
“هل ما زال يجب عليّ أن أُحِب أمي بعد كل ما فعلته بي؟”
عيون ثيودور، التي تذكرت الإذلال الذي تَعَرَّض له في ذلك اليوم، فقدت تركيزها وتاهت في الفضاء.
كانت كلمة الغضب خفيفة جدًا لتستطيع التعبير عما يشعر به في قلبه.
في ذلك الوقت لم يكن ثيودور يعرف ما معنى كلمة إمبراطور حتى.
لقد كان عمره 10 سنوات فقط.
مر الوقت، لكنه لم ينسى شيئاً من أحداث ذلك اليوم، بما في ذلك رائحة لحم ظهره المحروق بطابع الوشم الساخن والألم الذي جعله غير قادر على الشعور بجسده لأيام.
لكن الشيء الأكثر إيلامًا كان هو نظرات فيليبرت نحوه ونحو ووالدته بعيون مليئة بالتكبر والرضى، وكذلك إيماءة هوجو برأسه بينما اعترف بشكل طبيعي أن ثيودور أصبح عبداً تحت قدمه.
ما تم طبعه في ذلك اليوم لم يكن وشم العبيد على ظهره، بل وصمة الخاسر على مصيره.
غطت آنيت فمها بكلتا يديها.
لم يكن هناك شيء يمكنها قوله لشخص استغلته أمه في صغره ولم يكبر منذ ذلك الحين.
لقد توقف الزمن عند ثيودور في تلك اللحظات وما زال عالقاً حتى الآن في دوامة الذكريات تلك.
كانت آنيت تشعر بالاستياء من نفسها لأنها جعلته يطرح مثل هذه القصة الأليمة، كما أنها اكتشفت من أين جاءت عقدة النقص لديه، وأصبحت تعرف أيضًا سبب رغبته في أن يصبح إمبراطورًا بشدة.
لم يكن هدفه مجرد أن يُصبح إمبراطورًا، ولكنه كان يريد أن يجعل أولئك الذين أخذوا ذلك المنصب كأمر مُسَلَّم به يعرفون قيمة وجوده وأن لا يحتقروه مجدداً أو يعتبروه شيئاً وضيعاً أقل منهم.
رأت آنيت أمامها صبياً صغيراً لابد أنه قد بكى حتى خَرَّت قواه بينما يتمسك بظهره المحروق دون أن يجد شخصًا يقوم بمواساته.
بصرف النظر عن كرهها له، شعرت بالأسف تجاهه.
لم تستطع آنيت تحمل مشاعرها أكثر لأنها أحست بالأسف على ذلك الشخص الذي لم يستطع أن يكون حزينًا أو غاضبًا أثناء قول مثل هذا الكلام.
لقد كان ثيودور رجلاً لا يعرف نوع المشاعر التي يجب عليه أن يشعر بها وكبر بمفرده دون أن يكثرت له أي شخص حوله.
“أنا آسفة.”
عند رؤية تعابير آنيت المرتبكة، عاد تركيز ثيودور شيئًا فشيئًا، ثم رفع القميص الذي كان قد ألقاه بعيداً ليُعيد ارتدائه.
“حسنًا، أنا لم أقصد أن أجعلكِ تشعرين بالأسف عليّ ولا أريد اعتذارًا منكِ لأنكِ لستِ السبب في …”
فجأة، اندفعت آنيت بقوة نحو ثيودور.
سقط القميص من يده مرة أخرى.
“ماذا تفعلين؟”
“اِثبت مكانك.”
لقد عانقته آنيت بكل قوتها.
نظر ثيودور إلى الجسد الصغير الذي اندفع نحوه وقام بلف أطرافه حول جسده.
لقد كانت أصغر من أن تعانقه.
دفنت آنيت وجهها في مؤخرة رقبته وهي ترتجف بينما كانت تحاول لف يديها بإحكام حول جسده.
لكنها لم تكن تستطيع حتى معانقة نصف جسده المليء بالعضلات.
“هل تتعاطفين معي؟”
“لا تفهمني خطأ. أنا لا أعانقك أنتَ، أنا أعانق الصبي الذي كان يبلغ من العمر 10 سنوات في ذلك الوقت. أنتَ الآن شرير يستحق الموت بالنسبة لي، لكن ثيودور البالغ من العمر 10 سنوات طفل بريء يحتاج شخصا ليُعانقه ويُشعره بالأمان.”
قالت آنيت أنها لن تبكي، لكن صوتها كان يرتجف.
لقد تجرأت على محاولة تهدئته بينما هي كانت بوضوح ترتعش وتحتاج شخصًا ليقوم بتهدئتها.
ضحك ثيودور عندما رأى هذه المرأة تُشفق عليه.
لقد كانت آنيت تعانق ثيودور الآن.
لكنها ربما لم تكن تُدرك أن الطائر الذي يفقس من البيضة أول مرة يتعلق بأول شخص تراه عيناه باعتباره أمه ويتبعه في كل مكان.
أكثر من ذلك، قد يَتذكَّر ثيودور، الذي كان إنساناً رغم كل شيء، دفء الشخص الأول الذي عانقه بعاطفة حقيقية وغير مزيفة طوال حياته.
كيف تستطيع أن تفعل شيئاً سوف يبقى ذكرى راسخة طوال حياته بينما تعيش وهي تعتمد على كلماته التي سوف تغادر بها بعيداً عندما تُحَقِّق هدفها؟
إذا عانقت طفلاً في العاشرة من عمره لم يُعانقه أحد من قبل، فلن يتمكن هذا الشخص من نسيانها أبداً وسوف يتعلق بها إلى الأبد.
غير مدركة لهذه الحقيقة، حاولت آنيت كبح دموعها بينما تعانق ثيودور بقوة أكبر.
خمدت عيون ثيودور بهدوء وهو يراقبها.
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يهدأ فيها بسهولة بعد تذكر قصة ماريا.
بالحديث عن والدته، عادة ما كان ثيودور يذهب للصيد بعد أن يتكلم عنها لإخماد غضبه.
لكنه ربما أصبح هادئاً هكذا بفضل المُسَكِّنات التي تناولها أثناء إغلاق الجرح.
أجل.
تماماً.
لا بد من أن يكون هدوءه هذا بسبب الأدوية التي أخذها وليس آنيت التي كانت تُعانقه الآن.
لا ينبغي أبدًا أن يكون هدوءه ناتجاً عن تلك المشاعر الذي جعلت أمه تتعلق بأبيه بجنون وتفقد عقلها لدرجة أن تؤذي ابنها بسببها.
بشكل غريب للغاية، اختفى الألم من المكان الذي طُعِن فيه بالسكين.
لم يسبق لثيودور أن قضى ولا حتى يوماً واحداً دون ألم منذ أن تَحَمَّل آلام حرق ظهره عندما كان طفلاً في العاشرة من عمره بينما يصرخ بشدة إلى أن كادت أحباله الصوتية تتقطع.
لكنه الآن كان مرتاحاً بشكل غريب.
تردد ثيودور في رفع ذراعيه وعناق جسد آنيت الصغير، لكنه وضعها أرضاً مرة أخرى واستسلم.
لقد كان زوجًا غير ناضج تعامل بوقاحة مع زوجته، لكن بدلاً من أن يقوم هو بالاعتذار تلقى اعتذارًا منها في المقابل.
لقد جعلها تخضع لاختبارت غير ضرورية واستغلها بشكل أناني لتحقيق مصالحه الشخصية، لكن بدل أن يشعر بالعار منها بدأ يشعر بالراحة معها.
لمس نضجها كبرياء ثيودور الذي لم ينضج أبداً منذ أن باعته أمه كطفل صغير.
“أنتِ لن تبكي الآن، أليس كذلك؟”
“… لماذا يجب أن أبكي من أجلكَ؟”
لم يتدفق شيء، لكن الدموع الساخنة اغرورقت في عيون آنيت وحاولت التمرد من أجل أن تنهمر على خديها.
لقد كانت قصة لم تقرأها في الرواية، لذلك لم يكن يسعها إلا الرد بهذه الطريقة على الإعداد الخفي لماضي الشرير.
كانت آنيت أحيانًا تتعاطف مع وضع الأشرار الخياليين في الروايات الأخرى، فكيف لا تتأثر عندما يعترف الشخص الذي كان يتنفس أمامها مباشرة بجروحه الداخلية؟
حتى لو كان شريرًا من رواية مبتذلة، فقد كان ألمه حقيقياً ونقل قوة لا تقاوم إلى قلب آنيت الرقيق.
قام ثيودور بإبعاد جسد آنيت عنه بحذر شديد وبلمسة حريصة من أجل أن لا يؤذيها بقوته.
لقد شعر بالأسف على جسدها الذي ابتعد بسهولة عنه عندما أمسكه ودفعه بعيداً قليلا.
لم يمض وقت طويل منذ أن عانقت آنيت ثيودور، لكنها استطاعت حبس دموعها بالفعل والعودة الى وجهها الهادئ.
لقد كانت لديها قدرة غير مجدية على التحكم بسرعة في عواطفها.
“عندما تنتهين من هذه الدراما المسرحية، انزلي وانظري تحت السرير.”
“… عفواً؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا يجعلني مضطرة إلى الركوع والتسول من أجله؟”
ضحك ثيودور بخفة على كلامها السخيف.
“يوجد خلف السرير جدار زائف، ويوجد ممر وراءه يؤدي إلى الأرضية تحت السرير. بالطبع، يوجد ممر كهذا في غرفة الدوقة الكبرى أيضًا. لا أعرف ما إذا كان سوف يُفتح لكِ بقبضتكِ الضعيفة هذه، ولكن إذا بذلتِ قصارى جهدكِ، فسوف تتمكنين من فتح الباب السريّ بما يكفي حيث تستطيعين الهروب من خلاله والاختباء تحت الأرض إلى أن تصل المساعدة.”
في ذلك الوقت، نزلت آنيت على ركبتيها ونظرت تحت السرير.
لقد اعتقدت أنه كان جدارًا عاديًا، لكن الجزء المخفي أسفل السرير كان ذا شكل مخادع بمهارة.
عندما نزلت على الأرض ونظرت تحت السرير، رأت آنيت شيئًا غريبًا للغاية موجوداً هناك.
“هل من الممكن أن يكون هذا مسدسًا؟”
لقد تم تثبيت المسدس في مكان يمكن أن يصل إليه ثيودور إذا مد ذراعه وهو مستلقي على السرير.
“هل يوجد واحد في غرفتي أيضًا؟”
“ليس بعد. أنتِ لا تعرفين حتى كيف تطلقين النار، فماذا سوف تفعلين به؟ تعالي إلى هنا.”
عندما تبعته آنيت بطاعة، لمس ثيودور رأس السرير، عندها برز سكين صغير من ثمتال مثبت فوق السرير كانت تعتقد أنه مجرد قطعة زينة.
“لكن هذا السكين يوجد في غرفتكِ أيضاً.”
تمثال الطاووس، الذي اعتقدت أنه موحود هناك ليدل على أن الزوجين يعيشان حياة زوجية سعيدة، كان يُخفي سكيناً بداخله.
شعرت آنيت بالخوف إلى حد ما وجلست على السرير.
“هل هناك أي شيء آخر سوف يفاجئني؟”
“حسنًا. كل هذا روتيني بالنسبة لي، لذلك لا أعرف ما الذي قد تُفاجئين به.”
استدارت آنيت ورأت وجه ثيودور ينظر إليها.
لقد كان أميرًا ذا بشرة فاتحة ووسيمًا، لكنه كان مليئًا بكل أنواع التجارب القبيحة والمظلمة في الداخل.
على الرغم من هواياته في الصيد، إلا أن بشرته الفاتحة، التي تحمل بضعة ندوب من الماضي، كانت مجرد شكل واقي لإخفاء حروقه المشوهة من الداخل.
لم تستطع آنيت حتى تخمين نوع الحياة التي عاشها حتى الآن.
لقد كانت كلها ندوب من أولئك الناس الذين لا يعرفون ذلك حتى ……
أنه كان يعيش وحش شرير وطفل بريء معًا وراء ذلك الوجه الوسيم.
نظرًا لأن الطفل الضعيف لم يكن يستطيع هزيمة الوحش القاسي، فإن الآخرين لن يروا سوى مظهره الشرير والوقح.
استطاعت آنيت أن تفهم لماذا جَرَّها هذا الرجل البغيض إلى الجحيم.
منذ أن كان يعيش في الجحيم، فالمكان الوحيد الذي يمكنه أن يجلبها إليه هو الجحيم.
أغمضت آنيت عينيها بينما كانت تحاول إيقاف يدها التي كانت على وشك مداعبة شعره والتربيت على رأسه.
هي لا تستطيع التعاطف معه بعد الآن.
يجب أن تحافظ على مسافة معقولة منه قبل أن تتعلق به أكثر.
“لقد ظننتُ أنك أغلقتَ كل المسارات المخفية أثناء إزالتك لممر الخدم.”
“رسميًا، نعم. لكنني لستُ خادماً.”
عندما حصل ثيودور على لقب الدوق الأكبر وقام بعملية بناء واسعة النطاق لقصر فلوريس، تمت إزالة جميع الممرات المخصصة للاستخدام الخفي والتي يمكن أن يختبئ فيها الأشخاص.
لكن في الواقع، قام ثيودور ببناء العديد من الطرق الأخررى كتعويض على ذلك، لذلك كان هناك ممرات جديدة يمكنه الهروب من خلالها إذا تعرض للخطر.
“ألا بأس بأن تخبرني بكل هذا؟”
“إذا كان لديكِ نفس الممر في غرفتكِ، فهذا يعني أنكِ في نفس الخطر الذي أواجهه. نحن معاً في هذا الموضوع لذا من حقكِ أن تعرفي.”
معاً.
فَكَّرَت آنيت في هذه الكلمات التي قالها ثيودور.
لن تنتهي كلمة “معاً” التي قالها بعبارة “لقد عاشوا معًا في سعادة الى الأبد.”
بدلا من ذلك، من المرجح أن يكون العكس من ذلك.
“هل هذا يعني أنني قد أضطر إلى الزحف تحت السرير أيضًا للنجاة بحياتي؟”
“لقد فهمتِ كلامي جيداً.”
“أرجوك تأكد من أنني سوف أنام فوق السرير وليس تحته.”
متى سوف تموت آنيت حقاً؟
لم تكن لديها أي فكرة حول هذا الأمر.
هذا لأنها أصبحت تعيش حياة لا تعرف فيها من سيقتلها أو أين سوف تموت.
* * *
هل كان ذلك بسبب صدمتها من رؤية الدماء المتدفقة من خصر ثيودور؟
واجهت آنيت صعوبة في النوم في تلك الليلة.
تجولت في الغرفة قليلاً ولعبت بزخارف السرير دون سبب ثم أخرجت السكين عدة مرات وأعادته إلى مكانه قبل أن تستلقي على السرير مجدداً.
تقلبت واستدارت لفترة طويلة في فراشها، غير قادرة على النوم بشكل مريح حتى بعد الاستلقاء على السرير.
ثم بالكاد استطاعت النوم، لكنها استيقظت على الفور مجدداً.
عندها ….
رأت آنيت مشهدًا لا يصدق أمامها.
──────────────────────────
بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────