The possessed villainess does not want a divorce - 52
“حسنًا، أنت لا تقصدين التحدث عن العمل، أليس كذلك؟”
“حسنًا في الحقيقةِ، أنا أتحدث عن العمل، وأنا متأكد من أنكِ ستقول لا.”
“هذا صحيحٌ …….”
“كنت أتوقع ذلك. لهذا السبب طلبت أن نحضر هذا الاجتماع معًا لنناقش الأمر عندما نكون وحدنا. ولكن قبل أن ترفضي، دعيني أشرح لك لماذا أقدّم هذا العرض.”
نظرت مونيكا إلى الكونتيسة بينسل التي حدقت فيها بدهشة للحظة، ثم تحدثت مرة أخرى.
.”كيف كان حفل الحديقة اليوم؟”
“…لماذا تسألين؟ أنتِ تعرفين الجواب بالفعل.”
“لن أدعي أنني لا أعرف. ولكن هل تنوين الاستمرار في تقبل الإهانات والتصرفات غير اللائقة؟ لقد حصلتِ على لقب نبيل، وبغض النظر عن مدى تجنبك للحياة الاجتماعية، ستضطرين للمشاركة فيها بطريقة أو بأخرى.”
عندها لم ترد الكونتيسة بنسيل، رغم معرفتها بالإجابة مسبقًا، تابعت مونيكا الكلام.
“المال هو القوة، أليس كذلك؟ لكن تخيلي أن امرأة هي من تجني هذا المال، بل امرأة تحمل دمًا مختلطًا مع الشياطين. ماذا سيحدث حينها؟”
“…لن يكون من السهل تجاهلها.”
“بالضبط.”
“ولكن في هذه المملكة ، لم ينجح أي مشروع تقوده امرأة. وحتى إذا كان هناك مشروع ناجح، فكان بالتعاون مع رجل نبيل أو كان جزءًا من عمل عائلي.”
“أعلم ذلك جيدًا. لكنني لا أقترح أن تبدأ الكونتيسة بنسيل عملًا تجاريًا بنفسها.
وبالتأكيد ليس مشروعًا أبدأ واحدًا وحدي.”
“إذن، هل هو مشروع يخص الدوق؟”
“لا. إنه مشروع سوف يقمنَ به سيدات عائلة أورساي معًا.”
“ماذا؟”
“أنتِ واثقة من مهاراتك القيادة في المطبخ، أليس كذلك؟ لا تقولي لي الآن إنكِ لا تستطيعين القيام بذلك.”
“بالطبع، أنا واثقة من مهاراتي في المطبخ. وجميع السيدات الأخريات أيضًا ماهرات في أعمالهن. لكن ما تتحدثين عنه الآن مختلف عما كنتُ اعملهُ سابقًا.”
” ستعملون بـ إنتاج مربى الفراولة بكميات كبيرة يشبه إلى حد كبير إدارة إنتاج الطعام بكميات كبيرة في المطبخ. لا يوجد أحد من النبلاء لديه خبرة في إدارة مثل هذه العمليات سوى أنتِ. لهذا السبب أنتِ الأنسب لهذا الدور.”
شعرت الكونتيسة بنسيل بشعور غريب.
كان الحوار يأخذ منحى غير متوقع، وكأنها تجرّ إلى شيء لا مفر منه.
“…لكن.”
ترددت الكونتيسة بنسيل، ولم تستطع مواصلة حديثها بشكل واضح.
“كونتيسة بنسيل، ألا ترغبين في يوم من الأيام أن تظهري لأولئك الذين يتجاهلونك ما تستطيعين فعله بقدراتك؟”
“لكن…”
في لحظة، تلاقت أعين الكونتيسة بنسيل مع عيني مونيكا البنفسجيتين الواضحتين واللامعتين، شعرتَ كأنها تغوص فيهما.
كانت تريد الاعتراض، لكنها لم تعرف ماذا تقول، وفي النهاية لم تجد سوى الصمت، لكن كلمات مونيكا ترددت في ذهنها.
‘إظهار ما يمكنني فعله بقدراتي؟’
هل يمكنني حقًا فعل شيء؟ شعرت بأن عقلها مشوش.
إذا كنت قادرة على فعل شيء، فما الذي يمكنني فعله؟
كانت فضولية لمعرفة الإجابة. عاد صوت مونيكا يتردد في أذنيها.
“إذا كنتِ تشعرين بالحيرة والارتباك، ركزي فقط على شيء واحد. وهو الأستمرار في إدارة المطبخ كما كنت تفعلين دائمًا. ألا يثيرك فضولكِ مربى الفراولة؟ إنه طعام مصنوع من الفراولة والسكر، ويمكن الاحتفاظ به لفترة طويلة.”
عندما ذُكر الطعام، ظهرت بوضوح نظرة فضول قوية في عيني الكونتيسة بنسيل.
وبدأت تدريجيًا تقنع نفسها بما يجري.
‘حسنًا، سأرى فقط ما هو مربى الفراولة.’
لكن مونيكا كانت تجلس أمامها. لو لم تكن قد مرت بتجارب سابقة مع مونيكا، لكانت الأمور مختلفة معها الآن.
لكنها خاضت معها العديد من المواقف من قبل. إذا كان هذا فخًا، فهي تأمل أن يتوقف الآن.
سئلت الكونتيسة بنسيل مونيكا قائلةً
“…هل تذكرين ما قلتِ لنا في الماضي؟ كيف أن الشخص الذي لا يذرف دمعة واحدة يجب أن يكون وقحًا وجاهلًا.”
“هل قلت ذلك حقًا؟”
“لا بأس إن لم تتذكري. أنا لا أقول ذلك للومك. فقط أردت أن أخبركِ بشيء. نحن لا نذرف الدموع لأننا وقحون وجاهلون حقًا.”
تفاجأت مونيكا بتغيير موضوع الحديث فجأة، ونظرت بجدية إلى الكونتيسة بنسيل.
كانت تعرف أن الكونتيسة بنسيل لديها سبب لفتح هذا الموضوع.
فانتظرت بصبر حتى تنهي حديثها. توقفت الكونتيسة بنسيل قليلاً.
كان من الغريب أنها تجد نفسها تتحدث مع مونيكا عن هذا الأمر، لكنها شعرت أنه من الضروري قول ما تفكر فيه.
“يقولون إن عرقنا المختلط قد تسبب في تجفيف دموعنا. جدتي كانت تقول إن ذلك كان لعنة من الحاكم، ولكنه أيضًا نعمة.”
“ماذا تعنين؟ كيف يجف الدمع في عيونكم؟”
“كما سمعتِ. نحن لا نستطيع البكاء. لا أعرف لماذا جفت دموعنا. لكن جدتي أخبرتني أن الدم المختلط يجعلنا أقوى جسديًا من البشر، ولذلك لم نعد بحاجة إلى الدموع، لذا قد ولدنا بدونها . ولكن عندما تواجهين ظلمًا وقهرًا ولا تستطيعين البكاء حتى بعد مروره ، فإن ذلك يؤلم القلب.”
كانت مونيكا تستمع بانتباه لقصة الكونتيسة بنسيل الجديدة.
هل قالت إن عرقهم المختلط يجفف دموعهم؟ وأنهم لا يستطيعون البكاء؟
إذن ماذا عن أنجيلا؟
تذكرت مونيكا بوضوح عندما جاءت أنجيلا إليها مؤخرًا، وكيف كانت دموعها تتساقط على خدها.
ألم تكن تبكي في حفل الصيد أيضًا؟
لماذا لم ينتبه أحد؟
أم أنهم تغاضوا عن الأمر عن قصد؟
لا بد أن أنجيلا كانت تتظاهر بالبكاء.
ربما كانت تحمل منديلاً مبللاً بالماء وتضعه على عينيها، أو قد يكون العرق سال من جبينها ودخل عينيها فبدا وكأنها تبكي.
كل هذا ممكن. لكن كان هناك شيء يزعجها. قررت مونيكا أن تدع قضية أنجيلا جانبًا في الوقت الحالي، وسألت الكونتيسة بنسيل
“لماذا تخبرينني بهذا؟”
عاد الجو في العربة ليصبح جديًا فجأة.
“أقول لكِ هذا لأنني إذا كنتِ قد ذكرتِ موضوع مربى الفراولة والعمل فقط لإزعاجي، فأرجو أن تتوقفي. صراحة، أشعر بالحيرة والاضطراب.”
نظرت مونيكا والكونتيسة بنسيل في عيون بعضهما لفترة طويلة دون أن تتحاشى أي منهما النظر.
ثم أجابت مونيكا
“لم أطرح الموضوع لإزعاجكِ، فلا تقلقي. لن أطلب منكِ أن تثقي بي. فأنتِ لن تستطيعي. ولكنني أثق في قدراتك. فكري فقط إلى أي مدى يمكن أن تصلِ بقدراتك .”
ابتلعت الكونتيسة بنسيل ريقها وسألت
“هل تعترفين حقًا بقدراتي؟”
“كونتيسة بنسيل. هل تدركين أننا نكرر نفس الحديث باستمرار؟ جربي أن تجيبي نفسكِ. هل واجهتِ أي مشكلات أثناء إدارتكِ للمطبخ؟”
هزت الكونتيسة بنسيل رأسها بهدوء.
“عندما نصل إلى قصر الدوق، سأعرض عليكِ مربى الفراولة أولاً. انظري إليه، ثم فكري في الأمر.”
هزت الكونتيسة بنسيل رأسها ببطء مرة أو مرتين. فتحدثت مونيكا مجددًا.
“شكرًا لانضمامكِ إلي اليوم في الاجتماع رغم أنكِ لم ترغبي في ذلك. من الآن فصاعدًا، لن أطلب منكِ المشاركة بالقوة. وأعتذر عن أي شيء حدث في الماضي.”
نظرت الكونتيسة بنسيل إلى مونيكا بذهول، غير مصدقة أنها تحدثت معها بأسلوب مختلف عما كانت أفعله طوال الفترة الماضيه، ولم تستوعب بعد حقيقة أن مونيكا قد اعتذرت لها.
وفي تلك اللحظة توقفت عجلات العربة.
“سيدتي!”
هرع الخادم بيتر من المدخل وفتح باب العربة بنفسه.
كان وجهه يحمل ملامح الدهشة كما لو حدث زلزال.
“ما الأمر؟”
“أسرعي، وتعالي!”
مد بيتر يده ليساعدها على النزول من العربة بسرعة. وفي تلك اللحظة اجتاح مونيكا شعور سيء.
“ماذا حدث؟”
“سيدتي، يجب أن تذهبي إلى البناء الجانبي، إنها قافلة من ريارت…”
كان الخادم مرتبكًا وغير قادر على إكمال جملته بوضوح، فسألته مونيكا بنبرة استغراب
“ألم أخبركم أن قافلة ريارت التجارية سترسل بعض البضائع؟ ما كل هذه الضجة؟”
“لا، سيدتي. الأمر مختلف. لقد أرسلوا كميات كبيرة جدًا من البضائع. يوجد رجل يدعى لو، نائب رئيس القافلة، وهو ينتظركِ. وقد قال إنه لن ينقل البضائع حتى يقابلكِ بنفسه، وهناك عدد من العربات المصطفة في بجانب المنزل الجانبي.”
في تلك اللحظة، نظرت مونيكا إلى الكونتيسة بنسيل التي كانت تقف خلفها.
“تعالي معي. هذا الأمر له علاقة بما سنقوم به معًا من الآن فصاعدًا.”
بدأت الكونتيسة بنسيل تدرك أن كلام مونيكا لم يعد كذبًا، وبدأت تشعر أن التوتر والقلق يزولان من كتفيها تدريجيًا.
تبعت مونيكا وكأنها منومةٌ مغناطيسيًا.
وصلتا إلى مدخل المنزل الجانبي، حيث كانت مونيكا مذهولة برؤية العربات المنتظرة.
‘ما الذي تفكر فيه الأميرة تايلور؟’
كانت تتوقع وجود عربتين أو ثلاث، لكن ما رأته كان حوالي عشر عربات ضخمة مصطفة عند المدخل.
كانت قد طلبت إرسال كمية من الزجاجات لبدء المشروع.
لكن يبدو أن تايلور أرسلت كل الزجاجات المتاحة في المملكة.
هل كانت متسرعة أم سخية للغاية؟ تابعت مونيكا طريقها ودخلت إلى غرفة الاستقبال.
“دوقة، لقد مر وقت طويل.”
“ما كل هذه العربات التي تقف أمام المنزل الجانبي؟”
سألت مونيكا بلهجة تحقيق وهي تتجاهل تحية لو، الذي كان ينتظرها في غرفة الاستقبال.
كان لو على وشك الإجابة، لكنه لاحظ أن مونيكا لم تكن وحدها، فقد دخلت معها امرأة أخرى إلى الغرفة، فحدق نحوها.
أدركت مونيكا عندها أنها كانت متسرعةً بمعرفةِ الإجابة، فبادرت بتقديم الكونتيسة بنسيل.
“هذه الكونتيسة بنسيل، زوجة الكونت بنسيل، أحد أتباع دوق أورساي.”
انحنى لو بأدب ليحيي الكونتيسة بنسيل بعد أن أنهت مونيكا كلامها.
“أنا لو، نائب رئيس قافلة ريارت التجارية.”
بعد تقديم نفسه بسرعة، وجه لو نظره مرة أخرى نحو مونيكا.
“هل أحضرتها لتشاركنا في الحديث؟”
“نعم، دعونا نجلس أولاً.”
جلس لو والكونتيسة بنسيل بهدوء بعد أن أنهت مونيكا حديثها.
“لو، هل يمكنك أن تشرح لي موضوع العربات المصطفة أمام المنزل الجانبي؟”
“آه، هل فاجأكِ الأمر؟ رئيس القافلة كريم للغاية. سمعت أنكِ طلبت إرسال زجاجات لتعبئة مربى الفراولة كاستثمار. وقد قام رئيس القافلة لإعداد ثلاثة أنواع: زجاجات صغيرة، متوسطة، وكبيرة.”
خرجت تنهيدة إعجاب غير مقصودة من فم مونيكا.
كانت تايلور حقًا سيدة أعمال بارعة. لقد رأت الفرصة وتعاملت معها بجدية. تابع لو حديثه
“بما أن ال
توزيع أصبح مسؤوليتنا، نرى أن البدء ببيع المربى في الزجاجات الصغيرة سيكون خطوة جيدة، ثم نتوسع تدريجيًا إلى الأحجام الأخرى. لذا لا تقلقي بشأن الكمية. وأيضًا…”
وضع لو ورقة على الطاولة وأكمل حديثه.
ترجمة :مريانا✨