The possessed villainess does not want a divorce - 47
الفصالتقت عيناها بعينيه، وفي خضم هذه الأسئلة البسيطة والإجابات المتبادلة، شعرت بأنهما يتعرفان على بعضهما أكثر.
أدرك ليام أخيرًا بصدق أن زواجه من مونيكا تم بناءً على انجذابه لمظهرها فقط، دون المرور بمرحلة التعرّف التدريجي الذي يؤدي إلى الحب.
رغم أنه كان يعرف ذلك بشكل غامض، إلا أن الحقيقة الآن أصبحت أكثر وضوحًا في قلبه. ثم سئلها
“هل هناك شيء آخر تحبينه غير الكتب؟”
“لست متأكدة… عندما تسألني فجأة هكذا، لا أعلم.”
“إذن، ما الذي ترغبين في فعله مع الشخص الذي تحبينه أو تكرهينه؟”
“همم…”
صمتت للحظة، وهي تجمع شفتيها وتفكر بعمق، قبل أن تجيب:
“بصراحة، أود تجربة أشياء بسيطة جداً. قد يبدو الأمر غريباً، لكن إذا حصلت على صديق حقيقي، أود أن أطلب منه ان يقوم بقراءةِ كتابٍ أحبهُ لي. وأيضاً أود أن أقرأ له كتاباً يحبه.”
“…صديق حقيقي؟”
” نعم ،فقط هكذا كنت أود تجربة ذلك . أعتقد أنني بحاجة لاختيار كتاب الآن. لقد تسوقت كثيراً اليوم، أشعر أنني بحاجة للراحة عندما أعود للمنزل.”
تهربت من سؤاله وبدأت تتصفح الكتب. أثناء تفحصها، وقع نظرها على كتاب رفيع في إحدى الزوايا، فمدت يدها لتمسك به.
“أوه؟ إنه ديوان شعري.”
“نعم، هناك رف خاص للشعر بجواره. يحتوي على العديد من القصائد الجيدة.”
أجاب ليام وهو يتصفح الكتب بجانبها. نظر إلى الكتاب الذي كانت تمسك به وقال:
“إنه ديوان للشاعر دورونوا.”
“هل قرأته من قبل؟”
مد ليام يده ليمسك بالديوان وفتحه، وفي هدوء المكتبة، سمع صوت ليام المنخفض وهو يقرأ
“أريد أن أعرفكِ أكثر عن ما اعرفه …”
كانت عيناه تتجهان نحو الكتاب.
كان يقرأ لها بضع سطور من القصيدة. ثم واصل بصوته الهادئ
“دورونوا كتب الكثير من القصائد حول الحب والعشاق.”
أعاد الديوان إلى مونيكا وسحب ديواناً آخر.
وللحظةً، استلمت مونيكا الديوان دون تفكير.
“ليام، هل كنت تقرأ لي القصيدة عمداً؟”
“قلتِ إنكِ ترغبين في تجربة ذلك.”
أجابها بهدوء، محاولاً تجنب نظرتها، لكن أذنيه احمرتا بشكل واضح.
لم تصدق أن ليام الجريء والحاد يمكن أن يقرأ لها شعراً بهذا الصوت الناعم.
“إذن، هل عليَّ أن أقرأ لك الآن؟”
“إذا كنتِ ترغبين في ذلك.”
نظرت مونيكا إلى وجه ليام للحظة. رغم كلامه، بدا وكأنه يرغب حقًا في أن تقرأ له.
شعرت برغبة في اللعب قليلاً معه ،رغم أنها لم تكن مستعدة للقيام بذلك على الفور.
“على أي حال، هذا أحد الأمور التي أردت تجربتها، لذا سأفعل ذلك عندما أشعر بالرغبة.”
نظرت مونيكا إليه بعينين مليئتين بالفضول، تنتظر ردة فعله. توقف ليام عن تقديم الكتاب لها فجأة.
تردد قليلاً وهو يمسك الكتاب ثم قال
“إذن ،هل نعود الآن؟ قلتِ إنكِ متعبة.”
“ألن تطلب مني القراءة؟”
“عندما ترغبين بذلك، لا مشكلة. ليس من الضروري أن تكون مشاعر الطرف الآخر متطابقة مع مشاعري دائماً.”
“ما هي مشاعرك الآن؟”
“أريد أن أتعرف عليكِ أكثر، سو جونغ.”
احمر وجهها قليلاً.
‘هذا يبدو وكأنه علاقة حقيقية.’
شعرت بوخز في قلبها واحمرار في وجهها، فاستدارت بعيدًا قليلاً.
كان ليام فقط يمثل دور الزوج المتودد، فلماذا شعرت بهذه الأحاسيس الغريبة؟
حاولت أن تتجاهل مشاعرها وقررت التركيز على العودة إلى عالمها الحقيقي، فقالت له
“لنعد. أشعر بالتعب.”
مدت يدها لتأخذ بيده دون أن تنتبه، ثم توقفت.
“سو جونغ، ما الخطب؟”
“لا شيء… هيا بنا.”
كانت مشاعرها مشوشة، لكنها حاولت التخلص من ذلك بسرعة، ولم ترغب أن يظهر ليام على ما كانت تشعر به.
تقدمت مونيكا باتجاه العربة، متجاوزة ليام الذي تبعها مع الحراس.
كان الموقف يبدو وكأنهم كانوا يراقبون كل خطوة تقوم بها.
* * *
كانت أشعة الشمس تتسلل من خلال الستائر إلى الغرفة.
تمددت مونيكا واستيقظت من نومها.
‘يبدو أن ليام ذهب إلى مكتبه بالفعل.’
في الأيام القليلة الماضية، كان ليام مشغولاً بالعمل بعد أن قضى الكثير من الوقت في التسوق والمواعيد.
نظرت إلى “لاَكي”، الذي كان يجلس بجانب السرير ويحرك ذيله، ثم توجهت أنظارها إلى طبق الفاكهة بجانبه.
كانت الفراولة ذات اللون الأحمر الداكن تبدو ذابلة.
حتى لو كان لاَكي مخلوقاً سحرياً، فإن تناول مثل هذه الفاكهة قد تسبب له مشكلات في المعدة.
“الفراولة لا تبدو بحالة جيدة.”
أمسكت الجرس بجانب السرير وهزته لتستدعي الخادم.
“أيها الخادم، الفاكهة التي يتناولها لاَكي لا تبدو طازجة، ما الذي حدث؟”
“حسناً، سيدتي، المسؤولية عن المطبخ تقع على عاتق السيدة كونتيسة بنسيل. سأتحقق من الأمر اليوم وأطلعك على التفاصيل.”
فكرت مونيكا للحظة.
‘هل كانت الكونتيسة بنسيل واحدة من النبلاء الذين يدعمون أنجيلا؟ هل تعمدت تقديم الفاكهة غير الطازجة لهذا السبب؟ بسببي؟’
بغض النظر عن السبب، شعرت مونيكا أنه من الأفضل أن تذهب بنفسها إلى المطبخ لتحضر الفاكهة الطازجة.
“لا داعي لذلك، أيها الخادم. سأهتم بالأمر بنفسي.”
“هل أنتِ متأكدة، سيدتي؟”
أومأت مونيكا برأسها بخفة.
كما توقع ليام، بعد أيام من تظاهره بالتودد، وعودة أنجيلا إلى منزلها، أصبحت الأجواء في الدوقية أكثر هدوءاً بالنسبة لمونيكا.
هذا الهدوء منح مونيكا التي كانت على وشك الانهيار النفسي بعض الراحة وأعاد لها طاقتها وثقتها.
غادر الخادم الغرفة ثم عاد بعد قليل وهو يحمل الإفطار.
كان طبق الحساء، والخبز الطازج، واللحم، والسلطة تبدو لذيذة، وكأنها طعام من مطعم فاخر.
على الرغم من أنها لم تكن تولي اهتماماً كبيراً بالطعام في الماضي، إلا أن الأطباق التي كانت تقدم في الدوقية كانت مرضية جداً.
لو كان هناك أي نية لإيذائها، لكانت قد لاحظت شيئًا غريبًا في الطعام. لكن حتى الآن، كانت جميع الأطباق نظيفة ولذيذة.
‘حسنًا. لا أستطيع أن أجزم بشيء الآن. سأعرف عندما أذهب إلى المطبخ. لا يمكن أن يحدث شيء إذا ذهبت بنفسي، أليس كذلك؟’
فكرة أنها لم تعد وحيدة منحت مونيكا ثقة وشجاعة.
بعد انتهائها من تناول الإفطار، حملت “لاَكي” في حضنها وخرجت من الغرفة.
‘قالوا إنه في نهاية الممر بالطابق الأول، أليس كذلك؟’
كلما اقتربت من نهاية الممر، سمعت صوت الأواني وأدوات الطبخ تتصادم بعضها ببعض.
لم تدرك مونيكا أنها قد تناولت الإفطار في وقت متأخر وكان وقت الغداء قد اقترب، ويبدو أن المطبخ كان مشغولًا بالتحضير لوجبة الغداء.
‘لا أريد أن أكون مصدرًا للإزعاج.’
وقفت بحذر أمام باب المطبخ وألقت نظرة إلى الداخل.
كانت تتوقع وجود حوالي عشرة أشخاص فقط، لكن كان هناك عدد كبير من الأشخاص يعملون بنشاط.
المشهد ذكرها بمطابخ الفنادق التي كانت قد شاهدتها في التلفزيون قبل أن تتجسد في هذا الجسد.
“هيا، لم يتبقَ سوى 30 دقيقة على وجبة غداء فرسان الدوقية.”
كانت الكونتيسة بنسيل تتحرك بحماسة وهي توجه الجميع وتدير الأمور داخل المطبخ.
كانت تقوم بتوزيع المهام وتنظيم المواد الغذائية، لكنها لم تطبخ بنفسها.
في الجهة الأخرى، كانت البارونة نوسون تساعد في الإشراف على العملية، وتتأكد من أن الطعام يُجهز بشكل صحيح.
‘واو.’
أعجبت مونيكا بالتنظيم العالي والكفاءة التي يعمل بها المطبخ.
كان يبدو أن كل من الكونتيسة بنسيل والبارونة نوسون لديهما مواهب تفوق مجرد إدارة مطبخ الدوقية.
في تلك اللحظة، حاول “لاَكي” الذي كان مستقرًا بهدوء في حضن مونيكا القفز نحو المطبخ، مما لفت انتباه الكونتيسة بنسيل إلى وجود مونيكا.
تقدمت الكونتيسة بسرعة نحو الباب.
“سيدتي الدوقة، هل هناك أمر؟”
بدا أن الكونتيسة بنسيل التي كانت واثقة ونشيطة قبل لحظات، أصبحت قلقة قليلاً من زيارة مونيكا المفاجئة.
“أعتذر إذا كنت أعطّل عملكم.”
“لا، بالطبع لا. هل هناك شيء يمكنني مساعدتكِ فيه؟”
ردت الكونتيسة بنسيل بحذر، آملة أن مونيكا لن تصدر أي أوامر مفاجئة.
“لقد لاحظت أن الفاكهة التي يتناولها لاَكي ليست بحالة جيدة، لذا قررت أن آتي بنفسي لأخذ بعض الفاكهة الطازجة.”
“آه! كان بإمكانك أن تطلبي من إحدى الخادمات القيام بذلك.”
أجابت الكونتيسة بسرعة، ثم ذهبت إلى المطبخ لتحضر الفراولة.
“سيدتي الدوقة، الفراولة في موسمها الآن، لكنها تتلف بسرعة. أعتذر عن حالتها.”
نظرت مونيكا إلى الفراولة في الوعاء، كانت تبدو جافة وباهتة اللون.
‘هل لا يوجد لديهم ثلاجة؟ أو ربما سحر التبريد؟ لحظة، هل استخدموا ذلك من قبل؟’
بدافع الفضول، رفعت مونيكا رأسها وسألت الكونتيسة بنسيل:
“هل لا يوجد مكان يمكن تخزين الفاكهة فيه في درجة حرارة باردة؟”
“لدينا مخزن صغير يحتوي على حجارة سحرية للتبريد، لكنه يستخدم عادة لتخزين اللحوم. المساحة ليست كبيرة بما يكفي لتخزين الفاكهة أيضاً.”
بما أن مونيكا شعرت بالاسترخاء قليلاً، بدأت تتساءل.
هل يتم التخلص من الفاكهة الفاسدة فقط؟ أم يتم استخدامها في تحضير أطعمة أخرى؟
على الرغم من أن هذا كان مجرد فضول، إلا أن مونيكا شعرت أنه سيكون من المفيد معرفة كيفية إدارة الطعام، خاصة إذا كانت ستعتني بـ لاَكي لفترة طويلة.
“إذن، ماذا تفعلون بالفاكهة التي لا تكون بحالة جيدة بعد تخزينها؟”
ابتلعت الكونتيسة بنسيل ريقها وأجابت بتوتر وكأنها تُجيب عن سؤال امتحان:
“بما أن معظم فرسان الدوقية وموظفيها يفضلون تناول اللحوم أكثر من الفاكهة، نقوم بالتخلص من الفاكهة إذا لم تكن بحالة جيدة.”
“ألا يتم معالجتها بأي طريقة؟”
“ماذا؟ معالجة؟”
“أعني، هل تفعلون شيئًا لجعلها تدوم لفت
رة أطول؟”
“في الحملات أو الحروب، نقوم بتمليح اللحوم لصنع اللحم المجفف، لكن لا يمكننا تمليح الفاكهة، لذا لا نفعل شيئاً آخر.”
“هل تصنعون المربى هنا؟”
“مربى؟”
بدت الكونتيسة بنسيل متوترة بشكل واضح، وكأن مونيكا كانت تختبرها.
ترجمة :مريانا✨