زهرة القمر الذهبية - 2
أشرقت الشمس لتصل خيوط انوارها الى النافذة لتداعب خصلات شعر اليزابيث النائمة
يوم جديد داخل عالم الرواية المشهورة التي ستنقلب أحداثها بفعل دخول جديد لها
______________________________________________________________
الكثير يسمع يخصوص اناس ينتقلون لعالم اخر بعد موتهم
لم أكن من هؤلاء الناس الذين يصدقون بمثل هذه القصص لانها مجرد خرافات لا أدلة لها
لا يوجد شيء في هذه الحياة يبرهن حقا حصول ذلك
كنت اتوقع ان اعيش حياة عادية و اموت كالاخرين
لكن
مجرد قول ان موتي قريب سيجعل اعضائي تتصلب تلقائيا
و قلبي يقشعر فجأة
كنت اخاف الموت مبكرا ، فمازال لي مشوار كبير لاقطعه بنفسي
حتى ذلك اليوم ….
تكون فيه تمشي كعادتك حتى تجد نفسك محاطا بالناس و بالاسعاف
فلا تعرف ماذا يجري
فتحس ببطئ روحك تُسحب من جسدك و ضباب اسود يتشكل من حولك
لتفقد املك في اكمال حياتك
و تستقبل الموت بصدر رحب لترحب به
و يسودك ظلام لا متناه
مصير لا يمكنك الافلات منه
لكن مازال خيط امل يتدلى بالأرجاء فتمسك يه
و يغيب وعيك و يتوقف عن العمل
ما الذي كنت تتوقعه ؟
حياة جميلة لتعيشها ؟
و من يدري ؟
يمكن ان تعود مرة اخرى لكن بحياة اسوء من السابقة
لان حياتك مبنية على محورين ، محور سعادة ابدية او كآبة تتخللها سعادة مرات قليلة
لذا فالاغلب يقع في الشبكة الثانية ليصبح كئيبا يريد التخلص من حياته
لكن مرة اخرى
خيط اللأمل السابق رجع ليتدلى بجانب فتاتنا الميتة
املها تلاشى فلم تمسك به الا انه اتى اليها ليحكم عقد نفسه على يدها
هل هذا حقا ما اريده ؟
لم تكف الفتاة عن سؤال نفسها فهي و الفرص الثانية عالمان متوازيان لا يمكن لهما التقاطع
اصبح الخيط نورا مشيرا لنفق اخر
هل هذه حقا البداية التي تأتي بعد النهاية ؟
أو مجرد طريق يقودني لعالمي القديم المتهالك ؟
لماذا انا الآن سارزق بحياة ثانية ؟
هل هذا ما يريده قلبي ؟
ام جشعي وراء الحياة اعادني لنقطة البداية ؟
…
هذا الذي كنت اتكلم عنه دائما لكنه لم يأتي الي ابدا فأنا مجرد فتاة بائسة لم ترد سوى عيش حياة كاقرانها ، ان تعيش بين احضان عائلة و ان تغفو بين حضن ام ، لكن كل هذا كان فقط تخيلات لفتاة مسكينة قد ابتلتها الحياة بموت اكثر الناس قربا لها
____
وصلت تلك الروح لاخر النفق فتفتح عينيها على مصرعيها
هل حقا أصبح الحظ بجانبي ؟
هل حقا انا …..
أنا ما زلت حية ؟؟!!!!
هل الحياة فجاة اصبحت تحبني ؟
ام انها مجرد تخيلات كالسابق ؟
لا لا ، لن اتوقع شيئا اخر مرة اخرى
سأترك حياتي تمر كعادتها و أترك عقلي ليرتاح قليلا
فأنا لست متأكدة من استمرارية حياتي الآن
…..
يبدو أنني أفكر كثيرا….
__________
” …تي..”
“…دتي..”
” سيدتي ،
استيقظي ، لقد أتت الآنسة كاميليا لزيارتك ، هل أطلب منها الرحيل أم ماذا ؟”
اوه ، اذا ذلك لم يكن حلما
فأنا ما زلت حية …..
” لا ، قلي لها أنني سآتي بعد قليل “
” حسنا ..؟ “
‘ هل هذه حقا ـ اليزابيث الشريرة ـ المعتادة ؟ ، أعتقد أنها تغيرت … ‘
___
التحضير لكل شيء صعب ، حتى الملابس تستغرق وقتا طويلا من أجل اختيار الأنسب
كما لو أن هذا مهم حقا
أتساءل
لما معظم الأسرات الاستقراطية هنا يحبون ‘ تبذير الأموال ‘ ؟
في يوم واحد قد ينفقون مئات العملات الدهبية
هل يعتقدون مثلا أن المال ينمو على الأشجار؟
بالطبع لا
فقط انظروا لحال الفقراء و ستدركون أن المال ليس ثمارا على الشجر تسقط على الأرض كالأوراق
” سيدتي ، أي ثوب ستختارين “
ما هذه الألوان ، ألوان ساطعة ، لا هذا يعمي العين
” أريد شيئا بسيطا و أنيقا
أوه… ، انتظري ، هل هذا مناسب لك ؟ “
أوه ، إنه جميل و بسيط في نفس الوقت
” نعم ، إنه مناسب “
” حسنا ، لنقم بتحضيرك “
___________
” أنت أنيقة كالعادة سيدتي “
” نعم ، أنت جميلة للغاية “
امدحوا كما تريدون ، فأنا لا أهتم على أي حال
يعتقدون أنني سأكافئهم على مدحهم ، لا يا أعزائي ، فأنا لست اليزابيث القديمة التي تشكركم على كل كلامكم الذي تقولونه
” هيا سيدتي ، الآنسة بانتظارك “
تلك الزخارف التي تملئ الرواق حتى نهايته
و الصور المعلقة على الحائط لمالكي الدوقية السابقين
و الصورة الكبيرة للدوق و الدوقة الأم
اهه ، إنه منظر لن يراه أحد إلا في الأحلام ، طبعا أنا محظوظة بعض الشيء كوني واقفة هنا ….
” سيدتي ، لقد وصلنا “
حان الوقت لقائي الأول بالبطلة آشلي
” تحياتي لكِ جلالة الأميرة ،أنا آشلي كاميليا ، تشرفت بمعرفتك “
” أنا أعرفكِ ، أنت ابنة الماركيز “
” نعم سيدتي ، أرجو أن لا أكون قد أزعجتك ، أردت فقط أن أقوم بزيارتك كونكِ كنتِ مريضة بعد حضوركِ لحفلتي ، أنا آسفة حقا أنه تم تسميمكِ في حضوري “
_ ابتسامة متكلفة _
أوه ……
هكذا إذا
هههههه ، هذا مضحك ، لا يمكن لأحد أن يتخيل أن الآنسة اللطيفة آشلي قد حاولت تسميمي
يمكن لطفل صغير قراءة تعابير وجهها ، إنها تخفي نوايا سيئة ، تعتقد أن أحدا لن يشك بها كونها لطيفة المظهر فقط
عزيزتي ، هذه الألاعيب لا تمارس في بيتي هنا
” لا بأس ، أنا لا أهتم على أي حال ، فأنا أعرف المجرم ، لدي جواسيس “
نظراتها المرتجفة تكشف عن ما يدور داخل رأسها
إنها غبية
” ……
من تعتقدين أنه سممك ؟ … “
” إنها أمور سرية ، حتى الدوق لا يمكنه الاطلاع عليها “
” … “
‘ هل …. هل هي تعرف أنني من سممها ؟ ، مستحيل !!! ، لقد دمرت الأدلة ، لكن كيف …؟ ‘
” أعتقد أنني اكتفيت من هذا ، تشرفت بمعرفتكِ آشلي “
” سُررت بمعرفتك أيضا جلالتكِ اليزابيث “
انتهى لقائنا بشرارات تتطاير في الأرجاء ، بالكاد أخفت آشلي وجهها المتوتر ، يبدو أنها تشك أنني عرفت أنها التي حاولت تسميمي
ستدرك أنها ليست لطيفة
و أنا سأساهم في إثبات هذا للباقين
أعتقد أنني الآن بعمر الخامسة عشر ، مازال أمامي ثلاث سنوات لبلوغي ، خمس لسجني و سبع لموتي
إن تصرفت بحسن لن يتم كرهي ثانية و لن يتم سجني أيضا
” جلالتكِ ، الدوق يريدك “
أوه ، ماذا يريد فجأة ؟
هل يريد معرفة ماذا جرى لي ؟
أو…..
_____________________
” تحياتي لك ، أبي “
” أهلا عزيزتي ، كيف حالكِ ؟ ، هل زال عنكِ الألم ؟ “
” نعم أبي ، أنا أحسن مما كنت البارحة “
سوف يسألني سؤالا مبهما بعد قليل ..
” أوه ، جيد ، هل فكرتِ فيما قلته لكِ ، بخصوص امتحان الأكاديمية “
..
أوه ، لقد نسيت أمر كون اليزابيث دخلت الأكاديمية
” اليزابيث ؟ “
” أوم آسفة لقد شردت قليلا ، أما بخصوص الأكاديمية فما زلت لم أتخذ قراري ، فهذا القرار مهم “
” أنتِ محقة ، يمكنكِ الذهاب الآن فالسم لم يذهب مفعوله جيدا “
” حسنا ، إذا أستميحك عذرا ، … با أبي “
أعتقد أنني سأرتاح قليلا ، جسمي يحترق لكنني سأحتمل لنهاية هذذ الطريق …..
” سيدتييييي !!! “
……………………………………………………………..
” كيف حالها ؟ “
” حالتها مستقرة الآن ، يجب عليها الراحة فقط “
” حسنا ، اخرجوا دعوها ترتاح “
ماذا ….؟
هل فقدتُ وعيي ؟ ، و أنا التي كانت تقول أنها ستحتمل لنهابة الطريق
هههههه
يا لي من مغفلة
سأكمل راحتي فقط كباقي الناس و إلا سأمرض أكثر