The mansion awaits spring - 4
***
أكمل حديثه قائلاً.
” هذه مجرد نكتة، ألا تعلم بالعمل الكثير الذي يقع على عاتقي القيام به “.
” فيزن “.
نهض ميلر من مكانه أخيرًا واقترب من فيزن وتحدث بصوت خافت للتأكد من عدم سماع أحد لما سيقوله.
” ألا يجب علينا قتل تلك الساحرة، ألا توافقني الرأي؟ “.
” حتى وإن كانت ساحرة فعلاً، لن تتمكن من قتلها ما لم تملك اي دليل لاثبات جرائم القتل “.
” وهل يمكننا أن نجد أدلة خلف السحرة في الأصل؟ هذا مستحيل “.
نظر فيزن إلى ميلر وطرح سؤالاً.
” مستحيل؟ “.
” بالطبع، من المستحيل فعلها ما لم تقم بتسليم القضية إلى الكنيسة، لذا سلمها إليهم “.
” الكنيسة؟ ولماذا تتجاهل جهود شرطة إمبراطورية لاسا؟ “.
” لم أكن أعني هذا……. “.
” الكنيسة لا تقوم بأي محاكمات، فهذا ما يقع على عاتق القضاة، وتتم التحقيقات خلف الادلة من قبل الشرطة، و إضافة إلى ذلك، لا تحتاج شرطة إمبراطورية لاسا إلى إذن الأرشيدوق “.
استوقف فيزن حديثه ناظرًا إلى الأرشيدوقة.
وبعدما حدث تصادم بين نظرات الإثنين لاحظ نظرات هايدي التي كانت متوترة في كيفية تهدئة هذا الاشتباك بين الأخوين فقام بالتهدئة من حدة نظراته.
وبدأ أن ميلر قد لاحظ أن فيزن لا يمتلك سببًا للبقاء هنا فسارع بالإمساك بذراعه وقال.
” سمعت ان درجاتك كانت ممتازة في الأكاديمية، لو كان والدينا على قيد الحياة بعد ليقوموا بالإشادة بك أكثر، أنا آسف لأنني لا أستطيع قول شيء أفضل من هذا “.
قال فيزن بنبرة متعبة.
” ماذا علي أن أفعل لكي تتقبلوا أنني أصبحت شخصًا بالغًا الآن؟ “.
” أنا لا أقول هذا لأني مازلت اراك كالطفل، لدى هذا الأرشيدوق توقعات عالية يضعها على ظهرك، كن بمثابة الجسر الذي يصل بين الاقليمَيّن، فيزن ديوس “.
” لا حاجة لقول ذلك، أنا أعرف “.
رد فيزن عليه بهذه الطريقة لكنه ودع الدوقين بأدب قبل أن يستدير للمغادرة.
وصاح ميلر في ظهره.
” سنقوم بحفلة واحدة على الأقل قبل نهاية السنة يا فيزن! “.
” أفعل ماشئت، فأنا لن أحضر “.
قال فيزن ذلك بلا مبالاة كعادته أثناء مغادرته.
شعر ميلر بالامتنان بعد سماعه لاجابة لم يتوقع سماعها حتى و عاود الجلوس على كرسيه.
” لقد كان ألطف بكثير عندما كان طفلاً، بعد هذا اللقاء، أتمنى أن لا يكبر أبنائي ابدًا “.
” صحيح، من المحزن رؤيتهم يكبرون يومًا بعد يوم بهذه السرعة “.
وافقته هايدي الرأي و سرعان ما سألته بعدم تصديق.
” لكن، هل حقًا للآنسة أبريل علاقة في قضية ساحرة الليل؟ “.
” لا أعلم، لكن شر تلك المرأة قد يجعلها تفعل أي شيء من حقدها “.
نقر ميلر لسانه وهو يتذكر تلك الفتاة التي ضلت تتبعه في كل مكان.
لم يحتمل النظر الى عينيها اللتان كانت تنظر فيهما إليه بتعالٍ بسبب يقينها بأن كل ما تريده هو ملك لها منذ ولادتها.
الثقة المفرطة التي جعلت من أبريل لونوس لا تعتقد يومًا بأن هناك شيئًا قد يعيق سبيلها نحو أي شيء، مجرد التفكير في أبريل لونوس يجعله يفضل الموت موطئًا رأسه.
انتهت المحاكمة بين الخطيبين بانتصار ميلر، ولم تكن أبريل التي تم إعدام والديها مباشرة بعد صدور الحكم أقل من مجنونة.
تذكر أبريل التي كانت تجلس داخل القفص الحديدي وتقوم بلعنه وإلقاء الشتائم عليه.
” سآتيك بعد سبع سنوات، لن أتركك بشأنك “.
مظهرها آنذاك وهي تتفوه بهذا وهي تصر على أسنانها لم يذكره ألا بالساحرات.
***
كان مقر شرطة الأرشيدوقية مألوفا بالنسبة لأبريل، فقد كان المكان الذي اعتادت التواجد فيه بسبب المحاكمة التي امتدت لمدة تعدت عامًا واحدًا.
بحثت الشرطة بدون كلل أو ملل من أجل العثور على أي دليل تثبت أن أبريل هي الجانية في قضية ضباب الليل، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على أي دليل يمس هذه الواقعة السريالية حتى.
وفي هذه الاثناء عاد فيزن الذي كان قد ذهب إلى مقر الأرشيدوقية ناقًرا لسانه قبل دخوله غرفة التحقيق بعد سماعه لعدم حدوث أي تقدم في القضية.
و بعكس توقعات الجميع، ظلت أبريل تجلس بهدوء دون إثارة للشغب.
وبدلاً من ذلك، كانت تراقب العالم الخارجي من نافذة المبنى.
وبعد السبع سنواتٍ التي قضتها في عزلة تامة أشبه بالحصار داخل كهف، فلا عجب من كون كل شيء في الخارج قد يثير اهتمامها.
شهدت الأرشيدوقية خلال هذه السنوات السبع تطورًا سريعًا لم يشهده تاريخها من قبل.
التقنيات التي تم استيرادها من الإمبراطورية أحدثت فرقًا هائلاً أشبه بالفجوة، وقامت بتحويل الإقليم الشرقي إلى عالم مختلف تمامًا.
لم تلاحظ أبريل أن فيزن قد دخل و ظلت تحاول إكمال محاولتها في رؤية المشاهد التي انقطعت عن ناظرها من حيث تجلس.
سأل فيزن ضابط الشرطة من فرع الأرشيدوقية الذي كان واقفًا في الردهة.
” الأصفاد ضرورية عندما تكون هناك مؤشرات على هروب المجرم، لكن لما قمت بوضعها على أيدي أبريل لونوس؟ هل تخشى أن تهاجمك امرأة كهذه بسكين او ما شابه؟ “.
” في الحقيقة، كل ما في الأمر…… لا نعلم متى قد تقوم باستخدام السحر “.
” بأصفاد لا تملك مقاومة سحرية؟ أنت ذكي حقًا “.
بعد تلقيه للسخرية مما يجعل وجهه يحمر خجلاً، سارع في البحث عن المفتاح على عجل وناوله إلى فيزن الذي مد يده بعد انهائه لكلامه بكلتا يديه.
اخذ فيزن المفتاح وقام بالاقتراب من أبريل وبدأ بفك الأصفاد عن معصمها الأيمن الذي كان معلقًا عند رجل الطاولة.
انتفضت فور ما أدركت وجوده أخيرًا لكنها ما أن شعرت بالاطمئنان من تواجده.
” هل يريد ميلر قتلي؟ “.
” أنا ضابط للشرطة الإمبراطورية، لا اتلقى أوامرًا من الأرشيدوق أو أيًا كان “.
” إذن، قمت بجلبي إلى هنا بناءً على اوامرك الخاصة؟ “.
” أترين هذا؟ أنه ناتج عن ذكاء أحدهم “.
قال فيزن ذلك بسخرية إلى الشرطي الأرشيدوقي الذي مازال ينتظر واقفًا عند الباب.
ضربت أبريل الطاولة بيدها اليمنى التي أصبحت طليقة وسألته.
” إلى متى سأبقى هنا؟ أخرجني بسرعة “.
” اوه، يبدو أن احدًا ما مازال يغضب بسرعة “.
” اولستم أغبياء؟ كيف يمكنني قتل شخص ما وانا لم أغادر ذلك القصر أبدًا؟ كيف أصبحتم ضباط شرطة بهذه العقول؟ “.
” إهانة الشرطة مسموحة للشرطة فقط، لن أطلق سراحك أن لم تصمتي “.
قال ذلك وهو يشير إلى معصمها الأيسر مما جعل أبريل تدير رأسها ناحية النافذة بعبوس واضح.
لم تترك ذلك الطبع بالتذمر أن لم تحصل على ما ترده بعد.
فكر فيزن بهذا خلال فكه للاصفاد عن معصمها الأيسر.
ما أن فك وثاقها حتى أمسكت أبريل بكوب الماء الذي كان بالقرب منها و سكبته في وجه فيزن.
استقبح فيزن فعلتها بعدما أصبح مذهولا لوهلة من فعلتها واخذ يمسح وجهه من الماء.
” حتى الكلاب المسعورة تعود إلى رشدها بعد الحبس لسبع سنوات “.
” أنا أملك وعيً عكس الكلاب، ألقيتم القبض علي على شيء لم أفعله “.
” حاول والديك قتل أخي، من المستحيل أنكِ لم تكوني تعلمي، وحتى أن كنتِ لا تعرفين حقًا، كانت هذه الفعلة كافية لإعدامهما “.
استوقفت أبريل عن الحديث عند سماعها لكلمات فيزن الهادئة.
” لقد نجوت لأنكِ كنتِ صغيرة، و بقولك عن نفسك بالذكية، عليكِ أن تدركي هذا على الأقل “.
إجابته أبريل بصوتٍ مليئ بالألم وقتها.
” لم يمت أخوك، لكني فقدت والدايّ “.
” حدث هذا وفقًا للإجراءات القانونية “.
رد فيزن الذي خلا من التعاطف جعل أبريل تفقد الرغبة في المواصلة في التحدث والبقاء صامتة.
اتجه فيزن ناحية النافذة وأخذ يتكئ عليها وقام بفتح ملف التحقيق لمطالعته بينما يشير بذقنه إلى النافذة.
” أكملي المشاهدة، بينما أقرأ هذا “.
“…….. “.
تضايقت أبريل من لامبالاته، لكنها لم ترد أن تخسر عقلانيتها بسبب كرهها له.
فركت معصميها بعد فك الأصفاد عنها ونهضت لتأخذ بالسير ناحية النافذة.
واضعةً يدها على إطار النافذة لتتمتم بمرارة.
” لقد تغير كل شيء كثيرًا “.
كان العالم مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل سبع سنوات مضت، كانت الضوضاء المستمرة بلا انقطاع إثر عمل المحركات، كان هناك ترام سياحي يجول حول الساحة.
أصبح كل شيء أنظف وأكثر تطورًا، ما زالت المباني هي نفسها، ولكن جميع التفاصيل الأخرى كانت مغايرةً تمامًا.
***
***