The mansion awaits spring - 2
***
كان بإمكان أبريل أن تدرك بسرعة أن ضباط الشرطة هؤلاء كانوا مسلحين، في مثل هذه المعاطف الجلدية الطويلة التي يرتدونها، كان هناك دائما جيب مخفي فيها لتخزين الأسلحة، اكتشفت ذلك منذ زمن طويل عندما تم القبض على عائلتها.
علاوة على ذلك، كانت هناك شارات لم تكن مألوفة لأبريل التي حيت الشرطة بكل سرور، وبما أن شعار شرطة الدوقية الكبرى كان واضحًا، ربما كان قسمًا قد أنشئ حديثًا.
في العادة، ما يسبق نشأة قسم جديد في الشرطة احداثًا سيئة، وليس من المرحب اطلاقًا أن تقوم منشأة جديدة بزيارة شخصٍ ما.
أمسكت أبريل بإحكام الكيس الذي كانت تمسكه في قبضتها و حامل الشموع في يدها الأخرى.
كانت تسمعهم يتحدثون فيما بينهم وهم بينما يقتربون منها.
” أليست ساحرة كما يقال، هي التي قامت بإشعالها، أليس كذلك؟ “.
” يستحيل أن يكون الأمر منطقيًا إلا إذا كانت ساحرة، هل تقول أن هناك شيء عدى السحر بإمكانه إشعال النار في الهواء بدون الحطب؟ “.
مع اقتراب هدير أصواتهم منها، رأى أحدهم أبريل وهي تحمل شمعدانًا.
توقف معظمهم في حالة صدمة، ولكن عندما حاول رجلٌ يبدو أكثر شجاعة بالاقتراب ناحيتها، تم القبض عليه من قبل أشخاص بجانبه يبدو أنهم المرؤوسين.
” م،ماذا ستفعل لو كانت ساحرة حقيقية،ماذا ستفعل حينها!”.
” إذا كانت كذلك، فسيتم حل المشكلة “.
” أنا من سيذهب، لا يمكنني تحمل خسارتك أيها المفوض “.
” إذا كنت ترتجف رعبًا هكذا، أليس من الأفضل أن أذهب بنفسي؟ “.
” تذكر تضحيتي رجاءً “.
هكذا تحدث أحد رجال الشرطة وهو يقترب ناحية أبريل، لقد كان رجلا يرتدي معطفًا طويلا و قد كان يعتني بشاربه بعناية، مما يمنحه مظهرًا أنيقًا و مميزًا.
” هل أنتي الآنسة أبريل لونوس، رئيسة عائلة لونوس؟ “.
رئيسة العائلة.
أجل، لقد أصبحت رئيسة العائلة على الرغم من عدم تبقيّ شيء فيها…… .
أجابت أبريل بعد التفكير بتمعن.
” يبدو الأمر كذلك “.
” سُعدت بلقائك، أنا بول سويْر، رئيس القسم الأول في مكتب تحقيقات إمبراطورية لاسا “.
بعد تعريفه الرسمي بهويته، أخرج بول الأصفاد وقام بتقييد يديّ أبريل.
” أقبض عليكِ بتهمة أجراء سلسلة جرائم القتل التي وقعت في الدوقية الكبرى على مدار الثلاث سنوات المنصرمة “.
” جرائم قتل متسلسلة؟ “.
بسبب اتهامها بهذا السخف لم تستوعب أبريل بعد وضعها الحالي.
هل يحاول ميلر ديوس توجيه الاتهامات على جرائم لم ترتكبها؟.
لا، حتى لو كان يريد فعل ذلك، يجب أن يكون هناك سياق لهذه التهمة.
” كنت طوال الوقت حبيسةً في هذا القصر الأشبه بالزنزانة، كيف يمكنني إرتكاب سلسلة من جرائم القتل؟ يجب أن يكون هناك تفسير منطقي للتهم التي تلقيها “.
” لنأخذ هذه التفاصيل عندما نصل إلى المقر، سنستمع إلى أقوالك جيدًا هناك “.
كانت كلمات سويْر مهذبة، لكن تصرفاته على عكس ذلك تمامًا، لقد امسك بذراع أبريل وجرها خلفه كما يفعل مع أي مجرم أخر.
هل يخطط ميلر ديوس لقتلي؟ كان هذا ما فكرت فيه أبريل.
بينما كانت تُسحب عبر الأدغال، لاحظت وجهًا مألوفا بين مجموعة ضباط الشرطة.
عيون زرقاء باهتة مثل الضباب المزعج، شعر أسود متفحم، و ملامح حادة لكنها جميلة.
كان وجهًا مألوفًا.
كان يحظى بنفس تفاصيل ميلر ديوس، لكن ما يختلف فيه عنه هو شخصيته اللطيفة تمامًا.
كان الوحيد من نسل سلالة الدوق الأكبر الذي شاركها نفس سنة المولد.
فيزن ديوس.
لقد كبر كثيرًا من آخر مرة ألتقيا فيها، لكن بسبب ملامحه المميزة صعبة النسيان، لم يكن من المستحيل عليها عدم تذكره.
عندما لاحظت أبريل أنه كان يشعل سيجارته أمعنت النظر إليه.
” فيزن، هل أصبحت بالغًا بالفعل حتى يسمح لك بالتدخين؟”.
أدار فيزن جسده ببطء وهو ينظر ناحية أبريل.
وبعد وهلة، توقف الجميع عن السير بمن فيهم بول الذي بدا أنه لن يتوقف إطلاقا مهما قالت، ثم انفجر الجميع بالضحك في آن واحد بعدها.
عدا فيزن الذي ظل تعبيره هادئا كما لو أنه لم يفاجئ مثل البقية، فقد أشعل أشعل فتيل السيجارة و وضع الولاعة في جيبه بينما يسود الهدوء ملامحه.
” أنا سأبلغ الثانية والعشرين بعد بضعة أيام، ولابد من كونك قد أتممتي عامك الثاني والعشرين كذلك “.
“…… “.
سرحت أبريل للحظة عند كلماته ثم تمتمت.
” أعلم أنني في الثانية والعشرين من العمر “.
” يبدو أنك نسيتي أن هذه السبع أعوام قد مضت على الجميع أيضًا “.
كان فيزن محقًا في ما قاله.
لقد اعتادت على مضي الوقت بسبب الفراغ الكبير الذي كانت فيه.
وفي الأصل، حتى خلال تلك السنوات السبع المنقضية لم تفكر كثيرًا في ذلك الفتى المزعج، فيزن ديوس.
ذلك الصبي المقرف، الذي وقع في حب خطيبة أخيه بالطريقة نفسها التي وقع فيها أخيه في الحب.
الصبي الذي عانى من حمى الحب الأول وغادر من الإمبراطورية بمجرد اكتمال تعليمه في الدوقية الكبرى.
كانت لديها ذكريات ضبابية بكونه يخطط لأن يصبح ضابط شرطة، لكنها لم تكن سوى شظية صغيرة من الذكريات العديدة التي كانت لديها عن ميلر ديوس، الرجل الذي أحبته يومًا ما.
أستكمل رجال الشرطة سيرهم و قادوها خارج القصر وأثناء ذلك، تركت أغصان الشجر الجافة ندوبًا على كل من ذراعيها ووجهها، لكن لم يلاحظ أي من هؤلاء النبلاء الغير مبالين هذا.
ارتجلت أبريل لداخل العربة التي كانت متوقفة عند حدود المقاطعة، وأغلقوا الباب عليها من الخارج، بعد مرورها بهذا الموقف العبثي، شعرت بالدوار و صعوبة في التنفس.
ولكن ما أثار دهشتها حقًا أن تذكرها لوجه فيزن الذي كان مألوفًا ساعدها على استعادة تركيزها.
لقد بدا كما لو أنه على استعداد لسماع أي شيء منها على الأقل، على الرغم من كونهما لم يحملا ذكريات جيدة معًا.
لقد قام والديها بتربيتها بشكل حريص حتى لا تحصل على خدش واحد حتى.
كانت المرة الأولى التي ركضت فيها في حياتها عندما طاردت فيزن في الحقل بعد أن قام بإلقاء جوزة بلوط أصابت ظهرها.
لقد اعتقدت أنه فعل ذلك لأنها كانت تضايق هايدي، مضايقتها؟ ياللسخرية.
كان ذلك جزءً من ثقافة مجتمع الطبقة العليا، هكذا يتم تحقيق العدل فيه.
لتأخذ بثأرها، سكبت أبريل ذات مرة النبيذ على ملابس هايدي التي سلبت منها قلب خطيبها.
كانت المعضلة أنها قامت بذلك في الكنيسة. وفي الكنيسة الشرقية كان اللون الأحمر ممنوعا بشكل صارم لأنه كان يرمز للدم، أي شيء ذو لونٍ أحمر حتى لو كانت أحجارًا كريمة لا تكاد ترى على بروش صغير، فاللون الأحمر هناك ممنوع تمامًا.
لذلك، كان سكب أبريل للنبيذ على هايدي بمثابة إهانة كبيرة للكنيسة من قبلها.
في النهاية كانت التي ولت هاربة هي هايدي التي تحول معطفها الأبيض النقي إلى اللون المحرم.
بينما جلست أبريل بهدوء في مكانها و شاركت في تقديم الصلاة.
لم تجدي الإقامة الجبرية لسبع سنوات أي جدوى مما يجعل أبريل تندم على أي مما فعلته، بل بالعكس، اجتاحها الغضب مرة أخرى.
كان كلا من والديها غاضبين لأن خطيب ابنتهم الأثمن في العالم قام بالتخلي عنها في مكان عام و أمام مرأى الجميع.
بالنسبة لهم، كان اغتيال الدوق الأكبر وزوجته بمثابة عقاب له لمحاولته تدنيس شرف إبنتهما، لم يندما على فعلتهم هذه حتى بعد أن باءت بالفشل.
و لولا التهديد الذي كان يحل بحياة ابنتهم، لما اعترفوا اطلاقًا إلا في آخر لحظة أثناء المحاكمة في الكنيسة بما فعلاه والتي لم يعتبرها أيٌ منهما الإثنين جريمة.
استذكرت أبريل الألم عوضًا عن ذلك.
تذكرت لحظة إعدام والديها أمام ناظريها.
و شعرت بالتحسن في جسدها بالكامل بعد أن استشعرت جميع حواسها تلك الذكريات الحادة.
لأن تذكر ذلك الدفئ وتلك الألفة التي فقدتها كان أكثر ما يؤلمها.
هل يشعر الآخرون كما هي تشعر؟.
لم تتحدث أبريل مع أي شخص طيلة هذه السبع سنوات الماضية، لذلك لم تستطع أن تعرف هل كانت هي الغريبة ام لا، هل يشعر الآخرون بنفس المشاعر التي تراودها ام لا.
***
***