The reason the villain covets me - 12
──────────────────────────
🌷 الفصل الثاني عشر –
──────────────────────────
عندما كان ثيودور يهتم بجميع الأمور في مدينة لايدر، كان لدى آنيت مهمة واحدة فقط …
البقاء على قيد الحياة.
تابعت آنيت علاج ليزا دون أن تنبس ببنت شفة وعادت للحياة رويداً رويداً.
أكلت وتقيأت، لكنها أكلت مرة أخرى بعدها ثم تَمَشَّت بينما تلهث لالتقاط أنفاسها.
ثم تعافت صحتها تدريجيًا.
لكن ذلك لم يكن يعني أنها أصبحت تستطيع التحرك بحرية كما كانت من قبل، لكن على الأقل لم يعد يُغمى عليها بعد النهوض من الكرسي مباشرة.
لقد كانت تأكل أكثر قليلاً في كل مرة مقارنة بالمرة التي تسبقها ثم تتقيأ بشكل أقل مع مرور الوقت.
كما أنها كسبت بعض الوزن، لذلك بدا جسمها مثل جسم فتاة بشرية نحيفة للغاية وليس كجسد هيكل هظمي يُعاني من المجاعة.
بالنسبة للآخرين، كان ذلك تغييرًا طفيفًا في مظهرها، لكن بالنسبة إلى آنيت، فقد كان تطورًا مهمًا.
لقد كانت محبوسة في غرفة صغيرة بالمستشفى حيث لم تستطع المشي حتى 10 خطوات، لكنها الآن تمشي أكثر من 11 متراً.
لقد كانت آنيت تمشي في مزارع الكروم كل يوم وتتنفس الهواء النقي.
عندما كانت تخرج في نزهة على الأقدام، كان يتبعها كلب أسود دائماً.
لقد كان كلبًا أعرج يمشي على ثلاثة أرجل نشأ في ساحة الفيلا.
لقد كانت مشية الكلب الأعرج العادية تساوي سرعة آنيت القصوى.
تحدثت آنيت مع الكلب الذي كان يتبعها اليوم أيضًا.
“لماذا لا يعرف أحد اسمك؟ أريد مناداتك باسمك.”
لم يكن لدى الكلب الأسود اسم.
لقد كانت آنيت هي الوحيدة التي لديها فضول بشأن مثل هذه الأمور التافهة.
عندما سألت آنيت إيما عن اسمه، نظرت إليها الخادمة نظرة مُحرَجة فقط وقالت:
“إنه الكلب الذي أحضره المالك، لكنه لم يعطه اسمًا.”
لقد كان من غير المتوقع أن ثيودور قد أحضر الكلب بنفسه.
‘لا أعتقد أن ذلك الرجل من النوع الذي سوف يعامل الكلب بحب و عاطفة.’
لم تعتقد آنيت أبداً أن ثيودور من النوع الذي سوف يُشفق على الكلب المُقعَد، لذلك قررت أن تتجاهله فقط.
إنه ليس الكلب الوحيد الأعرج في العالم، وكذلك مالكه شخص غير مبالٍ لدرجة أنه لا يدرك حتى وجوده هنا.
حتى أن الطريقة التي يعامل بها آنيت كانت هي نفس الطريقة التي يعامل بها هذا الكلب، لقد تغير الموسم واقترب وقت حصاد العنب، لكن آنيت ما زالت تتعرض للإهمال.
لم يأتِ ثيودور إلى هنا أبداً، وكل ما فعله هو إرسال مساعده هانز للاطمئنان على حالتها.
في بعض الأحيان، كانت آنيت تشعر وكأنها نبيذ ينضج في قبو النبيذ.
عندما يسأل هانز ليزا عن صحتها، شعرت آنيت كما لو أنه كان يُجري فحصاً للنبيذ بحثًا عمَّا إذا مَسَّه تلف وعن مقدار حلاوته.
بالطبع، كانت سوف تكره الأمر أكثر لو أن ثيودور أظهر اهتمامًا مباشرًا بها، لكن الإهمال كان أيضًا مزعجًا.
لذلك كان وجود الكلب هنا موضع تساؤل.
لماذا الشخص الذي لا يبالي بكل شيء في العالم، باستثناء أن يصبح إمبراطورًا، يجلب كلبًا لا يستطيع حتى الركض إلى الڤيلا الخاصة به؟
إذا كان ذلك الرجل يحب الحيوانات، فهذه سوف تكون نهاية العالم.
هزت آنيت رأسها وطردت هذه الأفكار المخيفة.
لقد قررت التوقف عن طرح الأسئلة التي لا يمكن أن تجد إجابة لها وبدلاً من ذلك طرحت الأسئلة على الكائن الذي كان يستمع إليها.
“ما اسمك أيها الكلب؟”
“سيلفر.”
(م.م: سيلفر معناه فضة أو اللون الفضي باللغة الانجليزية.)
سمعت آنيت جوابًا من خلفها فجأة، لذلك جفلت وتصلَّبَت في مكانها.
لقد كان صوت الرجل خلفها غير مألوف، لكنه كان صوتًا سمعته من قبل.
قامت آنيت بلف جسدها، الذي أصبح متصلباً من التوتر، ببطء ثم رأت الشخص الذي توقعت هويته من نبرة صوته.
لقد كان ثيودور.
تحققت آنيت مما إذا كان الشخص الواقف أمامها حقيقياً أم أنه مجرد وهم، لكنها لم تشعر بالارتياح إنما زاد إحساسها بالغرابة أكثر فأكثر.
لقد كان ثيودور من نوع الأشخاص الذين يكونون أكثر حذرًا من الغرباء.
لذلك كان من السخف أن يُجيب على سؤالها بشكل طبيعي وكأنه كان يمشي معها، بينما يتحدثان عن موضوع طبيعي، في الوقت الذي لم تطأ قدمه هذا المكان حتى تغير الموسم.
لكن آنيت كافحت لتظل غير مكثرة، وتَطَلَّب منها الأمر جهدًا كبيرا لعدم إظهار العداء تجاهه.
“اسم الكلب هو سيلفر.”
“لماذا تقوم بتسمية كلب أسود باسم يعني اللون الفضي؟”
تَعَرَّف الكلب على مالكه الذي ظهر بعد فترة طويلة وارتمى بسرعة بين أحضانه وهو يهز ذيله.
عندها فقط تأكدت آنيت أن الكلب حقاً كان هو كلب ثيودور.
التفكير في أن الصديق الوحيد الذي تملكه آنيت في هذا العالم وتحبه حقاً كان ينتمي إلى ثيودور جعلها تشعر بالخيانة قليلاً عندما رأت الكلب يترك ذراعيها ويذهب بسعادة نحو ذراعي مالكه دون أن يكثرت لها.
“إنه كلب أسود، فلماذا تسميه سيلفر؟”
“لقد قمتُ باختيار هذا الاسم للتو ، لذلك لا أعرف لماذا خطر على ذهني هكذا.”
“ألم تعطِه اسمًا عندما أحضرته هنا لتربيته؟”
“إذا أطلقتُ عليه اسمًا، فسوف يتعيَّن عليّ تحمل المسؤولية والعناية به بجدية.”
نقرت آنيت لسانها في امتعاض بسبب هذه المحادثة التي كانت بلا سياق.
ومع ذلك، فإن موقف ثيودور بعدم إعطاء اسم لكلبه جعلها تشعر بالراحة.
لقد كان من المريح أن تتأكد أنه كان رجلاً بلا مشاعر أو ضمير.
كان من المؤسف رؤية الكلب سعيدًا بلقاء مالكه لأنه بدا أنه يحبه حقاً.
“إذا كنتِ تريدين تسميته، سَمِّه ما شئتِ.”
“لا، أنا لا أريد ذلك. إذا أعطيته اسمًا، فعلي البقاء بجانبه دائماً.”
ألقت آنيت باللوم على ثيودور، لكنها في الواقع، كانت تشعر بنفس الطريقة.
لم تكن بالضرورة قصة عن الكلاب.
عندما تُطلق اسمًا على علاقة ما، وتقضي الوقت مع شخص ما، ثم يصبح لديكما ذكريات معًا، يصبح ذلك ذا مغزى.
وبمجرد أن يكون له معنى، من الصعب التخلص منه.
بالنسبة إلى آنيت، العالم في الكتاب هو مكان يجب أن تهرب منه وعالم يجب أن يبقى بلا معنى، لذلك لم ترغب في جعل كلب واحد يربطها بهذا المكان.
ولهذا السبب، لم ترغب آنيت في إنشاء علاقة وإطلاق اسم على كلب لم يعطه مالكه له.
يبدو أن ثيودور قد قرأ أفكارها.
“لا بأس بأن تقومي بإعطائه اِسماً. إذا كنت لا تحبين الناس، فعليك أن تعطي قلبك للكلب على الأقل، لأن هذا سوف يعطيك الشجاعة للمضي قدماً وعدم الاستسلام.”
“أنا لا أريد ذلك. أنا لست المالك حتى، فلماذا أطلق عليه اسماً؟ أنا الشخص الذي سوف يغادر هذا المكان على أي حال.”
بدا أن آنيت اكتشفت مشاعرها الحقيقية، لذلك خفضت جسدها وحَكَّت ذقن الكلب.
أغلق الكلب عينيه واستمتع بلمسة آنيت.
عندها راقبهم ثيودور بهدوء ثم طرح سؤالاً غير متوقع.
“ما هو اسمكِ؟”
“آنيت شيرينجن. هل أصبتَ بفقدان ذاكرة أم ماذا؟”
“لا ليس هذا. أقصد اسمك في العالم الآخر.”
“اسمي هو … أنا لا أعرف. لقد نسيت.”
توقفت يد آنيت عن مداعبة رأس الكلب.
فتح الكلب عينيه وبدأ يلوح بيده المكسورة، ثم وكأنه يطلب المزيد من اللمس، بدأ يحشر وجهه بين ذراعي آنيت، لكن يديها كانت ثابتة بلا حراك.
لقد كانت آنيت مُحرَجة بشكل واضح.
“بينما أنا هنا، أنا آنيت فقط. لذا لا تشعر بالفضول تجاهي وكذلك لا تسألني عن أي شيء يخصني.”
“ماذا إذا قلتُ أن هذا لم يكن مجرد فضول بل اهتمام حقيقي؟”
“لا تكذب علي.”
“لا تصدقي إن كنت لا تشائين ذلك.”
بدت آنيت محرجة للغاية، لكن تعابير ثيودور لم تتغير أبداً.
في المقام الأول، من المستحيل أن يكون ثيودور مهتمًا بالشخص الذي يشغل جسد آنيت.
ما كان يهم ثيودور ليس المشاعر في قلب آنيت، ولكن المستقبل الذي تعرفه في رأسها.
المعرفة التي من شأنها أن تمهد الطريق له ليصبح إمبراطورًا.
وقفت آنيت التي كانت جالسة في وضع القرفصاء على رجليها.
حتى عندما نهضت، لم يكن الفرق في الطول بينها وبين ثيودور مختلفًا عما كان عليه عندما كانت تجلس القرفصاء بجانب الكلب.
كان ذلك لأن ثيودور كان طويل القامة و آنيت كانت تعاني من نقص الوزن.
لم يكن مظهر الشخصيتان متشابهًا إلا في جمالهما.
“هل حقيقة أن صاحب السمو قد جاء شخصياً لمقابلتي تعني أن الوقت قد حان لذهابي إلى لايدر؟”
“لقد أوشك الوقت لفعل ذلك، لكن لا يزال هناك بعض الأمور أحتاج إلى حلِّها. إنه لأمر مؤسف، ولكن هناك تحديات يجب أن نقوم بمواجهتها أولاً.”
“تحديات؟”
“أنتِ بحاجة إلى الدراسة.”
“الدراسة؟”
“لقد سمعتُ ذلك من هانز، لقد قال أنكِ لا تعرفين قراءة الحروف ولا حتى كتابتها. لا ينبغي أن تكون الفتاة التي كانت سوف تحصل على لقب الماركيز لا تعرف كيفية كتابة اسم عائلتها.”
احمر وجه آنيت خجلاً وكأنه سوف ينفجر في لحظة.
لقد كانت الحياة في هذه الڤيلا مملة للغاية، حيث لم تكن آنيت مضطرة لمقابلة الناس ولم تكن تستطيع الخروج، لذلك كانت بحاجة إلى هواية يمكنها ممارستها بمفردها.
بالنظر إلى كمية الكتب الموجودة في المكتبة، بدا أن هناك طريقة لتمضية الوقت، لكن في اللحظة التي التقطت فيها آنيت كتابًا أعجبها غلافه وفتحته، أدركت شيئاً خطيرًا للغاية …
هي لم تستطع قراءة حروف هذا العالم.
على عكس مهارة الكلام والفهم، لم تكن تعرف الكتابة والقراءة.
كان ذلك طبيعيًا لأنها لم تتعلم هذه اللغة مطلقاً، لكن حقيقة أنها لم تكن تعرف حرفًا واحدًا كانت محرجة للغاية.
الجهل يعتبر جهلاً، لذلك كانت آنيت محرجة من هذه الحقيقة أكثر مما قد تكون عليه إذا وقفت عارية في ساحة السوق.
لقد كان من المؤسف أن تدرك مرة أخرى أنها سقطت في عالم مختلف عن عالمها.
كان وجهها أحمر كالطماطم و لم يرجع إلى لونه الأصلي مهما حاولت بسبب الخجل.
لم تهتم إذا بدا الأمر غير منطقي، لكنها لم ترغب في الاعتراف بأنه تم الكشف عن عدم كفاءتها الفكرية.
“… أنا أعرف القراءة الآن.”
حاولت آنيت تبريد وجهها المحموم.
“لكن هانز قال أنه لا يمكنك حتى التوقيع على الأوراق لأنه لا يمكنك كتابة اسمك؟ في الحقيقة، لقد فوجئت بعض الشيء بأنك تعرفين المستقبل لكنك لا تعرفين الكتابة.”
“إنها ليست لغتي، لذا من المستحيل أن أعرف الحروف دون أن أدرسها.”
“لكنكِ جيدة للغاية في الحديث؟”
“أنا لا أعرف كيف أستطيع أن أفهمكم أو أتحدث معكم، لكن الحروف مختلفة. كذلك أنا الآن أستطيع التوقيع على الكتب وقراءتها.”
“كيف؟”
“لقد تعلمتُ كيف أقرأ عندما جاء السيد هانز آخر مرة.”
“هل تقصدين أنكِ درستِ وحدك؟”
أومأت آنيت برأسها.
عندما جاء هانز إلى الڤيلا، طلبت منه آنيت أن يعلمها كيفية القراءة.
لحسن الحظ، لم تكن الحروف صعبة.
لقد كانت الرموز مختلفة، لكن القراءة والكتابة كانت مشابهة للأبجدية الرومانية.
بعد تحويل الحروف التي قدَّمها هانز لها إلى اللغة الكورية، وتعلم طريقة نطقها، وصنع لوحة لتنظيمها وفرزها، تمكنت آنيت من قراءة الكتاب في غضون أيام.
ومع ذلك، فإن جهل آنيت للكتابة و القراءة جعل هانز في صدمة كبيرة.
في الأصل، كان هانز مُكَلَّفاً بتعليم آنيت تقليد توقيع إبنة الماكيز وجعلها تتدرب عليه لتقليد خط يد آنيت الأصلية، لكنه لم يتخيل أبدًا أنها لن تعرف الحروف نفسها.
في الوقت نفسه، أصبحت هذه فرصة مناسبة لجعل آنيت مشبوهة للغاية في عينيه.
“لا بد من أن يكون السيد هانز قد لاحظ أنني لستُ آنيت الحقيقية. لأنه رجل ذكي للغاية.”
“لا يهمني إذا عرف هانز بذلك. لقد كنت أفكر في إخباره بهذا عاجلاً أم آجلاً.”
“هل تثق بالسيد هانز إلى هذه الدرجة؟”
“لديه سبب يمنعه من التخلي عني.”
حَدَّقت آنيت بصراحة في ثيودور، وكأنها تسأله عن السبب، لكن ثيودور اشاح بنظره بعيدًا عنها، كما لو أنه لا يريد قول أي شيء آخر.
“إذاً هل علينا اختبار ما إذا كان هانز قد علَّمكِ القراءة بشكل صحيح؟”
أشار ثيودور برأسه لآنيت من أجل أن تتبعه ثم ابتعد.
لقد تحركت ساقيه الطويلتان بعيدًا جدًا في لحظة واحدة ثم تبعتهما ساقيّ آنيت وسيلفر.
تقدَّم ثيودور للأمام قليلاً، ثم توقف واستدار ثم عبس قليلاً.
لقد كان يسمع صوت الكلب وهو يُخرج لسانه ويلهث، ومع ذلك، لم يكن صوت خطوات آنيت قريباً حتى، لأنها كانت أبطأ من الكلب بكثير.
كانت آنيت تلهث بصعوبة بسبب مطاردتها له، لكن كبريائها منعها من أن تطلب منه الانتظار.
لاحظ ثيودور هذه الحقيقة، ورفع زوايا فمه قليلاً.
وبينما كان بإمكانه سماع صوت تنفس المرأة العنيدة خلفه، بقي على بعد مسافة صغيرة منها ليتجنب رؤيتها لوجهه المبتسم.
ثم مضى قدماً دون أن يلتفت.
──────────────────────────
بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────