The reason the villain covets me - 29
──────────────────────────
🌷 الفصل التاسع والعشرون –
──────────────────────────
كان هناك نسر يقف فوق الهلال خلف ظهر كاسيليا.
لقد كان عبارة عن رمز عائلة شيرينجن مُطرَّزاً فوق نسيج ضخم معلق على الحائط.
لقد كانت عيون النسر الحادة هي أول شيء يراه جميع أولئك الذين يزورون قصر شيرينجن عند المدخل.
كانت عيون النسر، الذي يحكم السماء نهارًا ويَبُثُّ الرعب في الأرض ليلاً، حادة اليوم أيضًا.
كما أن رئيس عائلة شيرينجن يمتلك أيضاً خاتماً منقوشاً بنفس نمط هذا النسر.
لقد كان خاتمًا يُستخدم كختم لرئيس الأسرة، وكان له تأثير شرس مثل عيون النسر الحادة.
“ألم يكن ذلك مكتوباً في الوصية؟ الشخص الذي يمتلك خاتم النسر هو مالك شيرينجن الشرعي. ليس لرسالة جلالة الإمبراطور ولا حتى القوانين القديمة للعائلات النبيلة أي تأثير أمام ذلك الخاتم.”
لقد كان رمزًا لعائلة شيرينجن، وعلامة لتحديد الماركيز، وكنزًا ينتقل فقط من رئيس الأسرة السابق إلى رئيس الأسرة القادم.
وفقًا لقانون الأسرة القديم، بدون الخاتم، لا يمكن الاعتراف بالوريث كرئيس شرعي للأسرة.
حتى لو كان يتمتع الوريث بمكانة معترف بها من قبل والده ويملك الوثائق التي يأذن بها الإمبراطور له بالحصول على اللقب، فلن يتمكن من إكمال الخلافة إلا إذا كان يملك قطعة الفضة القديمة تلك.
لا معرفة ولا مال ولا حتى شرف يستطيع أن يعوض ذلك الخاتم، رغم أنه كان مجرد رمز يُعرقل الطريق إلى الأمام.
من وجهة نظر آنيت، كان ذلك غير مقبول تمامًا.
ومع ذلك، لم تكن تستطيع آنيت، التي أصبحت دوقة كبرى بمساعدة أحد هذه الرموز – قلادة الإمبراطور – إنكار قيمة خاتم آل شيرينجن.
أحست آنيت أنها محاصرة في الزاوية، وعضت شفتيها سراً، لكنها نظرت إلى كاسيليا بتعبير هادئ لا يتغير.
“إذا كنتِ تريدين حقًا أن تكوني رئيسة هذه الأسرة، فأحضري ذلك الخاتم. في ذلك الوقت، سوف أعترف بكِ أنا ذات نفسي أيضًا بصفتكِ رئيسة هذه الأسرة وليس فقط ابنة أخي الصغيرة.”
كانت كاسيليا تنظر الى آنيت بنظرة واثقة من أنها لن تجده أبدًا.
في الواقع، لم تكن آنيت على علم بمكان وجود الخاتم أو حتى وجوده من الأساس.
ومع ذلك، لم تستطع إظهار الضعف أمام كاسيليا.
“في غضون خمسة أيام، اجمعي كل أفراد العائلة في هذا القصر. سوف تكون هناك حفلة افتتاحية لاستقبال ماركيزة شيرينجن الجديدة.”
“لا أتوقع ذلك.”
اصطدمت عينا آنيت وكاسيليا في الهواء معلنة عن بدء التحدي بينهما.
***
“سوف أقتلها.”
كان الغضب في صوت آنيت غير عادي.
بمجرد وصولها إلى قصر فلوريس، قفزت من العربة وركضت عبر الأرجاء في القصر.
لقد كانت تضع كل قوتها في خطواتها لدرجة أنها جعلت الأرض تهتز بواسطة جسدها النحيف والضعيف.
“كيف تجرؤ تلك المرأة على إهانتي هكذا.”
لم تستطع آنيت أن تنسى عيون كاسيليا المُستفزة.
“لماذا قلتي ذلك؟ أنتِ لا تملكين حتى خاتم الختم. انطلاقاً من رد فعل السيدة كاسيليا، قد يكون الخاتم بحوزتها حتى.”
كان هانز ينظر إلى آنيت بنظرة غير مرتاحة إلى حد ما.
“لا تقلق. لن تكون هناك أي مشاكل في حصولي على اللقب. كما أنه لن يكون موضوع ذلك الخاتم بمثابة مشكلة كبيرة.”
“هل تملكين خاتم رئيس العائلة؟”
“ليس بعد.”
“إذن أنتِ تعلمين أين هو! أخبريني بمكانه وسوف أذهب لإحضاره لكِ. إنه موجود في مكان يمكنني الذهاب إليه في غضون خمسة أيام، أليس كذلك؟”
“يمكننا الذهاب إليه في خمس خطوات وليس خمسة أيام.”
“عفواً؟ ولكن هذا مكتب سمو الدوق الأكبر. لم أصدق ذلك عندما أخبرني سموه أنكِ ما تزالين لا تعرفين هذا القصر جيداً، لكن يبدو أن هذا صحيح. سوف أقوم بإرشادك في الأرجاء من الآن فصاعدًا.”
“لا. اليوم أنا لم أضيع طريقي وأتيتُ إلى المكان الصحيح.”
أمسكت آنيت باب المكتب بكلتا ذراعيها وفتحته على مصراعيه بقوة عنيفة.
ثيودور، الذي كان جالسًا على الكرسي أمام المنضدة، رفع عينيه عن الأوراق التي بين يديه ونظر إلى الباب المفتوح على مصراعيه.
هبت عاصفة من الرياح من خلال شق صغير في النافذة التي تركها مفتوحة قليلاً، وهز الأوراق التي كان يقرأها ثيودور.
“يجب أن تحصلي على الإذن لدخول مكتب سموه….”
حاول هانز بشكل عاجل منعها، لكن رد فعله حدث بعد أن اقتحمت آنيت المكتب بالفعل.
وسرعان ما تحول الاقتحام إلى محاولة اعتداء …
“أيها ال*** الحقير … ماذا تخال نفسك فاعلاً معي!”
لقد كان مشهدًا لا يصدق.
لقد أمسكت آنيت ياقة ثيودور بقبضة عنيفة.
كان هانز محرجًا للغاية وأغلق باب المكتب أولاً من أجل أن يتجنب رؤية الخدم لهذا المشهد، ثم بدأ يركض بخطوات مترددة محاولاً إيقاف آنيت.
لكن مع ذلك، لم يتمكن هانز من لمس جسد الدوقة الكبرى دون مبالاة، لذلك قام فقط بالوقوف متوتراً بجوار المنضدة.
“اخرج.”
“لكن …”
“لقد انتهى عملك هنا، لذا بإمكانكَ الذهاب.”
رفع ثيودور، الذي كانت آنيت تُعَلِّقه من ياقته، يده اليمنى في أشار لهانز بالرحيل.
قام هانز بالانحناء وتراجع إلى الوراء.
بعقل قلق، مَشَّط شعره في توتر ونظر إلى الوراء مرة أخرى قبل مغادرة الغرفة.
كان قميص ثيودور مجعدًا وياقته ممسوكة بشدة في قبضة آنيت الغاضبة، لكن زوايا فمه كانت مبتسمة بسلاسة.
لقد كان هذا تعبيراً عن أن هذا الوضع غير المسبوق كان مسليًا بالنسبة له.
“مرحبًا بكِ في مكتبي لأول مرة. لا أعتقد أنه شيء يدعونا للاحتفال به، لكن دعينا نسمع ما سبب هذا الغضب المتصاعد والاعتداء الجسدي العنيف؟”
سحبت آنيت خاتم ماريا بخشونة من إصبعها ورمته على المنضدة.
كان هناك صوت “نقر” عندما تلامس الخشب الصلب بجوهرة الخاتم الصلبة.
كان الأمر أشبه بصوت اصطدام شخصين غاضبين ببعضهما البعض.
كان الزمرد يتلألأ بوهج رنَّان بينما كانت عشرات الألماسات المحيطة به تعكس أشعة الشمس الخافتة التي كانت تتسلل عبر النافذة، لذلك بدا وكأنه كان خائفاً ويبكي بشدة.
“لا أريد هذا الشيء عديم الفائدة، كان يجب أن تقدم لي خاتم رئيس عائلة شيرينجن بدلاً منه!”
دخلت آنيت فجأة وتجرأت على التقليل من احترام خاتم الإمبراطورة أمام ابنها.
بصفة ثيودور ابن مالكة ذلك الخاتم، فقد كان هذا تصرفًا غير محترم وقد يكون مهينًا بالنسبة له، لكن ثيودور لم ينتقد سلوكها أو كلماتها الوقحة المفاجئة.
هذا لأنه كان يعرف سبب غضبها.
بدلاً من الرد على كلماتها الغاضبة، لمس ثيودور الخشب تحت درج المكتب وفتح مساحة سرية مخفية هناك.
بداخل قبضة يده التي خرجت من أسفل المنضدة كان هناك نسر يقف فوق هلال القمر.
“هل هذا ما تريدين؟”
“هذا ما كان يجب أن تعطيني إياه منذ البداية.”
حدَّقت آنيت في ثيودور بعيون مستاءة.
لقد فوجئت عندما طلبت منها كاسيليا إحضار الخاتم.
هي لم تكن تعرف حتى ما يعنيه خاتم العائلة، لكن كان من المؤكد أنه عنصر لا غنى عنه لوراثة اللقب.
إذا كان حقًا شيئًا يمكن أن يُصبح الشخص رئيساً للعائلة بمجرد امتلاكه، وإذا كانت كاسيليا أو بيورن يملكانه، فكان من المستحيل أن يبقيا ساكنين دون إظهاره وأخد منصب الرئيس لأنفسهما.
لو أن كاسيليا رفعت إصبعها الذي ترتدي فيه خاتم النسر واشتكت من صداع في الرأس، لكان كل فرد في المجتمع سوف يعترف بها على أنها ماركيزة شيرينجن الجديدة باعتبارها مالكة الخاتم، وهذا دون الاضطرار إلى وضع آنيت في مستشفى للأمراض النفسية بطريقة معقدة وخطيرة.
ومع ذلك، إذا كان أصبعها لا يزال فارغاً حتى الآن، فهذا يعني أن الخاتم لم يكن بحوزتها من الأساس.
لا بد من أن كاسيليا تعتقد أن آنيت لا تملك الخاتم لنفس هذا السبب.
إذن، من لديه الخاتم؟
آنيت، المرأة الشريرة التي توقعت موتها وتَناسخ آنيت الحالية في جسدها، كانت لتتنبأ بكل تأكيد بما قد يحدث مستقبلاً بسبب حرب الخلافة.
لا بد أن تكون المرأة الشريرة، آنيت، قد سرقت الخاتم قبل وفاة أبيها أو في لحظة وفاته.
ومع ذلك، لم يسأل ثيودور عن أي شيء حول ذلك الخاتم المهم.
لقد كان هذا يعني …
“لقد كنتَ تملكه منذ البداية.”
لقد كان هذا يعني أن ثيودور كان يمتلك الخاتم بالفعل، لذلك لم تكن هناك حاجة ليبحث عنه.
“أنتِ من أعطيتِه لي.”
“لقد كنتَ تعلم أنني سوف أذهب إلى قصر شيرينجن، وكان من الممكن إنهاء الأمر بسهولة بواسطة خاتم لعين واحد فقط، فما سبب إخفائكَ له بحق خالق الجحيم؟”
“حتى أنني استخدمتُ قلادة الإمبراطور لأجعلكِ دوقة كبرى. لقد أتممتُ جميع أنواع المستندات قانونية من خلال تجاهل القانون وبرَّأتكِ من تهم القتل. فماذا علي أن أفعل أكثر من ذلك؟”
“لم أكن أعرف أنه كان هناك خاتم عائلي حتى!”
“كان ينبغي عليك ان تعلمي.”
“كيف يمكنني أن أعرف ذلك بحق خالق الجحيم؟”
“هل يجب أن أعلِّمكِ المشي أيضاً؟ عليكِ أن تعرفي بطريقة ما وتسبقي الجميع بخطوة.”
كانت عيناه اللتان بلا قلب مرئية بوضوح اليوم.
تلك الأشياء الزرقاء لم تكن عيون بشرية، بل كانت جليداً بارداً وفارغًا.
“لا تسيئي فهم أنه لمجرد أننا نعيش كزوجين معاً، فسوف أصبح زوجك حقًا.”
لقد كان هذا تحذيراً رهيباً.
كان قلب آنيت يغلي من الغضب، لكن ثيودور لم تظهر عليه أي علامات للانفعال.
حتى أنه شعر بالملل عندما فقدت قبضة آنيت قوتها.
ذُهِلت آنيت للحظة وكادت أن تفقد ساقيها قوتهما وتنهار على الأرض.
“كم من الوقت سوف تستمر في اختباري هكذا؟”
كان صوتها أجشاً وخافتاً.
لم تستطع آنيت السقوط على الأرض، لذا خففت من قوة صوتها بدلاً من ساقيها.
لاحظت آنيت أن ثيودور كان يحاول اختبارها مرة أخرى.
بالنسبة لها، لم تستطع إلا أن تعتقد أن هذه كانت خدعة للتحقق من قدرتها في التعامل مع المشكلات التي قد لا تجد لها حلاً مثل عدم عثورها على الخاتم.
لكنها لم تستطع تخمين السبب.
لماذا يتخلى ثيودور عن كبريائه لأشياء تافهة كهذه؟
هل يحاول السخرية منها لأشياء سخيفة؟
اختفى الزخم المشتعل الذي كان بداخلها منذ اللحظة التي فتحت فيها الباب، تاركًا الفراغ فقط وراءه مما انعكس على صوتها الضعيف.
لكن بدلاً من الصراخ بصوت عال، انخفض صوتها أكثر.
“كم من الوقت سوف تستمر في اللعب معي بمثل هذه الألعاب السخيفة؟ من الصعب عليّ المشي في حذاء لا يناسبني من الأساس، إذن لماذا تمشي معي وترمي العوائق أمامي؟”
(م.م: تقصد أنه من الصعب بالفعل العيش في عالم مختلف عن عالمها .. لهيك ليش هو واقف جنبها وبدل ما يساعدها يزيد الصعوبات عليها)
لقد كانت تسأله لأنه كانت تشعر بالفضول حقًا.
“لقد قلتُ أنني سوف أتعاون معكَ، لكنني لم أقل أنني سوف أكون خادمة لكَ. أنا لا أطلب منكَ أن تفعل شيئًا صعبًا مثل أن تُحِبَّني، كما أنني لا أريد منكَ شيئًا عاديًا مثل الصداقة. هل من الصعب حقًا أن أطلب منكَ أن تتعامل معي بأخلاقيات العمل كشريك تجاري؟”
سألت آنيت بصوت متعب بهدوء.
لماذا تعذبني؟
ما سبب اختباراتكَ التي لستَ مضطراً إلى إجرائها؟
لم ترفع آنيت صوتها بعد، لذلك كانت نبرتها منخفضة ومليئة بالتعب، لكن لم يكن لدى ثيودور أي نية لقبول هذا المشهد المأساوي لهذه المرأة المُنهكة.
“أنتِ لن تبكي الآن، أليس كذلك؟”
في اللحظة التي رأت فيها آنيت التعبير الساخر على وجه ثيودور، عاد عقلها إلى العمل.
بالعودة إلى رشدها، قامت بتقويم جسدها الذي كان متكئًا على المكتب في تعب.
“أنتَ لا تستحق رؤية شيء ثمين جدًا كدموعي.”
اكتسب صوتها القوة مرة أخرى.
“لقد كنتُ مخطئة. الآن بعد أن فكرتُ في الأمر، ليس لدى صاحب السمو أي سبب لتقديم أي خدمات لي. لكنكَ مخطئ بقدر ما أنا مخطئة. فقط لأنكَ تجلس على كرسي كبير وتفتخر بمكانة أعلى مني، فلن يتحول هذا المقعد إلى عرش أبدًا. ما لم أتعاون معك. أنتَ لا شيء.”
أنهت آنيت حديثها بتمعن طويل.
“لقد ضِقْتُ ذرعاً باختباراتكَ اللعينة هذه، هذا آخر اختبار سوف أخوضه.”
“هل هذا كل ما لديكِ لتقوليه؟”
“أجل، أنا سوف أرحل من هذا المكان.”
ابتسمت آنيت بشكل خبيث وأدارت ظهرها بغرور.
وبينما كانت تسير بعيدًا دون أن تسمع كلمة وداعاً من ثيودور، أمسكت بمقبض الباب وتَوَقَّفت ثم فتحت فمها لتقول له شيئاً للمرة الأخيرة.
──────────────────────────
بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────